المحرر موضوع: كي لا ننسى : "سامويل هانتينغتون، كفى ثرثرة ... "  (زيارة 1377 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Ashur Giwargis

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 880
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني




سامويل هانتينغتون... كفى ثرثرة !





مقالة كتبتها فجر  19/تموز/2006، تحت القصف الإسرائيلي لبيروت


"إذا كانت الديموغرافيا قدراً، فالحركات الشعبية هي محرّك التاريخ" -  (سامويل هنتنغتون) *

 

الهجرة حركة شعبيـّة تحرّك التاريخ، أمّا الوقوف ضدها فهو حركة شعبية معاكسة تثبـّت التاريخ، إنما تخلقها المؤسسات السياسية للشعوب المضطهدة، الإثنان إذاً من الحركات الشعبية، وكلاها يتحكم بالقدر وليس العكس، ومن أهمّ أسباب الهجرة إنعدام الثقة بالمحيط، أماّ أهم أسباب نشوء الحركة المعاكسة فهو الإباء الذي تفتقر له بعض الأحزاب الآشورية كما قواعدها الشعبية، وهذه إحدى السلبيات التي اجتمعت في الذات الآشورية المعاصرة لدى قسم كبير من الشعب الآشوري بسبب كثرة المعاناة وقلة التنظيم وانعدام الإستراتيجية البعيدة المدى – لا بل حتى القريبة المدى ...

أثناء مطالعتي لكتاب "صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي" للبروفسور هنتغتون، أغمضت عينيَّ مستسلماً لنعاس الفجر في صراعه مع فهمي للجملة الواردة أعلاه وعلى مسمعي ذكريات أغنية ريفية خلال النهار حول إحدى القرى الآشورية على قناة آشور الفضائية تمرّ صور عجائزها وأطفالها الذين ينتظرون تأشيرات الدخول إلى أميركا وأوروبا من ذويهم في الخارج، فذهب خيالي بعيداً في لحظة تأمـّل عميقة مرّت خلالها ذكريات التاريخ حول الهجرات الجماعية للشعب الآشوري وتغيير واقعه الديموغرافي منذ عام 612 ق.م مروراً بمجازر تيمورلنك والأفشار والعثمانيين والأكراد والعرب والفرس، وصولاً إلى مؤامرات الروس والفرنسيين والإنكليز وصلابة الشعب الآشوري أمام كلّ هؤلاء قبل مرحلة تأسيس الأحزاب، وبعد هذه الجولة القبيحة في مخيلتي وصلت إلى مرحلة أقبح، مرحلة ما بعد مجازر 1933 حيث مرّت أمامي الأحزاب الآشورية "المحنكة" و "المناضلة" مطأطئة رؤوسها خجلاً أمام هنتغتون ورافعتها أمام  البسطاء من أتباعها... وقارنت طموحاتها مع ذريعتها "الواقع الديموغرافي المرير" ثم أشفقت في قرارة نفسي على هنتنغتون الذي لا يزال رغم علمه ومعرفته، يفتقر لأن يكون تلميذاً في المدارس "السريانية" ليتعلم كيف يكون في المستقبل رجلا مثقفاً مكسورَ الظهر، سياسياً منافقاً صامداً في الوطن، وقائداً متخاذلاً منتخباً من الشعب ...

ولكنني في نفس الوقت أعذرت "الجاهل" هنتنغتون كونه ربما لا يقرأ جريدة "بهرا" و "نشرو" و "قويامن" ولا يشاهد قناة آشور الفضائية... و يبدو حالماً بعيداً عن "الواقع"... أم أنه لم يتمّ تنظيمه في الأحزاب الآشورية الإنهزامية ولم يتقـلد بالفكر الإستراتيجي البنفسجي الرومنسي – وحتى أنه لا يعلم بأن كلّ ما يطالب به بعض الساسة الذين ابتلى بهم (انتخبهم) الشعب الآشوري، هو تعليم الحياكة وكراسي الوزارات والنيابة والمخترة والبلديات وإعادة الأراضي "الكردستانية" لـ"مسيحيي كردستان" وزراعة المشمش والتفاح في ربوعها، ومنطقة إدارية ينتظرها "الحلفاء-الأعداء" على أحرّ من الجمر، وتدريس لغة بإسم يونانيّ الصناعة وتطبيقها في كافة المناهج التربويـّة ومنها مادة التاريخ المكرّد والمصدّق بأختام موظفي بدرخان وسيمكو والبرزاني... وأصريت على تنوير هنتنغتون قائلا:

 [هذه هي المطالب التي يعتبرها بعض المناضلين "مصيرية" قضى في سبيلها مئات الآلاف من الآشوريين عبر القرون، وصولاً إلى شهداء العصر الحديث الذين يتفاخر المناضلون بشهادتهم من أجل نيل رضى الناخب المضلل ويهملون المبادئ التي استشهدوا في سبيلها، من أجل نيل رضى بطريرك بائس لا سيطرة له حتى على نفسه. ولا تهمنا نظرياتك بأية حال، فساستنا دائماً منهمكون في "النضال" ولا وقت لديهم لحضور المؤتمرات ولا التحالفات ولا تعزيز العلاقات مع باقي الأحزاب الآشورية، ولا نشر القضية الآشورية وإبرازها لدى حكومات العراق والمهجر والمضللين الـ 47.000، ولكن رغم "نضالهم" هذا، فإنهم دائماً يفشلون في طروحاتهم رغم إنهزاميـّتها وحين يحاول البعض التقرّب منهم لا يفهمونهم، فهم "محنـّكون" لا تستطيع لا أنت ولا أمثالك من عظماء المحللين السياسيين تحليل استراتيجيـّتهم كونهم عديمي المبادئ من ناحية المطالبة بالحقوق، وعديمي الإنتماء من ناحية المطالبة بالحفاظ على الهوية - سمِّها ما شئت - وكثيراً ما تكون "حنكتهم" مشابهة لـ"جرأة" الآرتيست حين تصفها الصحافة الفنيـّة بـ "الفنانة الجريئة" كونها معتادة على خلع ثيابها أمام الجمهور]

 وتابعت وهنتنغتون إبن الثمانين حولاً يرمقني بعيونه الجاحظة من تحت نظارته السميكة في أسفل جبينه العريض وصلعته المضيئة في ظلمة الجهل، قائلا له:

[ وبين جرأة الآرتيست وحنكة بعض الساسة الآشوريين، يتغلغل اليأس في المجتمع الآشوري يوماً بعد يوم، ويستغلّ ذلك السياسي الآشوري الذي فاقت رحلاته بعددها رحلات إبن بطوطة، وزادت وعوده بعددها وعود جُحا لزوجته، كل ذلك بهدف جمع الأموال والتأييد والأصوات الإنتخابية، بالإضافة إلى سياسية "سجّل موقف" وبطريقة بطولية  قـُبـَيلَ أيام من التصويت على قانون إداري مقزّز سيوقع عليه فيما بعد ويرفعه فخوراً  مبتسماً أمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية، أو قـُبـَيلَ أيام من انتخابات لن يقرأ خلالها ناخبوه برنامجه الذي عجَزتَ عن فهمه، أو تحريضه على مظاهرات لكتل من اللحم والعظام تجهل مصيرها، ضدّ دستور مقرف ذي ديباجة لطمية سخيفة كتبه مكرّدو الشعب الآشوري في نوهدرا وأربيل... وغداً نينوى، ومؤسلمو الشعب الآشوري في مخيمات "طريق القدس" في إيران أبان حرب الخليج الأولى... وغداً في بغداد وباقي المناطق بعد ترسيخ "العراق الديموقراطي الحر"، حيث يخرج بعد كل هذا مناضلنا بطلته البهيـّة مباركاً الدستور بنفسه ويبدأ بتحليلاته الحسابية النسبويـّة المضحكة، فتارة تكون نتيحة حساباته بأننا نلنا 85% من حقوقنا وتارة أخرى 25%، ثم يصل إلى كرسيـّه التي أصبحت في نظره القضية والهدف الرئيسي "من أجل نيل حقوقنا" (الحقوق التافهة التي لم ولن يطرحها) فتبرز عورات "حنكته" وتناقضاته مع مواقفه السابقة التي تحوّلت بدون علمه إلى عناكب بلهاء تأسره في شباكها المهترئة أصلاً، فيحاول عبثاً الخروج منها ملقياً اللوم على من "يتنعمون بملذات الحياة في الخارج" متناسياً من أوصله إلى مركزه، أو رجال دين ثرثارين متناسياً من كانوا مرشديه السياسيين على موائد الهوية الآشورية، أو رجال دين صارمين متناسياً بأنهم رفضوا تغيير الهوية التي تتكنى بها حركته أو منظمته أو حزبه، والتي استشهد في سبيلها من يتفاخر بشهادتهم في حفلات التبرّع ... ]

انتهى شرحي للحركة القومية الآشورية المعاصرة وعلمت بأن هنتنغتون، أعظم محاضري العصر الحديث، لم يفهم شيئاً مما قلته فرحت أطمئنه بأن الذنب ليس ذنبه لئلا يصاب بعقدة النقص قائلا :

[لا ألومك هنتغتون على سوء فهمك للحركة القومية الآشورية ، فهي حركة فريدة من نوعها حيث تزعزعت أهدافها وذهبت تقديراتها في ميادين التفكير متصادمة متناقضة متراقصة على أوتار المصالح الشخصيـّة، فيما قواعدنا الشعبية تتحوّل إلى بلابل منادية لشعارات لا تفهمها ومثقفونا يتحوّلون إلى بائعي كتابات، وهكذا يكبر ساستنا كما تكبر عوالق البحر بتراكم الأوساخ ، وتزيد هيبة بعض رجال ديننا من العروبيين السابقين ليتحوّلوا إلى ساسة أشاوس يهزّون البحار بعوالقها، فيما بقيـَت الديموغرافيا قدراً كما تفضلت في جملتك، ولكن حركتنا الشعبية كانت ولا زالت هجرة في قاموس التاريخ إنما "سياحة" في قاموس النضال السياسي الآشوري ... إفتحه واقرأ وتعلم، ولا تناقشني... وكفى ثرثرة]

وبعد هذا الكابوس استفقت من محاضرتي الخرافية مرعوباً، على دويّ انفجار صاروخ إسرائيلي "واقعي" يحاول بائساً تغيير ديموغرافيا أخرى، أتصبـّب عرقاً لكثرة اندفاعي وحماسي خلال توبيخي لتلميذي العاجز عن فهم "النضال الآشوري"... وأدركت في لحظة اليقظة بأنني لو استمرّيت بالتأمّل لدى قراءتي كلّ جملة واقعية ذات معنى وقارنتها بمسيرة الحركة القومية الآشورية وروّادها اليوم، لقضيت عمري حالماً متأملا متألماً...

 
* سامويل هنتنغتون (S.Huntington) : أستاذ العلوم السياسية في جامعة "هارفرد" – ومدير معهد جون أولين للدراسات الإستراتيجيـّة.

 

آشور كيواركيس
بيروت: 19/تموز/2006   



                     

غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4986
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي اشور

مهما تعاظمت المحن ضد اشوريتنا ومهما كانت الرؤية داكنة وسوداء
فاننا يجب ان نبقى في اللعبة السياسية لا خارجها
قد تحسن احزابنا عملها وقد تخطا او يصاحبها الدوار السياسي لكثرة ما يحاك ضدها ولثقل المسؤولية او مخاطرها
ولكن يبقى تواجد احزابنا في الخارطة العراقية السياسية مهما
واننا يجب ان لا نفقد الامل
فالمسيرة  السياسية الاشورية مسؤولية اجيالنا الحالية والقادمة
وما قد نفشل فيه الان
قد يفلح الجيل القادم في تحقيقه
المهم اننا يجب ان نبقى في حلبة الصراع السياسي

 

غير متصل برديصان

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1165
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
      السيد ابو سنحاريب المحترم  كلام  اقل مايقال عنه هو الصحيح لان الانكفاء جانبا وعدم الدخول في معمعة الازما ت  تكون قد ذهبت الى الغاء وجودك حتى وان لم تحصل شيئا تذكر من هكذا مواقف لكن المقابل الكبير قد ينظر اليك على انك موجود مهما كلف الامر اما اذا اردت الدخول في الصراع بواسطة الريمونت كونترول فلا يوجد من يعتبرك لذا نقول ان الثبات قد ياتي بنتيجه افضل من الخروج من لبة الصراع  تحياتي   بغداد

غير متصل Ashur Giwargis

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 880
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الأخوة الأعزاء

صحيح أن المقالة فيها بعض الخيبة ولكن الحركة السياسية الآشورية المتمثلة بالحزيبات، وليس من الأمة الآشورية.

مهما حاولنا تبييض صفحة الحزيبات الآشورية في العراق سنفشل لأننا نملك 15 حزيبا وأرضنا أصبحت "أرض الأكراد" ، لغتنا "سوريانية"، وشعبنا "مكوّن مسيحي" ... وهذا ما كنــّـا عليه خلال حكم صدام ، لماذا عارضنا صدام على ذلك ونقبل به اليوم أو نبرر مواقفنا بحجج ضعيفة ؟

آشور كيواركيس

غير متصل فاروق كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 311
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ ابو سنحاريب المحترم
الاخ برديصان المحترم
ان المشاركة السياسية التي انتم بصددها ، لا معنى ولا قيمة لها على الاطلاق ، لانها بمثابة مقايضة القضية الاشورية  والحقوق الاشورية ودماء الشهداء الاشوريين .. بالمناصب والكراسي والامتيازات التي يحصل عليها اؤلئك المشاركين في العملية السياسية من الاشوريين المسيحيين  كبرلمانيين ووزراء ومناصب اخرى ، سواء كانوا منتمين الى  الاحزاب التي تدعي الاشورية او من خارج تلك الاحزاب ، لان الذي يجمعهم هو خدمة الاجندة الكردية او ( الوطنية العراقية المزيفة )  على حساب   حقوق ومعاناة الشعب الاشوري المغلوب على أمره .