المحرر موضوع: انقسام في حركة الأمة (زوعا)  (زيارة 2562 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ashur55

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
    • مشاهدة الملف الشخصي
                             
م/ انقسام في حركة الأمة (زوعا)

   أن للأمة الآشورية تأريخها العريق في شتى المجالات وهنا نختص في المجال النضال السياسي وفي مبادئها وأهدافها وقيمها والرسالة السامية والمعبرة عن الحق والحقيقة لوجودها على أرض الواقع من حيث أصالة الانتماء الوطني والحضاري لهذه الأمة التي بزغ منها شعاع نور النهضة والوعي القومي في العصر الحالي بعد ركود طويل المدى لما حل بها من ويلات الزمان العابرة والحاضرة فكان ولادة الحركة الديمقراطية الآشورية نموذجها حياً لتحقيق مطالبها الذاتية أسوة بشعوب الأخرى في البلاد وكان للحركة مناضليها الأشاوس اللذين عاهدوا بعضهم البعض بقسم الولاء لله والوطن وللحركة بأن يسيرون في دربها ونهجها حتى لاستشهاد أو الحياة الحرة الكريمة لكسب الحقوق الكاملة ونيل الحرية والتحرر من العبودية والحكومات الظالمة كشعب أصيل له الحق في تقرير المصير في أبسط صورة وهي له الحق في حرية التعايش السلمي المشترك والمشاركة في جميع المؤسسات والهيئات الإدارية في البلاد كمكون أصيل ومن حقه أيضاً التمتع بالحكم الذاتي في المناطق التي يتواجد أغلبيتهم وفي أدارة وحدة أدارية كما قرره الدستور العراقي الاتحادي والدستور  لإقليم كردستان/ العراق وكان للحركة دورها المتميز والمشهود منذ فترة انطلاقها وتأسيسها في 12 / نيسان / 1979 م التي أنشدت ببرنامجها الديمقراطي والإقرار بوجودها القومي والوطني والديني في العراق (بلد النهرين) كشعب أصيل وصاحب أعظم حضارة في التاريخ وكان من أسمى وأجود وأعظم أعمالها هي الدعوة إلى وحدة الصف القومي وكانت تعاتب وتوبخ كل من خرج عن هذا المفهوم الوحدوي وثمار نضالها في هذا المجال كان في أخذ وإقرار التسمية الموحدة للأمة في مؤتمرها القومي في بغداد بعد السقوط الدكتاتورية الصدامية فكانت التسمية هي  ( الكلدو آشورية ) كتوحيد لطائفتين لكونهما من منبع جذر واحد لهذه الأمة الخالدة التي تجمع فيها كل خصائص الوجود القومي الواحد وأتخذ اللغة السريانية (السورث) اللغة الثقافية للشعب الواحد لكونهم الناطقين بها فلهذه الحركة نضالها السياسي السري والعلني لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن ولكوادرها البواسل نعمة الالتزام والإخلاص والوفاء في العمل السياسي في الساحة العراقية وسبق لهم النضال والكفاح المسلح في ميدان جبهة المعارضة العراقية التي تشهد وتقر لها كل فصائل الأحزاب والمنظمات والحركات الشقيقة والصديقة  من أقصى قمة من قمم جبال كردستان إلى أقصى بقعة من أرض الوسط وجنوب البلاد ولهذه الحركة دور بارز أيضا في تحريك الشعور القومي الوحدوي بانتمائها ومشاركتها في تأسيس تجمع  ( الكلداني السرياني الآشوري ) لجمع شمل الأمة في توحيد صوتها وقرارها ككيان واحد في تمثيلها في هيئات القرار السياسي  للدولة العراقية التي مازالت الأغلبية فيها تلعب لعبة الإقصاء والتهميش لوجودنا القومي والوطني والحضاري والديني في الوطن الذي نكن له الولاء بعد الله كشريحة بشرية عريقة في جذور الوجود البشري للمجتمع العراقي ذو الألوان الطيفية الجميلة والأزهار متنوعة الألوان الذي تسر وتسعد النفس الإنساني بكل معانيها الإنسانية والذي كان الأجدر و الأوجب للأغلبية السكانية العرقية وألأثنية وغيرها من المسماة أن تهتم وتراعي هذه الشريحة الاجتماعية العتيدة قبل غيرها ولاقتداء بها كونها صاحبة الإرث العميق في الحضارة العراقية والإنسانية جمعاء وعلى الجميع العمل الجماعي المشترك لخدمة الوطن والمواطن وترك قوانين التفرقة والتمزق والانشطار بين أبناء الشعب الواحد بالانتساب الوطني والحضاري مع احترام خصوصية الواحد للآخر وأن تكون العدالة والمساواة منطق الحكم بين الجميع فإذا كان مطلبنا الوحيد جمع شمل العراقيين بأمان وسلام رغم التباين والخصوصية هنا وهناك فكيف بالأحرى بما يخص حركتنا الديمقراطية التي كانت رمز للوحدة على مر السنين وها اليوم الذي بأمس الحاجة إليها نسمع ونقرأ ونشاهد ونشعر بأن مرض الانقسام وفقدان الأمل بها قد ظهر فيها هذه الأيام في الوقع الذي كن بحاجة إلى تكاتف الأيادي والتلاقي مع البعض بقلوب محبة لخير الحركة وجماهيرها للتنافس الديمقراطي مع أصدقاءنا وأشقاءنا في الوطن وخاصة في إقليم كردستان الذي سيجري فيه انتخابات لأعضاء برلمان حكومة إقليم  كردستان العراق اللذين هم يؤدون اليمين لخدمة الشعب والوطن والذي كان للحركة مشاركة فعالة في المنظومة البرلمانية في الإقليم وفي المركز الاتحادي بقائمتها المعروفة لدى جماهيرها ألا وهي ( قائمة الرافدين الوطنية) التابعة للتنظيم السياسي (الحركة الديمقراطية الأشورية ) في العراق الاتحادي  / بغداد وفي إقليم كردستان  / أربيل تلك القائمة التي أدت دورها الرائع في تحقيق كثير من مكتسبات الشعب الكلداني السرياني الأشوري من حيث تطبيق ما في برنامجها السياسي المعلن لدورتين سابقتين ولكن يؤسفنا جداً الانقسام الحاصل في صفوف أعضاءها اللذين منهم من قدم استقالته ومنهم من شكل ونظم قائمة منفصلة عن قائمة الرافدين بأسم أخر تسمى (قائمة أبناء النهرين)... الذي سوف يؤدي هذا الانشقاق إلى ضعف وفقدان ثقة الشعب بكوادر الحركة وفقدان الأصوات التي قد تصل بنا إلى خسارة الكثير من المقاعد البرلمانية لشعبنا من مؤازري الحركة الديمقراطية الأشورية (زوعا) ولا ننسى بأن الكوادر اللذين لجئوا إلى هذا العمل الانفصالي هم أكثرهم من القياديين في الحركة الذي نقر لهم بمنزلتهم ونزاهتهم الشريفة في قيادة الحركة في أصعب أيام نضالها المشهود لها من الجميع.. ولكن حسب القانون الانتخابات، القائمة التي تدخل ضمن قوائم الانتخابات يجب أن تكون منتمية إلى كيان سياسي خاص بها ولا يجوز لتنظيم الدخول بأكثر من قائمة وقائمة الفتية لأبناء النهرين وهي مخالفة لما ذكرناه وأن تم المشاركة على حساب الحركة عندئذٍ يعتبر صيد جاهز لمن يصيد في الماء العكر من الأصدقاء والأشقاء المنافسين لنا في هذه المرحلة الراهنة والغزيرة بصراعات السياسية في المنطقة ومنها العراق اليوم...
   فعلى الجميع ترك الخلافات جانبا مهما كانت أسبابها ولنتعلم من الخلافات السياسية والدينية السابقة في عهد الستينات من القرن العشرين الذي نتج منها الانقسام في الكنيسة الشرقية ذات الطقوس الدينية الواحدة التي أصبحت نصفين صعب التوحيد بينهما لحد هذه الساعة رغم المحاولات الكثيرة التي لا جدوى لها وهذه الحالة تنطبق مستقبلا لما يحصل بين القيادات ومؤازريهم إذا استمرت النزاعات الفكرية والمنصبية والمنهجية في الحاضر الذي يكون السبب في فشل تطبيق المنهاج العام للنظريات العمل الحركي في النضال التطبيقي الواقعي للحركة التي كانت أمل وروح الأمة في النهوض والتقدم ونيل الحقوق... وسيأتي يوم الذي تفرز الأصوات لكل القوائم الوطنية المشاركة في انتخابات برلمان الإقليم الذي يصادق في يوم 21 /أيلول / 2013 والذي سيعلم الجميع بكل سلبياتها وايجابيتها عند الإعلان عنها وبعد ذلك سيكون لكل حدث حديث..

                                                            
بقلم/ اشور لازار
                                                                           
8/9/2013