المحرر موضوع: حركة من اجل الريفرندوم ، وأنقاذ الموقف  (زيارة 1459 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح قدوري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 148
    • مشاهدة الملف الشخصي
حركة من اجل الريفرندوم ، وأنقاذ الموقف

د. صباح قدوري

تحاول الحركة الجماهيرية من أجل الريفريندوم في اقليم كردستان العراق ، احياء نشاطها مرة اخرى، من اجل انقاذ الموقف الكردي المتأزم بخصوص تثبيت كامل لحقوق الشعب الكردستاني في الدستور العراقي الدائم، والذي يطرع للأستفتاء في تشرين الأول/ اكتوبر من هذه السنة. انيثقت هذه الحركة بعد سقوط النظام الديكتاتوري المقبور في العراق ، كحركة جماهيرية في اقليم كردستان العراق ، من اجل توعية وتثقيف الجماهير الكردستانية على طريقة تفكير لمطالبة بحق تقرير مصيرها ، واجراء الأستفتاء الشعبي لتثبيت هذا الحق المعبرعنه في هذه المرحلة بصيغة الفيدرالية ، وحق الخيار في تحديد نوع العلأقة المستقبلية مع المركز. اسفرت نتائج نشاطاتها الى جمع مايقارب الى مليونين من التواقيع لهذا الغرض ، الأ انها حفظت هذه التواقيع  في حينه. حاولت الحركة مرة اخرى احياء مشروعها وتفعيل هذه المسألة من خلأل المحافل الدولية ، بعد اخفاقها في تحقيق مهمتها في الداخل. ولكن لم تفلح هذه المرة ايضا، واصبحت  اليوم مسالة الريفرندوم في خبر كان . وقد يبدو ان نشاطات هذه الحركة تتسم بالموسمية ، وتظهر للأعيان كلما هناك شعور متعاظم بالقلق يساور أبناء الشعب الكردستاني ، بان الدستور العراقي الجديد لن يكون منصفا لهم ، ولن تجري تثبيت حقوقة بسبب مواقف المماطلة والتاجيل والأسراع في طرح المسودة على الجمعية الوطنية ، مع بقاء قضايا المهمة معلقة من دون حلها . تتعرض اليوم الحركة الكردية التحررية ، المطالبة بحقوق المشروعة للشعب الكردستاني ، الى مخاطر الجدية في تعاملها مع الأوضاع السياسية البالغة التعقيد في العراق الحديث من جهة ، مع استمرارية التازم السياسي ايضا في اقليم كردستان العراق من جهة اخرى، وذلك على اثر استمرار تقاسم النفوذ والسلطة بين الحزبين الحاكمين اوك و حدك.اخذت القيادات الكردية ، والتي تعطي الشرعية لنفسها ، بان تتفاوض مع حلفاءها الوقتين  بمن فيهم يؤيد أقامة الفيدرالية الطائفية في الجنوب، وعدم أقرار بالفيدرالية كشكل من أشكال العلأقة بالدولة العراقية مع الحكم في كردستان العراق ، والقائمة منذ 13 عاما ، والتي أصبحت اليوم حقيقة واقعية. وكذلك الأنصات الى النصائح الأمريكي-البريطاني  التي طمنتا مرارا  القيادة الكردية الحاكمة ووعدتا، بانهما( لن تتخلا عن الأكراد ) ، تدعما وتساندا  في تثبيت صيغة الفيدرالية الجغرافية والأدارية القائمة حاليا ومستقبلأ ، في الدستور العراقي الدائم ، ولكن من دون توضيح عن ماهية الأليات الضرورية والضامنة داخليا او دوليا  لتحقيق تثبيت حق تقرير المصير للشعب الكردي ، المعلن عنه بصيغة الفيدرالية في المرحلة الحالية، وعلأقة المركز بالأقليم من حيث تقاسم السلطات والثروة وصلأحيات رئيس الأقليم السيادية ، وتحديد الرقعة الجغرافية الحقيقية للأقليم  وكذلك مصير قوات البيشمركة، كل هذه القضايا اجلت الى اجل غير مسمى. ويبدو ان مطاليب الشعب الكردستاني ، ظلت هاجسا تورق ويقض مضاجع حلفاء القيادة الكردية الحاكمة ، منذ سقوط الصنم وحتى يومنا هذا. أصبحت هذه القيادة اسيرة العامل الموضوعي ، وتعول علية في تحقيق سياستها ، وتركت العامل الذاتي يضعف يوما بعد يوم ، وبذلك اصبح الشعب الكردستاني، المطالب بضمان حقوقة المشروعة في وادي والقيادة الكردية في وادي اخر.

 قد تصدر بعض التصريحات هنا وهناك من بعض قيادين هذه الحركة التي تقود مظاهرات سلمية في كل انحاء اقليم كردستان ،  والتي تاكد على مبداء ضرورة اجراء الأستفتاء الجماهيري في الأقليم الجغرافي الحقيقي لكردستان العراق ، من اجل تثبيت حق تقرير المصير المعبر عنه في المرحلة الحالية بصيغة الفيدرالية، مع اقامة كيان سياسي  قومي لأدارة هذه الفيدرالية واعطاء للشعب الكردي في العراق حق خيار اية صيغة اخرى بما في ذلك حق الأنفصال . وقد يطرح السؤال نفسه ، هل ان الحركة تنجح هذه المرة وتستطيع ان تقود الجماهير الكردستانية الى نهاية المطاف ، من خلأل ارغام القيادة الكردية الحاكمة في الأقليم الحالي لتلبية مطالبها في اجراء عملية الأستفتاء الفعلى ، والتعامل مع القضية باعتبارها قضية داخلية يقرها الشعب الكردستاني ويعود له وحده حق أقرار شكل ومحتوى الفيدرالية من النواحي الدستورية ، والأقتصادية ، وعلى اساس بناء كيان سياسي قومي على الرقة التي تعتبر تاريخيا وجغرافيا كردستان ، ومن ثم أختيار الصيغة الملأئمة للعمل مع الحكومة المركزية العراقية القادمة بعد اجراء الأنتخابات البرلمانية في 15/كانون الأول/ديسمبير 2005 ؟!. وفي حالة عدم تمكن الحركة من تحقيق النجاح في مهمتها هذه ، ارى من الضروري ان  تستخدام النضال السلمي باشكاله  المختلفة والأستمرار فى التظاهرات  والنشاطات الجماهرية  ،تكثيف الدور الأعلأمي بكل اشكالها، و من خلأل اصدار صحيفة خاصة بها ، واقامة الندوات الجماهرية في كل انحاء الأقليم والمشاركات الكثيفة في المناقشات لمواضيع الديمقراطية وحقوق الأنسان  ودعم نشاطات مؤسسات المجتمع المدني  من اجل توعية وتثقيف الجماهير بمفاهيم  تنسجم مع تقافة  وحضارة روح العصرمن اجل تثبيت هذه المفاهيم وممارستها الفعلية في الحياة اليومية . ولتحقيق ذلك ارى انه لأبد ان تتحول هذه  الحركة في المستقبل القريب الى حزب سياسي تستند على قاعدة جماهيرية واسعة  تجمع كل مكونات الشعب الكردستاني، وتقود مسيرة وسيرورة تطور الحركة الكردية التحررية على صعيد كردستان العراق، مع العمل والتنسيق مع الحركة الكردية التحررية على صعيد كل كردستان  واخذ المبادرة من الأن لتحضير نفسها لخوض في الأنتخابات القادمة وتحفيز الشعب على اختيار ممثله الحقيقي وايصاله الى البرلمان الجديد ،  الذي لأبد ان يحل مشكلة تقاسم السلطة الشمولية ، التي لأتزال قائمة في ادارتي الأقليم ، وتقف حجر عثرة أمام تطور القضية الكردية وحركتها التحررية ومستقبلها المنظور.