المحرر موضوع: أين المفتاح - سلوان ساكو  (زيارة 1074 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أين المفتاح - سلوان ساكو
« في: 09:47 13/04/2014 »
بمناسبة عيد القيامة المجيد ، أردتُ هنا أن اسُلط الضوء على موضوع مهم وشيق في نفس الوقت وهو مفاتيح كنيسة القيامة في الاراضي المقدسة  ، هي بيد من الآن وأي أسرة  تحمل تلك المفاتيح المقدسة ومن يفتح الباب ، ولماذا اعطيت لها ؟ حيث مع  مرر الزمن اصبحت محور الحديث وتناقلتها الاجيال من جيل لآخر .
 اولاً  تشكل كنيسة القيامة اليوم مقر بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسيّة ، وهي كنيسة مشتركة بين 3 طوائف : الرومان الكاثوليك ، الروم الارثوذكس ، والأرمن الأرثوذكس .
القُدْس (بالعبرية: יְרוּשָׁלַיִם يِروشالَيم) أكبر مدينة في فلسطين التاريخية من حيث المساحة وعدد السكان وأكثرها أهمية دينيًا واقتصاديًا. تُعرف بأسماء أخرى في اللغة العربية مثل: بيت المقدس، القدس الشريف، وأولى القبلتين، وتُسميها إسرائيل رسميًا: أورشليم القدس (بالعبرية: יְרוּשָׁלַיִם אל-קֻדְס .
ولفظة إسرائيل مكونة حسب التوراة من كلمتين ساميتين قديمتين هما: "سرى" (بالعبرية: שָׂרָה) بمعني غلب، و"إيل" (بالعبرية: אֵל) أي الإله أو الله. في التوراة وفي التراث اليهودي يعتبر اسم "إسرائيل" اسم بديل ليعقوب، وتظهر قصة تسمية يعقوب بإسرائيل في سفر التكوين 32:25
وبقيَ يعقوبُ وحدَهُ، فصارَعَهُ رَجلٌ حتى طُلوعِ الفَجرِ. 26 ولمَّا رأَى أنَّه لا يقوى على يعقوبَ في هذا الصِّراعِ، ضرَبَ حُقَ وِرْكِه فاَنخلَعَ. 27 وقالَ لِيعقوبَ: «طَلَعَ الفجرُ فاَترُكْني!» فقالَ يعقوبُ: «لا أتْرُكُكَ حتى تُبارِكَني». 28 فقالَ الرَّجلُ: «ما اَسمُكَ؟» قالَ: «اَسمي يعقوبُ». 29 فقالَ: «لا يُدعَى اَسمُكَ يعقوبَ بَعدَ الآنَ بل إِسرائيلَ، لأنَّكَ غالَبْتَ اللهَ والنَّاسَ وغلَبْتَ».  سفر التكوين  .  تعتبر القدس مدينة مقدسة عند أتباع الديانات السماوية الثلاث: اليهودية، المسيحية، الإسلام. فبالنسبة لليهود، أصبحت المدينة أقدس المواقع بعد أن فتحها النبي والملك داود وجعل منها عاصمة مملكة إسرائيل الموحدة حوالي سنة 1000 ق.م، ثم أقدم ابنه سليمان، على بناء أول هيكل فيها، كما تنص التوراة. وعند المسيحيين، أصبحت المدينة موقعًا مقدسًا، بعد أن صُلب يسوع المسيح على إحدى تلالها المسماة "جلجثة" حوالي سنة 30 للميلاد، وبعد أن عثرت القديسة هيلانة على الصليب الذي عُلّق عليه بداخل المدينة بعد حوالي 300 سنة، وفقًا لما جاء في العهد الجديد. أما عند المسلمين، فالقدس هي ثالث أقدس المدن بعد مكة والمدينة المنورة، وهي أولى القبلتين، حيث كان المسلمون يتوجهون إليها في صلاتهم بعد أن فُرضت عليهم حوالي سنة 610 للميلاد  وكنتيجة لهذه الأهمية الدينية العظمى، تأوي المدينة القديمة عددًا من المعالم الدينية ذات الأهمية الكبرى، مثل: كنيسة القيامة، حائط البراق والمسجد الأقصى . في عهد عمر بن الخطاب ، أًرسل عمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح لفتح فلسطين عامة ونشر الدعوة الإسلامية فيها، لكن القدس عصيت عليهم ولم يتمكنوا من فتحها لمناعة أسوارها، حيث اعتصم أهلها داخل الأسوار. وعندما طال حصار المسلمين لها، طلب رئيس البطاركة والأساقفة، المدعو "صفرونيوس"، طلب منهم أن لا يسلم القدس إلا للخليفة عمر بن الخطاب بشخصه.
)  فقصد عمر بن الخطاب وخادمه ومعهما ناقة إلى بيت المقدس في رحلة شاقة. وما أن وصلا مشارف القدس حتى أطل عليهما صفرونيوس والبطاركة وسألوا من هذين الرجلين فقال المسلمون إنه عمر بن الخطاب وخادمه، فسأل أيهما عمر فقيل ذاك الواقف على قدميه إذ كان خادمه ممتطيا الناقة فذهلوا بهذا لانه مذكور في كتبهم، فكان الفتح العمري لبيت المقدس. كتب عمر مع المسيحيين وثيقةً عُرفت باسم "العهدة العمرية" وهي وثيقة منحتهم الحرية الدينية مقابل الجزية، وتعهد بالحفاظ على ممتلكاتهم ومقدساتهم، وعرض صفرونيوس على عمر بن الخطاب أن يؤدي الصلاة في كنيسة القيامة بعد أن حان موعدها أثناء زيارته لها، فخرج من الكنيسة وصلى على مبعدة منها وعاد. ولمّا سأله البطريرك صفرونيوس عن السبب أجابه أنه يخاف من أن يتخذ المسلمون من فعله ذريعة فيما بعد للسيطرة على الكنيسة فيقولون من بعده "ها هنا صلّى عمر" وبالتالي يحولون الكنيسة إلى مسجد للمسلمين. سمح المسلمون لليهود بالرجوع للسكن في المدينة بعد فتحها، وطبقوا عليهم ما طبقوه على المسيحيين من حماية لمقدساتهم مقابل الجزية. أقام المسلمون مسجدًا في الموقع الذي صلّى به عمر بن الخطاب، بالقرب من مدخل كنيسة القيامة اليوم، وقال الأسقف الغالي "أركولف" الذي عاش في القدس من سنة 679 حتى سنة 688، أن مسجد عمر كان عبارة عن مبنى خشبيّ مربع الشكل بُني على أنقاض بعض المباني والمنشآت، وكان يتسع لحوالي 3,000 مصل.
كنيسة القيامة أو كنيسة القبر المقدس هي كنيسة داخل أسوار البلدة القديمة في القدس. بنيت الكنيسة فوق الجلجلة أو الجلجثة وهي مكان الصخرة التي يعتقد ان المسيح صلب عليها. وتعتبر أقدس الكنائس المسيحية والأكثر أهمية في العالم المسيحي وتحتوي الكنيسة وفق معتقدات المسيحيين على المكان الذي دفن فيه المسيح واسمه القبر المقدس. سميت كنيسة القيامة بهذا الاسم نسبة إلى قيامة المسيح من بين الأموات في اليوم الثالث من الأحداث التي ادت إلى موتة على الصليب، بحسب العقيدة المسيحية.  ويقول الكتاب المقدس أيضا أنّ المكان كان يدعى الجمجمة (بالآرامية جلجثة)، والاسم يقدّم لنا أحد تفسيرين، الأول أن الموقع كان مكان إعدام للمجرمين وسمي بالجمجمة بسبب جماجم القتلى، والثاني بكل بساطة لأنّ التلّ يشبه شكل الجمجمة أو الرأس البشري.
لم يمس الفتح العربي عام 638 القبر المقدس بسوء وتمتع المسيحيون بالحرية الدينية التي كانت تتخللها بعض أعمال العنف. أما عام 1009 م فقد أمر السلطان الحاكم بأمر الله بتدمير كنيسة القيامة. عام 1048 نال الإمبراطور البيزنطي الإذن بإجراء بعض التصليحات.
في 15 تموز (يوليو) 1099 دخل الصليبيون مدينة القدس وقرروا إعادة بناء الكنائس القديمة المتهدمة بل وإنشاء مبنى ضخم يحوي داخله جميع الأبنية الأساسية وهي موضع موت (الجلجة) وقيامة (القبر) يسوع المسيح . ( ويكيبيديا الموسوعة الحرة )
دخل المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيبوبي القدس في 2 اكتوبر سنة 1187.وبسبب بعض الخلافات ،اعطى المفتاح الى عائلة مسلمة وهي عائلة جودة، بينما يقوم على مهمة فتح باب الكنيسة بشكل يومي عائلة مسلمة أخرى هي عائلة نسيبة.
وتقول ناريمان صلاح من صحيفة (القدسُ العربي ) :- يحمل أمانة مفتاح بوابة كنيسة القيامة عائلة مسلمة وهي عائلة 'جودة آل غضية'، تقوم بأمانة مفاتيح بوابة الكنيسة منذ أن أعطى صلاح الدين الأيوبي هذه الأمانة لهم، بعد تحرير القدس . وهذا في تقليد متوارث منذ مئات السنين، حيث يقوم أبناء 'عائلة جودة' بالاحتفاظ بمفتاح الكنيسة، فيما تقتصر مهمة عائلة نسيبة على 'البوّاّبة'، أي على فتح واغلاق بوابة كنيسة القيامة وحراستها وصيانتها، ومن ثم إعادة مفتاح البوابة لـ'عائلة جودة'، عند انتهاء اليوم.

أسباب انتقال مفتاح كنيسة القيامة للمسلمين:
(دخول أسرة آل جودة الهاشميون في سدانة الكنيسة)

وهم بنو'جودة' بن موسى بن عبدا لقادر آل غضية في القدس، شيخ المسجد الأقصى الشريف. وانتقلت إلى عائلة جودة سدانة كنيسة القيامة في عهد صلاح الدين الأيوبي عند تحريره مدينة القدس من الصليبيين. وقد عَهِدَ صلاح الدين الأيوبي إلى آل نسيبة بمهمة فتح بوابة الكنيسة وإغلاقها فقط، وأُقرّ نظامٌ لسدانة كنيسة القيامة كالتالي:
أولاً: آل جودة يحتفظون بمفاتيح أبواب كنيسة القيامة
ثانياً: آل نسيبة يفتحون ويغلقون أبواب الكنيسة فقط، ثم يعيدون المفاتيح لآل جوده.
فالأمناء على مفاتيح كنيسة القيامة وسدانتها، هم عائلة جوده؛ في حين كان البوابون هم عائلة نسيبه.
وما زالت سدانة كنيسة القيامة في أيدي آل جودة، يرثها الحفيد عن الجد، ولا يحق لأحد سواهم أخذها. ولا زال آل جودة وآل نسيبة مقيمين في القدس الشريف. كما تُجمع الطوائف المسيحية على إبقاء هذه المهمة للعائلتين المسلمتين، إذ يتم إعادة تسليم المفتاح لهما ثلاث مرات في السنة تتزامن عند الطائفة اللاتينية بـ(خميس الغسل)؛ وعند طائفة الروم بـ(الجمعة الحزينة)؛ والطائفة الأرمينية بـ(سبت النور).
يقول أديب جودة، وهو أمين مفتاح كنيسة القيامة في القدس: إن القائد صلاح الدين الأيوبي لاحظ عندما حرر مدينة القدس وجود خلافات بين الطوائف المسيحية، فقرر أن يعهد بمفتاح كنيسة القيامة إلى عائلة مسلمة بالتوافق مع جميع الطوائف المسيحية في ذلك الوقت'. ويضيف أمين مفاتيح بوابة الكنيسة: 'أن السلطات الإسرائيلية حاولت فتح بوابة أخرى لكنيسة القيامة، وذلك في محاولة لانتزاع السلطة بطرق عديدة، لكن التعايش الإسلامي المسيحي صد تلك المحاولات'. ويضيف: 'نحن حريصين على حراسة الكنيسة والحفاظ عليها، ونعتز بذلك. فتاريخ العرب والمسلمين في هذه البلاد مليء بصور الإخاء واحترام الديانات، وهو ما يجعل المسلمين يحتفظون بمفتاح الكنيسة وتولي أمانته. نحن نأسف بشدّة إذ نشعر أن أمانتنا قد أصبحت في الآونة الأخيرة تواجه بقلّة احترام وعدم تقدير لجهودنا. لقد وُجدنا وسنبقى لخلق هذا التوازن بين الطوائف المسيحية المختلفة، والحفاظ على وحدويّتها وتماسكها'.
في عهد القائد صلاح الدين الأيوبي، لقد خُصصت مصطبة يجلس عليها أمناء مفتاح وبوابة الكنيسة، وبقيت هذه المصطبة مكاناً خاصاً بهؤلاء الأمناء يجلسون عليها في الصباح ويتركونها في المساء بعد خروج آخر المصلّين منها. لكن المصطبة أزيلت منذ عشرات السنين بهدف الترميم والإصلاحات واستبدلت هذه المصطبة بكرسيّ خشبيّ لسبب مجهول حتى يومنا هذا، وهو كرسي وضيع مكان المصطبة، والتي تمثل رمزية هامة وهيبة للكنيسة، والذي من المفترض أن أمنائه يحرسونه ويحافظون عليه.