الجزء/ 2 من ( مقتطفات وردود ) والمحترم يعكوب أبونا ونظام التوريث في كنيسة المشرق
سلام محبة ونعمة
يقول المحترم يعكوب أبونا نقلا عن مصدر يقطع منه جملة هنا أو مقطع هناك ؟ معتقدا أن هذه الطريقة سوف تخدم توجهاته لآيهام القراء . حيث يقول
يذكرالمطران ايليا ابونا في المصدرالسابق ص 69 ،عن العلاقة بين الكرسيين البطريركيين في قوجانس والقوش ، يقول : بعد فترة العداء التي كانت بين الطرفين بسب حادثة القتل في القوش ، عم الوئام والوفاق بعد العداء ، وحل السلام والامان وبشكل مستمر ، فاتفق الطرفان على تقسيم الطائفة بينهما الى قسميين ، فكنيسة قوجانس تتلقى بركة الزكاة والاعشار من كنائس ومجموعات في بلدان ماداى وفارس وباقي المناطق الشمالية من الغرب وحتى امد " دياربكر " وسوريا وقليقيا وقبرص وغيرها ، واما كنيسة بابل ، وفي الهامش يقول كان يطلق الاسم على بغداد ، كانت تجمع من بابل والهند وملبار والصين والجين واليمن وعدن ومصر والقدس وغيرها ، ويقول لو كانوا غرباء لما كانوا اتفقوا على ذلك بل بسبب صلة القربى والدم جعلتهم يتنازلوا لبعضهم البعض .
الرد
نفهم من هذا أنه بسبب [ الكرسي ] تقاتلوا وأصبحوا أعداء وبسبب [ المال ] الزكاة وألاعشار رجعوا أخوة أحباء ؟ والشعب لا حوله ولا قوة والعقيدة المسيحية والكنيسة هما الوسيلة في لعبة الصراع على الكرسي . وهذا دليل على أن كنيسة ( روما ) ليست هي السبب في هذه ألانقسامات كما يحلو للبعض ترويجه ؟ لا بل أن كنيسة (روما ) كانت الشماعة لتبرير ألاخطاء , وتضليل الطيبين والسذج من شعبنا المسكين .
ويقول المحترم يعكوب أبونا وهو ينقل ويقطع جمل , دون أن يقدم لنا وثيقة تاريخية واحدة تثبت صحة ما يدعيه , حيث يقول
يذكر القس بطرس نصري الكلداني في ص 84 من كتابه ذخيرةالاذهان ج2 ، " بان اول من اسيم جاثليقا من هذه العائلة ( ابونا ) هو طيماثاوس الثاني بعد وفاة يابالاها اليغوري ، وكانوا خلفاءه ايضا من قرابته العمومية الى زمان شمعون المعروف بالباصيدي نسبة الى باصيدا احدى قرى اثور بقرب اربل ، الذي جلس سنة 1480- 1502 وهو سن قانون الوراثة ، وفي نفس الصفحة يقول بدأ الامر بطريق الصدفه والاتفاقية ان يختار البطريرك من هذه العائلة ، ويضيف ، كان الجثالقة يختارون على رسم الجاري اولا وبرضي الاباء اصحاب الرائ من تلك العائلة وحدها اما لتساميها بالشان والعلم والفضيلة او لغير ذلك من اسباب الانفراد في الاوصاف ،"
ثم يضيف ويقول
نجد فترات والكرسي البطركي شاغرا ولسنوات والكنيسة بدون بطريرك ، يعزى ذلك بدون شك الى الظروف القهرية التي كانت تعاني منها الكنيسة والمؤمنيين من مشاكل النقل وصعوبه السفر وتعرض الاباء والمؤمنيين الى اشكال متعدده للاضطهادات وحتى القتل ، كان ذلك يحول دون امكانية انعقاد المجامع لانتخاب بطريرك جديد .
الرد
أليكم أعزائي القراء تسلسل وفترة بقاء البطاركة من عائلة أبونا على كرسي كنيسة المشرق لحين سن قانون النظام الوراثي ؟
البطريرك طيماثاوس الثاني 1318 - 1334 ، وبعده انتخب ماردنخا الثاني 1334 - 1364وبعده كان مار ايليا الرابع 1385 - 1420 وبعده انتخب شمعون الثاني 1437 - 1470 ، وبعده شمعون الباصيدي 1480 - 1502 ، هولاء الخمسة كانوا منتخبيين ، وكان اول بطريرك جلس على كرسي البطريركية لكنيسة المشرق بموجب قانون الواراثة هوالبطريرك ايليا الخامس عام 1502 - 1505 ..
لاحظ عزيزي القارئ أن البطريرك ألاول من عائلة أبونا جلس على الكرسي فترة 16 عاما , تبعه مباشرة الثاني وهو مار دنخا وجلس على الكرسي فترة 30 عاما وللآمانة التاريخية لنفرض أن هناك أحتمال كبير جدا بأن جلوسهم كان [ صدفة ] . وهذا يعني أن كرسي البطريركية ظل لمدة 46 عاما مشغول لنفس ألعائلة . وهي مدة كافية لبسط سيطرتهم ونفوذهم وأسلوبهم . و نفهم من هذا أن
البطريرك الثالث مار أيليا الرابع , أحتمال أنتخابه بالصدفة هو ضئيل جدا
واحتمال أنتخابه لتساميه بالاوصاف هو تقليل من مقام كنيسة المشرق ؟ لوجود كنائس وأديرة في طول البلاد وعرضها وخارجها وفيها الكثير من رجال الدين يتسمون بالعلم والفضيلة وأكيد هم مهيؤن ومتحمسين لخدمة الرعية رغم ألاضطهادات التي كانت تطالهم . وحجة المواصلات وبعد المسافة هي أيضا غير مقنعة أذا ما قارناها بفترة 21 عاما والكرسي فيها شاغرا ؟ لأن فترة شهرا واحدا أو شهرين هي كافية للتنفل ما بين الصين وبغداد ؟ أذا بعد 21 عاما من بقاء الكرسي شاغرا ؟ جلس البطريرك مار أيليا وتسلسله الثالث من عائلة أبونا ومكث فترة 35 عاما , وبعدها ظل الكرسي البطريركي شاغرا 17 عاما الى حين جلوس البطريرك شمعون الثاني 1437 - 1470 ومكث فترة 33 عاما وايضا بعد وفاته ظل الكرسي شاغرا لمدة 10 أعوام حتى جلوس شمعون الباصيدي وهو الخامس من عائلة أبونا وفي زمانه سن قانون الوراثة المثير للجدل 1480 - 1502
عزيزي القارئ
جميع ألاجلاء بطاركة كنيسة المشرق منذ تأسيسها والى اليوم لهم مكانة خاصة في قلوبنا بغض النظر عن التسميات والمذاهب , وغايتنا من هذه الكتابات والردود هو لكشف الحقائق التاريخية حتى وأن كانت مؤلمة لتكون عبر ودروس نستفاد منها نحن وأجيالنا . بسبب أن رجال الدين هم بشر ومعرضين للآخطاء وغالبا ما تتغير غرائزهم مع الظروف المحيطة بهم .
ملاحظتنا ألاولى هي حول فترة جلوس البطريرك الثاني مار دنخا 1334 - 1364
وكانت بالصدفة وأستمر حوالي 30 عاما في ظروف قاهرة ؟ ألم يكن من الواجب أتخاذ أجرائات مثل تكوين مجلس مصغر من ألاساقفة . أو أعطاء صلاحيات لآقدم رئيس أساقفة أو أكبرهم سنا أو أكثرهم نشاطا بدل أن يكون الكرسي شاغرا بعد وفاته لمدة 21 عاما ؟ , أليس هذا غريبا ؟ ومن بعده البطريرك الثالث وجلس فترة 35 عاما وبعد وفاته ؟ ظل الكرسي شاغرا 17 عاما . أليس هناك غموض ؟ ومن بعده البطريرك الرابع وجلس على الكرسي 33 عاما وبعده ظل الكرسي شاغرا لمدة عشر سنوات , ما معنى هذا ؟ هل هذه أيضا أرادة ربانية كي تمهد الطريق الى التوريث , أم هو ( سر ) أم ماذا ؟
السؤال الذي يفرض نفسه هو
أذا كانت مدة جلوس وتعاقب بطاركة عائلة أبونا حتى تاريخ أقرا ر وفرض القانون الوراثي هي 184 عاما , و خلالها كان فيها الكرسي البطريركي شاغرا فترة 48 عاما والكنيسة والمؤمنين صامدين ومحميين من قبل الرب والروح القدس . فلماذا هذا القانون المقيت ؟ أترك هذا لذكاء القارئ .
بهذا القدر أكتفي
يتبع / الجزء 3