المحرر موضوع: ميدل ايست أونلاين : آشوريو سوريا يودعون شاعر قضيتهم نينوس آحو  (زيارة 543 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ilbron

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6863
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
 
سليمان يوسف: إنه أمر مثير للسخرية ومستهجن أن يتذرع رجال الكنيسة بقرار يعود إلى القرن الماضي، قرار جاء تحت ضغوط الأجهزة الأمنية.

ميدل ايست أونلاين

دمشق ـ فُجع الآشوريون (سرياناً وكلداناً) في سوريا قبل أيام برحيل شاعر قضيتهم (نينوس آحو) بعد صراع طويل مع مرض عضال، وترك رحيل (رسول القضية الآشورية) جرحاً معنوياً كبيراً لديهم كاد أن يطغى على الجرح الوطني السوري الذي يتعمق ويكبر يوماً بعد يوم مع استمرار سفك الدماء والحرب الطاحنة.

التاريخ الطويل للشاعر الآشوري الأبرز لم يشفع له لدى الإكليروس والمؤسسة الكنسية، فعلى الرغم من حزن المناسبة إلا أن كاهن كنيسة مار افرام في القامشلي (شمال سوريا) رفض إلقاء كلمة تأبينية بالراحل، بحجة وجود قرار سابق من المجلس الملي للطائفة السريانية يعود إلى القرن الماضي يقضي بعدم إلقاء كلمات تأبين في الكنائس، الأمر الذي خلق استياءً وسخطاً شديدين لدى مختلف الأوساط الآشورية السريانية والمسيحية في القامشلي، وطالب البعض بإقالة الكاهن وعزله.

ونتيجة للأزمة قررت مختلف الفصائل الآشورية والفعاليات القومية والوطنية في القامشلي إقامة حفل تأبين لشاعر القضية الآشورية في سوريا، تكريماً وتقديراً له ولمواقفه الوطنية، ووفق المصادر الآشورية في شمال سوريا سيلقي المتحدثون الضوء على مآثره ومواقفه وأبرز إنجازاته على صعيد نصرة ودعم القضية الآشورية في سوريا بالإضافة إلى التذكير بإبداعاته في مجال الأدب السرياني.

وحول حيثيات رفض المؤسسة الكنسية تأبين الراحل، قال سليمان يوسف، الناشط السياسي السوري المعارض والباحث المهتم بقضايا الأقليات "إنه أمر مثير للسخرية ومستهجن أن يتذرع رجال الكنيسة بقرار يعود إلى القرن الماضي، قرار جاء تحت ضغوط الأجهزة الأمنية خلافاً لرغبات أبناء الكنيسة السريانية كبرى الطوائف الآشورية السورية، ويبدو أن هذا الكاهن وأمثاله يعيشون خارج الراهن السوري الذي اهتزت فيه أركان الاستبداد وتقوضت سلطته وكاد أن يسقط تحت ضغط ملايين السوريين المناهضين لحكمه الفاسد".

وأضاف "للأسف رغم كل ما جرى ويجري في سوريا من خراب ودمار وسفك دماء السوريين بسبب السياسات الحمقاء للنظام، لا يزال بعض رجال الكنيسة يدورون في فلك النظام وأجهزته القمعية ويخشون عودته إلى حكم سوريا كما كان، للأسف ستبقى طبقة الإكليروس أسيرة عقدة الخوف من السياسية وأسيرة ماضيها السلبي من العمل السياسي والقضايا الوطنية العامة وضد التطلعات القومية والديمقراطية للأشوريين السوريين".

والشاعر آحو الذي توفي عن عمر 68 سنة، ولد شمال شرق القامشلي السورية لأسرة فلاحية، وفي ريعان الشباب، دفعه عشقه للسياسة والنضال للعمل في صفوف المنظمة الآشورية الديمقراطية، وغادر سوريا إلى ألمانيا وتعرضت الطائرة التي يركبها لعملية اختطاف من قبل فلسطينيين، ومن ثم غادر إلى الولايات المتحدة التي يتواجد فيها أكثر من نصف مليون مهاجر آشوري من سوريا والعراق، وأصبح عضواً فاعلاً في الاتحاد الآشوري العالمي، بعدها قرر العودة إلى سوريا للاستقرار على الرغم من تعرضه لكثير من المضيقات الأمنية على خلفية نشاطه السياسي المعارض للنظام، لكن مرضه أجبره على مغادرة سوريا من جديد والعودة إلى الولايات المتحدة للعلاج.

أغنى الراحل الشاعر والأديب والناشط السياسي المكتبة الآشورية بالكثير من القصائد القومية والوطنية والشعبية والعاطفية، وربط بين أحلامه القومية الآشورية وتطلعاته الوطنية السورية، ورفض الاستبداد بكل أشكاله إن كان من قبل السلطة السياسية أم من السلطة الدينية، كان له الفضل في إخراج الأغنية السريانية من جوقة تراتيل الكنيسة إلى النور وشكل رحيله خسارة للقضية الآشورية وللحراك الوطني الديمقراطي لآشوريي المهجر، حيث كان (السفير الآشوري المتجول في العالم).

http://www.middle-east-online.com/?id=159179