المحرر موضوع: تريدون الانفصال؟ .. ليكن ودياً  (زيارة 550 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عدنان حســـين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 669
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شناشيل

تريدون الانفصال؟ .. ليكن ودياً
عدنان حسين

لا أظن ان أحداً يتمتع بكامل قواه العقلية لا يرى ان البلاد ماضية في اتجاه التقسيم الى ثلاث دويلات اذا ما بقيت الحال على ما هي عليه الان: حكومة ضعيفة سياسياً تراهن على قوة عسكرية شبه موهومة في تركيع خصومها الذين لا تنقصهم القوة سياسياً وجغرافياً وعسكرياً.
التقسيم حاصل ما لم ينزل رئيس هذه الحكومة من بغلته ويجلس على الارض ويتحسس ترابها وصخرها ليدرك انه ليس "سوبرمان" الخارق أو "باتمان" الذكي.
الكرد أعادوا أنفسهم واقليمهم الى الدولة بارادتهم الحرة وقرارهم الحكيم، وكان يمكن لهم ان يمتطوا صهوة حصان التطرف القومي ويستغلوا انهيار الدولة وما فيها قبل عشر سنوات ليبقوا على كيانهم الذي تمتع باستقلال حقيقي. كان بامكانهم ان يفعلوا ذلك لو خضعت قيادتهم لنزق، أو قصر نظر، بعض قومييهم.
السنة ( أو ما يطلق عليهم تسمية سكان المناطق الغربية) كان في مستطاعهم هم أيضاً أن يدوّخوا الدولة الجديدة التي وُلدت كسيحة بفعل مرض المحاصصة الطائفية والقومية، فيواصلوا مقاطعة العملية السياسية وينضووا جميعاً تحت أعلام "القاعدة" وفلول النظام السابق، مستندين الى دعم فعال من وراء الحدود الغربية والجنوبية (1800 كيلو متر) المفتوحة على تضاريس صحراوية صعبة. لكنهم عادوا الى الرشد بعد حين قصير وانضموا الى العملية السياسية.
هاتان العودتان كانتا ورقتين ثمينتين اختار رئيس الوزراء نوري المالكي أن يفرط بهما في ولايته الثانية لسبب لا يمكن تفسيره الا بطغيان النزعة للتفرد والتسلط. والان فان عملين أخرقين على غرار ارسال قوات الى طوزخرماتو ومهاجمة المعتصمين في الحويجة بالذخيرة الحية، يمكن أن يدفعا الكرد والسنة (أهل المناطق الغربية) الى اعلان الانفصال أو السعي للانفصال، وهذا معناه نشوب الحرب، فرجل مثل السيد المالكي سيفكر على الفور بالركون الى قواته العسكرية التي يعتقد انها قوية بما فيه الكفاية لقمع الكرد والسنة، والحال ان العكس هو الصحيح.
هل يدفع السيد المالكي وبعض زعماء الشيعة باتجاه الاستقلال عن الكرد والسنة واقامة "دولتهم" الشيعية الخالصة الملحقة بايران او المرتبطة معها بحلف؟
هذا بالطبع اسوأ سيناريو يمكن تصوره لكنه قابل للتطبيق، فالكرد هم الان في حال أفضل بكثير جداً مما كانوا عليه قبل 2003، ومن الواضح ان السنة يتهيأون لتشكيل جيش يمكنه أن يدافع عن كيان لن يُعدم التزود باسباب القوة والحياة من وراء الحدود.
اذا كانت لدى السيد المالكي وبعض زعماء الشيعة رغبة في هذا السيناريو فليعلنوا هذا صراحة من أجل ان يتم الطلاق مع الكرد والسنة ودياً من دون خسائر بشرية هائلة ومادية طائلة. يمكن البدء بمفاوضات لتحقيق ذلك.
ولكن اذا تحقق هذا السيناريو هل سيضمن السيد المالكي ومن يؤيده في سيناريو كهذا ان انعزال الشيعة في كيان مستقل عن الكرد والسنة لن تكون فاتورته باهضة الثمن شيعياً؟ هل سيضمنون ان صراعاً دموياً على السلطة والمال بين الشيعة انفسهم لن يندلع؟