المحرر موضوع: وحدة شعبنا ... بين الواقع والخيال  (زيارة 754 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل طلال نفسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 94
    • مشاهدة الملف الشخصي

وحدة شعبنا ... بين الواقع والخيال

                                                                                                                    طلال نفـسو

لو أمعنا النظر في وضع العراق اليوم وخاصة قوميا وتأريخيا لوجدنا ان ما تسمى بالأقليات تشكل أقدم شعوبه ومنها شعبنا الكلداني السرياني الآشوري "سورايا"، وإن سياسة الصهر القومي التي اتبعها النظام البائد  ضد شعبنا و ضد الأكراد والتركمان والأرمن وغيرهم وبعد فقدان الثقة في أن يكون للعراق الجديد نظام ديمقراطي حقيقي يقوم على اساس المساواة بين كل المكونات العرقية والمذهبية والدينية بالاعتماد على مباديء المواطنة وحقوق الانسان، أعطت زخماً مضاعفاً لتشكيل أحزاب وكيانات سياسية على أسس عرقية أودينية أو وطنية.

لذا فإن تأثر شعبنا "سورايا" بهذه المتغيرات وغيرها، جعلت القضية القومية بين المثقفين تأخذ طابع الاهتمام والجدية وخصوصاً بعد سقوط النظام البائد عام 2003 حيث أُتيح المجال للمهتمين والعاملين في الشأن القومي والسياسي للمشاركة وإبداء الرأي في صياغة القرارات المصيرية لشعبنا، وفي طليعتها اقرار تسمية موحدة للمكونات القومية الثلاثة الكلداني والسرياني والآشوري مبنية على أسس تأريخية ولغوية وعلى الخصوصية القومية والدينية،الا ان الجدل ما يزال محتدما حولها الى يومنا هذا ونحن مقبلون على إنتخابات برلمانية سيخوضها (13 ) كيان وحزب لشغل خمسة مقاعد برلمانية ضمن الكوتا المخصصة للمسيحيين ، ويبدو ان المسألة قد أتخذت طابع سحب البساط من تحت أقدام المكونات الصغيرة لصالح الكتل الحاكمة نظراً لعدد وطبيعة بعض الكيانات في أرتباطاتها وتوجهاتها القومية.

لقد كان بإمكاننا أن نتحد في أي وقت نشاء ولكننا لا نفعل وهنا تكمن المشكلة !!! فإذا اردنا حل هذه الإشكالية فإن القرار يجب أن يكون ديمقراطياً نابعاً من إرادة شعبنا الحرة بعيداً عن كل أشكال التعصب، والإحتكام للوقائع التأريخية والحضارية واللغة والإستناد الى بعض المفاهيم في السياسة والقومية والدين ومدى إنسجامها وتأثيراتها الإيجابية منها او السلبية على صياغة القرارات المصيرية ومنها وحدة شعبنا وتسميته الموحدة. فإذا كانت الأرض واللغة والتأريخ والتراث والتقاليد والأهم إيماننا المسيحي يجمعنا ويوحدنا فلماذا نلهث وراء ما يجعلنا متفرقين ضعفاء؟ ولكن ما دام مثقفونا يجلسون في المقاهي مع أركيلاتهم وآخرون يرمون عبر المحيطات بسهام الفرقة والبعض من سياسيينا الباحثين عن المناصب يلقون اللوم على الحكومة وأمريكا والدول الأقليمية والغربية اوالتفكير ككلدان أو آشوريين كيساريين أم يمينيين وما دمنا نتقاتل بهذا الأسلوب وبهذا المنظار، فكيف سنحصل على حقوقنا المشروعة دستورياً وقانونياً في المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية وغيرها، وما دمنا لا نزعج او نجبر بعض أصحاب القرار الذين لا يأبهون أصلاً إن كنا كلداناً أم آشوريين على منحنا حقوقنا، فإننا بذلك نسمح لهم بسرقة تأريخنا وقيمنا وتراثنا وحاضرنا ومستقبلنا وحتى ديننا وكل ما منحه الله لنا على ارض الآباء والأجداد .

 لقد عانى شعبنا الكثير من المظالم والإبادة الجماعية والتمييز العنصري والتهميش منذ قرون مروراً بالنظام البعثي وحتى الآن، فما زال البعض في العراق الجديد يريد لهذه الإبادة ان تستمرعبر تبنيه لأجندات طائفية ولأن هنالك من يريد إبقاءنا ضعفاء مهزوزين طوال الوقت حيث تم تلقينهم العزف على أوتارالدين والتأريخ والعشائرية  لغايات أصبحت مفضوحة، حتى زرع هذا البعض الخوف لدى قطاعات كبيرة منا على مستقبلنا ووجودنا مما أدى الى تناقص أعدادنا وأزدياد الهجرة المقيتة.

لا حقوق مشروعة ولا حماية حقيقية لنا من دون وحدتنا ، لذلك لندع خلافاتنا المذهبية والدينية والعشائرية والحزبية الضيقة جانباً حتى لا يصبح شعب "سورايا" ورقة بيد كل من يريد استغلالها لمصالحه الخاصة لأن شعب "سورايا" ليس طارئاً ولسنا لاجئين أو جالية أوأقلية وحقوقنا ليست مرهونة بعددنا بل بأننا أبناء العراق الأصليين ولنا خصوصيتنا الدينية والقومية ولا عراق دوننا.