المحرر موضوع: وريثة «النهار» نايلة تويني: أسير على خطى أبي.. جبران  (زيارة 1080 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل samir latif kallow

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 50554
    • MSN مسنجر - samirlati8f@live.dk
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني




وريثة «النهار» نايلة تويني: أسير على خطى أبي.. جبران



اغتيال والدها المدير العام السابق يحملها مسؤولية الجريدة اللبنانية العريقة عن عمر لا يتجاوز 24 عاما



سناء الجاك
لم تتجاوز نايلة تويني 24 عاما من العمر، لكن طراوة عمرها لم تمنعها من قبول تحدي شغل مركز المدير العام المساعد لـ «النهار»، احدى أعرق الصحف اللبنانية، وذلك بعد الاغتيال المأساوي لوالدها النائب والمدير العام للصحيفة جبران تويني في 12 ديسمبر (كانون الاول) 2005. من هنا يمكن القول إن «المجد المهني» جاءها مكللا بالدم والحزن، وحملها مسؤولية لا تقتصر على الامبراطورية الاعلامية التي ورثتها مع شقيقاتها، انما قيدها بخط سياسي دفع والدها حياته ثمنا له.
نايلة بدأت خطواتها الاولى باتجاه هذه المسؤولية. «الشرق الاوسط» حاورتها في بيروت، وفي ما يلي نص الحوار:

> عندما تقرئين ان نايلة تويني هي المدير العام المساعد في «النهار»، كيف تنظرين الى هذه الصفة؟

ـ لم أكن اتمنى أبدا ان اصبح المدير العام المساعد بالطريقة التي حصلت، وبعد كل ما جرى والظرف الذي عشته. والاهم اني اقول لنفسي دائما ليتني استطيع ان اعود الى البدايات، فأنا دخلت الى «النهار» مثل اي متدربة وكنت في السنة الاولى من دراستي الصحافة في الجامعة اللبنانية. وكان المتدربون يظنون ان لديّ افضلية، لكن العكس هو الصحيح. كانوا يتعاملون معي بحزم واستغرق الامر ستة اشهر ليظهر اسمي في الصحيفة للمرة الاولى. كانت السنوات الثلاث التدريبية مدرسة بالنسبة إليّ. ليتني لم اجد نفسي بمواجهة هذه المسؤولية في هذا الوقت. الظرف الذي حصل جعل الامور اسرع وفرض عليّ ان اربح كل ثانية. صحيح هناك جدي غسان وافراد عائلة «النهار»، لكني اعرف ان المسؤولية كبيرة، وفي الوقت نفسه اراها تحديا. وهكذا بعد عام من التفكير قررت ان اكرس حياتي لهذه المؤسسة لتحقيق حلم والدي واكمال خطته في هذه الصحيفة، هذا همي، وما ازال بحاجة الى الكثير من العلم والخبرة في الادارة، فأنا اتابع تعليمي العالي في باريس. وفريق والدي والاشخاص الذين كانوا يرافقونه يساعدونني حاليا واتمنى ان احقق ما كان يريد ابي ان يحققه.

> هل للامر علاقة بالوراثة المهنية؟

ـ لا، ليست وراثة فحسب، لكني نشأت في منزل ينبض بالصحافة والسياسة، لذا لا بد ان يتسلل الى داخل الانسان هذا الامر ويسيّره وفق ما يتلاءم وطبيعته وشخصيته. انا قررت دخول معترك الصحافة، والقدر تدخل بعد ما حصل وارغمني على القيام بقفزة نوعية في مسيرتي المهنية.

> لديك معادلة صعبة وهي المحافظة على تراث «النهار» وتطوير هذه المؤسسة وتجديدها بمواجهة التحديات الموجودة في عالم الصحافة والاعلام، فما هي خطتك؟

ـ سأتابع ما بدأه والدي، كان يقول انه يبني للمستقبل، كانت لديه رؤية لـ 40 سنة الى الامام. ليس فقط في اطار المبنى الجديد للصحيفة، انما التقنيات المرافقة للعمل الاعلامي. هذا كان هدف جبران الرامي الى ايصال الصحيفة الى العالمية. وكان يرغب بتحقيق عدة مشاريع، لذا كانت علاقاته بالاتحاد العالمي للصحافة والانترنت والشباب والدورات المتتابعة للاعلاميين، كان يريد تحويلها مؤسسة دولية، وانا اريد ان اكمل ما لم يستطع والدي انجازه. كان يريد ان يتعلم حتى التلاميذ كيفية التعامل مع الصحيفة، وانا اسعى الى تحقيق خطة ابي.

> اين تلتقين مع جبران تويني واين تختلفين عنه في طموحك الاعلامي؟ واين خصوصية نايلة تويني؟

ـ هذا هو التحدي الذي يسكنني، ان أُظهر ذاتي واعمل لاحقق نفسي مهنيا. بالنتيجة جميل ان احقق هذه الذات. يبقى ان متابعة مسيرة والدي ليست مسألة ثانوية. قد يجد البعض ان حديثي الدائم عنه امر غير ايجابي. لكنه مثلي الاعلى وانا مقتنعة انه انسان عظيم بمقاييس كثيرة. اعرف ان هذا لا يكفي. بعد اعوام قليلة يجب ان احدد هويتي المهنية وعليّ ان اعمل كثيرا لأصل الى النجاح الذي ارغب فيه. لا يكفي ان اكون نايلة ابنة جبران، لكن في الوقت ذاته جبران هو مدرستي. ولم أكن اعرف اهميته الا بعد استشهاده. بعد استشهاده تعرفت عليه وصرت اقرأه احسن. وعندما اجلس مع الفريق الاداري والصحافيين الذين عرفوه واسألهم عنه افهم أكثر طموحه ليقود «النهار» الى اقصى ما يمكن من نجاح. لم يكن يريد شيئا لشخصه. كان يريد الافضل لوطنه وللمؤسسة الاعلامية التي يتولى مسؤوليتها.

> حديثك عن والدك يدل على ان شخصيته تأسرك. اين يقيدك الحضور القوي لجبران في حياتك الانسانية والمهنية واين يحررك؟

ـ حضوره لا يقيدني، لكن جبران يعيش في داخلي، اشعر انه معي في النهار والليل، لذا اعمل على تطوير نفسي. لكن على رغم هذا الالتصاق به اشعر بأني بقيت انا. لديّ خصوصيتي وشخصيتي كإنسان. على الصعيد المهني لا استطيع ان ادعي اني املك استقلاليتي. احتاج الى وقت لذلك. لا يمكن شابة في الـ 24 من العمر ان تقول اني هنا وسأتولى الامور. يجب ان احافظ على احساس كبير بالواقعية. انا هنا الى جانب جدي غسان اجرب قدر امكاناتي ان اتعلم واطلب المساعدة لأكمل مسيرتي.

> ماذا تبدل في «النهار» بعد جبران؟ وما هي الامور التي تعتقدين انها تحتاج الى تغيير من وجهة نظرك الشابة الى الاعلام؟

ـ التجديد والتطوير في اسلوب الكتابة لتصبح الصحيفة اقرب الى الشباب. ربما من حيث الشكل وطريقة الكتابة. فالصحيفة يجب ان تحاكي الشباب الذين كانوا هدف جبران. وأخاف بعد استشهاده ان يغيب هذا الهدف او ان تتراجع الصحيفة. ومع احترامي للاساتذة الكبار من الجيل القديم، اخشى ان تتأثر الصحيفة وتفقد حماسة الشباب التي كانت قد بدأت تنبض في اسلوب العمل. أعرف ان لدينا مشكلة على هذا الصعيد.

> هل تخافين ان تؤثر ادارة الصحيفة في شخصيتك الصحافية التي لا تزال في طور التكوين؟

ـ لا، الصحافة هي الاهم. وعندما سيصدر ملحق «نهار الشباب» سأعود الى الكتابة التي توقفت عنها فترة. لم اكن ارغب في العمل في الصحيفة ثم الانتقال الى الملحق. فضلت ان ابدأ من مكان محدد، ومن خلال ذلك استطيع ان اعبر عن طموحي المهني. فهدفي هو الصحافة وليس الادارة. لكن في الوقت ذاته سأحاول الجمع بين الصحافة والادارة واعرف ان الامر ليس سهلا. حتى لو استوجب ذلك ان اعمل 20 ساعة يوميا، فأنا اريد ان اتعلم.

> ما هي العقبات التي تواجهك في هذه المرحلة؟

ـ التأقلم وتحمل المسؤولية والتعامل مع جيل يفصلني عنه 50 عاما واختلف عنه بالنظرة الى الامور. جيل جبران كان اقرب إليّ بالتعامل والفكرة والرؤية. كان حلقة وصل بين الجيلين. كان يفهم صرخة الشباب ورغبته في التجدد ويناقشها. الامور الآن أصعب لجهة تحمل المسؤولية وحماية المؤسسة. إلا ان الظروف القاسية التي مررت بها جعلت كل ما تلاها ممكناً تجاوزه. لا شيء يعوض الحضن الذي فقدته. عليّ أن اتعلم وأعمل لاحقق ما يؤمن نجاح المؤسسة على المدى المستقلي.

> من خلال تجربتك الحالية، ماذا يستفزك؟

ـ يستفزني الناس الذين لا يعملون من قلبهم. اعرف انه ليس مطلوبا ان يحب الجميع جبران ويؤمنوا به كما أفعل. لكن عندما اقوّم الوضع وارى كيف دفع حياته ثمنا لكل ما آمن به. لا استطيع ان اتهاون واقبل الاهمال في العمل من قبل اي كان. لا اقبل الذين يتعاملون على اساس انهم ضيوف في المؤسسة يعملون بدوام من دون اي احساس بالمشاركة الفعلية لنصل بالصحيفة الى حيث يجب.

> هل ستلتزمين خطا سياسيا الى جانب مسيرتك المهنية؟

ـ بالطبع لن اكتفي بالعمل التقني الصحافي. وسأترك في الصحيفة مساحة واسعة لكل التيارات. وكمديرة عامة سأنفتح على الجميع. لديّ علاقاتي العامة مع جميع القوى والاحزاب السياسية في لبنان. لكن في الوقت ذاته سألتزم خط جبران السياسي وأحارب من أجله لاني مقتنعة به وليس لاني ورثته.

> هل ستترشحين للنيابة؟

ـ لا أفكر في الامر حاليا. لا يزال الوقت مبكرا. يجب ان انهي المرحلة المقبلة. وبعد سنتين اقرر في ضوء ما سيحدث. ولن اوفر جهدا للقيام بكل ما استطيع لوطني. لن اتردد في خوض مغامرة التغيير من اجل الشباب.

> كيف تنظرين الى الساحة الاعلامية في لبنان حاليا؟

ـ الساحة الاعلامية هي ساحة حرب. الوسائل الاعلامية تقوم بتعبئة الناس في المنازل وتجييشهم، بحيث لم يعد الجار يتحمل جاره وكأنهم يريدون نقل القتال الى الشارع. الامر مخيف. ووظيفة الاعلام ليست هذه التعبئة. لكن العمل وفق قواعد الاخلاقية المهنية وليس جر الناس الى الحرب بطريقة غرائزية. هذا ما يؤذي موضوعية الاعلام.

> هل تعتبرين ان «نهار الشباب» سيكون مشروعك الخاص ومنه ستحققين رؤيتك الاعلامية والسياسية؟

ـ لا، ليس الى هذا الحد. اريده ان يكون منبرا للشباب والتحدي الخاص الذي سأبرهن عبره عن تجربتي بطريقة متطورة. الاولوية ستبقى لـ «النهار»، لاني احلم بتجديد عبر ملاحق للرياضة والسيارات والراديو والسينما والتقنيات. احلم بجيل جديد يدمن النهار كما كان الجيل القديم مدمناً. كما أحلم بصحيفة تلبي نهم القارئ العربي وليس فقط اللبناني. وتحقيق هذا الهدف يحتاج الى وقت.

* «استشهاده أخذ مني حياتي» نايلة تويني ابنة بيئة يحكمها التجاذب السياسي. جدها لوالدتها ميشال المر صاحب خط سياسي معارض لخط والدها الراحل جبران وجدها غسان تويني. خال والدها الوزير مروان حمادة وخالها الوزير الياس المر. لكنها تعتبر أن هذه البيئة النابضة بالتناقضات منحتها مستوى من الغنى الفكري.

تؤمن نايلة تويني بفكرة حركة «14 آذار»، التي كان والدها من صنّاعها. تعرف ان لجميع السياسيين اخطاءهم. لكن بعض القيم والمطالب والمبادئ لا يمكن ان تخضع للتفاوض، لذا تقول: «المحكمة الدولية خط احمر لديّ. هل يعقل ان يعارض اي لبناني المحكمة الدولية التي ستساعدنا لنعرف من يقتلنا؟ هل هناك من يدافع عن نظام يقتلنا ويحول دون حصولنا على العدالة ويعرقل مسيرتها؟».

تضيف: «يجب ان نقبل الاخر ويقبلنا هذا الآخر. اذا انتقدنا حرب يوليو (تموز) نصبح خونة. نحن ضد العدو الاسرائيلي، لكن ما يحصل يسد الافق ويدفعنا الى الغضب والحزن. وما يحزن أكثر ان نصف الشباب اصبحوا ادوات للزعماء. لا احد يمارس النقد الذاتي. قليلة هي الاحزاب التي تعطي الشباب فرصة. المشكلة عند الشباب وليس فقط عند السياسيين. هم يقبلون ان يتحولوا الى ادوات. ماذا يريد السياسي اكثر من ذلك؟».

خلال اجتماعات التحرير تستمع نايلة اكثر مما تتدخل. تعرف ان البعض يعتبرها صغيرة، لكنها تطلب النصيحة ولا تخجل من جهلها الكثير من الامور. لا تفرض رأيها. تحترم الاقدم في المهنة، لكنها تريدهم ان يتعودوا أسلوبها في العمل. تقول: «اريد ان آخذ وقتي. لو لم اتسلم هذه المسؤولية مبكرا لكنت ما ازال اعمل في التحقيقات واجراء المقابلات. احب العمل على الارض. استشهاد ابي اخذ مني حياتي. اشعر بأني دفنت شبابي. بشع جدا ان تنامي لتستفيقي على حياتك مقلوبة رأسا على عقب. لن اصمت. اذا فعلت سأكون كمن ينفذ ما هدف إليه المجرم الذي اغتاله. سأواصل ما كان يريده جبران للبنان وما استشهد لأجله».[/b]




http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=37&article=401659&issue=10274
مرحبا بك في منتديات



www.ankawa.com