المحرر موضوع: النكسة الإجتماعية لمصر  (زيارة 1226 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
النكسة الإجتماعية لمصر
« في: 14:52 10/04/2013 »
النكسة الإجتماعية لمصر
Oliver كتبها
كسروا مصر فإنكسرت.فككوا شعبها فتفككت.كانوا من زمن طويل ينخرون كالسوس في بنيانها.ينتشرون بخطي بطيء كالعقارب في تجمعاتها و ينفثون سمومهم في شرايينها.ينبحون من جحورهم و زواياهم و يجأرون كالذئاب في شوارعها و أزقتها  فصار العقل المصري مشوشاً .
نثروا الكراهية في كل أطباقهم .و أطعموا أولادهم البغضة و الإزدراء.الكذب دينهم حتي أنهم يفتخرون به كبطولة.إفساد مصر مخططهم و تحطيمها هدفهم.إنهم يكرهون مصر كعقيدة و يعتبرون محبتها شرك بالله.و جهادهم في سبيل المرشد فضيلتهم الوحيدة.
إنكسار مصر بعد نكسة 67 كان أكثر إحتمالاً من هذه النكسة الإجتماعية التي نعيشها.حيث كان الشعب بعد النكسة مكسوراً لكنه غير منقسم.حزيناً لكن لديه خصائص الوطن.
كانت نكسة مصر في 67 عسكرية و لم تكن هزيمة في كل المجالات كما هو حالها الآن.كانت هزيمة عسكرية لكنها أنعشت الفن و الأدب و القصة و السينما و و حدت القوي السياسية خلف قائدها.أما نكسة اليوم فهي في جميع المجالات .حالة من تلاشي الخزين الحضاري لمصر.فماذا سيتبق في مصر لو ضاع.
و كما تهلل الإخوان و سجدوا شكراً لله حين علموا بنكسة 67 هكذا هم الآن يتهللون و يعتبرون كسر مصر عبادة مقبولة.و الجهاد ضد شعبها هو بعينه جهادهم في سبيل إلههم الذي يفرح بخراب الأوطان و كسر الإنسان.
الهزيمة الإجتماعية
هو مصطلح قد يكون جديداً لكنني أعرفه كالآتي: حين يفشل مجتمع في إستيعاب التغيرات التي تواجهه فهو تماماً مثل فشل جيش في مواجهة جيش مقابله فتكون الهزيمة.
في الهزائم العسكرية تفقد الدولة المهزومة أراضيها و سيادتها علي جزء منها أو كلها أما في الهزيمة الإجتماعية فالدولة تفقد كيانها نفسه و تفقد وجودها مثل الإتحاد السوفيتي..فالهزيمة النفسية أزاحت بلاداً كثيرة من الوجود.بينما كانت الهزائم العسكرية حافزاً و تحدياً عادت بعده الدول المهزومة إلي سابق قوتها و حضارتها مثل ألمانيا و اليابان.
مصر فشلت في إستيعاب كم التغيرات التي حدثت فجأة و بلا مقدمات .فشلت فيما نجحت دول أمريكا الجنوبية في إستيعاب ثوراتها و الإنتقال من حكم ديكتاتوري إلي حكم ديمقراطي فأصبحنا نري الأرجنتين و البرازيل و المكسيك نموراً إقتصادية واعدة.بينما تسمرت مصر أمام التغيرات لا تعرف أين تمضي.ذلك كله بسبب أن الإخوان وقفوا أمامها.عصبوا عيناها فلم تعد تري لنفسها طريق خلاص منهم.
لم يعد خافياً أن الإخوان هم الفيروس الذي تستعمله أمريكا لتكسير الجسم المصري و تفتيته إلي دويلات يسهل محوها عند اللزوم.
ليس مثل الإخوان من هم أمهر في فنون التشرذم و التعصب.هم السلاح المناسب لمن يريد أن يخرب وطناً.فهم جماعة لا فكر لهم سوي مصالح سطحية.و نزعاتهم يسهل تغذيتها بالحجج الدينية.يجيدون العمل في الظلام و يفشلون في العمل في النور.هم خفافيش الحضارات.و فئران الخراب.يتغذون علي فتات الأوطان ثم يسهل إصطيادهم و جمعهم كالجرذان.لذلك أوصلت أمريكا هؤلاء المرضي إلي الحكم.
مصر إنهزمت إجتماعياً يوم تركت ثورتها بدون قيادة .يوم تركت ثورتها دون أن تصل بها إلي أهدافها.يوم تركت مولودها مبتسراً لم يكتمل نموه و بدأت أفراحها ثم أفاقت علي فجيعة الإخوان.
مصر إنهزمت إجتماعياً حين ظنت أن النصر في حبس مبارك و في أحكام قضائية تم إبطال مفعولها واحداً تلو الآخر.
مصر إنهزمت إجتماعياً حين قبل الشعب من فئة من أذناب  الظلام و التخلف أن تحكمه بل و ترسم له مصيره و دستوره.
مصر إنهزمت إجتماعياً يوم قبلت أن تري إعلامها يتجرع ضربات البلاغات وحده دون أن يفقه الشعب أن الحرب هي بالأساس ضده هم يريدون إظلام مصر بخنق الإعلام.
مصر إنهزمت إجتماعياً حين فشلت جبهة الإنقاذ في أن تجمع الشعب حول قيادتهم و زرعت الإخوان السيد البدوي رئيس حزب الوفد ليكون جاسوساً عليهم و لقمة في حناجرهم و حجر عثرة لأنه رجل الصفقات القذرة و لا مبدأ له مثلهم.
مصر إنهزمت يوم قبل طنطاوي و عنان و الجيش كله أن يخرجوا من المولد بصفقة الخروج الآمن لهما و ليس الخروج الآمن لمصر كلها.
مصر إنهزمت إجتماعياً حين بدأ تشكيل المئات من الإئتلافات التي لا أرضية لها و التي لا تقوم سوي بالتصريحات الجوفاء بدلاً من أن تجمع شملها في جبهة واحدة أو جبهات قليلة مؤثرة.
مصر إنهزمت إجتماعياً يوم إستبدل المصريون الحوار بالصراخ و الإحتجاجات تلونت بلون الدم.
مصر بكل تأكيد علي موعد مع حرب أهلية.و ليل قصير.سيكون للذئاب فيه غنيمة من الأقباط.
لكن يتبقي السؤال الهام كيف يتفادي الأقباط أن تتحول هذه الهزيمة الإجتماعية إلي هزيمة روحية.

رسالة إلي الكنيسة
أيام نكسة 67 ظهرت أم النور مريم تثبت إيمان الشعب و ترده إلي الفرح الأصيل من جديد.كانت ظهوراتها مزيجاً من الكرازة و البهجة.حتي تلاشت كسرة الحزن من وجوه المصريين.
تعزيات الله في الضيقات تفوق ألم الضيقات نفسه.و منافذ التجارب أوفر من إستحكامات التجارب ذاتها.
الأصل أن المسيح يدعم أولاده في الضيقات و يستخدم الضيقة درباً مستوراً يقود إلي شركة المسيح في الصليب.
لكن يجب أن تستغل الضيقات لعودة النفوس إلي المسيح تحتمي به من كل شر.يجب أن تقودنا الضيقة إلي التوبة كقول بطرس الرسول.و إلا تفوتنا هذه الإنذارات و تدهسنا الضيقات .
حيث أن ثورة الجياع علي الأبواب و قد أطلت علينا بوجهها القبيح علينا أن نتحصن بمحبة بعضنا البعض.علينا أن نتشبع بأحشاء رأفات المسيح.علينا أن نعيش أحزان و إحتياجات الآخرين .
إن قابلنا ثورة الجياع بشدة تيار محبة طاغ ستكون هزيمة إبليس ماحقة.و ستحدث نهضة روحية جبارة لن يستطيع أحد أن يمنعها.
يجب أن نتوقف تماماً عن إقتناء ما لا يلزم سواء كنا أفراداً أم كنائس.لو أن القديس  الأنبا إبرام حياً في الأرض لكان قد أفرغ جميع خزائن الكنيسة في أعمال رحمة و محبة.ما كان يشغل باله ببناء أو توسع أو بهرجة.فالأزمة مستحكمة و مفتاحها الوحيد أن نحب بعضنا بعضاً من قلب صالح نقي.
عند أبناء المسيح رجاء لا يعرفه العالم.لا يستوعبه و لا يجده منطقياً.هو رجاء يفوق كل عقل.يتخطي حسابات المنطق .رجاؤنا في المسيح  هو سلاحنا في الضيقات.هو الذي به تتحول الضيقة إلي نعمة و تلذذ و إختبار محبة و مذاقة شركة آلام المسيح و تلامس مباشر مع الروح الحق المتكلم في قلوبنا بالحق.
لو أن الكنيسة تتقد بنار الروح القدس غيرة علي المحرومين روحياً و جسدياً فهذا يؤهلها لولادة بنين نامين في النعمة مؤهلين لإنارة العالم .
لن أطيل الكلام اليوم لكنني أختصره في رجاء.أن يدخل كل مسيحي إلي مخدعه و يسكب قلبه و يطلب النور في حياته و يطلب أن يعرف ماذا يريد الله منه أن يفعل.ينسكب و ينسكب حتي ينال إستجابته.
إنسكاب
ها أنا أدخل مخدعي.هنا في داخلي من مفاصل نفسي و جسدي و روحي أطلبك.كن محركي.أنت اليوم هدفي و طلبتي.أنت إشتياقي و رغبتي.يا حياتي اليوم و غداً و إلي الأبد يا يسوع مخلصي و ربي و ملكي و حبيبي.
أسمع إنذاراتك و أخشي أن أكون مرفوضاً.أعرف أنني لا أستحق شيئاً .لا نعمتك و لا خلاصك و لا إسمك و لا أبديتك و لكنني أعيش في إستحقاقاتك أنت لا أنا.أنا أعيش منك و فيك .أتواري فيك متي حاكمني عدلك.أستتر بروحك فيشفع لي.أنا أسكنك كما تسكنني لأنني لا أعرف ملجاً سواك.
إنني أفرح بأن العالم يبغضني .أفرح بالضيقات و الأتعاب.أفرح أيضاً بالتعزيات و السلام و النعمة.أنا أفرح بكل ما يجوز علي نفسي من تيارات و لجج.لأنه هناك في الداخل أجدك تسكنني و تجعل كل مر حلو لي.
ها أنا أري و أفهم.أسمع صوتك و أعرفه.أتبعك و أمسك بثوبك .أرجوك أن توقف نزيف الدم.
في الضيق علمني أن أغسل أقدام جميع أخوتي و أفرح بنقاوتهم و نموهم في محبتك.
لتكن هذه الضيقة ريشة في يديك تعيدنا بها لترسمنا من جديد علي صورتك و مثالك.
لتتحول الضيقة إلي متعة و بركة حياة شركة معك.فلنحمل صليبك بفرح نحن غير المستحقين أن نحبك.
حول قلوبنا إلي المحبة فنتوقف عن إدانة بعضنا البعض.نجد لذة في مغفرة خطايا الآخرين لأنه من خلال ذلك نمارس الغفران الذي هو من صميم أعمالك و قد إستئمنتنا عليه.هذا الذي لأجله قلت أننا آلهة.
لم يكن الآتون محرقة للثلاث فتية بل كان محرقة لأعداءهم الأشداء هكذا نؤمن و هكذا نتوقع بالرجاء لذلك لا نخش بل بك نثق كل الثقة.
ما أجمل أن أجدني متروكاً من الكل إلا أنت.مجهولاً عند الكل إلا أنت.صغيراً عند الكل إلا أنت.ما أجملك أنت فأنت تعوض الكل.و أنت الكل في الكل.من يعرفك لا ينقص.لا يصغر.لا يتلاشي.فكن لي .أنت وجودي الوحيد.أنت الوجود الحقيقي.و هذا التخلي من الكل نعمة منك لكي تصبح أنت لي الكل في الكل.ضع هذا الفكر في قلبي و في قلب كل نفس تتمسك بك.فأنت قوتنا لا سواك.
أخطأت إليك بالفعل و بالقول و بالفكر لكنني لا أعرف غافراً للذنوب سواك.لا أعرف مخلصاً إلا أنت.لا أعرف قلباً يحب عودتي غيرك.لا أعرف رباً دونك.فلتكن الضيقات توبة لي.عودة لشبابي فيك.و إنطلاقة حب .و أساس محبة.و بداية عشرة أبدية.و إرتباط بك لا ينفصل.لذلك أنسكب عند قدميك كمريم.ليس عندي طيب لأسكبه .عندي نفسي أسكبها.أفتح قلبي و أسكبها.لكي أسر قلبك الذي طالما ناداني طويلاً قائلاً يا إبني إعطني قلبك.