المحرر موضوع: الكلدانيون – الراعي الأصيل من الشعب الأصيل  (زيارة 1263 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5250
    • مشاهدة الملف الشخصي
الكلدانيون – الراعي الأصيل من الشعب الأصيل
بقلم: مايكل سيبي

كـَثـُرَ الحديثُ عن كلدانيتِنا التي نهواها وتعالت الأصواتُ التي تتغنـّى بأمجادِها وتراثِها واعتمرت صفحاتِ الكتب والشاشات مدوِّنةً كلَّ يومٍ وقائعَها وعلومُ الفلك تتكلمُ بصمتٍ عن إنجازاتـِنا والصخورُ المحفورة تعبِّرُ بتواضعٍ عن كفاءتـِنا والرُّقمُ الآثارية تهزُّ الكونَ فتحكي عن شرائعـِنا ونـُظـُمِنا فهنيئاً. أفلا يكفي كلُّ ذلك للمتلونين فينكرون ما لا يدركون؟ هل تخدَّرت الأعصابُ وعَـميت العيون؟ هل مات الضميرُ وأصمَّت الآذان؟ أم إنه صياحٌ على الأرصفة وعنهجيةٌ من أسفل الوديان؟
لقد كلـَّمَنا آباؤنا نقلاً عن أجدادِنا ونحن ننقلـُها لأولادِنا وأحفادِنا، إن لنا نحن الكلدانيين إخواناً كثيرين وأولادَ عمٍّ عديدين يشقـُّون طريقـَهم في الحياة كما يشاؤون، يبنون بيوتـَهم بالأشكال التي يرغبون، يزرعون غلـَّتهم مثلما يريدون. يأكلون ما يشتهون ويبيعون لمن يختارون، ويصادقون لمن يختارون ونحن لهم فرحون ولظهرهِم ساندون. فكيف لوقفةِ ألقوش الكلدانية عام 1933 ناكرون؟
تزوَّجْنا بناتِهم لأنهنَّ من بناتِ قومِنا وتزوَّجوا بناتِنا الكلدانيات لأنهم أبناءُ قومِنا، فكيف بهم وهذه التسمية الشريفة اليوم يُطَـلــِّقون؟ نحن الكلدانيون نشاركُ الجموعَ المحتشدة بهويتِنا الأصيلة، فمَن منـّا يقبلُ بتزويرِ أصالتِه النبيلة؟ ولماذا نتسللُ بهويةٍ مزوَّرة بديلة؟ وما الذي نجنيه من تشويهِ حقيقتِنا الجميلة؟ وهل يرضى الكلدانيون بتسميةٍ هزيلة؟
نحن حكماء بخبراتِ آبائِنا وأقوالِ أجدادِنا، نحن مُنتـَشون بأهازيجِ شعبـِنا وأغاني مطربينا. نحن فخورون بتصاميمِ مهندسينا ومعاينةِ أطبائِنا ونحن كبارٌ بإنجازاتِ مقاولينا ومشاريعِ رجالِنا نحن أقوياءٌ بتواضعـِنا ونحن واحدٌ براعينا.
نعم نحن شعبٌ كلدانيٌ واحد، وواحدٌ هو راعينا. نعرف صوتـَه حينما ينادينا. يحمل صفاتِ الشجرةِ التي حملتـْه ويفوحُ منها عطرُ الياسمينا إنه الكلداني بطريركنا. فهل من منفعة يجنيها الحاسد الذي يحسدُنا؟
نحن وبطريركـُنا جسمٌ واحد، مشاعرُنا آمالـُنا، حاجاتنا هي النسغُ الصاعد والنسغُ النازل في جسدِنا، والذي يقولـُه راعينا ليس إلا ما نريدُه جميعـُنا. فالزهورُ تفوحُ من شجرتِها عطراً أصيلاً وليس الهجينا، ولا رذاذ تتناقلـُه الرياح من سواحل هائجة غيرِ أمينة.
إن غبطةَ بطريركنا مار عمانوئيل الثالث دلي هو كلُّ الكلدانيين اختار ونطق مصرِّحاً بما في وجدانِنا وبهذا نعرفـُه ويعرفـُنا فهو خيرُ راعٍ لخيرِ شعبٍ والسلامُ لكم أجمعينا.

مايكل سيبي
سدني/أستراليا