المحرر موضوع: ترجمة من كتاب الآشوريون بعد نينوى  (زيارة 10677 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامي هاويل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 365
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني











لتحميل الملف على صيغة PDF يرجى الضغط على الرابط التالي:




غير متصل Ashur Giwargis

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 880
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الأخ سامي هاول

تحية طيبة وشكرا على ترجمة هذا النص بانتظار أجزاء أخرى.
إكمالا لما كتبه الأستاذ راشو دونيف أقتبس مقطعا من مقالتي التي نشرتها في أيلول 2005 والتي نجد فيها استحالة فكرة إبادة الشعب الآشوري كما وَرَدَ في تعليمات البعث المقبور.



أكثر ما يدعو للإستغراب لدى البعض هو الإدعاء بأن آشوريي اليوم ليسوا أحفاد آشوريي الأمس وبأنّ الإسم الآشوري هو إسمٌ حديثٌ الصقه الإنكليز بمن سُمّوا "نساطرة"، ونرى أحد المتهمين بـ"أشوَرة" النساطرة وهو الدكتور ويغرام الإنكليزي، يقول بأن يزجرد الأول الملك الفارسي (399-420م) كان قد اعترف بالآشوريين كـ"ملة" أي قومية (1)، كما قال الأب ساوثغات خلال زيارته لطورعبدين ودير الزعفران في جبال آشور الغربية (تكملة جملته الواردة آنفاً) : [وما أثار دهشتي هو تشابه “Assuri” التي يطلقها الأرمن على السريان في تركيا، مع “Assyrians” التي نطلقها على من ينسبون أنفسهم إلى آشور](2). إن هذه الجملة توضح بأن الإنكليز الذين قدموا إلى المنطقة سمّونا "آشوريين" بالإعتماد على التاريخ ولأننا ننسب نفسنا إلى الآشوريين قبل مجيئهم، وقد اهتمّوا بهذا "الإكتشاف" الجديد لأسباب سياسية ودعموا (شكلياً) استقلال القومية الآشورية عن الشعوب المحتلة، وكذلك لأسباب دينية كونهم كانوا يعتقدون بأن الآشوريين قد تم فناءهم كما جاء في المجلة السياسية اليهودية (التوراة) وكان لقاء "النساطرة والسريان والكلدان" بالنسبة لهم اكتشافاً تاريخياً خصوصاً بما يتقلدون به من عادات وتقاليد وثراث "آشوري بحت" تحدّث عنه الكثير من الرحالة الإنكليز والألمان.

وفي الأسطر التالية سنعتمد حصراً على ما يذكر الآشوريين قبل القرن التاسع عشر (مجيء الإنكليز)، وهذا الموضوع جديرٌ بالإطلاع كون هناك أجيالٌ آشورية تقوم على الفهم الخاطئ للتاريخ وسنورد "بعض" المراجع التي تدل على الحقيقة الدامغة حول استمرارية الشعب الآشوري لغة وأرضاً وهوية - رغم سقوط كيانه السياسي عام 612 ق.م، علماً أن الكثير من الكتاب والمؤرخين من آشوريين وغيرهم قد سبقونا إلى رفد المكتبات ببحوث شيقة حول ذلك ولكنها للأسف لا تزال مُهملة من الكثيرين، وهذا واضح من خلال بعض الآراء التي نقرأها أو نسمعها من بعض البسطاء.

لقد أثبتت المدوّنات التاريخية بأن اللغة "الآشورية" بقيت حية، وقد استعملها حتى الفرس، كما عرفها الإغريق بهذا الإسم رغم دخول بعض المفردات التي استعملتها القبائل الآرامية وهذا من نفهمه – على الأقل – من رجل غريب عن "شعبنا" وهو ثوسيديوس (Thucydides: 400 – 471 B.C) – قائد البحرية الإغريقية خلال الحرب بين مدينتي إسبارطة وأثينا (القرن الخامس قبل الميلاد) ويذكر مجيء آرتافيرنيس رسول الملك الفارسي إلى آثينا قائلاً: "وصل إلى أثينا، وترجم الأثينيون رسالته من اللغة الآشورية (Assurioi) إلى اليونانية، وقرأوها" (3) ، هذا كان بعد سقوط نينوى وبابل، وبعد أن طوّر الآشوريون اللغة الآكادية منذ عهد سنحاريب وأدخلوا إليها بعض الآرامية المتأثرة أصلاً بالآشورية كتابة ونحواً وصرفاً كما أكّد أستاذ اللغات القديمة في جامعة بغداد، الكتور طه باقر (4) – إذا اللغة التي تكلمها ولا زال يتكلمها الآشوريون هي لغة "آشورية".

كما استمرّ الآشوريون بممارسة حياتهم اليومية وشاركوا كقوة عسكرية ضمن الإمبراطوريات التي خضعوا لها بعد سقوط آشور سياسياً، وأهم المصادر التي تتكلم عن ذلك هي تواريخ الإغريقي هيرودوتس الذي ولد في مدينة هاليكارناسوس عام 490 ق.م في بلاد الإغريق - أي بعد 122 سنة على سقوط نينوى وعاش في آشور إبّان الإحتلال الفارسي، ويخبرنا هيرودوتس عن الحياة اليومية للآشوريين، وعن مُشاركتهم ككتائب في جيش الفرس قائلا: " لقد كان الآشوريون يرتدون الخوذات البرونزية المصنوعة بطريقة بربرية - (عبارة Barbarios أطلقها الإغريق على كل ما هو غير إغريقي - الكاتب) - وكانوا أيضاً مسلحين بالدروع والخناجر والعصي الخشبية الصلبة المزوّدة بمسامير على رؤوسها ..." (5) وفي أحد بحوثه القيّمة وتحت عنوان "المرحلة الأخمينية في شمال العراق" يذكر البروفسور جون كورتس رئيس قسم الآثار الشرقية في المتحف البريطاني، عن "وفود آشورية كانت تزور الملك داريوس والملك أرتحششتا الأوّل في عهديهما" (6) كما يذكر المؤرّخ الإغريقي  المعروف بـ "آريان"  (Lucius Flavius Arrianus: 86 – 160 A.D ) بأنه في عهد الإسكندر، وبالتحديد في عام 325 ق.م، شارك 10.000 شاب آشوري في بناء قنوات المياه في بابل ولمدة 3 أشهر، بعد أن رحّب به الآشوريون واعتبروه المنقذ من بطش الفرس(7).

والإستمرار الآشوري لم يكن مجرّد بشرياً، فالثقافة الآشورية استمرت في عهد الفرس والرومان حيث أعيد بناء معبد الإله آشور واستمرّت العبادة في معابد أخرى كمعبد الإله "سين" الذي كان يُعتبر أحد مراكز "الوحي" الديني والعسكري والسياسي للآشوريين(8 )، والذي أعاد بناءه الملك نابونيد (539 – 556 ق.م) في العهد البابلي الحديث(9) بعد أن رأى الإله "سين" يناديه في الحلم لبناء هيكله، لينصره بالمقابل على مصر(10) ثم استمرّت ممارسة العبادة الآشورية فيه قبل مجيئ المسيح وعُرف من كهنته "بابا الحراني" الذي تنبأ بمجيء المسيح، واستمرّت العبادة في هذا المعبد حتى القرن التاسع الميلادي (11) حيث استمر الآشوريون في هذه المناطق على ديانتهم القديمة – فيما يذكر البروفسور سيمو باربولا بأن هذه العبادة استمرّت حتى القرن العاشر، قائلاً : " تشهد المصادر التاريخية الحديثة في مدينة حرّان على استمرار عبادة الآلهة: سين، نيغال، بيل، نابو، تموز ... وآلهة آشورية أخرى في القرن العاشر الميلادي وهناك أيضاً مصادر إسلامية حول ذلك. وقبل ذلك تمّ وصف الكهنة الآشوريين بقبعاتهم وزيهم المميّز، وذلك في المدوّنات الإغريقية- الرومانية التي اكتشفت في شمال سوريا وشرق الأناضول" (12).

أما مرحلة بداية المسيحية، فقد طوَت صفحات تاريخية طويلة لتدخل المجتمعات بمفاهيم إجتماعية ودينية وفكرية جديدة، وقد تقبّل الشعب الآشوري الدين الجديد بكل سهولة كونه لم يختلف كثيراً مع دينهم القديم (الديانة الآشورية قبل الميلاد)– فقبل مجيء السيد المسيح نشر الآشوريون فكرة الإله الأوحد في مرتبته وآمنوا به بإسم "آشور" في نينوى و"مردوخ" في بابل كما آمنوا بموته وقيامته بعد ثلاثة أيام وهذه كانت معاني احتفالات رأس السنة الآشورية التي تصادف في الأوّل من كل "نيسانو" (ليلة الإعتدال الربيعي، بين 19 و 21 من آذار) في مدينتي بابل ونينوى (13). وإنّ هذه المطابقات قد أثرت على تقاليد كنيسة المشرق التي أسسها الآشوريون، بحيث لم تدخل المدلولات المادية (الصور والتماثيل) في طقوسها اليومية وممارساتها العبادية، بعكس الكنائس الأخرى التي كانت شعوبها تتعبّد للأصنام والتماثيل أو تستعمل المدلولات المادّية كوسيلة تواصل بينها وبين الآلهة قبل مجيء المسيح، بينما حتى الآن ليس هناك أيّ صنم تمّ اكتشافه في بلاد آشور.

ومع دخول الدين الجديد، اتجه الآشوريون إلى إضافة مفاهيم جديدة في فهم الحياة وفلسفة ما بعدها، وكان الآشوريون أوّل من تقبلوا المسيحية (14) حين تأسست الكنيسة على يد الرسل أداي (تدّاوس) وماري ولاقت ترحيباً في المجتمع الآشوري بكافة طبقاته حيث انتشرت الأديرة في كافة مناطق الآشوريين بسرعة وخصوصاً في مناطق بيت كرماي (كركوك) وحدياب (أربيل) ونوهدرا (دهوك) وبيت باغاش (نوجيّا وكاور) وبيت سلاخ (شقلاوه الحالية وشمال شرق أربيل).

أما فيما يخصّ استمرارية الهوية الآشورية لمرحلة ما بعد الميلاد، يذكر البروفسور هنري ساغس، أستاذ اللغات الساميّة في جامعة كارديف - بريطانيا، ما يلي: "إنّ انهيار الإمبراطورية الآشورية لم يَمحُ عن وجه الأرض السكان الذين كانوا – بشكل أساسي – فلاحين، فإن أحفاد الفلاحين الآشوريين كانوا يبنون، حين تسنح الفرص، قراهم الجديدة فوق المدن القديمة ويعيشون حياتهم الريفية متذكرين تقاليد تلك المدن، وبعد سبعة أو ثمانية قرون من التقلبات اعتنق هؤلاء الدين المسيحي..." (15). وحول تماسك المجتمع الآشوري يقول المؤرّخ إدوارد غيبّون (1794-1737 م) في كتابه الشهير "إنحطاط وزوال الإمبراطورية الرومانية" وعن لسان الفيلسوف ليبانيوس (394-314 م، أستاذ الإمبراطور يوليانوس في علم البلاغة)(16)، ما يلي: "لقد امتلأت حقول آشور بمآسي الحرب، وإستدعى الآشوريون المرتعبون الأنهار لمساعدتهم وأتمّوا خراب بلادهم بأيديهم ..." - ثمّ يتابع: "قررت مدينتي قطيسفون وبيرشابور (الأنبار اليوم – Perysabor) مقاومة يوليانوس، وأبقى الآشوريّون على ولائهم وصمودهم، لحين فتح الجيش الروماني أسوارهم بحفر كبيرة إستطاع من خلالها الدخول إلى قلاعهم ..." (17) - إذاً في القرن الرابع الميلادي وفي عهد الملك الفارسي شابور أرداشير  والإمبراطور يوليانوس ، الذي تم قتله على أبواب قطيسفون(18) - كان للآشوريين استعدادٌ لمواجهة إمبراطورية عظيمة وكانوا متماسكين رغم خضوعهم للإمبراطورية الفارسية.

والنزعة القومية الآشورية في القرون الأولى للمسيحية تؤكدها البروفيسور باتريسيا كرون، أستاذة التاريخ في جامعة لندن، حيث تذهب إلى حد اتهام الآشوريين بالشوفينية كونهم لجأوا إلى المسيحية وبالتحديد "النسطورية"، هرباً من الإندماج بالزردشتية الفارسية والأورثوذوكسية اليونانية، وتجنباً لذوبانهم في الثقافات المحيطة، وذلك في كتابها "الهاجريّة – صناعة العالم الإسلامي" (Hagarism) حين تقول: [... رغم تناسي العالم الخارجي لآشور، إلا أنها استطاعت أن تعيد تجميع ماضيها المجيد بهدوء، وهكذا عادت بتعريف آشوري للذات في عهد البارثيين، وليس بتعريفٍ فارسي ولا يوناني؛ فأُعيد تجديد معبد آشور وأعيد بناء المدينة، وعادت دولة الخلافة الآشورية بشكل مملكة أديابين... وتمسّك الآشوريون بأصولهم، فحتى الزرادشتية اعتبرت فارسية في مفهومهم، لذلك كانوا بحاجة إلى مواجهتها بديانة أخرى، ولكن المسيحية الأورثوذوكسية بدورها اعتبروها إغريقية، وهكذا، مقابل الأورثوذوكسية الإغريقية وجدوا أنفسهم أمام حل واحد وهو الهرطقة النسطورية... وهكذا استدارت شوفينية آشور إلى ذكريات الماضي المجيد. حيث اهتدوا بطريقتين  نافعتين في تطهير سمعتهم السيئة في الكتاب المقدّس، الطريقة الأولى كانت سردانا (أسرحدون– الكاتب)، ابن سنحاريب، الملك الثاني والثلاثون لآشور وخلف بيلوس وحاكم ثلث العالم، والذي استجاب ليونان وشرّع صوم نينوى الذي أنقذها من الخراب، وبما أن الصوم أنقذ الآشوريين من غضب الرب في الماضي، فقد أعاد تشريعه سبريشوع من كرخا دي بيت سلوخ (المكرّدة اليوم إلى "كركوك" - الكاتب) لإنقاذهم من الوباء بعد ألف سنة. و الطريقة الثانية النافعة كانت باعتناق نرساي الآشوري المسيحية كما اعتنق إيزاتيس الثاني اليهودية، مما يعني بأن الآشوريين بقوا موحدين قبل وبعد المسيح، والماضي أوصلهم إلى الحاضر دون عائق، وهكذا يبدأ تاريخ كرخا دبيت سلوخ بالملوك الآشوريين وينتهي بشهدائهم... فكما وقف العالم كله مرعوباً من ساردانا في القرن السابع قبل الميلاد، هكذا احتل القديسون مكانه في القرن السابع الميلادي باعتباره "شمس آشور" أو "مجد نينوى"] (19) ، وقد تولى ولاية مملكة "آشور" في القرن الرابع للميلاد، الملك سنحاريب الثاني وهو والد القديسَين بهنام وساره (20) ، وقد تمّ ذكر آشور أيضاً في القرن السابع بواسطة الآشوريين، حين كتب الجاثليق مار أيشوعياب الثالث الحديابي (649-659م) رسالة خطية إلى  رئيس الأساقفة مار غبريال، وإلى مار هرمز دبيت لافاط جاء فيها : "إن الإيمان الأفضل نعيشه اليوم في آشور المركزية وما حولها، الميراث النبيل ونقاوة الفكر ونشر كلمة الرب قد ساهمت جميعها في عظمة هذه البرَكة..." (21).

وخلال مرحلة اعتناق الآشوريين للدين الجديد برزت عدّة شخصيات لمعت في الفكر والفلسفة ومنها "ططيانوس الحديابي"  (130 م) الذي لقب نفسه بـ"الآشوري" وقد جَمَعَ الأناجيل الأربعة (متي، مرقس، لوقا، يوحنا) في كتاب واحد سمّاه "الدياطسرون" (22) والذي يعود إليه الفضل في ترسيخ فكرة الثالوث اللاهوتي كون هذه الفكرة هي أصلاً من ثقافة أجداد ططيانوس الآشوري وعن ذلك يقول المؤرّخ هيبوليتوس(170-236 م) الذي عُرف بـ"أسقف روما الشهيد" في كتابه المعَنوَن "الردود على الهرطقات" : "إن الآشوريين هم الاوائل الذين قالوا بأن النفس تتألف من ثلاث كيانات في كيان واحد" (23).... مهما يكن، لم تلقَ فكرة الثالوث المسيحي ترحيباً آنذاك من قبل كنيسة روما حيث اعتبر البابا ديونوسيوس (القرن الثالث) أصحاب فكرة الثالوث مُبدِعين واتهمهم بالهرطقة ومنهم وإقليمس الإسكندري الذي أرجع فلسفته إلى "الآشوري" ططيانونس (24).

ويَرد ذكر الآشوريين في تاريخ آخر، وبالتحديد في منتصف القرن السادس الميلادي، حين احتل الإمبراطور أنستاس (Anastasius) مدينة دارا (بين ماردين ونصيبين) عام 556 م، وذلك على لسان المطران مار يوحنا الآمدي (505 – 585م) في تاريخه الكنسي حيث يذكر الحدث كما يلي : "سَلبَ المدينة بشكل يصعُب تقديره، وسبى سكانها، وترك فيها جيشه وحاميته، وعاد إلى بلاده وبحوزته 385 غنيمة من الذهب والفضة من ثروات كنائسها، وسلمها إلى "الآثورايي" (Atourayeh)" (25).

وفي رسالة أخرى للبطريرك مار إيشوعياب الثالث (الوارد ذكره آنفاً) للأسقف تيودوروس يقول: "سوف أتأخر بضعة أيام في زيارة الآشوريين المنتشرين خارج هذه الديار" (26) - هذا كان في القرن السابع الميلادي، أما في القرن الثامن الميلادي فنقرأ في رسالة للجاثليق مار طيماثاوس الكبير، إلى مار سركيس أسقف عيلام يقول فيها: "إلى الأخوة خنانيشوع ويشوع سبران، كتبنا مرتين، وذلك حسب قانون كلمة الله، وهم لا يرغبون في المجيء رغم أن الآشوريين يوقرونهم..." (27).

وفي كتابه "الشرفنامة"، يذكر المؤرخ الكردي شرف خان البدليسي (القرن السادس عشر) كيف التقت جماعة من الآشوريين بأسد الدين الكلابي (المعروف بـ"زرين جنك" – اليد الذهبية) حيث يبدأ القصة بالجملة التالية : "كانت جماعة من نصارى تلك الولاية، المشهورين بالآسوريين، قد ذهبت حسب العادة إلى مصر والشام للتكسّب والعمل، فأتيحت لهم الفرصة بأن يروا بأنفسهم ما عليه أسد الدين زرين جنك من المكانة وعلو الشأن..." (28).

أمّا في القرن الثامن عشر، وقبل مجيء الإنكليز،  فبحسب البروفسور جورج بورنوتيان (أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة نيويورك)، في رسالة من العقيد الروسي سيفان بورناشيف إلى الجنرال بول بوتمكين بتاريخ 26/أيار/1784، جاء ما يلي "هناك 100 قرية مأهولة يالآشوريين في خان أورمي، بالإضافة إلى 20 ألف عائلة على الحدود التركية الإيرانية..." (29).

هذا كان غيضاً من فيض من المصادر التي تؤكد وجود الشعب الآشوري قبل مجيء الإنكليز، واستحالة وضع أي إسم مقابل الإسم الآشوري، سواء كان ذلك تحت شعار "الوحدة" أو أي شعار آخر.

Notes:

(1)   “Assyrians and their neighbors”, Rev. WA.Wigram, London, 1929, P:51
(2)   “Narrative of a Visit to the Syrian Church of Mesopotamia”, Horatio Southgate, 1844 - P:80
(3)    “History Of  The Peloponnesian Wars”, Thucydides, Trans. Thomas Hobbes (1839), Volume I: Book: VI
(4)   الدكتور الراحل طه باقر، بحث بعنوان: "رواسب لغوية قديمة في تراثنا اللغوي"، مجلة "التراث الشعبي"، بغداد – 1973، ص: 9- 21 (بحث للأستاذ سعدي المالح بعنوان: "الجذور الآشورية لأبناء الكنيسة الكلدانية – اللغة مثالاً)
(5)   “Histories”, Herodotus, Book VII, P: 396, Penguin Classics edition, Trans. By Prof. Aubrey De Selincourt, 1996.
(6)    “The Archaemenid period in northern Iraq”, 21-22 Nov, 2003, Ref: Schmidt 1953: pls.153B, 203C; Roaf 1983, P: 130
(7)   “The Campaigns of Alexander”, Arrian, Trans: Sergyenko, 1962, P:231 – Ref: Matviev
(8 )   "ديانة بابل وآشور"، س.هوك، ترجمة نهاد خياطة، ص: 144
(9)   “Gaza”, Catholic Encyclopedia, Vol.VI
(10)   “Ancient Near Eastern Texts Relating to the Old Testament”, James B. Pritchard, 1969 P: 562.
(11)   "الحلقة المفقودة في تاريخ الآشوريين"، زيا كانون، ص: 51
(12)   “State Archives of Assyria”, Prof. Simo Parpola, Vol.9: Assyrian Prophecies - Helsinki, 1997
(13)   بحث للكاتب بعنوان "الأول من نيسان – رأس السنة الآشورية" – صحيفة "النهار اللبنانية، 14/04/2002
(14)   رسالة بطرس الأولى، 5:13
(15)   "جبروت آشور الذي كان"، هنري ساغس، ترجمة الدكتور آحو يوسف، ص: 396-397
(16)   “Julian the Emperor" (1888) -Libanius, Funeral Oration for Julian
(17)   “The history of the Decline and the fall of the Roman Empire” -1776, Lord Edward Gibbon, Part III, Chap:24
(18)   “The Quarterly Journal of military history”, Barry S. Strauss, June/29/2005
(19)   “Hagarism: The making of the Islamic World”, Patricia Crone, Michael Cook, Cambridge University Press, P:55-60
(20)   سيرة الشهداء والقديسين، تأليف الأسقف مار ماروثا (القرن الرابع) : زيا كانون، ص: 68
(21)   "The Book of Consolations, the Pastoral Epistales of Mar Isho-Yahbh of Kuphlana in Adiabene", Philip S. Moncrieff, Part I
(22)   "دياطسرون" كلمة يونانية تعني "إنطلاقاً من الأربعة" -  وقد ترجم هذا الكتاب إلى العربية أبو الفرج عبد الله ابن الطيّب (عربي من كنيسة المشرق) – عام 1543
(23)   “Refutatio”, Hippolytus, The System of the Naasseni,  Book V, 7.9
(24)   “Strom”Clement of Alexandria, III, 12.81, 1.1 and 11.2 – A research by Dr. Abdel Massih Saadi titled: “The heritage of the Mesopotamian civilization and its influence on the world civilizations”.
(25)   “Ecclesiastical History of John Bishop of Ephesus”, By Jessie Payne Margoliouth, 1909, Part III, Book VI.
(26)   “Isoyahb Patriarch III liber epistularum”, Rubens Duval, 1905, P: 106
(27)   عوديشو ملكو، "آشوريّو اليوم" -   بالرجوع إلى العلامة الراحل المطران يعقوب أوجين منا، "المروج النزهية"، الجزء الثاني، ص:34
(28)   "شرفنامه"، تأليف شرف خان البدليسي، ترجمه عن الفارسية محمّد علي عوني، الجزء الأوّل، ص:90
(29)   "Armenians and Russia (1626-1796): A Documentary Record"G. Bournoutian, Coasta Mesa, California: 2001 – (From “Assyrians, The Continuous Saga” by Frederick Aprim, P:166)


غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ سامي هاويل

مما لا شك فيه  بان الجهد واضح في مقالتك ولكن لا يحتاج الابن ان يبذل عناء كبيرا في اثبات انه ابن ابيه الا اذا شكك هو نفسه بذلك ،
هنالك حقيقة في الطب بان نصف ما نقرا صحيح  والنصف الاخر خطا الا اننا لا نعرف اي النصف هو  الصحيح وايهماالخطا ، وقد يسري هذا وربما بنسبة اكثر على التاريخ *
 من المعروف ان نينوى الاشورية ابيدت كاملا على يد الكلدان وعليه اختفت كلمة اشور من ارض الرافدين منذ ذلك الحين حتى ظهرت ثانية حديثا ولكنها بقيت في سوريا كونها كانت تخضع لنفوذ الامبراطورية الاشورية وربما  لم يجري لها ما جرى لنينوى ومهما  كان ارجو ان لا يكون الخلاف اختلافا*
                       
                       د. صباح قيا

غير متصل Y.Zara

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 54
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


بيان رقم واحد

سيد هويل وسيد كوركيس

المطلوب فورا اتلاف كافة الكتب والبحوث التي كتبها المؤرخون الأغبياء بعد ان اكتشاف صباح قيا باننا مبادون من دون أن ندري كما المطلوب من السيد صباح ان يترشح رئيسا للجمهورية الكلدانية بعد أن أصدر قراره التاريخي وبما ان نينوى كلدانية بحسب الفكر السنفوري الجديد.

يوسف القوشي

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عفوا . ارجو ان لا بكون الاختلاف في الراي خلافا

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5255
    • مشاهدة الملف الشخصي
لا كـلـدان يوم الأحـد ...... من الآن إلى الأبـد


حـتى يرتاح الإخـوة الآثـوريّـون

غير متصل عبدالاحـد قلو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1595
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ سامي المحترم

ولكنني لم اجد هنالك ربط ما بين الامبراطور البيزنطي ليو الثالث 717-741 وكما قلت في مقالتك السابقة بانه اشوري الاصل وذلك لكون اسمه اساوريان وعليه يجب ان يكوني اشوري، ويتضح من استنتاجك فأن اي اسم يحمل أحرف ألف وسين وراء ونون فهو اشوري،  لا حقائق تاريخية ولا هم يحزنون!  هي شغلة ترهيم، وكما كان يقول صدام تبا للمستحيل!!

ومع ذلك فلم اجد اي ربط  عن الذين ذكرتهم بالاشورين في مقالتك هذه وبعد سقوط الامبراطورية الاشورية، لا مع هذا الامبراطور البيزنطي الاشوري. ولا مع اخوتنا الاشوريين الحاليين (كلدان النساطرة سابقا).
عليك بأكتشاف الحلقات المفقودة ليكتمل المسلسل المتوقفة عليه حقوقنا المسلوبة في بلدنا، وعندها سنحرر اشور وسهل نينوى وقرانا الشمالية ... عرب وين وطنبورة وين !!
ولكن ومع ذلك، فمن حق كل فرد ان يجتهد وبالكيفية التي يراها مناسبة لتحقيق حلمه .. والسلام


عبدالاحدقلو



غير متصل عدنان عيسى

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 772
  • الجنس: ذكر
  • قلمي الحر مبدأي الحر وطني الجريح ..شعبي المهجر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
    
رد: الأمبراطور البيزنطي الآشوري الأصل ليو الثالث
« رد #15 في: 12:16 26/08/2013 »
   
السيد سامي هاويل المحترم.....

ليو الثالث (Leo III)الإيساوري وعُرف أيضًا بـالـسوري (بالـيونانية: Λέων Γ΄΅ Leōn III)، (تقريبًا 685 - 18 يونيو 741) كان الإمبراطور البيزنطي من 717 حتى وفاته في 741. وقد وضع حدًا لفترة عدم الاستقرار، واستطاع أن يدافع بنجاح عن الإمبراطورية ضد غزو الأمويين وتحريم توقير الأيقونات.[1]
   فترة الطفولة

ولِدَ ليو، الذي سُمٍّي في الأصل بكونون، في غِرمانيكَيا (ماراس/تركيا) في منطقة مملكة كوماجيني السورية. وقد زعم البعض، مثل: المؤرخ الـبيزنطي تيوفان، أن عائلة كونون كانت قد سكنت مجددًا في تراقيا، حيث انضم لأداء الخدمة العسكرية لدى الإمبراطور جوستينيان الثاني،...........الخ
السيد سامي.......
1-   المصدر يقول ان ليو الثالث....( وقد إستمد ليو الثالث لقبه من إقليم إسوريا Isauris في قليقية وليس قلقيليه كما ذكرت في ردك.
2-    المصدر اعلاه يقول هو (الايساوري )وعرف ايضا بالسوري لا اشوري كما تزعم سيادتك.
3-   لاتوجد في المصدر كلمة اسوريان بل كلمة الايساوري.
4-   في موضوعك اعلاه وكافة المصادر التي قرأتها لاتوجد كلمه واحده  اشوري.
5-   اتمنى ان تدلنا على المصدر الذي يذكر بان ليو اشوري..
6-   لم تعلق اذا كان امبراطورك  الروماني( اشوري ) فاذا الاشوريين اصلهم رومان.
7-   ليو سمي في الاصل بكونون وهل اسم كونون هو اسم اشوري (هل ممكن ان تدلنا في اي قاموس تدل كلمة كونون او(كانون )حسب قولك انه اسم اشوري........

ال
رد اعلاه والاسئله لم ترد عليها اتمنى ان تكون واقعيا ومن اجل اكتمال الاستفاده من موضوعك اعلاه ان ترد علىها.......
Abo   Rany

غير متصل سامي هاويل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 365
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الكريم عدنان عيسى المحترم

بداية أود التوضيح بأن عدم ردي لتعليقك ليس مقصودا، وأنا من منطلق الأنتماء القومي أكن لحضرتك كل التقدير وأحترم وجهة نظرك.

ولكنني وددت الأنتظار لكي تطلع على الأجزاء القادمة من ترجمتي لفصل من كتاب " الآشوريون بعد نينوى " لترى كيف تم تحوير التسميات حسب لغات الشعوب المجاورة، بالأضافة الى الرحالة الذين جابوا أرضنا لأغراض مختلفة.
بالنسبة لأسئلتك الوجيهة أود القول بأن أقليم أيساوريان أستمد أسمه من لقب مكتشفه والذي هو الأمبراطور نفسه. وتسمية سورية غالبا ما كانت مرادفة للآشورية .
بالنسبة لورود الآشورية بأملائها الدارج ، نعم أتفق معك إنها لم ترد ولكن أود التوضيح بأن الآشورية والآشوريون، كما ذكرت أعلاه فقد حور نطقها وإملائها بحسب لغات الشعوب والآمم، فعلى سبيل المثال في الأرمنية القديمة كانوا يسموننا آسورستانجيك، وبعدها أطلقوا علينا تسمية آسوريك، وآسورستانيان، وبالفارسية آثور ، وأسورستان وغيرها الكثير.
أما بالنسبة لقولك بأنه إذا كان الأمبراطور آشوري ولهذا يجب أن يكون أصل الآشوريون هو رومان ، فهنا أختلف معك ، لأنه على سبيل المثال إذا كان الرئيس الأمريكي من أصول أفريقية فهذا لا يعني بأن الأفارقة من أصول أمريكية ، وإذا كان أحد بطاركة كنيسة المشرق مغولي "مار يهوآلاها" فهذا لا يعني أن أصل المغول آشوري وهكذا هناك الكثير من الأمثلة، وهذا ينطبق على الأمبراطور أيضاً فإذا كان على هذا المنصب بين البيزنطيين فهذا لا يعني بأن الآشوريين من أصول رومانية /بيزنطية.
أما بالنسبة الى الأسم " كانون" باللهجة الشرقية و " كونون باللهجة الغربية " فكما تعرف بأنه هو أسم أحد شهور السنة، والآشوريون هم الوحيدين اللذين يسمون بهذا الأسم ، كما هو الحال بالنسبة للأسماء المأخوذة من شهور السنة، فهناك الكثير من ألآشوريين يحملون أسم نيسان أو أيار أو تموز أو أيلول أو حزيران أو تشرين .

أخي الكريم
تمعن جيدا بالأمر ، لنطرح جانباً معني أيساوريان لتفادي الجدال العقيم " إلا إذا كان لك علم بمعنى آخر لإيساوريان" فالأمبراطور أسمه الأصلي كونون أو كانون، ومولود من أبوين من سكان هذه الأرض التي كانت جزء من الأمبراطورية الآشورية، ومسيحي الديانة ، أليست كلها دلائل تشير الى أنتماءه الآشوري؟ أما المصادر التي تنسبه الى الأرمن لكون لقبه إيساوريان ولأن الأرمن عادة ما تنتهي الأسماء عندهم ب "يان " فإذاً كان يجب أن يكون أسمه الأصلي كونونيان أو كانونيان.
أخيرا أود القول بأنني عندما نشرت الترجمة ، لم تكن الغاية منها الدخول في صراع التسميات أو لمعادات أي من أبناء أمتنا أياً كانت أفكاره ومشاعره ، بل نحن اليوم نعيش واقع مزري فُرض علينا، فوجدنا أنفسنا في دوامة يحاول أعدائنا قلع جذورنا وتشويه أصولنا ولذلك علينا التشبث بأنتمائنا القومي والحفاظ على خصوصياتنا وثوابتنا، لأنه ببساطة نحن اليوم بصدد الدفاع عن وجودنا المهدد . ولدينا الكثير الكثير من الإرث القومي من واجبنا المحافظة عليه، وكما ذكرت في مداخلتي السابقة فنحن لدينا الكثير ولسنا بحاجة الى سرقة تاريخ وتراث الآخرين.

شكرا على مرورك وتقبل مني كل الحب والأحترام

أخوكم
سامي هاويل
سدني-أستراليا