المحرر موضوع: كوردستان.. نهاية عادلة لقضية دولية  (زيارة 559 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماجد محمد مصطفى

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 26
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كوردستان.. نهاية عادلة لقضية دولية
ماجد محمد مصطفى
تفرض القضية الكوردية نفسها بقوة على الساحة الدولية والاقليمية مع بدء المرحلة الثانية من خطة السلام بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني والتي تشمل انسحاب مقاتليه الى داخل اراضي العراق في منطقة وعرة ضمن سلسلة جبال قنديل العصية.
فهل هناك حل في الافق لهذه القضية بما يناسب الغبن الذي لحق بالكورد منذ بدايات القرن المنصرم عقب الحرب العالمية الاولى بتقسيم كوردستان على اربعة دول مرورا بالانتفاضات والثورات والتضحيات الباهضة ضمن سيادة دول يشكل الكورد فيها عاملا رئيسا في استقرارها وتقدمها؟
الاجابة المنطقية تحتم الاعتراف بان القضية الكوردية بجذورها هي قضية دولية بالاساس لعل المنطقة الامنة التي حددت لحمايتهم من بطش صدام العام 1991اقرب مثال على ذلك فضلا عن اتفاقيات دولية اخرى  ابرمت في ظروفها .. اتفاقية الجزائر المشئؤمة 1975بين ايران والعراق والجزائر بعد ثورة ايلول العظيمة العام 1961 ، خديعة السوفيت سنة 1946 بغية القضاء على جمهورية مهاباد الكوردية التي عاشت 11 شهرا، مثلما قمعت ثورات بارزان وثورة ملك كوردستان شيخ محمود الحفيد العام 1919و بما يوضح ان العامل الدولي هو الفيصل لدى التطرق  الى القضية الكوردية اذ ساندت تلك الدول  المركز على حساب الكورد كاكبر قومية على الارض ليس لهم دولة.
اقليميا.. كانت الاجتماعات الدورية بين العراق وتركيا وسوريا تتمحور حول الكورد وسبل تحجيمهم رغم تناقضات تلك الدول فيما بينها قبيل غزو العراق لدولة الكويت العام 1990.. اذ سمح العراق لتركيا دخول اراضيه مسافة 25 كلم لضرب الكورد..كما ان انطلاق حزب العمال الكوردستاني جاء من سوريا التي هددت بالاجتياح جراء عدم تسليمها القائد الكوردي عبدالله اوجلان حتى القي القبض عليه بمؤامرة دولية نسجت خيوطها بين انقرة وامريكا واسرائيل سنة 1999..
ولكونها هشة كانت السيادة الوطنية تنتهك مرارا وتكرارا علنا لان السياسات الدولية آنذك عجزت عن حل القضية الكوردية  واخراج تلك الدول من مأزق صنعته لترضيتها مع انتهاء الحرب الاولى.
الدولة نفسها بنفسها تنتهك سيادتها وكل القوانين والمواثيق المبرمة.. اتفاقية جزائر المشؤمة نجمت عنها حرب العراقية الايرانية مثلها استمرار القصف التركي لمناطق كوردية مأهولة تحت ذريعة مطاردة حزب العمال الكوردستاني حيث حدود غير مقدسة تلك التي تجلب الموت والدمار والعار.
ان الحديث عن السيادة الوطنية والمعايير الدبلوماسية مع بدء تدشين مرحلة انسحاب مقاتلي حزب العمال الكوردستاني يعتبر ضحكا على الذقون لاغراض شعاراتية عصبية كلفت وتكلف الكثير كون القضية الكورية قطعت اشواطا عديدة صوب معالجتها بما يناسب اصحابها في الدول المعنية بتزامن متغيرات المنطقة وهبوب رياح التغيير والربيع المتجدد.
لقد شطب برلمان اوربا تسمية الارهاب عن حزب العمال الكوردستاني باخرى نشطاء دعما لانجاح عملية السلام في المنطقة كلها ليست في تركيا كما هو متدوال لان القضية الكوردية هي قضية دولية تحتم معالجتها دوليا نحو استتباب سلام دائم بدساتير توافق العصر.
ان مردودات مرحلة السلام تفوق تكاليف الاقتتال المكلفة حيث السلام ارادة الشجعان صوب افق تصحيح اخطاء التاريخ وهو قدر الكورد يمضون به الى نهاية عادلة.
nudae67@yahoo.com