المحرر موضوع: ( عجيب غريب امور قضية ) الدراما في التلفزيون من اين والى اين ؟؟؟؟  (زيارة 898 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جوزيف الفارس

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 28
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
(  عجيب غريب امور قضية )
 الدراما في التلفزيون من اين والى اين ؟؟؟؟
ان المتتبع للمسلسلات التلفزيونية من الدراما العربية او غيرها من المسلسلات المدبلجه الى العربية , نلاحظ بانها قد اخذت المساحة الواسعة من حياة العائلة العربيه , ولاسيما في ايام  شهررمضان المبارك وهم يتابعون احداث المسلسلات وبفارغ الصبر , وقد يصادفك وانت في طريقك مايلفت انتاه سمعك الى حديث مطول مابين اثنتين او اكثر من متتبعات احداث هذه المسلسلا ت وكل منها تبدي رايها باندفاع وحماس على بطل المسلسل الحسن القامة والوجه , او عن بطلة المسلسل الفاتنة القوام والخصر , اما من حيث الفكرة ومعالجة ما يطرحه المسلسل , فليس له حديث يذكر .
لو حاولنا الاستفسار من احدى اؤلائك المتتبعات للمسلسل المطروح ان كان عربيا او اجنبيا لكان جوابهن ( حرام , بطل المسلسل كلش حلو راح ينكتل ) او الاخرى تجيبك بالجواب الاتي ( كلش حلو ايقهر ) , اما الفكرة الاساسية والغاية من المسلسل , لا احد يعي شيئا عن الفكرة الرئيسية , لانه معظم كتاب الدراما في عصرنا هذا ولا اقول جميعهم باستثناء الجيدين باطروحاتهم , حينما يطلقون العنان لاقلامهم في رسم الخطوط العريضة للمسلسل , هو لا يعرف كيف يبدا وكيف ينهي حلقته , انما يبقى محاولا التخبط في الحلقات الفارغة والمتكررة ومن دون رسم معالم شخصياته بالشكل العلمي المطلوب .
انما انا احني راسي تحية لبعض كتاب الدراما التلفزيونية من كتابنا المحليين العراقيين والعرب من ادبائنا السوريين والادباء المصريين , على ماتتمخظ اقلامهم من جودة ما يطرحونه من على شاشة التلفزيون من الدراما الجيدة من حيث البناء والحبكة ورسم معالم شخوصها واسلوب رسم السيناريو لمعظم مايطرح للمتلقي العربي اشادت به الصحافة واقلام النقاد المثقفين والذين لم يبخلوا على تشجيع الاعمال الجيدة  لقصة من صميم الواقع للمجتمع العربي ولا ننسى الدراما الخليجية ولا فنانينها الكرام وما يطرحونه من الاعمال التي  تستحق الذكر والاطراء والثناء على جهودهم المخلصة لما ينتجونه , ولا سيما في حرمة شهر رمضان المبارك .
وانا هنا من باب الحرص , ولا سيما مما يطرح في بعض الاحيان من المسلسلات الركيكة في طرحها واسلوب معالجتها للفكرة المراد ايصالها الى المتلقي الكريم ,

أسئل لجنة فحص النصوص وفحص المسلسلات الاجنبية المستوردة ولا سيما منها المدبلجة , ماهي المقاييس والضوابط والتي من خلالها يتم الموافقة على عرضها من على شاشات تلفزيوننا العربي ؟ وماهي المعايير  والتي بموجبها يتم الموافقة على دبلجتها وعرضها لجمهورنا العربي , والذي احوج لهذا الجمهور ان يعرض له مايناسب مرحلتنا السياسية والاجتماعية والمستقات من واقع مجتمعنا
العربي , ونحن لدينا من الفنانين العرب ( العراقيين والسوريين والخليجيين والمصريين وغيرهم من فناني بلداننا العربية ) اثبتوا جدارتهم في المحافل الفنية العربية والعالمية , انهم لا يقلون قدرة ولا ثقافة ولا خبرة وتجربة في مسارهم الفني عن اقرانهم من الفنانين الاجانب  .
ولو اطلعنا على معظم المسلسلات الاجنبية , قد نجدها لا تخدم مجتمعنا , ولا هي تحمل من سمات العادات والتقاليد المعهودة لدينا , والانكى من هذا كله , انها تستعرض من الاحداث مالم تصدقه لو قصها عليك احد من افراد عائلتك , على انه شاهد مثل هذا الحدث في الواقع الذي نعيشه , فمباشرة تجيبه ( شنو هذا , فلم هندي) ؟     ( رحمة الله على المسلسلات التركية والتي انقذت الدراما الهندية من القول الدارج فيما بيننا ( هذا فلم هندي ؟ ) , حيث فاقت المسلسلات التركية بحياكة الاحداث والوقائع , مالم يكن مطروحا في معظم الافلام الهندية , والفرق فيما بينهما ان الثانية يستعمل المخرج اختزال عامل الزمن في السيناريو للمشهد الواحد , مثال على ذالك ان في الافلام الهندية وفي احدى اغاني هذه الافلام , يرسم لنا المخرج سيناريو بمختلف اللقطات , وفي عدة اماكن , وبمختلف الازياء ,وبحركات جمناستيكية يراقص بطل الفلم حبيبته وبحركات ايمائية وتعبيرية فيها من شيئا من الجمال , وبهرجة الديكور و اضافة الى تقنيات الكاميرات العملاقة والضخمة والمختلفة بوسائل استعمالها منها ( المحمولةعلى الكرين والشاريو والكاميرات المتعلقة والثابتة و اضافة الى اللقطات والتي يصورها المخرج من كاميرات عالية التقنية  محمولة في طائرات اعدت لهذا الغرض , او الكاميرات والمثبته على السيارات التي تحمل الحبيب والحبيبة , وهي تصور اللقطات التي قد رسمها المخرج ونوعية اللقطات التي قد دونت في السيناريو , كل هذا الغرض منه هو خلق عنصر التشويق والشد للمشهد الواحد , انما لن يخرج عن تصوير واقع الحدث بالشكل المبالغ الا ماندر .
فلو تناولنا تعريف الدراما التلفزيونية ومن خلال المصادر والدراسات , لعلمنا بانها هي قصة ذات مواصفات ومقومات تبرز منها هويتها , اما انا فاعرفها بانها هي عبارة عن فن كتابة القصة والمستوحات من الواقع بحوار يعكس من خلاله هوية الشخصيات والفكرة الرئيسية , ويمكننا تقسيم الدراما او فن كتابة النص ( ان كان اذاعيا او تلفزيونيا او مسرحيا او سينمائيا ) ولكل منها اساليبها في طرق تجسيدها تختلف الواحدة عن الاخرى بالحرفية والتقنية والوسائل الفنية التي تستعمل من اجل توصيلها بالشكل السليم والممتع للمتلقي , فهناك الدراما الاجتماعية الشعبية , والدراما السياسية والتاريخية والواقعية والدينية وكل منها لها افكارها وشخوصها والتي تعتمد على تناول الواقع لهذه الحكايات وتعالج كل منها باساليب تختلف من حيث البيئة والمنشأ , كالدراما البدوية , والتي تختلف عن مثيلاتها من حيث القصة والحوار والديكور واماكن التصوير واسلوب المعالجة للفكرة المطروحة من خلالها , اختلافا جذريا  .
وهناك اساليب المعالجة لكتابة واخراج الدراما التلفزيونية لا ترتقي الى المستوى الاكاديمي من حيث الطرح , انما يشوبها ركاكة في اختيار الحوار المناسب والموضوع الذي له علاقة بالمجتمع , ولا تملك من قدرة خلق الحوار الجيد والتي من خلاله تساعد على صناعة الحبكة والبناء المتنامي وتجسيد افكار المشاهد المتسلسلة بحيث تخلق العلاقة وتمتينها مابين المشاهد والتي ستصب في الاخير على تجسيد الفكرة الرئيسية للدراما المطروحة بشكل تخلق المتعة والمتابعة من قبل المتلقي .
وللدراما , انواع منها الكوميدية والتراجيدية والملهات والميلو دراما , والكاتب الجيد يعلم كيف يصيغ من قصص وحكايات المجتمع الواقعية , دراما تلفزيونية تعتمد على الصورة وعلى طرح هذه الصورة من خلال كتابة السيناريو الجيد باتقان محترف يعبر من خلاله عن هوية الكاتب وعن حرفية السينارست , بحيث تتلاحم جميع عناصر ومقومات الدراما التلفزيونية من مصورين وممثلين ووسائل التصوير الحديثة واختيار اللوكشن الملائم لواقع المشهد المراد تصويره اضافة الى السينوغرافيا المتكاملة والتي تضفي على المشهد من واقعية الديكور ومستلزمات الممثل من الاكسسوارات والملابس المتلائمة لواقع شخصيات القصة والمكياج والمنبثق من علمية واقع الشخصيات ومعالمها الحقيقية والتي تعطي صورة متكاملة مهيئة للتصوير والحركة للممثلين وانتقال الكاميرات من مكان والى مكان اخر وحسب توزيعها من خلال زوايا يراها المخرج انها ستعطي لقطات فنية مجسدة لكل مايدور من احداث المسلسل وعن طريق الممثلين والذين سيساعدون على تصعيد بناء الدراما التلفزيونية من خلال صوت والقاء كل شخصية وبموجب ماتتطلبه الشخصية المدروسة من تجسيد انفعالاتها وتجسيد احاسيسها  وقوة التعبير عن طريق تغيير ملامح عضلات الوجه , وهكذا نكون قد اوصلنا صورة ابداعية وملحمة تعبيرية عن دراما حقيقية لها من المواصفات الاكاديمية والتي سيتقبلها المتلقي وهو يتابع الحلقات وبشكل ممتع معبرينا بهذا عن  ثقافتنا الاكاديمية وعن مصداقية ماطرحناه من الافكار والمعالجة الصحيحة  .
ومع الاسف الشديد , هناك من كتاب الدراما التلفزيونية  ما يشبر باصابع كفيه ويكتب ويراعي في كتاباته التوقيت الزمني ( صدقوني انا صادفت مثل هذا الكاتب وهو صديقي في فترة من حياتي الفنية , حيث اخبرني والله شاهد على مااذكر من هذه القصة الحقيقية , بانه يسأل زوجته عن متطلباتها الكمالية ويسأل عن اسعار تلك المتطلبات , ومن ثم يقول لي انا اشبر في الكتابة وانهي عملي والذي يوازي احتياجات ومتطلبات زوجتي , يذكرها لي وهو متباهيا مع ضحكة استهزائية وبغير محلها  .
وهناك في المقابل كتاب يترجمون ثقافتهم وبراعتهم في صياغة القصة للدراما التلفزيونية ( من فكرة وشخوص وحبكة وصراع وسيناريو , وكل مستلزمات العمل الفني لصناعة المسلسل التلفزيوني , والبعيد عن الرتابة والملل , وغير مهتمين لزمن الحلقة الواحدة ولا الى عدد حلقات المسلسل الواحد ولا الى عدد اجزائه المتلاحقة بقدر مايبحثون عن اضافة نوعية اكاديمية للدراما التلفزيونية والجيدة , مراعين فيها الفعل والحدث , بصياغة فيه شيىء من البناء وحرفة في كيفية تفعيل الحدث و وكتابة سيناريو جيد يتلاحم مع التنفيذ في الاخراج التلفزيوني .
فأنا اتعجب من ان بعض القنوات التلفزيونية  يستهويها عرض وبث بعض المسلسلات والتي لا ترتقي الى المستوى الجيد , ولا تنتمي بحرفيتها الى العلمية والثقافة الاكاديمية في التاليف والاخراج  , وغزارة اجزاء مايطرحه المسلسل تزيد من رتابة قصته والبحث في حلقة فارغة ومتكررة من احداث المشاهد والحلقات , وهناك تمرير من الوقائع والتي لايقبلها حتى الاطفال الصغار , فكفاكم يااعزائي من الضحك على الذقون من خلال ماتطرحونه تاليفا واخراجا , وهناك الكثير من المسلسلات والتي مع الاسف لاترتقي الى المستوى المطلوب و من خلال طرح قصص لا تمت الى الواقع , بقدر ماتستمد حكاياتها من الخيال والمبالغ في طرحها, والتي ليس فيها من الابداع ولا المعالجة المقنعة , وانا لواثق كل الثقة بان كاتب هذه المسلسلات , قدلا يؤمن بما يطرحه , فكيف يريد من المتلقي ان يؤمن بما يشاهد ؟
فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك الكثير من المسلسلات والتي قد تصل باجزائها الاربعة او الخمسة ومن دون ان تطرح شيئا جديدا في بقية الحلقات , سوى انها تدور في نفس الحكاية والقصة , وتطرح نفس الاحداث والحكايات , وانما باشخاص جدد , وبتصوير لاماكن مختلفة , غايتها زيادة عدد الحلقات والاجزاء , بحيث اصبح المتلقي يتوقع ماسياتي من الاحداث اللاحقة لبقية الحلقات والاجزاء المتكررة ,انه وحسب اعتقادي نوع من الاعمال والتي قد تعكس صورة غير مستحبة لمنتجي مثل هذه المسلسلات , وكذالك ستفقد مصداقية المشاهد بالشركات التي تساعد على استيراد مثل هذه المسلسلات والتي تسيىء الى الفن والامانة الملقات على كاهل الفنان الملتزم بفنه وباصالة مايطرحه للجماهير من اعمال ذات مضامين جيدة , قدتنفقد مصداقيته من خلال تعاونه في العمل على  تشجيع استيراد مثل هذه الاعمال والتي قد لا ترتقي الى المستوى المطلوب .
فدعونا نسال ونناقش مايطرحه مسلسل ( س) من بعض  المسلسلات , والمتشابهة جميعها بالطرح باستثناء اختلاف ابطالها وحكاياتها , هل هي مقنعة من حيث المعالجة والطرح ؟ فبالرغم من صرف جهد في الانتاج والتصوير, الا انه لم يجني ثمرة جهده مايجعله يقف بمصاف المسلسلات الجيدة , ولنتابع احداث مشهد من المشاهد المعروضة من المسلسل ( س) حينما يدخل البطل الى موقع الاعداء ومن دون خوف ومع عصابته , وفي ايديهم مسدساتهم ورشاشاتهم وهم يصطادون المسلحين الواحد تلوى الاخر ومن دون ان يصاب البطل باية رصاصة  , عجيب غريب امور قضية , انه المارد الذي يقتل ولا يقتل , واكثر مشاهد هذا المسلسل يدور رحاه بين المطاردة والقنص في الشوارع العمومية ومن دون رقيب ومراقبة , ومن دون معالجات مقنعة وكأننا امام افلام الكاوبوي وقانون الغاب ( القوي ياكل الضعيف ) وهذا الشيىء يعاد ويتكرر في مسلسلات اخرى وبجميع اجزائه الاربعة , ففي السابق لو شاهدنا مثل هذا الطرح نقول عنه هذا فلم هندي !!!!!! واما الان ماذا سنقول عن مثل هذه المسلسلات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انما الواحد يشهد بالحق ومن غير نكران الحقائق لابطال القسم من هذه المسلسلات , انهم يجيدون النواح والبكاء والذي يساعدهم على مثل هذا الفعل , اختيار  الموسيقى التصويرية والتي تكاد تكون متشابهة في كل المسلسلات المطروحة من خلال شاشاتنا العربية , وانا لواثق من ان معظم مشاهدينا من العرب يشاركونهم البكاء والنواح , تضامنا مع فناني هذه المسلسلات , وتشجيعا لهم , ( عجيب غريب امور قضية ) هاملين مشاكل شعبنا العربي في الحياة الاقتصادية والسياسية , ومئات الضحايا من ابناء شعبنا العربي , وجمهورنا يبكي لاحداث مسلسل ( س ) .
فدعوني اسلط لكم الاضواء على مشاهد اخرى لمسلسل ( ص ) فمن اجل اثارة الرعب والذعر عند المتلقي من الجمهور وحصره في حالة الترقب والحذر لمشاهد معروضة فيها يقع البطل في قبضة العدو وسبحان مغير الاحوال , ينفذ هذا البطل في تفجير حائط السجن بقنبلة تهدم الحائط ولا تصيبه باذى , اية اعجوبة هذه ؟ واية قوة خارقة لديه ينهدم حائط سميك ومن غير ان يصاب باذى يذكر ؟
او في مشهد اخر يهجمون على موقع للعدو وياسرون مجرما من الاعداء , الا ان هذا المجرم وبالرغم من كثرة الحراسة المشددة ينفذ من بين قبضتهم و وهكذا يتكرر المشهد وبالعكس , عجبا على شركات الاستيراد لمثل هذه المسلسلات , الا يضعون مصلحة المتلقي امام نصب اعينهم ؟ ومالهذه الاعمال من انعكاسات سلبية على مجتمعنا ؟ اين الرقابة الحكومية والمتمثلة بوزارة الثقافة والاعلام وسيطرتها على مثل هذه المسلسلات ؟ ايرضيكم ماتطرحه هذه المسلسلات من افكار واحداث لا تسمو الى الرقي والعادات والتقاليد العربية والاسلامية ؟ ماذا يكون موقفكم من فتاة تاتي لتشارك شاب فراشه ومن دون رباط زوجي ولا اقتران بعقد زواج مابين الاثنين ؟  تاكل وتشرب مع بطل المسلسل وفي عقر داره وبين والديه واخواته , فما مردود هذه المشاهد ووقعها على المشاهد العربي وعلى مجتمعنا ؟ انقبل مثل هذا السلوك ؟ علما ان واقع مجتمعنا يميل الى التحفظ ولا سيما في الدول الخليجية مازال البرقع والحجاب سمة من سمات التحفظ والالتزم بالعادات والتقاليد والاعراف الاجتماعية , فهل يصح ان نعرض مثل هذه المشاهد والوقائع والتي لا تمت بصلة الى مانطمح اليه (  عجيب غريب امور قضية ) والجواب ادعه للمتلقي الكريم من مشاهدي مثل هذه المسلسلات وانا لكم اذن صاغية ,