المحرر موضوع: من أقوال أحيقار في زمن العشق  (زيارة 1792 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
                    

من أقوال أحيقار في زمن العشق


  

بطرس نباتي



عندما نزل أحيقار الحكيم  من الجبل
وجد جمع غفير
يتكوم على الحشائش البكر
النابت فوق ضفاف جدول
امتلأ المعلم بنشوة عارمة
اجتاحت كيانه
رعشة دافئة ....
مرت كنسمة صباح شاردة
تطلع المعلم مليا في زرقة عيناي
غاص في أعماقهما طويلا
فتح المعلم فاه ..
 سالت منه الكلمات
تدفقت كمياه الجدول الرقراق
قال المعلم بصوته الهامس
 لما أنت خائف من العشق؟
لما أنت تهرب ...؟ وإلى أين...؟
العشق يا ولدي كمياه هذا الجدول
عندما تشرب منه يحولك إلى شاعر
أو إلى نصف إله ...
إنه نسمة ناعمة كنسيج  ملائكة السماء
تلك التي تأتي مع الصباح
انه رعشة لذيذة  تجتاح
ذاتك لتفوح منك عطر الأزهار
لو لا العشق يا ولدي
لما نزلت عشتار إلى العالم السفلي
لما اجتاحت ذلك العالم الرهيب  
لتنقذ  حبيبها دموزي
 من براثن ايرش كيكال
ولما تقررت  المصائر والأقدار
أكثر علامات البذرة العميقة فيك
 هي العشق.
روعة مركز الرغبة فيك يا ولدي  
هو العشق
في طعم النبيذ المعتق في الدير القديم
يرتشفه ذلك الراهب المتعبد
 الرابض فوق قمة جبل شاهق
في طعم الخمر الطهور
شيء  من العشق .
في قدسيته و في لذة مرارته
شيء من العشق
العشق يا ولدي ..
  تجده قي ترنيمة البلبل
وفي نواح أرملة
فقدت حبيبها
العشق يا بني ينام تحت أجفان دامعة حزينة
ويرتسم في ضحكات الطفولة البريئة
يا بني من اجل العشق  
لا تمنع الأشياء الطيبة عن نفسك.
احضن الزوجة التي بين أحضانك
دلل طفلك ما يشاء
يا بني  ..خلوة العشق ليست سجنا
وسجانك الظريف ليس سياف حاد الطباع
أو جلاد يعيش مع السباع
ولا هي مقصلة عتيقة
فدع فكرة الخلود للألهة
واعشق ما استطعت
تلك هي نعمة الحياة
فإن فقدتها لن  تعود إليك
مهما بلغ منك الاشتياق