المحرر موضوع: كتاب المدن والقرى المسيحية في العراق : معجم جديد للبلدان  (زيارة 4066 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فؤاد قزانجي

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 40
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كتاب المدن والقرى المسيحية في العراق : معجم جديد للبلدان.

أ. فؤاد يوسف قزانجي

في طريق النهضة السريانية القائمة في العراق وخاصة في  كردستان ،بدأت تتضح معالم الحضارة السريانية ،بعد ان كشف الغطاء عنها نتيجة الخوف من ذكر الحقائق التاريخية العريقة لاقوام ارامية واشورية وبابلية-كلدية التي صهرتها العقيدة المسيحية منذ نهاية القرن الاول للميلاد، حتى اذا نضجت في القرن الرابع ،بدأت تعطي ثمارا من الاداب والعلوم  والمعارف مماجعلت الاقوام الاخرى تنعم بعلومها ومعرفتها.وفي القرن العشرين، ومنذ عام 1972 ،حينما تاسست الدائرة السريانية في المجمع العلمي العراقي ، وهو حدث تاريخي للثقافة السريانية  لم تشهد مثله في اي دولة عربية حتى في سوريا. وبدأ المثقفون العراقيون يدركون اهمية العودة الى الجذور، ويتعاونون باخلاص بهدف واحد للكشف عن معالم تلك الحضارة التي اهملت ،نتيجة فرزها والتغطية عليها لاسباب تنحصر في عدم احترام رأي الاخر او التقليل من شأنه لقرون عدة فقد وصف العلماء السريان آبان صعود الثقافة العربية، في القرنين التاسع و العاشر مثلا انهم (مجرد نقلة حضارات)، وهكذا الامر مرورا بسقوط بغداد  وم ثم العصر العثماني المظلم وحتى نهضة العراق الجديد  في بداية القرن العشرين والتي توجت باستقلال العراق في عام 1921.
ومن حسن الحظ ،ان المسيحيين ،في العراق الذي يعرف بثقافة اهله وتاريخه الحضاري العريق، قد استمروا في المحافظة على لغتهم  السريانية بشقيها الكلدية والاثورية حتى الوقت الحاضر، بل كانت عند اغلبيتهم تعد (لغة الام) ، بينما زالت في سوريا وفلسطين.
 كما اننا ممتنون الى طلائع المعرفة الحديثة التي جاءت الى الموصل بمشعل الاباء الدومنيكان الذين ثقفوا اجدادنا وآبائنا، فعرف منهم الاثاري الاول هرمزد رسام(ت 1910) والباحث الاول الفونس منكنا (ت 1930) “ثلاثة كتب تحمل تراثنا  السرياني وحوالي عشرة بحوث تاريخية باللغتين الفرنسية والانكليزية”، والطبيب الاول الدكتور سامي خياط  اول وزير للصحة و عميد لكلية الطب العراقية في عام 1930، واللغوي الاول الاب  انستاس الكرملي الذي انشأ اول مجلة ادبية راقية (لغة العرب) بين 1911-1913 ، والباحث البلداني الاول يعقوب سركيس(كتابان في البلدان العراقية وتسمياتها) ،والمترجم الاول انيس وزير الذي ترجم اصناف ورتب الجيش  لاول مرة باللغة العربية في العالم العربي. والمؤرخ الذي عرف العالم الغربي بواسطته تاريخ العراق الحديث البروفسور مجيد خدوري6مؤلفات عن تاريخ العراق الحديث). ورئيس جامعة بغداد الاول (1959 )الدكتور متي عقراوي. وهكذا كان معظم الصحفيين الاوائل من المسيحيين، وان اول مجلة نسائية من اصدار صحفية مسيحية.
وبعد نشاط الدائرة السريانية في المجمع العلمي العراقي، نبغ مؤلفين و مبدعين من السريان امثال  الاب البير ابونا حيث الف وترجم اكثر من ثلاثين كتابا ، وكذلك تحقيقات وترجمات الاب الدكتور بطرس حداد الذي عرف بتحقيقاته وترجماته البارعة عن الفرنسية ، والاب الدكتور يوسف حبي حوالي ثلاثة كتب وثلاثين دراسة ومقالة وغيرهم كثيرون، وقد استمرت المسيرة حتى الوقت الحاضر.

وبين ايدينا كتاب جديد عن المدن والبلدات  والقرى المسيحية بالاضافة الى بعض المواقع والكنائس ،تلك التي نشرت في احدى المجلات المسيحية المرموقة في العراق، وهي مجلة (الفكر المسيحي) ، التي تعد اقدم مجلة مسيحية كتب لها الحياة في العراق منذ عام 1964 وهي مستمرة بالصدور. ويعود ذلك الى اهتمام رئيس تحريرها الاب الدكتور يوسف توما باختيار موضوعات دينية وثقافية وتاريخية جديدة فيها، وقد حازت على جائزة عالمية لمستواها الفكري العصري.
والمطالع لهذا الكتاب الذي يضم تاريخا واسعا واصيلا لحوالي35 مدينة عراقية واكثر من 20 بلدة  ومايقرب من30 قرية واكثر من20 موقعا دينيا ،سيعتقد انه امام معجم البلدان للذائع الصيت ياقوت الحموي ، لكن هنا الامر اكثر اهمية اذ ان التحقق من اصول المدن القديمة وخاصة الزائلة، تعد مهمة اصعب من المدن القائمة ، اذ يحتاج الباحث الى التنقيب  عن مصادر تاريخية من زمان وجود تلك المدن والبلدات الزائلة مثل كشكر و دير قنى  وعاقولا ونجرانة قرب الكوفة ودير في العراق و راسابا الاشورية والجابية وبصطرى في سوريا .
في الحقيقة ،ما تزال بعض المدن والبلدات والقرى الزائلة لم يكتب عنها بشكل علمي دقيق ،تنتظر من بستعيد ماضيها، مثل بلدة (حزا)  اليهودية التي كانت تبعد بضعة كيلومترات عن اربيل في القرن الاول ،وكذلك باسمايا وبازبدي ، ثم العقر والسن قريتان بين تغريث وحديثا، وقردو وترجلا، وحديثا قرب الموصل وبيت-ارشم قرب طيسفون ،وكذلك ماحوزا قرب طيسفون التي صار معظم سكانها من المسيحيين واليهود في القرن الخامس للميلاد، وكذلك كرخ -ليدان او جدان  جنوب غربي ايران (منطقة ميشان) ثم بيث-قطرايي (قطر) التي ولد وعاش فيها اسحق النينوي ومدينة فرات-ميشان او براث-ميشان قرب العشار حاليا،ومدينة بلد او بلات الاشورية-المسيحية، وقرية بغداد المسيحية او سوق بغداد، وتلعفر ،وبقايا بلدة ابقي الاشورية،وباعقوبا وبا جسرا، وبلاوات او امكر-بيل الاشورية وبانقيا ومعلثايا وباكسايا وحلوان في ايران وغيرها.
لقد اتيح لي ان اشارك مع بقية المؤلفين الاخرين في هذا الكتاب بالغور في اعماق (حوالي 30) مدينة، ومن بينهم احد اساتذتي في الثقافة السريانية الاب البير ابونا اطال الله في عمره، وبحثه عن  قرية كوخي لايبارى،تلك القرية التي ظلت تشع منذ القرن الثاني وحتى عام 635 التي كانت مركز ا  للاشعاع المسيحي في العراق ، ومن المرجح ان اول كنيسة مسيحية ، كانت قد بنيت فيها ،وذلك في نهاية القرن الاول للميلاد.
 ما اراه غريبا عند قرائتي لمعظم مقالات المؤلفين الافاضل،انني  لا اجد في نهاية مقالاتهم المصادر التي استقوا منها ،فهل جميع المعلومات وصفية لما موجود ولا تحتاج الى مصادر، ام حذفت في زحمة الطبع كما حدث في بعض المقالات مثل (هل القوش..الخ)  و (البصرة وفرات ميشان) ومدينة( نصيبين) وكذلك (تيماء) ،ام هو مجرد تقاعس من المؤلف يدل على عدم اهتمامه بالمصادر الاولية؟ اذ ان الكتابة اليوم لم تعد انشاءا جميلا او وصفا طريفا وحسب . ولذا اجد نفسي مضطرا الى الاشارة الى بعض المصادر والمراجع في مجال البلدان وعلى سبيل المثال:1- موسوعة الاسلام باللغة الانكليزية موجودة على (سيديات) والتي ترجم منها عشرة اجزاء قبل اكثر من 50 سنة.2- معجم البلدان للحموي 3-المرشد الى مواطن الاثار والحضارة: طه باقر وفؤاد سفر.4-اصول اسماء مدن وقرى عراقية: كوركيس عواد و يعقوب سركيس. 5- اصول اسماء المدن:جمال بابان. 6- مدن العراق القديمة تاليف دوروثي مكاي وترجمة يوسف يعقوب مسكوني.7-ميزوبوتاميا (موسوعة المدن العراقية). 8-مدن عراقية ،اربيل 2010 للكاتب. وكتاب جان فييه: اشور المسيحية الذي ترجم الجزأ الاول منه. اما باللغة الانكليزية والفرنسية فهناك الكثير من المصادر.
ان هذا الكتاب هو واحد من سلسلة كتب ثقافية وتاريخية وفلسفية ودينية، تصدرها مجلة الفكر المسيحي، بالتعاون مع مؤسسات ثقافية اخرى، تقوم بالنشر منذ عام 1982 ، واغلب هذه الكتب تتعلق بتاريخنا وتراثنا، مساهمة منها في رفع درجة الوعي البلداني والتاريخي بالاضافة الى اغناء النتاج الفكري السرياني او المشرقي.
لابد ان نتذكر الجيل الاول الذي رسم لنا الطريق الذي يمثل بداية الكشف عن حضارة مسيحية-عراقية ،غطيت معالمها ولابد من رفع الغطاء عنها والكشف عن تراثها باعتماد البحث العلمي ، والمصادر الاصلية التي كتبت بين القرن الثالث والقرن الثالث عشر. وقد كتب قبلنا مؤلفون متميزون في حقل التاريخ والبلدان امثال المطران سليمان الصائغ ويوسف غنيمة ورفائيل بابو اسحق ويعقوب سركيس وكوركيس عواد،وكذلك الاب الباحث البير ابونا.


غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حياتنا (ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا) ليست حكرا على السياسية والمناقشات العقيمة  في الغالب، بل تمتد لتشمل كل مناحي الحياة من التاريخ والثقافة والادب وكل ما يساعد في رقي وعينا. وهذا العمل جزء مما يساعد في رقي وعينا بماضينا الذي حاول البعض طمره لانه مصبوغ بصبغة دينية معينة، يكفي ان ننظر في كتب التاريخ التي تعلم لاطفالنا في العراق سنجد ان لا ذكر تقريبا لكل ما انجزه الملافنة السريان او ابناء شعبنا من انشاء الجامعات والمدارس وترجمة العلوم وفلسفة اليونان. ولان ما سطره اجدادنا في تلك الفترة قد اعتبر ترجمة فانه لم يستحق حقه من البحث حول ماهي المضامين الجديدة التي اضيفت اليه. شكرا للباحث والكاتب الاستاذ فؤاد يوسف قزانجي وزملائه في مجهودهم هذا لتسليط الضؤ على جانب اخر من جوانب وجودنا
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ

غير متصل عصام المـالح

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 392
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
جهود رائعة تبذل لتدوين تاريخ لشعب عريق اعطى للبشرية جمعاء نور المعرفة وواضع اللبنة الاولى لبنيان الحضارة الانسانية، للاسف اغلبية هذه المدن والقرى لم نعد نملكها نتمنى ان نستطيع المحافظة على ما تبقى واستعادة ما يمكن استعادته بجهود الجميع. بالتاكيد كنيستنا المشرقية بكل فروعها كان لها الدور الاكبر في المحافظة على تراثنا الغني واللغة الجميلة الراقية التي لازلنا نملكها. نحي كل من ساهم في اخراج هذاالعمل الجبار الى النور.

عصام المالح
"Everybody wants to go to heaven, but no body wants to die"
Peter Tosh

غير متصل زاهـر دودا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 267
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


   شكرا للاستاذ فؤاد قزانجي لتسليطه الضوء على بقعة صغيرة من تاريخنا العميق المتوغل بالقدم  قدم الحضارة الانسانية التي

وضع لبنتها واسسها ، وهو الان محروم حتى من ذكر بجملة عابرة في حكومات المنطة من خلال دساتيرها أفضال بقايا هذا الشعب المهدد

بالانقراض كما انقرضت كثير من القرى والمدن مع سكانها ، واصبحت فقط تذكر على الورق وزالت عن الوجود .. وسؤال يخطر في بال كل مهتم

وباحث عن مكان تواجد هذا الشعب في الوقت الحاضر ، فسوف تأخذه الدهشة من عدم  صمود وبقاء اية قرية أو مدينة على طول امتداد نهري

دجلة والفرات الى مصبهما في الخليج ، وما  تبقى من هذه القرى والمدن التابعة للشعب الاصيل نجد معظمها ان لم نقل كلها في مناطق

بعيدة عن النهرين وحتى من روافدهما  !!!!!   

     زاهر دودا 

 

غير متصل sam al barwary

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1450
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
موضوع رائع ونتمنى ان تهتم الحكومة بكل قرانا لانها جزء من تراث شعبنا والف شكر للمقالة والمعلومات التي كانت مختفية عنا