من وحي رسالة غبطة البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو جزيل الأحترام
(الرب يفتقد شعبه )
لقد علّمنا الرب من خلال الكتاب المقدس بأنه لن ولم يترك شعبه عرضة لأهواء إله هذا العالم فيفتقد الرب شعبه ليحميه من السقوط والإنزلاق في مهاوى الشرير … الكتاب المقدس كنز ثمين لا يمكن لأي مؤمن الأستغناء عنه لتطهير روحه وتنقيتها من أدران ما يعلق بها من خلال تجارب الشرير لنا … أنه يعلمنا أن الرب سائر معنا .. أمامنا.. دليل عظيم لنا . ولنستقرأ قليلاً وبعجالة هذا التاريخ ( تأريخ الله مع الإنسان ) ولنبدأ من بعد سقوط الإنسان – سار الرب مع إبراهيم عندما دعاه ليترك أهله وعشيرته وليذهب إلى أرض وعده .. ثم أسحق الذي أختاره ليكوّن منه أمةً وشعباً .. ثم يوسف الذي أستخدمه الرب لأنقاذ نواة هذا الشعب من الجوع والهلاك .. ثم موسى الذي قاد هذا الشعب للحرية بعد إضطهاد كبير وذلّ عظيم ليكمل طريق إبراهيم إلى أرض الموعد ….. وأخيراً يعود الرب ذاته ليقول لنا ها أنذا هنا جئتكم لتعلموا كم أنا أحببتكم ، منذ البدء سرت معكم ولم أترككم وهذه المرة جئت لأضع ذاتي الإنسانيه فداء عنكم كفارة لخطاياكم .. تأنست لأكون نموذجاً تقتدون به هكذا أريد لكل مؤمن أن يكون على مثال …
( يسوع الإنسان ) ( الدرس والمنهج ، وسيلة الأيضاح التي تعلمكم كيف هي حقيقة العلاقة بي ) فمن أراد أن أسير معه عليه أن يقتدي بـ ( يسوع ) الذي سمح للشرير أن يجربه فأنتصر عليه هو نفسه الذي صلى في بستان جتسماني فقال
( إن أمكن يا أبي ، فلتعبر عني هذه الكأس . ولكن لا كما أنا أريد ، بل كما أنت تريد ) هذه الكأس هي كأس الآلام كأس الجراح .. كنيستنا سيادتكم مجروحة وجراحاتها وصلت حدّ القيح عانينا آلام الهجرة من بلدنا الأم فأستبشرنا خيراً بعد أن استقرت بنا السفينة في الخارج فتنعمنا بحرية علاقتنامع الرب وبممارسة شعائرنا التي كانت هي السبب بهجرتنا.. فوجدنا من الأضطهاد ما هو أعظم من ما واجهناه في بلدنا الأم فوصل البعض منا إلى الهجرة الداخلية وهي أسوأ ما يواجهه المؤمن …. نعم سيادتكم وضعتم يدكم لا أصبعكم على جراحاتنا المتقيحة فالمراؤون ينشؤن دكتاتوريات بالأعتماد على بزاتهم ويطلبون الأحترام القسري بأخضاعهم للمؤمنين ولو على حساب مخالفة مبادئ الرب .. يجمعون لهم كنوزاً في مملكة العالم وينسون كنزهم في ملكوت الله .. عظاتهم ( رزالات ) ولا ترتقي للحد الأدنى من البشارة ولا الإيمان .. يبيعون الأسرار ( وقال لهم “ جاء في الكتاب : بيتي بيت صلاة ، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص ) فأستحقوا ما قاله الرب على لسان أشعيا النبي ( جعلتم شعبي يعبدني بشفتيه أما قلبه فبعيدة عني ) نعم سيادتكم هم بعض لكن تأثيرهم عظيم في هجرة المؤمنين عن الكنيسة ( فالذي حرره الرب يسوع المسيح كيف لهم أن يستعبدوه ويهينوه من أجل حفنة من اليوروات ) هم أمام رؤسائهم ودعاء كالحمام مطيعون إلى أقصى درجات الطاعة يذرفون الدموع يمثلون وما أروع تمثيلياتهم لأستدرار العطف … وأمام المؤمنين يستأسدون لا يكفون عن الزئير والتهديد والكلام البذئ يستغلون أي مناسبة لأهانة الشعب لجني الأموال .. فلا يخدعنكم معسول كلامهم ولا مراءاتهم بل أنظروا إلى أفعالهم ( فمن أفعالهم تعرفونهم ) … نعم جرحنا عميق أبكانا دماً كما أبكى الرب في بستان جتسماني .. مؤلم حدّ الموت الروحي لأنه من فعل ذوي القربى فـ ( سيف ذوي القربى أشد مرارةً من ضرب الحسام المهند ) …. أخيراً من هذا الألم وهذه المعاناة والصراخ والصلاة للرب نلمس أفتقاد الرب لشعبه الواقع تحت الظلمة فيرسل من يخلصه فـ ( الله يعمل من خلال الإنسان ومعه ) … ( أنا أتكلم من مكاني ومن كنيستي ) … رسائل الرب معنا كانت عظيمة من خلال مسيرتنا في مجلس الخورنة وسأذكر آخرها …. لقد تم الأعلان عن حلّ مجلس الخورنة في يوم الجمعة العظيمة ، جمعة آلام وموت الرب وكان بالأمكان الأعلان عن ذلك قبل أو بعد هذا اليوم ولكن حكمة الرب ورسالته كانت عظيمة لنا كذلك ... فبعد الصلاة والمعاتبة – لماذا يا رب يحدث لنا ذلك ألم نكن نقتدي بك وبكلماتك وأعمالك ألم نفعل حسناً لنجازى هكذا ؟ إهانات ، شتائم ، تهديدات بالأعتداء بالضرب .. وغيرها كثير) وكان جواب الرب ( كان يجب أن تهانوا معي وتشتموا وتتألموا وتصلبوا معي .. ألم تشعروا بأنني من رتب وقت إعلان موتكم ليكون مع موتي ألم تؤمنوا بقيامتي … إن كنتم كذلك فأنتظروا قيامتكم … مخلصكم آت لا ريب …! ) ..... سر سيادتكم وعين الرب ترعاكم وحكمته وبركته تنير طرقكم فرجال الله يحتاجون ذلك … أرفع عنّا أثقال أعمال الشرير وجرده من أدواته ( السلطة والمال ) وخلصنا من عشاقها لأنهم يد الشرير التي تعمل في مملكته … وليعينك الرب في أستخدام أدواته ( الحب ، الأحترام ، التواضع ، الفداء ، الصدق والعدل ) بركة الرب يسوع المسيح ومحبته لجميع الأكليروس الذي وضع كلمات الرب وتعاليمه نصب العين ولجميع المؤمنين بالرب السلام والمحبة … ممجد هو الإله السيد العظيم الذي يفتقد شعبه ويسير معهم
حسام الدين بزوعي
11 / 7 / 2013
... كنيسة مار أدى ومار ماري في مدينة أسن بـ ( المانيا )