اول مره في حياته يلتقي بفنان
من دفاتر القادسيه
لطيف نعمانخدمت في الثمانينات 5 سنوات في الجيش العراقي .. أمضيتها كاتبا في أحدى التشكيلات الحديثه ..
كان تشكيلنا يتنقل عدة مرات بين الشمال والجنوب والوسط وفق متطلبات المعارك المتناحرة وقتها ..
عام 1987كنا في قاطع الكوت / بدره وجصان .. عطلت آلة الطابعه مع الرونيو ، وأوعز الضابط الى أستصحابهما الى معمل التصليح في الكوت بغية تصليحهما..
وصلت الباب النظامي لمعمل التصليح أوقفني الحرس ، وطالبني بالهوية العسكريه ..
ولما كنت لا أحمل الهوية العسكريه ، بحثت في جيوبي وعثرت على هوية مدنية صادرة عن نقابة الفنانين / المركز العام بغداد ..
نظر الحارس اليها بدقة وامعان وصاح بقية الحراس وهو يقول بصوت عال وبسرور عارم :-
ياجماعه هذه أول مرة التقي فيها بفنان !! أوه كم أنا محظوظ وسعيد ..
في البدء ظننت انه يسخر مني .. لكن لما علمت انه جاد وشعرت بوضوح بفرحته الغامره
أعجبتني كثيرا بساطة وحلاوة هذا الحرس وقلت له :- أشكرك جدا .
قال :- بالله عليك أريد أن أتحدث اليك، ونستمع لحلو كلامك.. تعال .. تعال وتفضل شاركنا أحتساء الشاي وتناول الجبن ، الآن وقت ال (ريوك)..
ترجلت وتعرّفت عليهم جميعهم ،وأحتسيت الشاي معهم وتناولت الطعام وتحدثت معهم لاكثر من نصف ساعه .. كانت أجمل الدقائق في العسكريه ..
حدثتهم عن وظيفة المخرج في المسرح والتلفزيون والسينما كنت أخشى أن يملّوا من كلامي لكن تأكد لي انهم يصغون اليّ باهتمام وسرور .. وشعرت بانهم سعداء جدا ..
وقبل أن نفترق عانقنا بعضنا البعض وكأن صداقتنا مضت عليها سنين طوال ..
اليوم اذ أستذكر هذا الحدث الفريد الى ذاكرتي يساورني الشعور بالاسى لان لم نكن نكتشف وقتها الموبايل والفيسبوك ليتسنى لنا التواصل مع هكذا أصدقاء ممتلئين بالبساطة والحلاوة والعفوية ..
عنكاوا