English
Svenska
العربية
الرئيسية
المنتديات
أخبار شعبنا
أخبار العراق
الاخبار العالمية
اخبار الجمعيات والنوادي
اخبار و نشاطات المؤسسات الكنسية
المنبر الحر
المنبر السياسي
إعلام الفكر والفلسفة
الهجرة و واللاجئين
أدب
نتاجات بالسريانية
الكتب والمكتبات
استراحة المنتديات
التعازي
تاريخ شعبنا، التسميات وتراث الاباء والاجداد
راديو
اغاني
فيديو
تعارف
رفع ملفات
دردشة صوتية
التقويم
الارشيف
الدخول
التسجيل
الكتابة بالعربية
عن الموقع
عن عنكاوا
البحث
اتصلوا بنا
ankawa
عنكاوا كوم
أهلا,
زائر
. الرجاء
الدخول
أو
التسجيل
يمكنك الدخول او التسجيل عن طريق الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعية الاخرى ايضا
1 ساعة
1 يوم
1 أسبوع
1 شهر
غير محدد
تسجيل الدخول باسم المستخدم، كلمة المرور و الفترة الزمنية
الأخبار:
الرئيسية
تعليمات
بحث
التقويم
دخول
تسجيل
ankawa
»
الحوار والراي الحر
»
المنبر الحر
(مشرف:
عنكاوا دوت كوم
) »
إلتقيت شخصا نرجسيا
« قبل
بعد »
طباعة
صفحات: [
1
]
للأسفل
المحرر
موضوع: إلتقيت شخصا نرجسيا (زيارة 947 مرات)
0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.
شمعون كوسا
عضو فعال جدا
مشاركة: 201
إلتقيت شخصا نرجسيا
«
في:
17:08 26/06/2013 »
إلتقيت شخصا نرجسيا
شمعون كوسا
في احد الايام دعاني صديق لحضور حفلة غنائية يقيمها احد معارفه الذين امتهنوا الطرب حديثا . قبلتُ الدعوة بعد ان استفاض صديقي بالحديث عن المطرب ، وعن شخصيته وامكانياته الفنية . في قاعة الاحتفال ، كنت الاقرب الى المسرح على مقعد في الصف الاول . عند افتتاح السهرة ، تقدم الفنان المنتظر نحو المسرح بخطى واثقة وحيّا جمهوره بنصف انحناءة . كان المطرب شابا انيقا وحسن الوجه ، وهذه المقومات لوحدها كافية في ايامنا لترفع المطرب عالياً !! بدأ اغنيته الاولى ، فانطلق الجمهور في تصفيق حادّ وطويل ، ولدى كل توقف بسيط ، بما فيه ثواني عملية الشهيق ، كان يتجدد التصفيق وبنفس الحرارة . انا بدوري كنت اصفق ولكن ليس بحماس الحاضرين الذين كانوا قد اعتادوا على هذه الحركات ، او لربما تلقائيتهم كانت تدفعهم لذلك . عند نهاية الحفلة التي استغرقت زهاء الساعتين ، وقف الجمهور منتشيا يعبّر بشتى الطرق عن اعجابه وامتنانه وسعادته ، فكان الصفير يأتي ممزوجا بالتصفيق والصراخ وحتى البكاء .
خرجنا من القاعة وامسك صديقي بيدي لكي أنال شرف التعرف على المطرب الذي كان في الكواليس . لدى مصافحتي اياه ، واجهني بوجه جامد يخفي الكثير من الغضب. اتاني بكلام مباشر وقال : كنتُ الاحظك منذ البداية ، ورأيت بانني لم اثر اعجابك كثيرا في هذه الحفلة . لَم ألحظكَ تشارك الناس تصفيقهم الحار ، ولم ألمحْ على وجهك الفرح الذي كان يغمر الاخرين . لقد استغربت من تصرفك كثيرا . ألم تأتِ هنا لكي تراني ، هل نظرت إليّ مليّاً ؟ هل وجدت فيّ نقصا ، هل اكتشفت في وجهي عيبا ؟ هل إلتقيتَ في حياتك شخصا ارشق قامة واجمل وجها واعذب صوتا منّي ؟ لم يصادفني يوما شخص بهذه البرودة وعدم الاهتمام . كان عليك الانقياد الى حماس الحاضرين والوثوق باعجابهم ، ان هؤلاء جميعهم يَحلِـمون بكلمة واحدة أخصّهم بها ، أو بسمة اطلقها في وجه احدهم . انهم يتمنون مصافحتي او إمكانية مجاملتي والحصول على توقيعي الذي يمثل لبعضهم سند امتلاك للسعادة .
بعد هذه المجاملة العنيفة ، انحنيتُ عميقا طالبا الغفران لخطيئة ، توقّعت ألاّ تمحوها انصح توبة واصدقها ، وتخيّلت نفسي ، في تلك اللحظة ، محكوما مسبّقاً بالعقاب الذي سأناله يوم القيامة !! انصرفتُ مكسور الفؤاد حقا ،غير اني في اعماقي احسست بشفقة على المطرب الغاضب . شرحتُ لصديقي ما لم اجرأ توضيحَه للمطرب المتواضع ، وقلت له : أنا اتبنى مبدأً في الحياة يقضي بألّا افرط في الاعجاب باي شخص في الدنيا مهما كان . انا لا أستميت في سبيل رؤية رئيس الجمهورية ، ولا اتحرّق شوقا للقاء وزير او مصافحة مطرب او مصاحبة ممثل . يجب الاقرار بان هناك مواهب وصفات حميدة وطبائع قوية ومراتب عليا تسعد الناس وتبهرهم وتفيدهم ، ولكنها لا يجب ان تقود اصحابها الى التكبّر والاستعلاء والغرور .
انا لست افضل من غيري ، ولكني لا ارى أحداً افضل مني . أنا احترم المراتب وأُعجَبُ بالمواهب ، ولكني لا اذهب الى حدّ الشغف الجنوني او العبادة . واضفتُ ايضا : إن صاحبَك هذا شخص مغرور وعاشق لنفسه بشكل غير طبيعي بحيث انه لا يحتمل غير المديح والتصفيق وكلمات الاعجاب . لقد ذكّرني بقصة تُروى عن اساطير الاغريق وآلهتهم . انها حكاية نارسيس الذي كان عاشق وجهه ومغرما بشخصه . لقد ذكّرني صاحبك بها وسأرويها لك ، ولكن حذارِ ان تنقلها له ، لاني اكون حينذاك اصادق على قرار هلاكي .
تقول الاسطورة : انجبت إحدى آلهات اليونان ، واسمها ليروبي ، طفلا اطلقت عليه اسم نارسيس . كان المولود ذكراً ذا وجه جميل جدا يشعّ نورا . رأه أحد العرافين ، ويدعى تريزياس ، وتنبّأ لوالدته قائلا : ان الطفل البهيّ هذا سيعيش طويلا شرط ألاّ يرى نفسه ولا تقع انضاره على محياه الجميل . ترعرع نارسيس وازداد جماله ، وعندما شبّ الغلام بدأ الناس بخطب ودّه ، غير انه كان يعيد كافة محبّيه خائبين . ومن بين ضحاياه كانت الاِلهة المدعوة (ايكو) اي الصدى ، ويقال بان هذه ، بعد أن تجاهلها نارسيس ، اطلقت عليه ادعيتها ولعناتها .
كان نارسيس عديم العاطفة ولا يحسّ بمشاعر الاخرين . حدث ذات مرة ، وهو في احدى جولاته ، أن أحسّ بعطش شديد . بعد ان قطع مسافة صغيرة ، وجد نفسه أمام عين ماء صافية جدا . انحنى نارسيس لشرب الماء ، وتوقف شبه مصعوق بما يرى ، لقد ابصر صورة شاب في غاية الجمال . ابصر نارسيس نفسه وغمرته سعادة لم يشعر بها قبل ذاك ، وتحول حبّ نفسه بلحظة الى غرام وعشق . كان هذا احساسا يشعر به لاول مرة ، حب عميق وعشق لا يقاوم . كان هذا الحبّ العارم موجها لصورته التي رآها في الماء . المشهد الذي وفرته عين الماء لم يكن يبارح خياله . كان هيامه قد شغله تماما وحوّل ليله نهارا ونهاره ليلا . بدأ يبحث عن عشقه ، عن صورة مطابقة له في وجوه الناس وفي المياه . بقي طويلا يطوف البلاد ، بقي على هذه الحال كثيرا وعندما رأى بان ناره غير قابلة للانطفاء ، اصيب باليأس وقرر الانتحار . وتقول الرواية ، عندما غرز الرمح في صدره ، سقطت كمية من دمه على الارض ، فانبتت زهرة بيضاء جميلة ، حملت اسم النرجس ، تيمّنا باسم نارسيس .
وللاسطورة هذه روايات اخرى تختلف قليلا ، واحداهن تفيد بان نارسيس كان يبحث عن نفسه في عيون الماء ، وفي احدى محاولاته ، يقال بانه انحنى كثيرا على عين ماء ليمسك بصورته ، فسقط في الماء ومات غرقا لان العين كانت عميقة ، وفي نفس الموضع الذي غرق فيه ، نبتت زهرة النرجس . وهذه الرواية تقول ايضا بان عاشقته الاِلهة (ايكو) عندما سمعت الخبر ، كانت تنوح عليه باكية ومرددة : واأسفاه ... واأسفاه .. واأسفاه ، بصدى يتكرر ويتكرر دون توقف.
لقد توفي نارسيس لانه لم يتوصل الى إشباع رغبته في العثور على صورته وجماله . لم يجد في الخلق صورة تشبهه او تستحقه . لقد مات ضحية الاعجاب الشديد بنفسه .
باعتقادي أنا ، كان الشاب المطرب يحمل الكثير من صفات نارسيس ، ولهذا احببت ان اطلق عليه صفة النرجسي ، وأومل بان عدم اهتمامي به بما فيه الكفاية سوف لن يحدو به الى الانتحار !!
الدنيا مليئة باشخاص يتمتعون بطلعة بهية ، بشابات رشيقات جميلات ، باناس شديدي البأس واصحاب بطولات ، بمطربين حباهم الله بارخم الاصوات وما الى ذلك من صفات تثير اعجاب الجميع ، ولكن الجمال والرشاقة والقوة والمواهب والصفات الحميدة الاخرى لا يجب ان يحصرها حاملها بشخصه فقط وكأنه هو الاجمل والارشق والاقوى والافضل ، هو وليس غيره ، صفات بمجملها موروثة اصلا ، تلد مع الانسان ولا فضل له فيها .
فالنرجسي ، يعتقد بانه الوحيد المحقّ في كل شئ وبان الاخرين اغبياء او جهلة او قد يكونون حتى اولاد كـ ( ) . انه لا يحس بمشاعر الغير ، واذا اضطرّ لذلك فانه يتظاهر بذلك . ومن جهة اخرى ، وبعد ان يكون قد رأى بان الكثيرين من رفاقه يملّون منه بسرعة ، فانه يبحث دوما عن اصدقاء جدد . ويقال بهذا الخصوص بان نيرون كان مثالا حيّا للشخص النرجسي وانه بالاضافة الى ذلك ، كان شخصا منحرفا .
النرجسسي يهتمّ بمظهره واناقته ، واصعب امر لديه هو ان يتجاهله الاخرون ويمنعوا عنه المديح . كلامه يبدأ عادة بـِعبارات : الا يعجبك وجهي ، الا تعجبك بدلتي ، كيف ترى مظهري ؟ ويقول ايضا : اريد هذا وارغب في ذاك ، واشتهي ، واشتاق . وفي السياق نفسه ، فانه لا يرتاح لمديح يكال لغيره ويحاول بشتى الطرق تغيير الحديث ، واذا لم يفلح في ذلك ، فانه يبدأ بذمّ الشخص واهانته ولربما شتمه . وقسم آخر من النرجسيين تقودهم انانيتهم الى عدم الاكتفاء باحتكار السعادة لنفسهم ، ولكنهم يرغبون في التأكد بان جارهم يعيش بتعاسة .
النرجسي لا يستسمح احدا ولا يعتذر ، وشعاره هو : يجب عليكم رؤية ما أراه انا . إن الأنا متأصلة فيه لانه مصاب بجنون العظمة. يعتبر نفسه محور الكون ، وبصورة عامة ، من الصعب جدا تغيير تصرفات من ولد نرجسيا .
هناك الكثير مما يقال حول هذه الشخصية المعقدة ، لاسيما وان الكثيرمن الصفات المجاورة للانانية والغرور تتداخل فيها . بعد هذا الوصف ، قد نجد الكثرين ممن نعرفهم يندرجون بنسب متفاوتة في هذه القائمة ، لان المغرور والاناني والمتكبر كلهم ضيوف شرف على فندق النرجسية .
kossa_simon@hotmail.com
سجل
طباعة
صفحات: [
1
]
للأعلى
« قبل
بعد »
ankawa
»
الحوار والراي الحر
»
المنبر الحر
(مشرف:
عنكاوا دوت كوم
) »
إلتقيت شخصا نرجسيا