المحرر موضوع: يا صاحبي إنّك تؤلمني بقلم بنت السريان  (زيارة 2068 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بنت السريان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 570
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يا صاحبي إنّك تؤلمني
حوارما بين خشبة ومالكها

  بقلم   

بنت السريان

 أنّت الخشبة وتأوّهت  , لم تعد تحتمل قالت:
يا صاحبي إنّك تؤلمني ,في قلبي غرست إزميلك,أوجعتني ,هوِّن عليَّ قليلاً كم طعنتني!!
طعناتك ...آه منها,لم أنسى قسوتها ما حيييت,حروقاً في جسدي أحدثت,وثقوبا ً في عظامي نخرت,
بصمتِ بكيت أياما طوالاً بين يديك,أما اكتفيت؟؟؟؟؟
بمرارةٍ تفوّهت تلك الخشبة, بلهجة الأسير المغلوب على أمره,
 وما من سائل
أو مجيب.
فمالكُ الخشبة , لم يعرْ اهتماما لاحتجاجاتها المريرةولم يبال للأمر, هكذا كان يبدو.
لكنّه بحقيقة الأمر لم يكن هكذا, قلبه كان يقطر دماً لآلامها وبروحه يتألّم لمعاناتها, ويخوض معها عذاب تجربتها,وهومنهمك في صقلها لجعلها مزماراً ذا شأن.
وعندماإنتهى من مهامه على أحسن وجه,تنفّس الصعداء, ومسح عرق جبينه الممزود بدموعه,
وضعها في المكان المعدِّ لها بين الألات الموسيقية
ذات الطلب الثمين
وأخذ يناجيها بلفة المعاتب المحب
أيا قطعة الأبنوس الغالية , يا من كنت مهانة مرميّة,أيّتها الخشبة الصغيرة,
سامحيني
, لولا معالجتك  بإزميلي الحاد
ولولا هذه الشقوق والثقوب التي أحدثتها في جسدك,
 وذاك المنشار الذي هذّبك,
,لكنتِ الآن ليس إلآخشبة عادية,ولستِ بذي نفع للأبد,
 وليس من يجدُّ في طلبك ويثمّنك,,
هكذا بدا لك ,أني أعذّبك وأُدمّر حياتك,
لكن ما فعلته أني قسوت عليك قليلاً, كي أعدّك لمجد أفضل ,
حوّلتكِ إلى مزمارشدوه يخترق الأفاق,.
موسيقاه الجميلة تنعش النفوس, وتعزّي القلوب الحزينة ,وبلسما لحروق النفس الدفينة,
ما أجملكِ , ثمينة أنت الآن ,وبركة في العالم
آلة موسيقية تصدح بألحانها , يرتّل المؤمنون على أنغامها تسابيح للرب,
بصبرك اقتنيت نفسك
هنيئا لك هذا الصبر الذي أنشأ لك العزاء,
تحمّلت عمل إزميلي فيك, فكان لك هذا المجد.
,وهكذا نحن يشكّلنا الله
ويتعامل معنا ليعدنا لمجد أفضل
فلتكن مشيئته فينا كما يريدهو , وليس كما نريد نحن
ولنكن صبورين وندع تأديبه يعمل عمله فينا وفي حياتنا,
يصقلنا بالتجارب والضيقات,كما يصقل الذهب بالنار,
يؤدِّبنا وإلى الموت لم يسلّمنا,
ولأنّه يحبّنا يدخل المعاناة معنا كي يعيننا بالصبر على اجتيازها ,لأنه مسبقا قد أعدَّ لنا منها مخرجا.
للرب  المجدوالحكمة والقدرة والمعرفة
آمين

[/b]