المحرر موضوع: نازحون أم مهاجرون ( استراليا نموذجاً) بقلم سلون ساكو  (زيارة 2513 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نازحون أم مهاجرون ( استراليا نموذجاً)
              بقلم – سلوان ساكو
هل نحنوا نواجه العالم من حولنا بنفس الأفكار وبنفس القيم وبنفس المعتقدات التي اصبحت من المسَلمات ، أم نحنوا نحاول أن نغير من هذه الأفكار والاراء والمعتقدات وفق مايتطلب الوضع الراهن ،وتماشيا مع تطور الحياة وتبدلات الزمن . أم  العكس هو الصحيح ، بمعنى ان نظل حبيسين أفكار وقيم نعتقد أنها هي الاصح ، على مبدأ التغيير شيء صعب والقديم هو شيء مألوف ومعروف ومجرب . كل هذه الاسئلة سوفة نطرحها من مدخل هل نحن نازحين أم مهاجرين .
ولكي لا أشوش القارئ الكريم سوفة أخذ بلد مثال على الطرح هو استراليا . ولكن قبل ان ابدء اريد ان انبه ما ساكتبه هو رايي الخاص الذي لا يلزم احدا  .
تعد الهجرة الى دولة استراليا في الفترة الاخيرة من الأمور المهمة والخطيرة في نفس الوقت ، اي بعد سقوط واحتلال العراق في سنة 2003 وما افرزه الوضع من سوء في الجانب الأمني والاضطهاد والقتل الذي طال كل العراقيين ،بدون استثناء ومنهم طبعاً المسيحين ، مما ادى هذا الوضع الشاذ والمتفاقم الى طلب مكان أمن لعيش بسلام ، فكانت الهجرة التي يمكن ان يطلُق عليها ( هجرة جماعية )، فتشتت الكثير من العوائل المسيحية بين دول المهجر مثل امريكا وكندا واستراليا ، وأنا واحد من هؤلاء المهاجرين .وهو ما دعاني الى كتب هذه الاسطر .
أولاً النزوح هو ترك الشخص منطقته ليستقر في مكان آخر في نفس البلد ،وهناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي للنزوح بعضها أسباب سياسية واقتصادية وعسكريا ، مثل ما حدث في الستينات والسبعينات ومروراً الى حد الثمانيات من القرن المنصرم ، حيث انتقلت الكثير من العوائل من قرى الشمال الى باقي المحافظات ، موصل بغداد بصرة ...الخ . وتعايشت هذه العوائل في ظل ضروف سهلة نوعا ما وعلى ما يبدو لم يواجهون تلك الصعوبة في استمرارية العيش والتعايش ، وهكذا سارت الاوضاع ومشّت الامور وفق ما تطلبها تلك الفترة . مما يعني أنه لم يحصل اقتلاع او اجتثاث من الجذور الاصلية الراسخة في الوطن الأم .هذه الخلفية تسوغ لنا ان نقول إننا إزاء حالة مستقرة . وليس كما يحدث عادة في الهجرة ، فالهجرة  هي الانتقال من بلد الى بلد آخر وطلب من البلد المضيف الحماية والاستقرار لكون البلد الأم غير مستقر أو يمر في حالة وظرف استثنائي فيتم على هذا الأساس تقديم طلب (فورمات) الى دائرة الهجرة للبلد المعني ، وبتالي يقبل الطلب مثل ما يحصل الأن في استراليا. ولكن !!! وخط احمر تحت كلمة و لكن مع علامة استفهام.
والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل نحن  حين نصل الى البلد المضيف ننقلع عن جذورنا ؟ هل نحنوا في البلد الجديد ننصهر مع المجتمع بشكل صحيح ، هل نحنوا في البلد الجديد نترك بعض من العادات والتقاليد البالية التي لا تصلح مع روح هذا الزمان، من ثقافة وتطور وتقدم على كل الاصعدة .
 في الوضع الأول أي النزوح لم نحتاج الى تطوير قدراتنا وتغيير مفاهيمنا وكسر أصنام العادات والتقاليد، ولكوننا في نفس الموقع ولم نواجه مجتمع جديد او ثقافة جديدة وبالتالي لم نحتاج الى تغير جذري أو قلع اذا صح التعبير. ولكن في الوضع الثاني أي الهجرة يستوجب ان يحدث تغيير ،لأن كل شيء تغير من حولنا القيم والمفاهيم والعادات  والوضع الاجتماعي والثقافة العامة تماشيا مع روح العصر ، وعلى مبدأ كل شيء قابل للتغير.
 لا نبالغ إذا قلنا إننا في ظل  هذه الظروف فإن أى جمود وبقاء على نفس البديهيات ،سوفة يأتي  وقت نرى انفسنا في أخر القطار أن لم نبقة فعلاً الى حد الان .
تبقة الكثير من الاسئلة مطروحة ويبقة الباب مفتوح على كل الاتجاهات وفق معطيات كبيرة تواجهنا وسوفة توجهنا .