المحرر موضوع: أسباب إنفصام شخصية المُسلم / 3  (زيارة 1074 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
أسباب إنفصام شخصية المُسلم / 3

أولاً / الطائفية
ذكرنا في الجزء الأوّل والثاني من هذهِ الورقة العديد من أسباب إنفصام الشخصية المُسلمة , مع ذكر الأمثلة الواضحة في كلّ حالة .
وفي هذا الجزء الثالث , سنتناول في القسم الأوّل  منهُ
أهمّ  وأوضح ظاهرة في الوقت الراهن تفصم بل تُدّمر و تُشظّي شخصية المُسلم العادي .ألا وهي الطائفية المقيتة الكريهه البغيضة .
فجميعنا نسمع ليلَ نهار , المشايخ والأشياخ والسادة وآيات الله , يتحدّثون عن الإخوّة الإسلاميّة . وجميعهم يُردّد الحديث التالي
(( كلّ المُسلم على المُسلم حرام : دمهُ ومالهُ وعَرضهُ ))
وبعد فاصل إستراحة تبدأ النغمة التالية تطرق أسماع المشاهدين الكرام وتلك النغمة ما هي إلاّ حديث الفرقة الناجية الذي يقول :
(( ستتفرّق اُمتي الى بضعٍ وسبعين شُعبةً .. كلّها في النار , إلاّ الفرقة الناجية )) .
حسناً : هاتوا لي شخصية واحدة حتى لو شُكلّت من ألياف زجاجية , أو كانت فولاذية الصُنع والتكوين,لا تتشظى جراء تلك الأقوال المتناقضة .
وما على القاريء الكريم إذا أراد التأكّد ممّا أدعي , إلاّ أن يُشاهد حلقة من برنامج الإتجاه المُعاكس , كأن تكون الأخيرة  ليوم الثلاثاء 18 يونيو 2013 على سبيل المثال , لا الحصر .

************
فتاوي سُنيّة مقابل دعاوي شيعية !
كلّ دعوة شيعية لحماية مراقد الأئمة المقدّسة ( في سوريا مثلاً ) تقابلها فتوى لجهاد سنّي بالمال والنفس لحماية أهل السنّة والجماعة .
ولو قال الواحدُ منّا / إنّ الإسلام .. إسلاميين , شيعي وسُنّي  !
قامت الدُنيا علينا وشُحذت الألسنة التكفيرية السليطة لإباحة دمائنا .
وحتى الأكثرُ لباقة من هؤلاء سيقولون : بل الطائفية فايروس إخترعهُ الأمريكان والصهاينة وزرعوه في جسم المُسلم التقي النقي !
بينما واقع الحال يقول إنّ الطائفية عميقة الجذور في نفوسنا وتصل في بعض البلاد الى درجة خطيرة . وما أن اُزيحت ( سدّادات ) الحُكم الديكتاتوري , بهبوب رياح الديمقراطيّة على المنطقة , إلاّ وإنطلقت مع دعاوي النهوض والتحرّر , كلّ مسوخ وبلاوي التخلّف والإنحطاط .
لكن هكذا هي أغلب الأشياء في الحياة , سلاح ذو حدّين  !
إنظروا الرابط الأول !

*************
ثانياً / الجنس والمُتعة !
الظاهرة الثانية التي سأتناولها في هذا الجزء وهي من الأسباب المُهمّة أيضاً لإنفصام شخصية المُسلم هي قضية الجنس في حياة المُسلمين .
وسأورد نصوص عديدة تُشجّع على الجنس والتكاثر والإستمتاع بمتع الحياة . وبعدها سأعرض ثمّة حالات على أرض الواقع تقول بعكس ذلك ويستند أصحابها على نصوص أو عادات أوتقاليد بالية .
•   تنكاحوا تناسلوا , فإنّي مكاثرٌ بكم الأمُم يوم القيامة  .
•   فأنكحوا ما طاب لكم من النساء .. مثنى وثلاث ورباع .
•   فما استمتعتم به منهنّ فآتوهن أجورهن / معناها تقنين المتعة  !
لكن من جهة اُخرى المُتعة تكون للذكر من دون الأنثى  !
أو هكذا يفهم المُتلقي ,بحيث يصل الأمر عند البعض الى ختان البنات كي يقتلوا فيها أيّ حاجة أورغبة أو متعة أو ميول جنسية  !
و إصغوا لهذا الخبر الحديث نسبياً بتأريخ الخميس 20 يونيو 2013
(( حادث وفاة طفلة مصرية ( سهير الباتع / 13 عام ) أثناء إجراء عملية ختان لها سلط الضوء مجددا على هذه القضية المثيرة للجدل في مصر.
ويرغب بعض المصريين في وضع نهاية لهذه الممارسة المحظورة قانونا، بينما يُبررها آخرون باسم الدين )) .
وإقرؤوا الأعجب والأغرب من نفس الخبر
(( ... وتقول الجدة سميحة محمد عبد الرازق التي تعيش في محافظة الجيزة ,أنّ هذه الممارسة تدّلُ على حسنِ التربية ,فهي تساعد على ضبط ميول الفتاة الجنسية )) !
هل يحتاج الأمر الى تعليق منّي ؟
إشهدوا يا ناس على أبشع جريمة في حقّ النساء !
أبشع حتى من جرائم الإبادة الجماعيّة , ترتكبها بعض المجتمعات دون أدنى عقوبة رادعة .
مع ذلك سأضيف مقتطفات اُخرى من الخبر , تثير جنون حتى الحجر
•   تقول سميحة ( نفس الجدّة الشريفة العفيفة ) مايلي :
"أُجريتُ العملية لبناتي الثلاث عندما بلغن الحادية عشرة، وأخبرتهم حينها أنّها مهمة جداً، وأنها تشبه إزالة اللوزتين."
شكراً يا حاجّة سمحية على صراحتكِ وحنيّتكِ ولطافتكِ الفائضة عن اللزوم !
•   منظمات صحية عالمية ترفض منذ وقت طويل ختان الإناث
•   يحظر القانون المصري منذ 2008 هذه الممارسة , لكنّها ما زالت منتشرة على نطاق واسع .
•   تشير التقديرات إلى أنه في بعض المناطق الريفية في مصر بلغت نسبة الفتيات اللاتي أجرين هذه العملية حوالي 75 % .
( يا إلهي على حجم الجريمة الشنيعة  ! )
•   كما ينتشر الختان في بعض المناطق الحضرية .
و من جديد أتسائل : لماذا لا تقوم الحكومة الإسلامية في مصر بتجريم هذهِ العادة علناً , وبأشدّ العقوبات المُمكنة .
كأن يُعاقب الفاعل بختانهِ ثانية حتى لو كان مختون أصلاً  !
سيقول المتأسلمون / تلك عادة في مصر وما جاورها لا علاقة لها بالإسلام وعمرها قرون طويلة .
حسناً , أنا اُصدّقكم وهذا كلام مقبول !
فلماذا إذاً , لا تصدر فتوى بتحريم تلك الجريمة , ويتبعها قانون بالعقوبة المُشدّدة تجاه عائلة الضحية والفاعل نفسه ؟
ماذا سيجيبون ؟ الوقت ليس مناسباً ولدينا الكثير من المشاكل الأهم ؟
وهل هناك مشكلة إجتماعية تفصم شخصية الشاب المُسلم , عندما يفهم أنّ متعتهِ حلال , ومتعة من ينام معها حرام ؟
أم أنّ متعة النساء عند (أشياخ الله الصالحين ), يجب أن تكون في عذاب الولادة فقط ؟
وهل يُفضّل هؤلاء مضاجعة الميّت ( كما في فتوى أحدهم ؟ )

***********
ملاحظات وخلاصة

1 / للقاريء العزيز الذي لا وقتَ لديهِ لمراجعة الأجزاء السابقة سألخص له عناوين المواضيع التي تقود الى إنفصام شخصية المُسلم
أ . تناقض التعليمات والأوامر والنواهي الدينية مع التطبيق الفعلي .
كما يحصل في الكذب والغش والتزوير والسرقة والتقاعس عن العمل , ثمّ تبرير ذلك بطرق مُخادعة بائسة .
ب . دفع وتشجيع المشايخ , الشباب على تفجير الذات , والناس على العبادات . دون أن يكونوا هم قدوة لنا في ذلك . بل نراهم سعداء أثرياء آمنين في قصورهم وبروجهم المشيّدة .
ج . التحرّش والإغتصاب الجنسي وموقف المشايخ منهُ الى درجة التشجيع عليه وإيقاع المزيد من الظلم على الضحيّة وترك الجاني بلا عقاب .
د . إزدواج المعايير وإنقلاب المفاهيم الى حدّ رهيب , كتسميّة الحروب مرّة .. غزو أو إستعمار أو إحتلال , إذا كانت علينا .
بينما هي  .. فتح أو تحرير , إذا كانت لنا .
معناها : فبشّرهُ بعذابٍ أليم , فأيّ بُشرى تلك , بالعذاب الأليم ؟
هـ . الطائفية المقيتة ,بحيث أنّ المشايخ يدعون نظرياً الى تحريم دم المسلم على المسلم ,لكن عملياً يُصدرون فتاوي القتل والتكفير يومياً على الشاشات .
و . الجنس والمُتعة في حياة المُسلم !
حيث يُحلّل ويُشجّع عليه كثيراً للذكر , والعكس عند الإنثى .
 
2 / التناقض بين العلم والمنطق والفلسفة من جهة , والدين والروحانيّات  من جهة اُخرى , هو قائم في كلّ التفاصيل والجزيئات لا ريب في ذلك عند أولي العقل والبصيرة .
فكيف سنصدّق رجال الدين, الذين على الدوام يقولون بعكس ذلك ؟
فعلى سبيل المثال / العلم والطب الحديث وصل اليوم الى إمكانية حمل المرأة بجنين ليس من صلبها .عندما تؤخذ بويضة من سيّدة اُخرى وتُلقّح خارج الرحم ثم تُزرع في رحم السيّدة الأولى التي ستنجب الجنين .
ما موقف رجال الدين من هذهِ الحالة ؟
في الواقع هناك عشرات الحالات تمّر علينا في حياتنا اليوميّة تشبه تلك .
فكيف سنتوقف عند أوامر ونواهي المشايخ بأنّ كلّ حركة وسكنة وذرة في حياتنا يجب أن تكون طبقاً للنصوص الدينية التي وضعت قبل آلاف السنين عندما لم يكن العلم قد وصل الى ما وصل إليه اليوم ؟
يقول نيتشة / في هكذا تكلّم زرادشت /  ص 536
(( والذي تعلمتهُ الرعاع في ما مضى دون براهين , كيف يُمكن دحضهُ ببراهين  ؟ ))

*********
الروابط
1 / الهستريا الطائفية في قمّة مراحلها
https://www.facebook.com/video/video.php?v=126578570879433

2 / ختان البنات في مصر
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2013/06/130620_egypt_genital_mutilation.shtml


تحياتي لكم

رعد الحافظ
20 يونيو 2013




غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ رعد الحافظ المحترم
في الحقيقة الموضوع الذي طرحته موضوع حساس جداً، ومناقشته تتطلب كتبا وليس كتاب واحد. نقولها بصراحة نحن المسيحيين كنا قد شعرنا وحددنا الكثير من هذه الحالات، ولاحظنا  ان المسلم بالرغم من معرفته بعدم صواب بعض تصرفاته (الاسلامية !) الا انه يستمر في هذا التصرف مستندا على آيات في القران الكريم، يفسرها حسب اهوائه. وكل هذا بسبب مطاطية الآيات.
يؤسفني القول انه بما ان القران فيه ايات تنسخ ايات وهذا معروف للجميع، وهو اي القران، المرجع الرئيسي للعقل المسلم، فهذا معناه ان هنالك انفصام في القاعدة الفكرية للمسلم، وبالتالي تنعكس على تصرفاته في المجتمع الذي بدوره يقبل هذه التصرفات باعتبارها نابعة من هذا الفكر. اما لماذا نسخ الله آياته وهو الملك .. القدوس .. السلام .. المؤمن .. المهيمن .. الجبار .. القهار ... العليم ..... الخ من 99 اسماً، فهذا موضع جدل ويتطلب الكثير الكثير من الفتاوي والكتب ... تقبل وافر تقديري واحترامي . 

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
الصديق المُحترم .. أوراها
أشكركَ كثيراً على مداخلتكَ الصريحة النافعة
في الواقع , في عموم المشهد الإسلامي , لو شئنا الخلاصة الصريحة سنجد هناك ثلاث أطراف
الطرف الأول / النصوص الدينية
الطرف الثاني / المشايخ ورجال الدين الذين يستخدمونها حسب مصلحتهم
الطرف الثالث / الناس الذين يتّبعون الدين ورجالهِ
****
فلو قلتُ لكَ الآن أنّي أستطيع تغيير الطرف الأول , سأكون كاذباً .. أو حالماً على الأقل
فالنصوص المقدّسة خط أحمر عند الأتباع عموماً
حسناً / ماذا يُمكنني فعلهُ أزاء ذلك , هل أبقى صامتاً ؟
بالطبع كلا , أحاول التأثير على الطرف الثاني / رجال وتجّار الدين
فهؤلاء بيدهم جعل الأبيض أسوداً والعكس . لماذا ؟  لأنّ النصوص الدينية نفسها صارت كسوبر ماركت
يدخلها الإنسان فيجد كلّ الأشياء وكلّ الألوان والأحجام والأوزان
معناها / وهذا  ما أريد الوصول إليه بطريقتي / تحميل رجال الدين المسؤولية عمّا يحدث في حياتنا
وأسهل طريقة بيدهم هي تعطيل النصوص ( البائسة والسلبية ) وتفعيل النصوص ( السلمية الإيجابية ) ... لأجل مصلحة المُسلم نفسه أولاً
وكمثال بسيط واضح / رجال الدين يدعوننا للقتال ومجابهة الكفار على حدّ تعبيرهم
لكن ذلك الغرب الكافر يمكنه إفنائنا لو شاء بضغظة زر
فمن مصلحتنا إذاً أن يُرشدونا لطريق السلامة والتسامح مع الغرب ... بدل طريق المجابهة
تقبّل محبتي .......... رعد الحافظ