دعوة للحوار
اعرف جيداً البيئة التي ولدت وترعرت فيها ،قد تكون متماثلة مع حياة إخوتي ،اللذين يقرأون العربية ،ورغم تواجدنا في مناطق جغرافية مختلفة ،لكن يجمعنا الكثير ،فكرياً،وأجتماعياً ،بل قد تكون كل مناحي حياتنا متطابقة تقريباً ،حتى أضطهادنا لهو تجربة مشتركة ،ومتماثلة ولها نفس القساوة بالرغم من أختلاف الجناة.
لا أشك مطلقاً بإنتمائي لحضارة بين النهرين ،ولا أشك بقوميتي البتة،فقد أكتسبتها من أهلي اللذين ولدت لهم ،وهي مسؤولية ،أو مشعل تحمله ،لتسلمه إلى الجيل اللاحق.
ما شغلني الكتابة اليوم ،هو سؤال ،وبحق أسأل ،وأطلب المساعدة من كل أحرار شعبي ،وحتى التنظيمات السياسية ،وكل من كتب بالشأن القومي ،أطلب منه مساعدتي لإجابة هذا السؤال؟.
-أريد تعريف محدد ،وشامل يعرف الإنسان الآشوري؟
-أريد تعريف محدد،وشامل يعرف الإنسان الكلداني؟
-أريد تعريف محدد،وشامل يعرف الإنسان السرياني؟
إنها تساؤلات بسيطة،بل قد تبدو أقل من ذلك لدى البعض،أحترم الكل ،وأنا جاد في تساؤلي ،وأرجو من الإخوة المساهمين ،أن يتجنبوا بالمطلق الخوض في الدين ،فالقومية عامل يربط المجتمع برابط القوم الواحد،أو الجنس الواحد بعيد عن الأنتماء الديني.
تاريخنا القديم هو كل تاريخ أجدادنا ،هم اللذين صنعوه ،وهم اللذين يفتخرون به لانحن ،والأمتداد العرقي ،والإنساني لإجدادنا ليس محصوراً فينا فقط ،لذلك التعريف يبقى ناقصاً اليوم ،إن ربطت أنتماؤنا لهم هو لنا وحدنا فقط .
وفي ما يلي أورد بضع نماذج لمؤسسات شعبنا خاضت هذا الغمار ،فماذا قالوا.
-أولاً يكتب مار زكا الأول عواص في المجلة البطريركية.
من السريان؟
السريان اليوم هم أعضاء كنيسة أنطاكية السريانية الأرثوذكسيّة، السلالة المباشرة لأجدادهم السكان الأصليين لبلاد سوريا ولبنان وفلسطين وآسيا الصغرى وما بين النهرين العليا والسفلى أي العراق. وكانت لغتهم الآرامية السريانية لغة سوريا القديمة التي تكلّمها السيد المسيح.
وبهذا انقسمت الكنيسة السريانية إلى اثـنتين، فالذين كانوا قاطنين غرب نهر الفرات سمّوا سرياناً غربيين، وكانوا خاضعين دينياً للبطريرك الأنطاكي مباشرة. والذين سكنوا شرق نهر الفرات في مناطق العراق سُمّوا سرياناً شرقيين، وأغلبيتهم من النساطرة، ويُستثنى منهم السريان الأرثوذكس الخاضعون للكرسي الرسولي الأنطاكي.
-ثانياً نموذج آخر ،هو من الحزب الديمقراطي الآشوري.
1 – يؤمن الحزب الآشوري الديمقراطي بأنَّ الآشوريين على مختلف مذاهبهم الدينيّة – أمّة واحدة , لها مطلق الحق في التمتع بحكم ذاتي في أرض الأجداد بيت نهرين ( العراق ) تحت مظلّة حكومة ائتلاف وطني ديمقراطي .
2 – يؤكّد الحزب الآشوري الديمقراطي بأنَّ الآشوري يعني كل من يشعر بالانتماء إلى الأمّة الآشورية و يحس بأنّه يكوّن مع أبناء هذه الأمّة وحدة نفسيّة متماسكة , تختلف عن بقيّة التكتلات و المجموعات البشرية الأخرى . هي الأمّة الآشورية التي تكوَّنت على مر العصور نتيجة وحدة الأرض و اللغة و التاريخ و العادات و التقاليد المشتركة يحدوهم أمل واحد , و يجمعهم مصير واحد بصرف النظر عن الحسب و النسب و الذهب الديني أو جنسية الدولة التي يعيشون فيها .
8 – يناضل الحزب الآشوري الديمقراطي من أجل تكوين رؤية آشورية موحدة تبرز على ضوئها التسمية القومية الحقيقية و الصحيحة لشعبنا وتاريخنا و لغتنا و تتنافى فيها جميع التسميات الدخيلة مع التأكيد بأن المذاهب الدينية لا , و لن تشعبنا لتكون بديلاّ أو مراداً للتسمية القومية لأمتنا الآشورية .
-ثالثاً يبين غبطة البطريرك مار لويس ساكو موقفه من القومية ،فيقول :
القومية:إشارة الى قوم ما يؤمن بأنه جماعة واحدة متجانسة تشعر بالإنتماء إلى تراث واحد وتاريخ واحد ولغة واحدة (جغرافي)واحدة،مما يشكل لها هوية خاصة.لهذه الجماعة أيدولوجية واضحة وخطة عمل ،تشمل الجوانب الأجتماعية،والسياسية،وعزم مواصلة النمو ،والتطور.بأختصار،للجماعة قضية وليس بالضرورة أن يكون لها عقيدة دينية واحدة،الشعور الوجداني الشخصي لا يقدر أحد أن ينتزعه عن الجماعة،فهي تفتخر به ولا تنفك عنه ،برز هذا الشعور القومي في الأخير ،وخصوصاً بعد الثورة الفرنسية ،وكانت الحضارة السابقة حضارة دينية أكثر منها قومية.
طبعاً غبطة البطريرك لا يخفي قوميته ،بل يفتخر بها ،وصرح بها أكثر من مرة ،أنه كلداني القومية.
فماذا تقول أنت أخي ،ربما يكون هكذا حوار ،كحجرة الزاوية لبناؤنا القومي ،فهل نحن قادرون للإنطلاق قدماً ،من أسس بسيطة كسؤالي هذا .