المحرر موضوع: رداً على مقالي تاريخ الكنيسة الكلدانية (قصيدة جميلة وردّي عليها)  (زيارة 1052 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل موفـق نيـسكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 362
  • الحقيقة هي بنت البحث وضرَّة العاطفة
    • مشاهدة الملف الشخصي
size=14pt]

الإخوة الأعزاء القُرَّاء الكرام
تلطيفاً للجو قليلاً واستراحة قصيرة وبعيداً عن التاريخ
 وردني تعليق على مقالي الأخير مختصر تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية (الكنيسة الكلدانية) هي هذه القصيدة الجميلة من الأخ ماجد، وقد أعجبتني كثيراً لأنها ترد على كثير من الأمور، بل لعلها تردُّ شعراً أحسن مما كتبتُ نثراً، فطلبتُ منه نشرها باسمه أو كتابتها ضمن التعليقات على المقال، لكنه خوَّلني مشكوراً التصرف بها ونشرها، وانتظرت إلى نهاية مقالي لنشرها بعد تنضيدها وتنقيحها وأخذ رأي الأخ ماجد فيها بصيغتها النهائية، كما انشر ردّي عليها في نهاية القصيدة.

الأخ موفق المحترم
كتاباتك موثقة وغير منحازة لأحد، وهذا ما يعجبني فيك، الحقيقة ولو طُمرت تحت الأرض لقرون بين الأشواك والأدغال، ستنبت بعد هطول أول مطر وتخرج للعالم كله بقوة متحدية كل ما كان فوقها، لأن الحقيقة لا يمكن أن تكون سوى الحقيقة، وما يؤسفني فعلا هي تلك الانشقاقات التي حدثت للكنيسة في الماضي ولحد هذا اليوم لا تزال مستمرة، أمَّا بخصوص ردّي سيدي الكريم وباختصار، أنا احترم كل إنسان لإنسانيته وليس لعرقه أو دينه أو لونه، وردّي أدناه لمقالك أعلاه، ليس معناه أنني أفضل من غيري أو اقصد جرح أحد، وشكراً.

هرطقات، اختلافات، مهاترات، ثم انقسامات، وماذا جنينا من كل هذا يا إخوان؟
كانت كنيسة المسيح سفينة يقودها ربان،
ومن ربان إلى ربان، وعلى مر الزمان،
تتلاعب بها أمواج البحار وتتلاطم فيها أعاصير المحيطات والخلجان،
أصبح لها أكثر من ربان،
وأصبح لكل واحد منهم أكثر من سفينتان،
يجمع بهم شعب المسيح كغنائم، لا بل كخرفان،
علينا يتقاتلان،
يا ترى من منهم على حق؟ أهو هذا، أم ذاك، أم كِلا الاثنان،
أصبح الإنسان المؤمن مُشتت بلا أمان،
يحاصره الخوف والأحزان،
من كل مكان،
في هذا البنيان،
إن من في هذه السفينة ينظر إلى تلك، ليرى من هو الربّان،
ومن بتلك السفينة ينظر إلى سفينة أخرى، لعل المسيح هو القبطان،
هل الماسك بدفة السفينة  أهو: ربَّان، أم قرصان؟
وهل هو يقودنا حتى الآن؟
كنيسة المسيح ليست مُلكاً لهذا البطرك أو هذا الراهب أو ذاك المطران،
ليست ملكا لعائلة فلان، أو حصرا على علان،
ولا تعيل ابن أخيه، الملحد السكران،
 ولا هي بنك لابن أخته العطلان،
كفاهم من هذا الهيجان،
قد قسموا المسيح (له المجد) إلى أجزاء ثم إلى ألوان،
قد تناسوا ما نذروا به أنفسهم، وكان لهم أجمل عنوان،
للزهد، وللنسك نذروا أنفسهم، وأن شهوات الدنيا، ذل وهوان،
وحين مسكوا عصا الرعوية، كلهم اختلفوا ولم يتفقوا على شيئان،
السلطة الدينية أضحت ديدنهم والحلي الكهنوتية زينتهم، وكأن الكهنوت بالحلِّي يُزان،
المال حدث ولا حرج، وكأن المال ليس أصل كل الشرور، وله أطلقوا العنان،
ومن على ظهورهم ألقوا الصلبان،
وعلقوها على الصدور ،صلبان يا ليتها من خشب الصوان،
لكنها أضحت من ذهب ومرجان،
اختلفوا، كما اختلفوا الصحابة وعلماء الإسلام عندما جاء القرآن،
لم نعد نعلم، أين هو الحق، وأين الإيمان؟
هل هو بيد الكاثوليكي الذي أحلَّ لنفسه العصمة في الفاتيكان،
أم الأرثوذكسي الذي أعَدَّ نفسهُ عامود الدين ومستقيم الإيمان،
أو نسطور الذين رضينا به معتقداً وكأنه المنتظر آخر الزمان،
أم الذي خرج علينا في القرن السادس عشر، مفسرا، وكأنه يقرأ الفنجان،
أم الذين كانوا للهيكل فرسان،
وبعد كل هذا خرج علينا البروتستانت في آخر الزمان،
الطوائف فيهم لا تعد ولا تحصى، وشتان ما بين انقساماتهم وألف شتان،  
وكعادتهم لا يحترمون معتقد احد، لا هذا ولا ذاك الإنسان،
محتجين على كل شيء؛ ولهم فقط قولان،
إمَّا نحن، أو أنك من العصيان،
انشقت الكنيسة، وسؤالي هل هناك آية قالها المسيح محذرا من الانشقاق والخذلان؟
قولوا لي يا رجال الله يا من أوكلكم المسيح على رعيته وأوصاكم بان نصان،
هل سنصبح في خبر كان؟
 أم في طي النسيان؟
بعدما ما كانت الكنائس لنا كالأوطان،
نحن شرقيون، وبهذا نفتخر وعلمنا واحد وليس علمان،
لم تغرب عنا الشمس حتى تشرق، ومعها حضارة جديدة بعدة ألوان،
العلم والفلسفة عندنا كانتا مترابطتان،
ومن الشرق أيضاً انفجرت بشارة الخلاص والإعلان،
عن المسيح ملك الأكوان،
إلى أصقاع الدنيا حتى القطبان،
نحن الأصل، نحن الجذور، كيف نقبل أن نكون فرعاً أو أحد الأغصان،
ولأوروبا، وللكاثوليك صرنا أتباعاً وحملان،
وكأن أجدادنا لم يضطهدوا من الجاحد يوليان،
أو لم ينفوا من الإمبراطور مرقيان،
والأكثر من ذلك، وفي مخيلة وأوهام الكلدان،
إنهم قومية، ونبوخذ نصر ملك بابل لهم سلطان،
وماذا نقول عن آشورستان؟
لصاحب الجلالة، الملك، والوزير، والمزربان،
آشور الذي قطع الشفاه والأنوف والأذان،
والسريان وما أدراك ما السريان،
فهم قبلوا لهم العروبة كضمان، فجاء أولئك وخربوا البلدان،
عجبي من شعب واحد قبل على نفسه كل هذا الانقسام والهوان،
له وبيده كِلا الأمران،
الأمر بهذه، والنهي عن تلك، دون أن يكون له وجهان،
لماذا هذا الانقسام؟، سؤال حيرني كثيراً لا يختلف فيه عاقلان،
لماذا نتبع من شقوا كنائسنا أوصال، وأضعفوا امتنا، وقتلوا أجدادنا؟ ولهم منا كل الامتنان،
أرجو أن نتعظ من هذا الامتحان،
شعبنا المسكين أصبح في التوهان،
وبسبب ضعفنا وانقسامنا اجتاحونا كالطوفان،
عين تنظر وعين تبكي، ودموعنا على الخدين تملأ الأجفان،
متى كانت الدموع حلاً لمشكلة ما أو وسيلة آمان؟
قد تكون وسيلةً لتخفيف الألم وليس لتصبح إدمان،
وعند الشكوى، كانت الدموع عِلَّة الزعلان،
إنهم ذئاب خاطفة، آتية بثياب الحملان،
هل أصبح ثمننا ابخس الأثمان؟
 وتتوالى الانشقاقات الانشقاق تلو الانشقاق أكثر من انشقاقان،
وحجتهم هي، عزل الحنطة عن الزؤان،
انشق البنيان، للأسف انشق البنيان،
وضعف الجسد، وأصبح كجثة هامدة، مشحوبة بكل الألوان،
هذا الذئب أو ذاك ينظرون إلى الفريسة بإمعان،
لأنها لا تقوى على فعل شيء، أو تحمي نفسها من الذئاب المتربِّصة لالتهامها كالحملان،
مصطحبة بقهقهات الشيطان،
أليس بالانقسام يسقط كل شيء حتى لو كانت مملكة الشيطان؟
ورغم كل هذا يبقى الأمل لأننا للمسيح، نحن حملان،
شعب الله له في السماء راعي واحد وليس اثنان،
وفي الأرض، يريد كنيسة واحدة  وراعي واحد وليس مئتان،
أليس هذا ما أوصاكم به الرب العادل الدَّيان؟
 من له أذان للسمع فليسمع، وإلا فهناك يكون صرير الأسنان،
هلم نعود إلى الـكنيسة الأولى، تكون كسابق عهدها، عنداً بالشيطان،
حتى يأتي اليوم الذي نلتقي فيه بكوكب الصبح المنير، على السحاب وننظره بالعيان،
آمين

الأخ العزيز ماجد المحترم
ردّي على تعليقك وقصيدتك الجميلة، هو هذه الأبيات مني التي أرجو أن تعجبك

شكراً لقصيدتك وليقبل الرب دعائك الآن وكل آوان
ويرجع هذا الشعب واحداً كما كان في سالف الزمان
فقد خرج من هذا الشعب مُبشِّراً بالمسيح شخصان
هما الرسولان بولس وبطرس كيفا صخرة الإيمان
استطاعا أن يُهديا إلى دين المسيح روما واليونان
فكان هذا الشعب شجرةً واليوم صار أحد الأغصان
كان حديقةً تزوّد الآخرين بورد النرجس والريحان
وصلت أبرشياته إلى الهند والصين واليمن وعُمَان
واليوم يخضع لأبرشية سدني ولندن وسان خوان
وصاروا مشردين في الأرض بلا أخٍ وعمٍ أو خلان
يبكون على بابل وآشور وأروميا قرب بحيرة وان
يتغنون بأمجاد الماضي طرباً قائلين كان يا ما كان
مُخترعين نظريات وآراء ما انزل الله بها من سلطان
يفقهون بالفلسفة واللاهوت والطب وحجر المرجان
كذلك في علم الغيب فهم حجة في علم الأنس والجان
وإذا التقى شخصان من طائفتين وأصبحا يتناقشان
فهما في كل المواضيع المطروحة ممكن أن يلتقيان
إلاَ في موضوع وحدتهم فإنهما قطعاً لم ولن يتفقان
وفي نقاشهم ليس للعلم محلٌّ ولا يوجد لديهم ميزان
يقرأون السين صاداً يرفعون الحال وظرف المكان
يستهزؤن بالآخرين كأولاد يعرب وقحطان وعدنان
ثم يختلفون بينهم كما اختلف أصحابُ علي وعثمان
وكل اثنين منهما يُريدان إقامة ثلاث دول لا دولتان
واحدة في موقع عينكاوا والثانية في ولاية ميشكان
والثالثة في ذهنهم وأحلامهم ليس لها وطن وعنوان
وإذا كتب شخص ما مقالاً في عينكاوا ولم يُعجب فلان
جاء الردُّ أنك حاقد ومزوّر وكلمات أقسى بعض الأحيان
وشكوانا يا أخي ماجد هي لله وحده وليس إلى إنسان
أخي ماجد أنت ذَكرتَ الكلدان والآشوريين والسريان
ونسيتَ رابعاً جاء آخر الزمان ولم يكن في الحسبان
فقد أتى يهرول مسرعاً ماسكاً بيده عصا الصولجان
قائلاً أنا هو الملك الحقيقي وشيخ الديرة وكل الأعيان
أنا أبوكم آرام بن سام مُخترع لغتكم وأنا ملك الأوثان
أعطوني قيادة السفينة بدلاً من هؤلاء الصغار الصبيان
ونحن بانتظار الخامس لعله يأتي حاملاً خاتم سليمان
ليحل لنا هذه الورطة التي لا يستطيع أن يحلها لقمان
شكراً أخي العزيز ماجد ولك مني كل الحب والامتنان
إن كان نثري في هذا المقال تاريخياً قد كتبتهُ بإمعان
فإنَّ شِعركَ لعمري قد خاطب القلب والروح والوجدان
واطلب من الرب أن يجتمع باسمة الجميع وليس اثنان
آمين
موفق نيسكو

[/size



غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4988
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي موفق نيسكو
شلاما
تصوير رائع بكلمات معبرة وواضحة لا تقبل الجدال او الخصام
نعم استطاع الاخ ماجد في قصيدته من رسم لوحة تبرز فيها كل مواقعنا وحصوننا الهوائية التي نجيد ونحسن   تشيدها في وجوهنا بأيدينا وأفكارنا وتعنتونا وإصرارنا على ادامتها وتغذيتها بالمزيد من الافكار الانقسامية  الانشقاقية
احسنتم في طرح هذة الصرخة في ساحتنا
ونامل ان يقرأها كل مهتم بشأننا
عسى ان تلين المواقف ونصحو على واقعنا المؤلم
ونقدم معا على  خطوة بناءة في اعادة رسم مسارنا السياسي  والقومي والوطني والمسيحي
لنبقى شجرة مثمرة حية في ارض الاجداد
والرب ييارك