المحرر موضوع: شجون لصديقة تجاه وطنٍ مجروح  (زيارة 901 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شجون لصديقة تجاه وطنٍ مجروح
زيد غازي ميشو
zaidmisho@gmail.com
يُحكىّ أن شاعرًا أهدىّ قصيدتهِ للغرباء ....... فلا الغريب أعتنق تعاليم القصيدة

ولا القصيدة إحتفظت بقُدسية معانيهّا !

قول أعجبني وجدتهُ في الفيس بوك وأعتقد بأنهُ إلى أحدى الصديقات وهي تُسطر شجونهّا على بلدها، الذي تأسرهُ الحروب وتنال من وجودهِ وتاريخهِ، ويُحاكيَّ غُربتهّا التي آلمتها وهي بعيدة عن حياتها التي أُجبرت على تغييرها كليًا نظرًا للظروف المُحيطة. ولا يُخفىّ على أحد إسم الدولة، لأنهُ بالتأكيد هي دول الكثير منّا، والهمَّ مُشترك مع شعوب إنسلخت عن أصولها.
تمعنتُ كثيرًا في هذا القول وأخذ منّي مأخذهُ، ولعنتُ القدرَ الذي سلخني من كل ما أحبُّ وما أنا عليه وما هو أنا، وفكرت مليًا ما عسىّ أن يكون مصير قصائدنا في غربتنا؟!
لدينا قصائد عدة ... واحدة للتقاليد، وأخرى للعلاقات، وغيرها للعائلة، وأبيات تُسطّرُ للصداقات، ولدينا قصائد غزل في تاريخنا وتراثنا وعاداتنا وأحيانا شوارعنا ونخيلنا ..... أين تلك المُقدسات الآن وما نفعها وما أهميتها؟
بالوقت الذي ننعمُ فيهِ بالأمان وكل  شيء مُتوفر وتحت طلبنا، إلا أن أجمل جلساتنا وأحزنها هي التي نستعيد ذكرياتنا من خلالها، حيث تلتهب المشاعر ونتأسف لذلك الماضي الجميل الذي ومهما كان الحاضر أفضل منهُ في مناحيَّ الحياة المختلفة، إلا أنهُ لا يمكننا أن نتأقلم معهُ كونهُ كشجرة باسقة في أرض مال غصنٌ منها إلى ألأرض الأخرى، فلا نحن مع الجذور ولا غصننا لهُ وجوّد فعلي في الأرض الجديدة!
ليس التشكيَّ غاية المقال، فقد مللنا الشكوى وكرهنا الدموع وقرفنا مُرافقة الأحزان! بل حزننا على وطنًا يفوق حزننا على وجودنا السطحي في المهجر.
الدول الآمنة، يبكي مهاجريهم على بعدهم عنها، ونحن نبكيَّ على كل شيء .... على وطن عُبثَ فيهِ، وعلى شعب تبدّلت نفسيتهِ، وعلى واقع حالنا، وعلى مستقبل مجهول .... نعم ... نبكي على كل  شيء ... وأقسى بكاء هو أن نرى وضاعة من في السلطة أو من يريد أن يمسكُها..
قبل أيام نشر فيديو عن تجمع سلمي في العراق للتظاهر، وإذا بالضابط المحترم يُطالب المُعتصمين بالتفرّق، ويقول لهم من يُحبَّ الحسين ومن يُحبَّ العباس فليترك المكان! ومن لا يُحبهّم فليبقىَّ!
هذا الجو الطائفي المُقيت وبث روح الفرقة والخلاف يحتاج إلى غذير وحبّ مُتقدان للعراق من فطنةٍ وذكاءٍ، لأنهُ أراد أن يُبيحَّ للمُتعصبين ضربهم أو تخويفهم، ولأن الشعب العراقي بات يعيَّ بأن كلمات مثل هذه ستهدد أمنهِ، وإذا ما عاندّ المُتظاهرين ووقفوا، سيأتي من يأتي ويُهددهّم كونهم لا يحّبوا الأُمامين!!
إلا أن الموقف الشجاع لإمرأة عراقية نجيبة يستحق أن نحنيَّ رؤوسنا أمامها، حيث هجمّت عليه وبصوت عاليًّ، قائلةٍ لهُ: نحن نحبُّ الحسين ونحبُّ العباس لكننا لا نحبُّ النواب ولا نحبُّ الحرامية..
أصيلة يا أبنة العراق، أنتِ تُجابهين الجهل والتخلف والتهديد الطائفي ببسالةٍ، ونحن نبكيَّ على العراق الذي فيهِ ضابطًا مثل هذا...
الوطن قصيدة يا بنة الشرق ..... لم يفهم معانيها الغرباء فحولوا الثريا فيهِ إلى ثُرىّ!!
 
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية