المحرر موضوع: لماذا نشأت السياسات ضد الفكر الآشوري  (زيارة 2764 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبو كشتو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 50
    • مشاهدة الملف الشخصي
بعد سيطرة العدو على أرضنا يحاول جاهداً التخلص من الشعب الأصيل للأرض التي أحتلّها ، لذالك يحاول ضرب الفكر في شعبنا و تحديداً ما يؤمن به من عقيدته ليزرع بذالك الاختلاف الفكري بين مجموعات قسمت تارة جغرافيّاً و تارة طائفيّاً وكلأَّ حسب نزعته التي يميل إليها ليخلق بذالك مضادات حيويّة داخليّة تعمل على شلّ الحركة القومية الآشورية ، وبالفعل بسبب العديد من العوامل المشجعة لتكاثر هذا المرض فقد نجح العدو وبطرق تقليديّة في حقن الشعب الآشوري بنزعات طائفية على حساب القومية الآشورية .
إن انهيار الإمبراطورية يأتي نتيجة لانهيار المجتمع  ، وبالفعل فإن المجتمع الآشوري في الفترة التي انهارت فيه الإمبراطورية الآشورية ، كان مجتمعاً فاسداً وخصوصاً في الطبقة المثقفة منه والتي كانت تعرف بالكلدان حيث عملت هذه الطبقة  كانقلاب داخلي و أبدت تعاوناً مع العدو الخارجي .
إن المجتمع الآشوري اليوم يعاني من نفس المرض في فصيلة جديدة من مجتمعه حيث تنقلب على الحركة القومية الآشورية ، إن هذا الأمر في الماضي كان لربما لمحاولة تغير العائلة الملكيّة في الإمبراطورية لا أكثر لكننا لا نستطيع جزم وطنيّة هذه الطبقة كونها لم تستفد إيجابياً من هذا الخيانة والوقوف بجانب العدو الخارجي ،  اليوم أيضاً  فهي ولسوء الأسف من أجل نيل رضى العدو ، وأخذ المال وتجاهل الكرامة و الأراضي و الحقوق .
إن مجتمعنا الذي ظننا بأنه يحاول الفرار من أرضه نتيجة عدم تناسب مستوى فكره و ثقافته مع الشعوب المتخلّفة التي تحيط به ،إنه على حق في ذالك لكنه في نفس الوقت ليس بأذكى ممن حوله حيث أننا نرى بأنه بذات التفكير و بمستوى ثقافي أدنى ، فكما استطاع العدو الكبير زراعه تفرقة طائفية في المجتمع الذي يحيط بنا فقد  استطاع أيضاً و بأكثر سهولة زرعها في صفوف شعبنا عندما زرع أفكار جديدة بدعم مادي قليل فنشأت فكرة ليتمّ انتساب العمل السياسي المخلوق إليها ( إلى الفكرة المخترعة ) حيث كان المفروض انطلاق السياسة أيماً بفكر موجود ، ولسوء الحظ ساعد على هذا الشيء تقاطع مصلحة طرفين من الأعداء ( وما أكثرهم ) في محاولة القضاء على المجتمع الآشوري فكرياً و ديموغرافياً و لحقهما مؤخراً طرف ثالث هادف إلى السلب الثقافي ، إن الأول يهدف إلى ضرب الفكر العقائدي المسيحي للآشوريين وهو الغول الفاتيكاني  ، و الثاني يهدف إلى السيطرة الجغرافية لبناء إمبراطورية جديدة وذالك لا يحق له قانونيّاً بوجود صاحب الأرض الأساسي وهذا هو الثاني وهو الوحش الكردي ، و الثالث فكر قومي سوري مسكين يجمع عدة شعوب تحت تسمية سوريّة أو سريانيّة ( المعنى هو نفسه ) هدفها هو السلب الثقافي للآشوريين كون حركتهم القوميّة الآشوريّة تخالف فكرهم في إنشاء دولة مستقلّة عن سورية الكبرى التي غناها الثقافي هو ما جمعته من ثقافات للشعوب التي تعتبر نفسها حاضنة لهم و المجتمع الآشوري ضمناً حسب فكرها ، إن التقاء مصالح هذه الأطراف جعلتهم يعملون على إلغاء الفكر و الوجود القومي الآشوري لكن لحسن الحظ فإن الصفة التاريخية المتوارثة في نفوس الآشوريين وهي ( آشوري عنيد ) جعلته يتمسك بقوة وبنزعه قومية أكبر من المطلوب في حماية هويته و اعتبار كل آشوري نفسه جبهة ، والثورة الفكرية التي نشأت بين الشعب جعلت اختراق بقايا هذا الشعب أمر يجب إعادة النظر به .
هناك أسئلة تطرح نفسها مثل :
 هل الأفكار الجديدة" كهوية قوميّة " لا تخدم المصلحة العامة للشعب الواحد أيّا كانت تسميته حسب الطرف القائد للشعب المشترك ثقافياً و مصيرياً كأدنى وصف ؟
لم نرى حتى اليوم أي من المفكرين الجدد الذين يدعمون السياسات الجديدة يطالب بأي حق قومي لهذا الشعب أو يتجرأ على قول الحقيقة بأن أرضه محتلّة و أن الكردي هو عدوّه ومحتل أرضه أو ضد أي طرف أخر ممن يهمشهم قوميّاً ، وهنا أركز على القوميّة كونها الهدف المركزي فلماذا تلغى القومية الآشورية و يبدأ العمل بغيرها فهل لغير الآشورية حق ولماذا لا يؤخذ ؟.
إلى أين تتجه مسيرة الحركة القومية ؟ إن الحركة القومية الآشورية تتجه لتأهيل صفوفها و الاستعداد للمطالبة وبقوة أكبر بحقوقها المسلوبة في أرضها المحتلّة ، أما السياسات الجديدة فتتجه لضرب الحركة القومية الآشورية دون غيرها خدمة للعدو الكردي لا إيماناً بالفكر الذي ولد بعد السياسة الجديدة ويثبت ذالك بأنه لا يحاول ضرب أي فكر أخر يحاول صهرهم كالكردي و العربي بل وأكثر من ذالك لا تدافع عن نفسها أمام طرف أخر مستحدث أيضاً ويهدف إلى  محو فكرهم قبل الفكر القومي الآشوري .
إن هذه العلنية في التعامل مع العدو الكردي و استرخاص الحقوق القومية وما ضمنها ، وعدم الدفاع عن الفكر الجديد أمام غير الآشوري و أمام أفكار جديدة أيضاً، لا يجعل الأمر كمفرق سكة قطار يتحول مجرى فكر الشعب من إلى بهذه البساطة ، بل ويضرب مصدقي الفكر أيضاً كونهم لا يرون دفاعاً عن هويتهم الجديدة سوى ضد الآشوري فقط دون غيره .
فحتى العملية العكسية في بناء فكر على أساس سياسي تكون على أساس خطوات سياسية حقيقيّة ملموسة على أرض الواقع في نيل الحقوق القوميّة المشروعة .
دمتم أوفياء لقضيتكم القوميّة