المحرر موضوع: "تورا بورا" تزعج اربيل.. وقصة "عاشق ميسي" تنذر بـ"جيل جهادي" في كوردستان  (زيارة 696 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل albabely

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 7917
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
"تورا بورا" تزعج اربيل.. وقصة "عاشق ميسي" تنذر بـ"جيل جهادي" في كوردستان

شفق نيوز/ خرج آكو عبد القادر ابن الخامسة والعشرين للجهاد في سوريا وهو يقسم بالعودة وفتح إقليم كوردستان العراق برمته باسم الإسلام في طريق عودته إلى مسقط رأسه حلبجة.

altوظهر في لقطات تم تصويرها بالفيديو في الطريق إلى سوريا ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يردد ما معناه "بمشيئة الله سنعود وندوس على جثثكم حتى نصل إلى حلبجة" مهددا الأحزاب الحاكمة "الكافرة".

وآكو واحد من حوالي 200 شاب كوردي من العراق انضموا لصفوف المقاتلين الإسلاميين في حرب أصبحت نداء لكل الجهاديين من مختلف أنحاء العالم.

ويزعج هذا الاتجاه إقليم كوردستان العراق الذي استطاع تحصين نفسه من عنف اجتاح بقية أنحاء العراق وسوريا بل واجتذاب استثمارات من بعض من أكبر شركات النفط في العالم.

وقال مسؤول كبير مطلع على الشؤون الأمنية في اربيل عاصمة الاقليم طلب عدم نشر اسمه في تصريح ورد لـ"شفق نيوز" إنه "بكل تأكيد هذا مصدر قلق كبير. فالخطر أن يتم استغلالهم كخلايا لشن هجمات على أهداف هنا".

وكوردستان ليست وحدها التي تشعر بالقلق من الجهاديين إذ أن قائمة من لبوا النداء لدعم المقاتلين السنة في حربهم في مواجهة قوات الرئيس السوري بشار الأسد طويلة ومتنوعة من المقاتلين المخضرمين في العراق والشيشان إلى مراهقين من لندن ومهاجرين من ستوكهولم.

لكن قرب إقليم كوردستان جغرافيا من سوريا يجعله في وضع أكثر خطورة من غيره. كذلك فإن كوردستان اعتادت على التعامل مع المخاطر الخارجية وليس أقلها حدود الإقليم مع بقية العراق إلا أن هذا الخطر ينبع من الداخل.

وتعرض الإقليم لأول هجوم منذ ست سنوات في أيلول الماضي وأعلنت جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام التي تقاتل في سوريا مسؤوليتها عنه.

وفي العلن يهون المسؤولون في كوردستان من شأن هذا الخطر ويصرون على أن الإقليم سيظل آمنا لكن شركات النفط العاملة في أراضيه تأخذ احتياطات إضافية.

وقال مصدر في شركة نفط في كوردستان "قررنا الحد من تحركاتنا إلى مراكز التسوق والمناطق الأخرى التي قد نكون فيها أهدافا واضحة".

"تورا بورا الصغيرة"

وتقع حلبجة التي تشتهر بشعرائها وبفاكهة الرمان بالقرب من منطقة حدودية جبلية بين العراق وإيران كانت في يوم من الأيام مأوى للمقاتلين السنة الذين شكلوا فيها جماعة عام 2001 عرفت فيما بعد باسم أنصار الإسلام.

وتحرم أنصار الإسلام الموسيقى وترغم الرجال على اطلاق لحاهم في الجيب الذي يطلق عليه "تورا بورا الصغيرة" تيمنا بمعقل حركة طالبان في أفغانستان حيث كان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يختبيء.

وكثيرون من الشبان الكورد الذين خرجوا للجهاد في سوريا من هذه المنطقة ومنهم أكو الذي انضم لأنصار الاسلام في سنوات المراهقة.

وكانت أنصار الاسلام من أوائل الأهداف للاجتياح الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003. وفي ذلك الوقت كان آكو قد انصرف عن الجماعة وسلم نفسه لاجهزة الأمن لأنه شعر كما قال أصدقاء له بأن اللعبة قد انتهت.

وتراجع من بقي من أعضاء أنصار الاسلام إلى ايران لكنهم استمروا في تنفيذ هجمات كان من بينها هجوم انتحاري مزدوج على الحزبين الحاكمين في كوردستان عام 2004 سقط فيه أكثر من 100 قتيل.

وقضى آكو فترة في السجن لأن السلطات اعتبرته خطرا على الأمن الوطني. وعقب الافراج عنه تزوج ورزق بطفلة. وحصل على وظيفة في محطة لتوليد الكهرباء وظل يعمل في مقهى في حلبجة حتى اليوم الذي اختفى فيه في تشرين الثاني الماضي.

وتتضح بقية خيوط القصة على موقع فيسبوك. ففي الثامن من كانون الأول كتب أنه انضم إلى الدولة الاسلامية في العراق والشام في سوريا ورفع رايتها السوداء على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي.

ويظهر آكو في صور سابقة وهو يبتسم في نادي حلبجة الرياضي كما أنه نشر ألبوم صور كاملا للاعب نادي برشلونة ليونيل ميسي.

ورغم تاريخه مع التشدد الاسلامي فقد شعر أصدقاء آكو بالصدمة عندما علموا بسفره إلى سوريا.

وقال أحد أصدقائه من أيام الدراسة "كنت في غاية الاندهاش لأن آراءه تغيرت تغيرا كبيرا عندما ترك أنصار الإسلام. ربما كان على اتصال بهم أو ربما كانت ثمة خلية تقنع الشبان بالذهاب".

مداهمة المساجد

ولم يتضح ما إذا كان الشبان يسافرون إلى سوريا من تلقاء أنفسهم أم يتم تجنيدهم وتسفيرهم. وشكلت الحكومة لجنة للتحقيق في هذا الأمر.

وقال ناطق باسم وزارة الاوقاف والشؤون الدينية إن الوعاظ في مساجد الاقليم التي يزيد عددها على 5000 مسجد وتتولى الحكومة سداد رواتبهم ممنوعون من التحريض على العنف ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للعقاب.

وقال المتحدث مروان نقشبندي في تصريحات اطلعت عليها "شفق نيوز" إنه "ما من دليل على أن أي إمام حض الناس سواء بطريق مباشر أو غير مباشر على الذهاب إلى سوريا. وقد طلبنا من الأئمة أن ينصحوا المصلين بعدم الذهاب. لكنهم لسوء الحظ لم يتمكنوا من اقناع الجميع".

لكن الأجهزة الأمنية الكوردية داهمت 11 مسجدا في أحدى ليالي كانون الأول الماضي في مدينة السليمانية للاشتباه في استخدامها كمراكز للتجنيد واستولت على أوراق هوية وأجهزة كمبيوتر محمولة. ولم تكشف عما توصلت إليه من أدلة.

ورغم أن كوردستان تشترك في الحدود مع سوريا فإن أغلب الشبان الكورد يسافرون عبر تركيا وبعضهم عن طريق لبنان ويعبر آخرون من جنوب العراق. وقد عاد نحو 40 منهم إلى كوردستان وأصبحوا الان إما وراء القضبان لانهم يعتبرون خطرا على الأمن الوطني أو تحت رقابة لصيقة.

وقال أحد الشبان من الكورد العراق عاد من سوريا لأنه مقتنع أن الحرب مؤامرة غربية للقضاء على مسلمي العالم "ذهبت لكي أقتل في سبيل الله".

لكن كثيرين يعتقدون أن الجهاديين الكورد مدفوعون بصعوبة الحياة في بلادهم بقدر ما يدفعهم إيمانهم، بحسب رويترز.

وسئل أصدقاء آكو ومعارفه عن السبب الذي دفعه في اعتقادهم للسفر إلى سوريا فأشاروا جميعا إلى الضغوط الاقتصادية ولكونه كبر يتيما في حلبجة التي اشتهرت لأنها كانت هدف هجوم كيماوي في عهد صدام حسين عام 1988.

وتغيرت أحوال الكورد منذ ذلك الحين وأصبحت منطقتهم الأكثر استقرارا وازدهارا في العراق لكن سكان حلبجة كثيرا ما يشكون من الإهمال.

وقدرت نشرة جينز في تقرير حديث أن التشدد في كوردستان "خطير" وقالت إن حكومة الاقليم "ستحتاج للتركيز على استخدام ثروتها النفطية في زيادة فرص العمل وتقليص الفساد إذا كان لها أن تعالج هذا الخطر على نحو فعال".

الدين في مواجهة العرق

ولم يدم جهاد آكو سوى أقل من شهرين. فقد أعلنت الدولة الاسلامية في العراق والشام "استشهاده" في أوائل العام في سوريا وهو يقاتل لا قوات حكومة الأسد بل كورد من مواطنيه استغلوا الحرب الأهلية لتأكيد سيطرتهم على شمال شرق البلاد.

والكورد في الاساس من السنة لكنهم يميلون لتعريف أنفسهم كمجموعة عرقية لأن هذا هو العامل الأساسي في تاريخ كفاحهم الطويل في الدول الأربع التي ينتشرون فيها تركيا وإيران والعراق وسوريا.

ورفعت الدولة الاسلامية في العراق والشام وجماعات سنية مسلحة في سوريا السلاح في وجه ميليشيا كوردية ذات ميول ماركسية لأنها تعارض رؤيتهم في إقامة دولة إسلامية تمتد من العراق إلى البحر المتوسط.

وقال الشاب الذي عاد من سوريا إنه لا يمانع في قتال بني عرقه باسم الإسلام مرددا "ديني قبل كورديتي. وأنا آخذ قراراتي بناء على ديني".

http://www.faceiraq.com/inews.php?id=2442171
مريم العذراء مخلصتي * ويسوع الملك نور الكون  الابدي * وبابل ارض اجدادي