المحرر موضوع: قائد الجيش متوّجاً التحذيرات: نخوض حرباً شاملة لمنع الفتنة أصداء مجزرة الغوطة تغيب عن الدولة وقوى 8  (زيارة 327 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ilbron

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6863
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي

النهار


على رغم الغياب المستهجن لأي رد فعل رسمي وكذلك من جانب قوى 8 آذار على المجزرة المروعة التي حصلت امس في الغوطة الشرقية بريف دمشق واقتصار الأصداء اللبنانية عليها على قوى 14 آذار والحزب التقدمي الاشتراكي، أرخت هذه المجزرة بمزيد من الظلال القاتمة على مجمل الوضع الداخلي الذي يرزح تحت وطأة الهواجس الامنية والتحديات الخطيرة التي يرتبها على الاستقرار. واذ بدا الكلام النوعي لقائد الجيش العماد جان قهوجي امس في هذا المجال بمثابة التحذير الأقوى يصدر عن أرفع مرجع عسكري من الاستهداف الارهابي الذي يتعرّض له لبنان، اتخذ هذا التحذير بعده العملاني ببيان لقيادة الجيش جاء فيه ان قوى الجيش واصلت تعزيز اجراءاتها الامنية في مختلف المناطق اللبنانية، وخصوصا في العاصمة بيروت وضواحيها، وان هذه الاجراءات شملت تركيز نقاط مراقبة وحواجز تفتيش وتسيير دوريات راجلة ومؤللة لتثبيت الأمن والاستقرار وطمأنة المواطنين وضبط أي أعمال مشبوهة.

وكان العماد قهوجي قال في احتفال لتكريم الضباط المتقاعدين: "اننا نواجه اليوم اكبر التحديات التي واجهتها ايضاً أهم الدول العربية والغربية في عقر دارها وهو الارهاب"، موضحاً ان "الجيش يخوض حرباً شاملة على الارهاب ولن تتوقف أجهزتنا عند انتقادات او حملات او صواريخ او عبوات بل ستواصل عملها". وأضاف ان هذه الحرب "لا علاقة لها بأي خلاف سياسي ولا بالشائعات التي تطلق من هنا او هناك بهدف زعزعة الاستقرار". وكشف ان الجيش "يلاحق منذ أشهر خلية ارهابية تعمل على تفخيخ سيارات وارسالها الى مناطق سكنية كانت احداها سيارة الرويس". وأن هذه الخلية "لا تعد لاستهداف منطقة معينة او طائفة معينة بل تحضر لبث الفتنة المذهبية عبر استهداف مناطق متنوعة الاتجاهات الطائفية والسياسية". وخلص الى ان "الوضع خطير ويستلزم جهوداً استثنائية من جميع القيادات السياسية لمساندة الجيش في مهماته".
وفي موازاة ذلك، عقد اجتماع أمني في السرايا الحكومية برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي احيط بكتمان. وعلم ان البحث في الاجتماع تركز على مقاربة أمنية لمجمل الوضع وضرورة استكمال التنسيق بين الاجهزة الامنية الى الحدود القصوى المتاحة واتفق على عقد اجتماع آخر اليوم في وزارة الداخلية لاستكمال البحث في النواحي التنفيذية.
في غضون ذلك، قالت أوساط مواكبة للتحقيقات الامنية والقضائية الجارية في ملفات التفجيرات واطلاق الصواريخ وبعض التعقبات المتصلة بمطلوبين لـ"النهار" ان النتائج التي تجمعت لدى الأجهزة المختصة باتت كافية لرسم خريطة الطريق التي تتبعها هذه الاجهزة في المعركة الشاملة ضد الاستهدافات الارهابية، وان معظم ما يخطط لزعزعة الاستقرار أمكن كشفه للمرة الاولى عبر كم كبير من المعطيات والمعلومات وإفادات الموقوفين. وأشارت الى ان الجهد الاستخباري الكبير الذي نجح في التعقب والتوقيفات وجمع المعلومات، لا يعني النوم على حرير هذا الانجاز، بل ان طبيعة ما كشف يشكل نذيراً خطيراً للمضي في المعركة بأعلى جاهزية واستنفار أمنيين. ولم تستبعد ان يكشف في مستقبل غير بعيد مزيد من النتائج المتعلقة بضبط خلايا وشبكات متورّطة في هذا المخطط ومدى التنسيق الذي كان يجمع بين هذه الخلايا ومحركيها.
وفي هذا السياق، تمكنت شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي امس من توقيف شاحنة من نوع "مرسيدس" في رأس بعلبك كانت آتية من سوريا ومحملة بـ 10 صواريخ من نوع "غراد" واوقف سائقها وهو لبناني من الشمال قيد التحقيق.


 
جمود طويل؟
غير ان التحديات الامنية على خطورتها، بدت قاصرة عن تحريك أي جهد سياسي لحلحلة الازمات العالقة ولا سيما منها الأزمة الحكومية. وتتجه البلاد الى مزيد من الجمود في هذا الاطار، علماً ان بعض الاوساط لا يستبعد ان يطرح رئيس مجلس النواب نبيه بري مبادرة معينة للخروج من الجمود في الخطاب الذي سيلقيه في المهرجان السنوي في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر في 31 آب الجاري في النبطية. وقد سافر امس كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى نيس في اجازة حتى نهاية الاسبوع والرئيس المكلف تمام سلام الى اثينا في زيارة عائلية، لذا يستبعد ان يشهد الاسبوع الجاري اي تحرك سياسي.

أصداء المجزرة
في غضون ذلك، أثارت مجزرة الغوطة الشرقية ردوداً عدة من أركان قوى 14 آذار فاعتبر الرئيس سعد الحريري "انه لا يوجد وصف اسود يمكن ان توصف به المجزرة التي اوقعتها قوات بشار الاسد بمئات الاطفال والنساء والابرياء وتتساوى في ذلك مع اخواتها من المجازر الموصوفة في التاريخ الانساني". وقال ان "المشكلة ليست فقط في بشار الاسد الذي فقد أي حس انساني تجاه شعبه وأبناء ملّته بل تكمن أيضاً في المجتمع الدولي الذي يتيح لمجرم دمشق التمادي في ارتكاب المجازر والتدمير المنظم للمدن السورية". أما رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، فطالب اللبنانيين جميعا "بمختلف انتماءاتهم باستنكار هذه المجزرة أقله لأسباب انسانية".
ونظّم ناشطون مستقلون تجمعاً مساء امس في ساحة الشهداء استنكارا للمجزرة شارك فيه النائبان أكرم شهيب واحمد فتفت والسيدة نورا جنبلاط، وانطلق الجمع في تظاهرة صامتة الى مبنى "الاسكوا" حيث أضاؤوا شموعا حداداً ووجّهوا نداء الى الامم المتحدة طالبوا فيه بتحقيق دولي فوري في المجزرة، معتبرين ان "النظام السوري وجه صفعة قوية الى العالم وكل منظمات حقوق الانسان بأنه غير معني بالقانون الدولي ولا بأي حل في سوريا".