المحرر موضوع: الفضائية التي دفعت بصدام الى المشنقة  (زيارة 1146 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل samir latif kallow

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 50554
    • MSN مسنجر - samirlati8f@live.dk
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني




 
الفضائية التي دفعت بصدام الى المشنقة


بقلم عبد المنعم الاعسم - لندن y 13/01/2007
قبل ان نتحدث عمن قاد رقبة صدام حسين الى المشنقة، لنتامل قصة نهاية هتلر، من آخرها:
عندما انتحر هتلر غداة هزيمته في الحرب كان اكثر قادة الجيش والطبقة المتنفذة من الحزب النازي وجيش المبشرين المحليين وانصاره الحميمين في اوربا والعالم  لم يصدقوا نبأ انتحاره للوهلة الاولى، فيما برعت، بعد ذلك، مخيلة الملفقين الدعاة والاعلاميين في صناعة روايات عن البطولة التي اجترحها الفوهرر في لحظات احتضاره، وربما عن قرب عودته المظفرة، يوما، الى عرينه في الرايخ العظيم.
غير انه بعد اســابيع، بدأ الايتـــام يتجرعون حقيقة النهاية المخزية لهتلر جرعة فجرعـــــة، ثم انتشرت مع تلك النهاية الوقائع المروعة للخطايا التي ارتكبها، أو ارتكبت باسمه أو بتوجيه منه، وقبل ان تسقط صورته في عيون اولئك الايتام راحوا يحمّلــــون رجل الدعاية غوبلز مسؤولية الهزيمة الهتلرية، بل ان مؤرخين للمرحلة  اكتشفوا ان “الدعــــاية الهتلرية” الغوعائيـــــة وخطابات غوبلز الاذاعية النارية عجلت بانهيـــار هتلر، لانها اعطته مفاعيل المغالاة  والغطرسة والاوهام مما لم يستطع معها استبصار الواقع الذي يتنامى من حوله، او يحتسب للاخطار المحيطة به.
واحسب انه بعد فترة من الزمن سيعرف العالم الدور الذي لعبته “فضائية الجزيرة” في ما ينسخ دور الاعلام الهتلري، إذ انتهت الى تقريب  صدام حسين من حتفه الاخير، حين غذت فيه شعور الزعيم الذي لا يقهر، والحائط الذي لن يتداعى، وسيعيد الكثيرون قراءة تلك الاشارات التي اوردها هيو مايلز في كتابه(قناة الجزيرة) عن علاقة هذه الفضائية بالدكتاتور العراقي بما يفضح  اكبر عملية تلفيق للوقائع في التاريخ المعاصر قام بها فريق من الدعاة والاعلاميين والمهرجين  بمساعدة اموال امارة خليجية منسية وبترخيص امريكي مبكر، لصناعة زعيم سياسي قهر شعبه واذله، وزج المنطقة في ثلاثة حروب كارثية، ثم واجه نهايته المحتومة، على قائم المشنقة، منفردا إلا من التصفيق، وطاقم اسود ارتدته مذيعة الجزيرة لينا زهر الدين.
يتحدث مايلز عن مصادفات ولادة الجزيرة عام 1997 مع سلسلة من الاحداث الاقليمية والدولية الخطيرة.. فهل المفارقات هي التي صنعت هذا المرفق الاعلامي المشتبه به؟ ام انه ولد من قلب تلك المفارقات؟ المهم، ان التوجه السياسي للقناة ضد الحرب الامريكية على العراق “هو السبب في العلاقة الخاصة التي ربطتها بالنظام” في حين كان مكتبها في بغداد الذي اداره-حسب الكاتب- مراسل ومخرج واعلامي ومدير سابق لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون في بغداد  قد حظي بامتيازات لافتة.. “وكانت تربط مدير المكتب علاقات خاصة باجهزة صدام حسين” وقد اعطيت المحطة هوامش من العمل لم تحظ بمثله حتى اقنية السلطة.. “حيث ادرك صدام  القيمة الاعلامية الكبيرة لقناة الجزيرة بعد معركة ثعلب الصحراء عام 1998 إذ كانت الوحيدة التي تبث امجاده مع انها لم تكن معروفة آنذاك على مستوى الاعلام العالمي” وبمناسبة يوم الجيش العراقي في السادس من كانون الاول عام 2000 بثت فضائية الجزيرة خطاب صدام حسين كاملا ضمن قفزة لا سابق لها في عمليات تسويق الخطب السياسية لرؤساء الدول عبر الفضاء، وقد اخذت المحطة، منذ ذلك الوقت، وظيفة ابدية تتمثل في تغذية جموح الدكتاتور وتبرير استعلائه وتحشيد الانصار له وتجميل حماقاته من غير تحسب للنتائج.
ومثلما قادت الجزيرة ملايين الصبية والساخطين على انظمتهم في العالم العربي الى المجهول، واطلقت، في مهمتها هذه، مهرجين للسياسة ومتدربين على الصراخ، واستطردت في اضرام المشاعر السوقية والتشبث بالشعارات التي عفا عليها الزمن، ودفعت بالكثير من الجمهور الى دروب العنف والتطرف والكراهية، فانها عصبت عيون صدام حسين عن رصد الحقائق والاخطار الجدية ، كما كان غوبلز قد عصب عيون الفوهرر، ودفعت به الى ذروة المغالاة بقدراته وانتصاراته الزائفة.. فكانت
هذه الفضائية، كما يقول مايلز “الاوكسجين الذي يحتاجه رجل غريق” وربما كان المؤلف يريد ان يقول انها حبل المشنقة الذي يحتاجه زعيم سياسي اكتشف انه كان واهما.[/b]
 
 
 
 
 
http://www.aljeeran.net/wesima_articles/index-20070113-60690.html
مرحبا بك في منتديات



www.ankawa.com