المحرر موضوع: 6- يوميات طريق الآلام يا ساكبات الطيب  (زيارة 600 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
6- يوميات طريق الآلام
يا ساكبات الطيب
Oliverكتبها 
كيف نجمع الطيب؟
يا من طافت تلملم من كل تاجر القليل مع القليل من الطيب حتي صار عندها الكثير.كان كنزها في طيبها.كلما إزداد طيبها إغتنت و هي لا تبالي بفقدان رصيدها الأرضي.
شعور عجيب مسيطر علي فكرها.إنها مسلوبة الإرادة بإرادتها.تركت نفسها بنفسها للحبيب.علمينا يا مريم كيف نجمع الطيب؟ كيف يصبح عند قدمي المسيح كل شيء رخيصاً.كل شيء حتي أنفسنا.لأنني أراك جمعت نفسك مع الطيب و سكبتي نفسك مع الطيب حتي المسيح لم يفصل بينك و بين الطيب.أنت و الطيب واحد.سكيباً واحداً.ممتزجا بصدق و مهارة.
تجار الطيب
تجار الطيب دائماً ليسوا كالمتوقع.الذين يسببون لك الألم هم تجار الطيب.فإن أردت أن تجد سكيباً فها هو حاضر علي موائدهم.لا تدينهم بل بعمق القلب أحببهم لأن الطيب الخالص يأتي من عندهم.تجار الطيب يذنبون إليك و مغفرتك لهم تزيد الطيب في قارورتك.
تجار الطيب هم مرشدوك.الذين لا ينشغلون إلا بتحضير الطيب.هؤلاء هم الحاذقون في التدبير الذين يعلمونك كيف تخلط أذرة التاجر لتصنع طيباً.هذا بعض من ألم و ذاك بعض من فرح و تلك إضافة من صبر و هذه قليل من دموع مختلطة جميعها في محبة.هذا طيب أيضاً.
تاجر الطيب هو الإنجيل.العارف من هو الحبيب و أي شيء يحبه.و الذين يتعمقون في وصايا الإنجيل يشترون طيباً غالي الثمن و تدفع لهم النعمة كل الثمن.في الإنجيل تعرف ذوق حبيبك في الأطياب.ما يعجبه و ما لا يعجبه.فتصير بالإنجيل عارفاً به دون أن تجرحه.الطيب يجب أن يتطابق مع رغبة الحبيب و ليس مع إرادتك أنت وحدك من أجل هذا نخضع للإنجيل لأن فيه رضا المسيح.
تاجر الطيب هو الصليب.تذهب عنده و تنسكب لأنه ما من حب ستجده في العالم أعظم من محبة الله علي الصليب. هذا هو مصدر الأطياب.إذهب عنده و أسكن في صمت.فالحديث هنا لا مجال له.الكلام فوق مستوي الكلام.هل رأيت ساكبات الطيب تتكلم؟ أتعرف لماذا كن صامتات؟ لأن في الصليب يبطل كلام الناس و يبدأ حديث إلهي فوق مستوي الكلام.أتهرب من الصليب ؟كيف تهرب من محبة المسيح؟عد ففي الصليب صنعة الطيب لتاجر ماهر عرف كيف يحفظ رائحته مدي الدهور.
 يا من صبرت حتي صار لديها أجود أنواع الناردين.طافت هنا و هناك لأجل الحبيب.مشغولة هي به إلي المنتهي.من هنا تأخذ طيب. من بابها الضيق تدخل و تدخر ما أخذته من المسيح التاجر الحقيقي للطيب الخالص.
كيف تنسكب
تستطيع أن تأتي من وراءه كما أتت المرأة الخاطئة.منكسر حزين تبلل قدميه بدموع التوبة هذا ما فعله العشار أيضاً في الهيكل.و تستطيع أيضاً أن تأتي من قدامه ممتلئاً بالفرح بمن أقام أخوك من الأموات كما أتت مريم أخت لعازر.
تعال بدموعك كالخاطئة أو بإبتساماتك كمريم.بحزنك و فرحك تعال.فهو جالس علي عرشه.
يمكنك أن تنسكب كالمرأة الخاطئة أمام غافر الذنوب و هو بنفسه الذي إنسكبت قدامه مريم كقاهر الموت.
عند قدميه أم فوق رأسه
المرأة الخاطئة سكبت دموعها علي قدميه.هناك حيث تخترق النفس آثار المسامير.تترنح الخطية عند قدمي المسيح المصلوب.تنفصل عنك و تهرب لأنها تحترق في وجود دم المسيح.أنت عند المسامير تنسكب حسناً تفعل.هذا هو دواءنا الوحيد الشافي لمغفرة خطايانا.هذا هو الموضع الذي تهرب منه الخطية و اليأس و تشرق شمس الرجاء.
أو تنسكب قارورتك فوق رأس المسيح.لأنك ممتلئ مسرة.تتغزل في تاج المسيح.منشغل أنت بمملكته و مجده.أسكب فوق رأسه لأنه من فرط محبته جعل أحباءه يقتربون منه جداً.يسكبون قواريرهم.هؤلاء الذين تكملوا في محبته. الذين يتعجلون لقاء المسيح حتي أنهم لم يطيقوا صبراً للإنطلاق إليه.هؤلاء كانوا ينسكبون كل يوم قبل يوم إنحلالهم من هذا العالم.
كسرت القارورة
هل إنتصرت علي ذاتك فكسرت القارورة بيديك؟ أم إنكسرت القارورة بيد إنسان ؟
هل جرحتك القارورة و هي تنكسر؟حتي أن دمك و دموعك إختلطا معاً كمثلما صارت قطرات عرق المسيح في بستان جثسيماني؟
هل إنفتحت القارورة بيسر لأنك إعتدت علي أن تسكب ذاتك دائماً مثل مريم.هل البذل هو عنوان حياتك مثلها حتي أن سكب القارورة لا يمثل عبئاً عليك؟
إمتلأ البيت برائحة الطيب
ساكبة الطيب بيتها برائحة المسيح.رائحة حياة أبدية.المسيح يطلع من قارورتها و من فمها و من قلبها لأنه يشملها .ساكبي الطيب تفوح منهم رائحة الأبدية.ثيابهم سماوية .يستترون بالنعمة و يفتخرون بالرب.رائحة بيتك تفصح عن قارورتك.لغة بيتك تفصح عما في القارورة.إفتح قارورتك و إمتحن ما فيها.لئلا تكون قد فسدت لقلة الإستعمال.أو يكون ما فيها قد تلاشي بفعل الإهمال.و إعلم أن ساكبات الطيب يستطعن أن يميزن أين يجلس المسيح و حيثما يجلس يكون هذا بيتهن.المسيح و الساكبات لا ينفصلان.
و أنا يا سيدي جئتك ليس بذهب أو مر أو لبان.بل بقلب كسير و دمع كثير أسير مختفياً و متخفياً إلا منك.لا أجرؤ علي أن أرفع عيناي إليك.أنا أنحني عند قدميك.لا أتجرأ أن أغسل قدميك بالدموع كما فعلت ساكبة الطيب.غداً تغسلني فإلي الغد.