المحرر موضوع: البهلول مادة دستورية اساسية  (زيارة 977 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Kadhim Alwaeli

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 42
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
البهلول مادة دستورية اساسية

كاظم الوائلي
8/18/2005

تضاربت الاراء حول الوجود الفعلي لشخصية البهلول في زمن الخلافة العباسية وبالتحديد خلافة هارون الرشيد, هنالك اختلاف تأريخي حول هذه الشخصية فمنهم من يدعي بأنه مجنون رسميا ولايمتلك القدرة على التميز بين الدانق والدينار ومنهم من وصفه بالحكيم الورع الذي كان يتستر بغطاء الجنون ليتلافى سطوة السلطان ومنهم من قال انه من اتباع الفكر العلوي ومحبا لأهل البيت ومنهم من ينكر وجود هذه الشخصية ويقول انها اسطورة من اساطير الاولين حالها حال الغول والعنقاء والخِل الوفي.
لقد شغلت شخصية البهلول وطرائفه  مساحة واسعة في مراجع التاريخ كل حسب رايه فأختلاف الراي حول شخصية البهلول على سبيل المثال بين ابن الاثير والطبري وابن عبد ربه الاندلسي  جلعتها توازي اسطورة هرقل, وذكر البعض منهم على ان البهلول انسان ظريف ويمتلك سرعة البديهية بعفوية وليست لها اي علاقة بالامور الفلسفية.
يقال ان للبهلول الدور البارز في ديمومة سلطان هارون الرشيد فكان الخليفة يستأنس بطرائف البهلول المغلفة بطابع فكاهي وفي نفس الوقت يقوم بتمحيصها وتحليلها ويصورها كحالة واقعية مستنبطة من الواقع الذي يعيشه العامة في عاصمة الخلافة انذاك.
 تميز الرشيد بأمتلاكه ادهى المستشارين والقضاة والقادة والوزراء ويعتبرهم الرشيد بأنهم الدعائم الاساسية التي ترتكز عليها الدولة العباسية وبالرغم من وجود تلك الكوادر المؤهلة والكفؤة وتكريس خبراتهم لخدمة ومعاضدة سيدهم وطموحاته كان للبهلول دورا اسياسيا ايضا في تقديم النصح والمشورة لرأس الدولة, فمن الواضح ان الدولة العباسية كانت السباقة بأستحداث وظائف نادرة لدعم سلطانها ومهام هذه الوظائف هي تقديم النصيحة ورفع مظالم العامة للخليفة بطريقة سلسة ومرحة, والكثير من الدول والممالك اجتهدت بأستحداث مناصب ووزارت تتعامل مع الامور بطريقة تتلائم مع الظروف الداخلية والاقليمية, فعلى سبيل المثال استحداثت بعض الدول وزارة اسمها وزارة الشؤن العشائرية ووزارة الدولة للشؤن الامنية ومثلها للشؤن الاقليمية وهيئة للنزاهة, وكل هذه المؤسسات هي من صنع الحكومة ووظيفتها تقديم النصائح والارشادات للقادة على كيفية رد الفعل بعد حدوث الفعل وليس من شأنهم نقد سياسة الحكومة وتجاهلها لأساسيات وبديهيات المشكلة قبل ان تتعاظم وتصبح فعلا,
ونتيجة للظروف التي يمر بها العراق من اعمال تخريبية وقتل على الهوية وفساد اداري, وكردة فعل يجب على الحكومة الحالية والمستقبلية ان توظف بهلولا لكل وزارة, وبجانب كل مقعد في الجمعية الوطنية بهلولا, ومع كل سياسي يظهر على شاشات التلفاز بهلولا لينتقد اطروحاته الفضائية, ومع كل رجل دين من اصحاب السدارة او الغترة او العمامة السوداء او البيضاء بهلولا لينظر اليه ويقول اتق الله ياشيخ, نريد في كل بيت بهلولا لايخشى لومة لائم وليس لديه من الملك صاع شعير حتى يخشى فقدانه, وياحبذا لو جعلنا من  الحالة البهلولية مادة دستورية اساسية و دائمة.

كاظم الوائلي
كاتب عراقي 
Kadhim1972@yahoo.com