تحية للكاتب
المقال يحوي على الكثير من العقلانية
ولكني مع هذا وبشكل عام ساعلق على عدة نقاط يتم ذكرها في المنتدى عامة وتحوي على الكثير من السذاجة:
بالنسبة الى المنتمين للكنيسة الاشورية كان لهم في السابق نعم اهتمام بالقومية ولكن التاثير الاكبر كان اهتمام الكنيسة الاشورية نفسها بالقومية واهتمت باللغة وغيرها واتجه ابنائها الى الاشتراك بالتنظيمات القومية السياسية وكان هناك ايضا تاريخ لهذه المسالة.
هذه النقطة ياخذها البعض ويسجلها نقطة ضعف ضد الكنيسة الكلدانية والمنتمين لها وهذا ما يذكره بعض الحزبيين الاشورين وبعض الحزبيين الكلدانين والاخيرين يطالبون الان بان تدخل الكنيسة الكلدانية في السياسة لتدعم الاحزاب الكلدانية.
في هذا النقطة هناك الكثير من السذاجة. فلو كانت الكنيسة الكلدانية قد قامت بنفس فعل الكنيسة الاشورية لكان هذا يمثل نهاية المسيحية في العراق. والدليل اننا اذا اخذنا النسبة المئوية بنظر الاعتبار نجد ان المنتمين للكنيسة الاشورية من اللذين غادروا العراق نسبتهم اعلى بكثير من نسبة المنتمين للكنيسة الكلدانية. ولا ننسى ان مقر البطريركية الاشورية هو ليس اصلا في العراق وانما خارجه وهناك لحتى الان رفض للعودة للعراق بسبب المانع الامني. هذا ايضا بالاضافة الى الاحداث المؤلمة السابقة.
اما البطريركية الكلدانية فهي لا تزال ترفض نقل مقرها من بغداد الى الشمال لان هذا سيقلق المسيحين اللذين يعيشون في مناطق الوسط والجنوب اذ عندها بالطبع الكل سيهرب. تصور لو ان البطريركية الكلدانية كانت قد قامت بنفس ما قامت به شقيقتها الاشورية ومن ثم كانت قد غادرت هي الاخرى العراق وانتقلت الى الغرب, فهل كان سيبقى مسيحي واحد في العراق ؟ وهل كان سيكون هناك شئ اسمه زوعا او احزاب قومية اشورية؟ هل كان سيكون هناك شئ اسمه مدارس سريانية واهتمام باللغة؟ بالطبع لا.
ولكن هذا لا يعني بان ما فعلته الكنيسة الاشورية كان خاطئ. فبدون الكنيسة الاشورية واهتمامها القومي ما كان هناك اليوم شئ اسمه احزاب قومية اشورية والتي ايضا قامت بتقوية الوعي القومي لتنتشر بعدها احزاب قومية كلدانية مثلا. اذ بدون زوعا مثلا ما كان هناك احد قد فكر بتشكيل احزاب كلدانية.
ولكن هذه النقطة لا يتمكن اي شخص حزبي اشوري من الافتخار بها ليتعالى على بقية الاحزاب لان كما قلت لو ان الكنيسة الكلدنية كانت قد فعلت نفس الشئ فما كان هناك اليوم مسيحين في العراق.
وبنفس الطريقة هناك سذاجة كبيرة حول الحديث من ان الكنيسة الكلدانية لم تهتم سابقا باللغة لان ببساطة كان هذا صعبا جدا لانها كانت ستطلب نشر روح قومية بطرق ما.
هذه السذاجة تنتج دائما بسبب عدم قراءة التاريخ وفق ظروفه المكانية والزمانية.
هذه الظروف لم تتغير لحد اليوم فالبطريركية الاشورية لا ترجع الى العراق والبطريركية الكلدانية لا تزال لا تستطيع ان تتدخل في السياسة. وكل المنتمين للاحزاب الكلدانية اللذين يريدون تدخل الكنيسة الكلدانية في الشؤون القومية السياسية هم بانفسهم خائفين حتى الموت ولا احد منهم يريد العمل القومي حيث مقر البطريركية في بغداد. بكل بساطة هؤلاء لو انهم صادقين مع انفسهم فسيعترفون بان ولا واحد منهم سيوافق للذهاب والعيش في بغداد من اجل العمل القومي, والدليل ان حتى المؤتمر اللذي عقدوه كان خارج العراق والنسبة الاكبر منهم تعيش خارج العراق.
ومن ناحية اخرى فان المنتمين الى الاحزاب الاشورية لا يحق لهم على الاطلاق بان يوجهوا انتقاد الى اي شخص او ان يعتبروا انفسهم بانهم افضل والاسباب وضحتها اعلاه وبوضوح. اذ ان نجاح الاحزاب الاشورية بدون موقف الكنيسة الكلدانية كان من سابع المستحيلات كما وضحت, لان كيف يمكن لاحزاب قومية ان تنجح في مكان خالي من المسيحين؟
وراي الشخصي الان هو ان تدخل الكنيسة الاشورية في تنشيط القومية وعدم تدخل الكنيسة الكلدانية في هذا خلق توازن طبيعي, بحيث ان موقف الكنيسة الكلدانية خلق ظروف تسمح للمحافظة على الوجود المسيحي في العراق وموقف الكنيسة الاشورية خلق تفعيل النشاط القومي لاحقا .
بالنسبة الى التسميات الان:
اذا كنا كلنا كشعب مسيحي نقدر عددنا ب 4 مليون شخص داخل وخارج العراق, فلا احد بامكانه ان يجمع 4 مليون شخص ليقنعهم كلهم بتسمية واحدة ولا احد قادر ان يقنع 4 مليون شخص بان لا يقوم احد منهم بعدم الاعتراف بتسمية معينة , ولا احد بمقدوره اقناع جميع هؤلاء ال 4 مليون شخص بان يعترفوا كلهم وجميعهم بتسمية معينة.
لذلك التجمع تحت تسمية موحدة نتفق عليها كلنا هي عبارة عن خيال لن يتحقق , انا بنفسي لن اضيع وقتي لتحقيق هكذا فكرة مستحيلة, لانني لا استطيع اقناع 4 مليون شخص كلهم وجميعهم باي فكرة.
هنا يبقى امام كل شخص سياسي فقط مجال العمل الديمقراطي لينشئ الحزب اللذي يريده وبالطريقة التي يريدها وبالبرنامج اللذي يختاره وليدع كل سياسي بان يكون الحكم لصناديق الاقتراع لان ليس هناك حل اخر.
الحياة السياسية تحوي ربح وخسارة, حزب يصعد واخر ينزل, هناك من ينجح واخر من يفشل, ولكن الحياة السياسية هي ليست اليوم وغد, وهي ليست ثابتة بل تتغير. الحزب اللذي يفشل عليه ان يبحث عن الاسباب ليغير طريقته. في تاريخ الدول اليمقراطية نجد كيف ان حزب ينشئ بشكل مفاجئ ليصعد ويصبح اكبر حزب...
ارى بان يكون هناك ابتعاد عن اعتبار اي حزب بانه يمثل الجماهير كلها, الخلافات بين الاحزاب ليست خلافات بين ابناء شعبنا, انا ليس هناك حزب يمثلني, وحتى مثلا لو انني اخترت اليوم الحزب A فغدا قد اغير راي واختار حزب B , ومن هنا نستنتج ان محاولة حزب بالادعاء من انه يمثل ابناء شعبنا بانها عملية مستحيلة , وحتى لو حصل حزب ما على اغلبية الاصوات في زمن معين, فكيف لهكذا حزب ان يعرف كيف سيقرر الجماهير يوم غد؟ كيف سيعرف هكذا حزب كيف سيغير ابناء شعبنا قرارتهم في المستقبل؟
لان هذا ليس بامكان اي حزب في العالم معرفته لهذا السبب هناك واجب الحفاظ على العمل الديمقراطي وحرية الراي والتعبير, حرية الراي والتعبير والمحافظة عليها عبارة عن مطلب نتج تحديدا لان لا احد يعرف كيف سيغير كل انسان رايه وقراره في المستقبل.
واخيرا اقول بان احزاب ابناء شعبنا كلها وبدون استثناء هي فاقدة للنضوج.
ولكن بين ابناء شعبنا كافراد وجماهير ارى الان خطوات نحو الامام في انهم غير مهتمين الان بالتسميات في العملية الانتخابية.
تحياتي