المحرر موضوع: رأي .. درء للخطر القادم ودفاع عن شعب سوريا  (زيارة 682 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فرات المحسن

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 336
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رأي .. درء  للخطر القادم ودفاع عن شعب سوريا

فرات المحسن

الخطر القادم من سوريا إن سقطت السلطة هناك بيد تنظيمات جبهة النصرة السلفية والأخوان المسلمين وهم البديل الذي قررته الولايات المتحدة وعملائها ليحكم سوريا مستقبلا، سوف يشكل تهديد غير مسبوق  لعموم شعوب المنطقة وبالذات في العراق ولبنان والأردن. ويتغافل البعض عن هذا الخطر الذي يلوح في الأفق بحجج ومبررات تبدو في مجملها قصورا في الوعي السياسي أو تغليبا لمصالح أنية على المصالح الكبرى والمستقبلية لشعوب الإقليم . فإن كان حكام إقليم كردستان العراق يشيدون بما يحصل في سوريا ويقدمون الدعم المادي والمعنوي للبعض من القوى السورية العاملة ضد السلطة في دمشق على وفق ربط المصالح الآنية بالمستقبل القادم للشعب الكردي في سوريا كما يعتقدون فهم واهمون فقوى الإرهاب المتمثلة بالسلفيين والأخوان المسلمين سوف يكونون أكثر عنتا وممانعة بوجه الطموح الكردي لا بل وجودهم على رأس الحكم في سوريا مثلما تريده تركيا وقطر والسعودية سوف يكون وبالا وبالذات على كردستان العراق والكثير من مناطق العراق.
وذات الموقف الخاطئ تقع فيه سلطة الملك الأردني حيث يذهب بعيدا لتصديق ما تقدمه له الإدارة الأمريكية من تطمينات مستقبلية عن بقاء سلطته  في ذات الوقت الذي تفصح عن مشروعها الكبير للشرق الأوسط الجديد وفي القلب منه العراق والأردن وسوريا حيث الإطاحة  بحكوماتها لصالح الأخوان المسلمين والسلفيين يقع ضمن أولويات المشروع   تمهيدا لحروب مذهبية قادمة.
ومثل هذا الموقف الغريب تتبناه قوى سياسية وقطاعات شعبية عراقية تظن أن زوال حكم بشار الأسد ممكن أن يتمخض عنه مستقبلا نظاما ديمقراطيا مدنيا في حين تفصح جميع الوقائع كون الأخوان المسلمين وجبهة النصرة هما ذراعا الإرهاب في المحافظات السورية وأن سطوتهما ظاهرة حتى بين أوساط ما سمي بالجيش الحر الذي بات يتماهى  مع قوى الإرهاب في أفعاله وتحركاته وهما قوى تدمير للمجتمع وللحضارة، ولذا فسقوط الحكم  في سوريا لا يعني وفي اغلب الاحتمالات غير وصول تلك القوى المعادية للحريات المدنية والديمقراطية والمنادية بالعزل والتفرقة بين المواطنين والداعية لحروب مذهبية وقومية في الإقليم. 
أن انتصار شعب سوريا على قوى الإرهاب المتمثلة بالتنظيمات الطائفية السلفية يأتي في مقدمة المهام وهو نصر لقوى الحرية والديمقراطية ليس في سوريا وحدها وإنما في عموم المنطقة ويعد دحرا للمشروع الأمريكي الصهيوني الرجعي الساعي لتمزيق لحمة الشعوب ودفعها للتقاتل والتطاحن المذهبي والعرقي. فليس المشروع القطري السعودي التركي بالتحالف مع الولايات المتحدة غير مشروع رجعي إرهابي يسعى لتربع الأخوان المسلمين وتنظيم القاعدة  على دست الحكم في سوريا مثلما استحوذوا على السلطة في مصر وتونس وليبيا والسودان، لتبدأ بعد سقوط سوريا معركة غزو العراق مجددا ولكن هذه المرة بقيادة جراد البعث والأخوان المسلمين وتنظيمات القاعدة وهدفهم الرئيسي المعلن قتل العراقيين من المذاهب الأخرى وأيضا المخالفين للرأي أو طردهم خارج الحدود وبناء الدولة  الإسلامية السلفية الطائفية وشعارهم إرجاع عاصمة الخلافة بغداد وإفراغها لصالح طائفة واحدة دون غيرها،ومثل هذه النية الخبيثة بدأ الإعلان عنها استباقا للحدث الكبير المتمثل بسقوط دمشق بيد الإرهاب  فهل ترعوي قوى الشعب العراقي ممن تقف بالضد من الإرهاب السلفي والبعثي لتعيد تدقيق حساباتها ومواقفها وتقوم برصد وتشخيص حواضن الإرهاب وممثليه لتقول كلمتها وتندفع بكل همة لنصرة الشعب السوري ومساعدته بمحنته وتقديم العون له لدحر قوى الإرهاب والجريمة  وليقول الشعب السوري بعدها كلمته عبر بوابة الانتخابات  الديمقراطية والحريات المدنية بعيدا عن سلطة البعث ومثلها قوى السلف والأخوان المسلمين وتنظيمات الإرهاب الأخرى.
 على قوى الشعب العراقي الحية الحضارية والديمقراطية  تبني مشروع حيوي وحقيقي مادي في أساسه ومعنوي في توجهاته لمساعدة الشعب السوري وقواه الوطنية الديمقراطية لاتخاذ طريق الحوار السلمي الحضاري كخيار ملزم لمشروع ينقذ سوريا الخراب ومحنتها التي طالت ويضعها على طريق السلم الاجتماعي. ولتكن تلك القوى في المكان المناسب بعيدا عن التخوف واتخاذ موقف التخاذل حسب المثل القائل ابعد عن الشر وغنيله في ذات الوقت الذي نجد الشر يزحف في الجوار وعلى الجميع أن يسكب الماء على لحيته استعدادا .
 فبعد تعري سياسات تركيا وقطر الداعمتان الرئيسيتان  للإرهاب وظهور مستجدات تشير لهزائم متتالية لقوى الأخوان المسلمين وجبهة النصرة في الكثير من المواقع في ساحات المعارك وصمود الجيش السوري مع تغيير ملحوظ في الموقف ألأممي فالظروف باتت مناسبة لتقديم نوع جديد وفعال من الإسناد والدعم المادي والمعنوي للشعب السوري وقواه الوطنية التي تسعى ليكون الحوار السلمي طريقا لحل المشاكل في سوريا واستعدادها للجلوس مع ممثلين عن نظام الرئيس بشار الأسد دون طرح شروط تعجيزية  يمكن لها أن تحبط مشروع المصالحة بعد أن أدركت هذه القوى  أن الإرهاب بمساعدة حلف الشيطان بقيادة أمريكا وتحالف إسرائيل وقطر وتركيا والسعودية لن ولن يقدم للشعب السوري غير خيار الدم والدمار وتفتيت الوطن .