المحرر موضوع: فقدان الامان  (زيارة 1851 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ريمون اسطيفان الريكاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 128
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
فقدان الامان
« في: 01:51 03/11/2013 »
فقدان الامان
يعتقد الكثير من ابناء
شعبنا بان الحكم السابق افضل من الحكم الحال من ناحية الامان والوحدة والحقوق وغيرها من الامور يقتنعون بها برغم من قساوة وظلم و دكتاتورية وجرائم التي اتبعها النظام السابق على جميع مكونات الشعب العراقي بمختلف الاساليب والطرق وبدون رحمه او ضمير والسبب في ذلك هو الفهم الخاطئ لمفهوم الامان والوحدة والحقوق .
ولكن بطبيعة الامر فان الامان مفقود في اغلب دول شرق الاوسط قبل وبعد تغير الانظمة الحاكمة حتى وان لم يكن هناك حروب او اقتتال او جرائم فان النظام الدكتاتوري بحد ذاته يسبب فقدان الامان وكلما طال عمر النظام قل شعور الفرد بالأمان لان يستحيل السيطرة على الشعب بالكامل بدون ترهيبه و تخويفه وتصفيه العقول الناضجة والمثقفة والواعية ليصل الحال الى تقديس وتعظيم الحكام والنظام كما حدث في العراق حيث وضعت صور صدام في البيوت والمدارس وابواب الجوامع وساحات وطرق ودوائر والعبارات والاشعار والالقاب الى اخره من النفاق والتملق .
فالفرد يشعر بفقدان الامان اذا تعرضت حياته او اسرته او ماله او املاكه او وطنه او انتاجه الى خطر وكلما زاد الخطر قل الشعور بالأمان ويبدأ بتفكير مواجهة الخطر وتداعياته , مثلا اذا تعرضت حياة شخص ما الى خطر الموت يبدأ التفكير بكيفية التخلص من هذا الخطر وكل ما يحاول ان يفعله هو ان يبقى على قيد الحياة وهنا لا يفكر الفرد بطريقة التي تعرضه الى الموت سوى كانت قتل بالرصاص او ذبح او حادث سيارة او مرض او أي طريقة كانت والى يومنا هذا لم نجد احدا جرب الموت مرتين لكي نستطيع التميز واختيار الموت الارحم لذلك فان التفنن في القتل يرهب الاحياء وليس الاموات . اما اذا تعرض احد الى السرقة لا يهتم بمهارة السارق وطريقته وفنيته بل يفكر بطريق التي يستطيع بها ارجاع ما سرق منه , والفرد الذي يخسر داره او ملكا لا يفكر سوى بكيفية ارجاع وتعويض ما خسره او قد تعرضت اسرته الى خطر ما لا يفكر سوى الحفاظ عليها ومن ثم معاقبة الفاعل وهناك الكثير من المخاطر والتحديات التي يواجها المواطن بشكل يومي ففي العراق مثلا وفي فترة حكم البعثين وما بعدها " ففي سنة 1980 _ 1992 كان خطر الحرب والعسكرية " وفي فترة " 1992 _ 2003 كان خطر الحصار والفقر و رجال الامن " وفي فترة 2003 _ 2008 خطر صراع الداخلي وانعدام القانون " وفي فترة 2008_ 2013 خطر الفساد والمفسدين " وفي فترة " 2013 _ 2014 " الخطر مجهول . وقد يختلف الخطر من دولة الى اخرى . فالدول الدكتاتورية تكسر ارادة شعبها و تسلب حق مواطنيها وتفرق بين مؤيديها و معارضيها سواء كانوا على الحق ام على باطل فالمقياس هنا انت ( مع او ضد ) بغض النظر عن مكانتك وحقوقك وحريتك و اختيارك فاذا كنت " مع" يقلل عليك الخطر واذا كنت "ضد" تواجه قوة تفوق امكانيتك وهنا تكمن الطائفية والعنصرية والفئوية ويشرخ الشعب الى طوائف ومجاميع وفئات متصارعة وتتكسر الارادة الوطنية الحقيقية .
ولأيمكن للمواطن ان يحصل على حقوقه الكاملة الا بتوفير الامان وازالة جميع المخاطر والشوائب عليه وان يتزعم القانون على السلطة والدولة بذلك تتوحد الامم والشعوب ويستطيع الفرد ان يعارض وان يعبر عن رأيه و يعمل ويتصرف في امواله واملاكه بدون الشعور بالخوف او القلق .
فالخوف وسلب الحقوق والقلق والتفرقة و الطائفية سببها  نظام الحاكم فكلما كان النظام ديمقراطيآ , تداول السلطته سلميا , وان تسود السلطة القانون وان يتساوى الفقير والغني والضعيف والقوي و رجل الامن والمواطن وان يكون حاكم الدولة موظف وليس " قديس او مقدس او منزل " .