المحرر موضوع: ابنـــــــــاء الـ(كراسي!)  (زيارة 1279 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
ابنـــــــــاء الـ(كراسي!)
اوراها دنخا سياوش
ابنـــــــــاء الـ(كراسي!) ليس هنالك تاريخ محدد لاختراع الكرسي. هذا الاختراع العفوي الذي بدا بحجر ومن ثم تطور بالتأكيد على هيئة مسطبة تفنن الانسان في نقشها على الحجر وتحت (مؤخرات!) الملوك وحاشيتهم، لتستمر عملية الاهتمام براحة (اسفل!) وظهر الانسان بفرشها بوسادات تمكنه للجلوس عليها جراء الجلسات الطويلة، ولفترات طويلة، قد تكون لساعات او ايام او (سنين!). وبسبب طول فترة (الالتصاق!) على هذا المقعد اصبح من الضرورة، وبتقادم الزمن، ان يقوم بني البشر بالتفكير جدياً في عملية تطوير هذا الاختراع الرائع، وليقوم باستخدام الحصير والخشب والخيزران والحديد والبلاستك لتصنيعه، وبالتالي تقسميه الى انواع وفئات. فتم صناعة كرسي للطعام واخر للاسترخاء ولمكاتب العمل وبأشكال وتصميمات تناسب حاجة العمل، سواء كان عملاً اجتماعياً ام سياسياً. واصبح بالتالي يدل من هيئته على منزلة (المؤخرة!) التي ستجلس عليه. وما يهمنا من هذا الاستعراض هو عنصر الجاذبية التي يمتلكها الكرسي السياسي على الانسان المنغمس في السياسة، وحتى الطارئ عليها، كما طرأ علينا في الفترة الاخيرة احد (المشايخ!)، والمشيخة منه براء. هذا الكرسي تم استحداث لعبة له في البرلمان، اطلق ويطلق عليها لعبة الكراسي، تتمحور في الاستيلاء (قانونياً!) على اكبر عدد من الكراسي. لأن الكرسي وفي ايامنا هذه، وبصراحة، اصبح يمتلك قدرة على جعل الانسان (سوبرمان!) حتى وان كان ضعيف البنية وذكاء محدد. فمن الممكن ان تجعله ذات نفوذ وقوة وسلطة لا يجاريه احد فيها، بالإضافة الى ان تجعله يعيش مرفّه و(مريش!) طوال حياته. ولكن كيف الوصول الى هذا الكرسي (العجيب!) في عراقنا (الغريب!) ؟ العملية تبدأ ببذرة الطموح… والخطوة الاولى بالانتماء الى احد الأحزاب السياسية، وبغض النظر عن المبادئ، فالمنتمي ليس بالضرورة ان يكون صاحب مبدأ، فهناك الكثيرين ممن تخلوا عن المبادي امام بريق الكرسي وسلطته، فهو يمتلك من القدرة، اي الكرسي، على الولوج الى دماغ الانسان عبر (مؤخرته!) لتغيير كل ما في العقل من مبادئ وعقائد، بالرغم من ان لا عقل له! والخطوة الثانية العمل بهمة ونشاط في اثبات الولاء، والمنافسة الى تَصَدُّر القيادة، التي قد تستخدم فيها طرق ملتوية وتكتيكات سياسية للوصول اليها. فمن الممكن ان تحصل تصادمات بين الطموحين تكون عواقبها غير حميدة… هذه التصادمات تكون بمثابة المرآة في عكس وغربلة (الطامح!) من (الطامع!)، لأنه بالتأكيد هنالك من (يطمح!) لخدمة الحزب والكيان الذي ينتمي اليه، وهناك من (يطمع!) ويرتد عن المبادئ التي آمن بها، للوصول الى الكرسي، ليس على حساب الحزب فقط، ولكن على حساب الامة ايضاً. هذا (الطمو…ع!) بالفوز بمقعد وثير، انعكس على البعض من ابناء احزابنا الاصيلة، لتظهر حقيقة المؤمن بالمبادئ عن المُدّعي بحملها، ولتدب الخصومة ما بينهما. خصومة جعلت الألاف من ابناء شعبنا يقفون في حيرة، وامام تحدي جديد، بعد ان كانت عيونهم ترنو الى الاحزاب الاصيلة، وقلوبهم مملوءة بالأمل في استعادة حقوقنا ومكانتنا كشعب عريق واصيل في هذه الارض. فالكرسي يُذْهِب العقل، وله الدور كبير في الخصومات ما بين الاخوة والاصدقاء والرفاق، خصومات تتناسب تناسباً طرديا مع قلة الكراسي. فيجعل الاخوة اعداء، والاصدقاء والرفاق اعداء الدّاء، فتكون التصفية الجسدية طريقاً سهلاً للوصول والحظي بهذا الكرسي، كما حصل ما بين قاسم وعارف. هكذا نرى، وهذه هي نظرتنا الى بعض من ارتد ويرتد عن المبادئ التي (اعلن!) عن الدفاع عنها، واتجه لإنشاء كيان جديد، مستنداً على نفس الأساس الفكري. وبالتأكيد هنالك من يشذ عن ما هذه القاعدة. فقد يتمرد الانسان، ويرتد، وينسحب، وينزوي لعدم القناعة بأسلوب العمل الحزبي، من غير ان يكون هدفه الكرسي. اما عندما تتمرد مجموعة من اجل الكراسي، وتشكل جدولاً في محاولة لابتلاع النهر، عندها لا يسعنا الا ان نضحك ملئ شدقينا… فالجدول لا ولن يستطيع ان يحل محل النهر، وتبقى الجماهير تنظر الى الجدول جدولاً والى الكيان المغرم بالكراسي… كيان ابناء الـ(كراسي!) ختاماً لا يسعنا الا ان نُذكّر قيادينا باننا شعب، وكما اثبت التاريخ قابل للقسمة، ولكن يبقى الامل في حسن القيادة والعمل الدؤوب المخلص من اجل توحيد فكرنا وشعبنا وبالتالي الحصول على حقوقنا (المبعثرة!) ما بين الشمال والوسط والجنوب… والله يبعدنا عن مغريات الـ(كراسي!)
اوراها دنخا سياوش