المحرر موضوع: السجن مدى الحياة لكاتب باكستاني جراء نقده الليبرالي للدين الاسلامي  (زيارة 1185 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل طه معروف

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 53
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

              السجن مدى الحياة لكاتب باكستاني جراء نقده الليبرالي للدين الاسلامي

ان استهداف الكتاب والمثقفين اصحاب الرأي و القلم الحر بهدف زرع الرعب و الخوف في صفوفهم هي سمة اساسية تميز الحركات الاسلامية لوقف مسيرة التطور والتقدم  الثقافي والاجتماعي و لنقد الاتجاهات العلمانية والمعاصرة للرؤية المتخلفة و البالية، لهذه التيارات  الي تعتبر مصدرا لنشرالخرافات الدينيةوللنكبات و المصائب الاجتماعية التي تجسدها و تبشر بها والتي ترتكز على مجموعة من المفاهيم والافكار والعقائد الساذجة التي ولى دهرها  حيث ان بقائها يتناقض مع الواقع وتطور المسيرة الاجتماعية ومن هذه الزاوية يجد الاسلاميين مبرراتهم الفكرية والايديولوجية لإرتكاب جرائمهم ضد اية محاولة  تمس الدين السلامي سواء من قريب او من بعيد .
كانت الشرطة الباكستانية اعتقلت يونس شيخ البالغ من العمر اربعين عاما مطلع العام الحالي في مدينة كراتشي بعد ان صدر له كتاب بعنوان (الشيطان مولوي) او رجل دين شيطاني ومن ابرزما جاء في الكتاب و أثار مشاعرالرجعين الاسلاميين سواء في الحكومة او خارجها هو موضوع " الزنا وعقوبة رجم الزاني و الزانية" في الاسلام  وموقف الأئمة منه. وهو ليس سوى انتقاد سطحي للدين يدخل ضمن النقد الاصلاحي الليبرالي له ،الا ان الكاتب دفع ثمنه باهظا عندما حكمت عليه المحكمة "المتخصصة بشؤون مكافحة الارهاب "!! قبل يومين بالسجن مدى الحياة  لإصداره كتابا "يسئ للأسلام" على حد قول المصادر الحكومية رغم اصرار وتأكيد الكاتب خلال التحقيق و المقابلات الصحفية المعلنة بأن ما جاء في كتابه لايسئ للاسلام وانما يحميه من سلوك بعض رجال الدين الذين"يسيئون ويحرفون المبادئ الاسلامية." 
ان هذا الحكم التعسفي الجائر من قبل محكمة تابعة لدولة باكستان الاسلامية ،جزء لايتجزء من العمليات الارهابية التي تمارسها تيارات الإسلام السياسي الارهابية ضد الكتاب والمثقفين و تدخل في خانة ارهاب الدولة الاسلامية. واما بصدد ادعائات الحكومة الباكستانية حول مكافحة الارهاب فهي ادعائات باطلة وغير واقعية لإن باكستان تعتبر ومنذ زمن بعيد مهد للحركات الاسلامية حيث تخرج من رحمها اشد التيارات الاسلامية الرجعية من امثال المجاهدين ايام الحرب الباردة او حركة المافيا الاسلامية وتجار المخدرات(كحركة طالبان) وبن اللادنيين ومجموعات ارهابية اخرى تستخدم لتفجير الصراعات الاقليمية كجيش محمد وجيش طيبة. واصبحت باكستان بفعل دولتها الاسلامية الرجعية ملاذا آمنا للإرهابيين وقاعدة اساسية لإنطلاق معظم العمليات الارهابية الى شتى انحاء العالم ومن الناحية اخرى اتخذت الحكومة الباكستانية من الدين الاسلامي وسيلة فعالة ومؤثرة للحفاظ على النظام و العلاقات الرأسمالية ولتحميل العمال والكادحين اكبر قدر ممكن من الفقر  والجهل والبطالة والمرض وحرمانهم من ابسط مقومات الحياة حتى اصبح الحصول علىالمياه الصالحة للشرب مسالة حياة او موت و يحرم منها معظم العمال والكادحين وان الحكومة الباكستانية واعية من حيث استخدام الآيديلوجيا الفاشية الاسلامية كوسيلة فعالة لقمع الحركات الجماهيرية ومطالباتها المدنية. وسخرت اموالا طائلة لتوليد الافكار الرجعية الدينية وباتت المدارس والمعاهد وكليات الشريعة الاسلامية تلفت انظار العالم وتحولت الى بؤرة اساسية لتربية  وتنظيم ونشوء الرموز الدينية ووصل الوضع الى حد ابراز المخاوف والقلق لدى بعض الدول عندما شملت شظايا انفجارات الارهابيين الاسلاميين بلدانهم.
ان الدين وخصوصا الدين الاسلامي يجب ان ينظر اليه استنادا، الى تصور الرفيق منصور حكمت مؤسس الشيوعية العمالية تماما كمصانع لتنقيح وانتاج التبغ والسكائر له آثار كارثية على حياة المجتمع. ومثلما يدفع اصحاب هذه المصانع الغرامة السنوية المفروضة عليهم لمنظمة الصحة العالمية جراء تسبب الدخان  لأمراض في وسط المدخنين وغيرهم ،يجب ان تفرض الغرامات على تلك المؤسسات والانظمة الذي تقوم بتوليد واعادة توليد الدين الاسلامي لكي تحافظ على حياة الجماهير من هذا الكابوس و المرض المعدي. وعلى الكتاب والمثقفين ان يواجهوا الاسلام بوصفه دينا للعنف والقتل والارهاب ولتجفيف ينابع هذه الاخطار علينا ان لانكتفي فقط بالأنتقادات في الصحف الجرائد والكتب وانما الشروع بتنظيم انفسنا في اطار( تنظيم إلحادي ) . ان  ظاهرة الإلحاد ليست ظاهرة اجتماعية جديدة بل لها جذور في اعماق المجتمع تنعكس في الاحتجاجات والاعتراضات الجماهيرية  فالتجاوزات وتدنيس" المقدسات" والطاعة الدينية ليست الا شكلا من اشكال التمرد على الافكار الدينية واعلان الإلحاد في شكله غير المنظم.
ان التشتت والتحفظ لدى معظم المثقفين والكتاب على الصعيد المحلي والاقليمي والعالمي حول الهجمة الشرسة التي تشنها الحركات الاسلامية على اصحاب الرأي و القلم الحر، شجعت الاسلاميين لإرتكاب مزيدا من الجرائم والاعتداءات الوحشية فبعد الصدمة الاسلامية الخمينية لإيران والمنطقة والعالم واطلاقه الفتوى لقتل الكتاب والمفكرين واليساريين والشيوعيين الرافضين للحكم والدين الاسلامي جاءت مجازرالارهابيين الجزائريين التي لم ينجو من جرائمهم حتى المطربين والمطربات بل وجمال الطبيعة  ايضا وينشط الاسلاميون الان في العراق حيث يمارسون ما فعله اصحابهم في ايران والجزائر واخيرا جاءت المحكمة القرقوشية الاسلامية الباكستانية لتعلن عن قمع اي صوت لإنتقاد الدين الاسلامي في اجواء يسودها الصمت الكامل للكتاب والمثقفين عما يجري حولهم و  كأن اصدار هذا الحكم الجائر عليه هي مسالة شخصية تخصه لوحده وليست تمس الاخرين في الصميم.
طه معروف
14/8/2005