المحرر موضوع: نينوى والموصل المسيحية الحلقة ال 47 ـ الاعلام من العلمانيين ملحق ـ يوسف حودي  (زيارة 3098 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل josef1

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4780
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نينوى والموصل المسيحية الحلقة ال 47  ألاعلام من العلمانيين ـ ملحق
ان هذه الحلقة مكملة للحلقات  ( 26، 27 ، 28 ، 29 ، 30 ، 31 ، 32 ، 33 ) الخاصة بالاعلام من العلمانيين سلسلتها حسب الحروف الابجدية مبتدأ من حرف الالف الى حرف  الراء  وهو ما تسمح به صفحات المواقع الالكترونية .
                   إبراهيم بن بطرس بن إبراهيم   1911 ـ 1993 
 من عشيرة آل عيسو ، التي نزحت من تكريت مع قوم من السريان التكريتيين ، في أواخر القرن العاشر حيث تضعضعت أحوالهم ، فلجأوا إلى الهجرة وتفرقوا في أطراف البلاد ، وخاصة منطقة الموصل ، وتكاملت هجرتهم في القرن التالي  ، فامتزجوا بالسكان الأصليين ، وسكن البعض منهم قره قوش وأطرافها ، وهم مازالوا محافظين على نسبهم التكريتي .
   ولد إبراهيم عيسو في قره قوش (باخديدا ) التابعة لمحافظة نينوى يوم 20 آب 1911 ، عمذه الاب يوسف سكريا بتاريخ 28 آب 1911 . وتربى في كنف والديه ، وبعد ست سنوات ، وبالتحديد عام 1917 دخل المدرسة الابتدائية الوحيدة في البلدة ، أنهى تعليمه الابتدائي بتفوق ، حيث كان شغوفاً بالمطالعة والكتابة والبحث في بطون الكتب ، فكان محباً للعلم تواقاً للمعرفة  ميالاً للثقافة . ظهرت مواهبه في هذا المجال في وقت مبكر .
     كان إبراهيم عيسو طيب الأخلاق حسن المعشر ، عزيز النفس غزير العلم ، محباً للحقيقة ، متصلباً في مواقفه ، خاصة ما يتعلق منها بالمبادئ والقيم الاجتماعية والدينية ، أميناً لها ميالاً إلي الجد والمثابرة . بعد سنوات مليئة بالعطاء والإبداع الثقافي الثر توفي في بغداد بتاريخ 10/3/1993 ، فاحتضنته كنيسة مار يوحنا المعمذان في مسقط رأسه قره قوش .
 
 
   البداية .. والانطلاق
 
    بعد تخرجه من المدرسة الابتدائية بعدة سنوات ، وفي حوالي عام 1922 ، تاقت نفسه للسفر إلى لبنان لدخول دير الشرفه ، وكان من أوائل زملائه  أثناء الدراسة ، فأتقن اللغات السريانية والفرنسية واللاتينية بجانب العربية . نظم في السريانية شعراً ونثراً ، فكتب أول قصيدة شعرية باللغة السريانية عام 1930 ، بمناسبة الانتهاء من دراسة الفلسفة والبدء بدراسة اللاهوت ، تظهر فيها شاعريته واسلوبه في نظم الشعر وبأغراضه المختلفة ، فقد كتب في الفلسفة والمديح والهجاء والاجتماع والدين . واصل دراسته ، فتلقى العلوم الفلسفية واللاهوتية ، إلى أن رسم إنجيليا ً . لكنه ما لبث أن عاد إلى وطنه العراق بحدود عام 1935- 1936 . فعمل في بداية الأمر معلماً في المدرسة السريانية ألافرامية ببغداد ، ومن ثم عمل في القصادة الرسولية ببغداد أيضاً ، فمترجماً في مديرية البريد والبرق العامة ببغداد عام1951 وحتى إحالته على التقاعد عام 1963 .
   ظهرت بوادر إهتماماته في التأليف والترجمة والنشر في الصحافة العراقية والعربية ، منذ الثلاثينيات ، حيث أخذ يدبج مقالاته في الأغراض المختلفة : الأدبية والاجتماعية والدينية ، ثم توسعت مجالات كتاباته وترجماته ، فضلاً عن نظمه للشعر السرياني ، حيث له العشرات من القصائد قيلت في مناسبات مختلفة ، كتبها في العراق ولبنان والقدس عندما كان يتلقى علومه هناك ، وهي تتميز بقوة العبارة وحسن الألفاظ ، والتمكن من اللغة .
 لقد نشر إبراهيم عيسو نتاجاته في اغلب الصحف والمجلات العراقية آنذاك ، فنشر في مجلات منها: نشرة الأحد  والفداء  ولسان المشرق  والنور والرسالة الجديدة والمسرة اللبنانية . وفي الجرائد منها: جريدة الثبات  والأخباروالعالم العربي  والأحوال  . وقد كان مقص الرقابة آبان العهد الملكي يحذف مقاطع من مقالاته ، بسبب إنتقاده الشديد للأوضاع الاجتماعية السائدة آنذاك.
     ونظراً لتعمقه في البحث والدراسة والاطلاع ، فقد إشتهر بكونه رجل ثقافة وعلم ، حيث كانت بعض كتاباته في الصحف العراقية ، قد أحدثت نقاشاً وجدالاً حاداً ، بسب كونها تحمل الطابع النقدي البعيد كل البعد عن المصلحة الآنية ، إذ وضع كل جهده من أجل التأليف والنشر عامة واللغة السريانية خاصة ، فعمل في لجنة المصطلحات والتأليف والقاموس والترجمة والنشر في مجمع اللغة السريانية في بغداد منذ عام 1974 ، بجانب العلامة الكبير المرحوم كوركيس عواد وغيره من المضطلعين في اللغة السريانية . وكان عضواً في لجنة التأليف والإشراف على طبع مناهج كتب اللغة السريانية للمرحلة الابتدائية .
     لم يترك إبراهيم عيسو شاردة أو واردة إلا وكتب عنها أو ترجم لها ، وآثاره الغزيرة المنشورة والمخطوطة ، التي دبجها يراعه البارع  تدل على ذلك ، حيث استطاع  من جمع وإحصاء أكثر من ستين مادة تأليفاً وترجمة ، مخطوطة ومنشورة ، بين  كتاب ودراسة ومقال وترجمة . فضلاً عن نشره لاراءه الثقافية والاجتماعية أينما جلس حتى ولو كان ذلك في المقهى .
      لقد كان رحمه الله قاسياً وعنيفاً بعض الشيء في رده على البعض ، وخاصة عندما يمس ذلك المبادئ والأخلاق والدين والوطن ، فقد رد في أكثر من مرة على هؤلاء ، فترك لقلمه العنان يصول ويجول باحثاً عن قبس من نور لإظهار الحق والعدل ، وكان يستخدم في بعض كتاباته إلي جانب إسمه الصريح أسماءً مستعارة مثل : أ.ع ، دوار ، مشاهد ، صديقك العربي ، أحدهم ، عربي ، عربي مخلص وغيرها  فكان نقده‘ لاذعاً وجارحاً ، لذا كان البعض يخشى التصادم معه‘ على ِمنبر الصحافة .
    خلاصة القول ، فان إبراهيم عيسو كتب آراءه‘ وتطلعاته في الحياة العامة . وبالنظر لغزارة ما آلف وترجم ونشر فان الحديث يطول عنه . لقد كرس حياته جلها للقراءة والكتابة والبحث والترجمة عن السريانية والفرنسية إلى العربية وبالعكس ، فكان كاتباً ألمعياً جمع إلى سعة العلم في الكتابة بالسريانية بشقيها ( الشرقي والغربي) ، والتأليف فيها شعراً ونثراً  فضلاً عن تمكنه من اللغة الفرنسية والعربية ، وكان إلي أواخر أيامه تواقاً للعطاء وشعلة تضيء بعزم ونشاط في سبيل أداء رسالته في نشر الثقافة والأدب العربي والسرياني . له عدد كبير من الكتب المنشورة والمجلات والدوريات والمقالات ، وعدد من الاثار المخطوطة  وقد كتب عنه عدد كبير من الكتاب والباحثين .
 
 

إبراهيم عبو
ولد بالموصل عام 1927  ، مارس الفن منذ الطفولة بمعية اثنين من اخوته الفنان فرج عبو في الرسم ونجم في النحت الفطري على الخشب ووجد تشجيعاً للاستمرار. 1956 شارك بمعرض نادي المنصور. 1957تخرج الأول على القسم المسائي بمعهد الفنون الجميلة/ بغداد. 1958 معرض المنصور للرسم والنحت. 1962درجة الشرف في زمالة لدراسة الفرسكو بايطاليا على جوزبي جوتي والرسم باكاديمية الفنون بأشراف أمريكو بارتولي. ساهم بمعارض محلية واخرى دولية وخاصة في ايطاليا ، ينحو باعماله باتجاه الواقعية الحديثة وبتأثير بيئتنا وفنوننا التشكيلية القديمة وتوحي أعماله بالدقة وقوة اللون عرف بحبه لرسم اللوحات الصغيرة.

أديبة عبد المسيح القس موسى
 من مواليد قره قوش  1930 ، من عائلة اهتمت بالعلم والمعرفة ، أكملت دراستها الأولية في قره قوش عام 1946 . ثم تابعت دراستها في دار المعلمات الابتدائية في بغداد ، وتخرجت منه كمعلمة عام 1950-1951 . بعد تخرحها عينت في قضاء كفري التابع لمدينة كركوك ، حيث لاقت مصاعب جمة أثناء التدريس ، لكون أهالي المنطقة كانوا يتكلمون اللغة الكردية والتركية ، وبالرغم من ذلك استطاعت إيصال المعلومات إلى أذهان التلاميذ. نقلت من كفري إلى مركز مدينة كركوك وعملت هناك من عام 1954 لغاية 1960 ، بعد ذلك نقلت إلي الموصل لمدة سنة واحدة ، ثم نقلت إلى مسقط رأسها بخديدا/ قره قوش فدرست في مدرسة قره قوش الابتدائية للبنات حيث كانت أول مدرسة حكومية ، فعملت كمديرة للمدرسة لمدة(10) سنوات إلى أن تركت التدريس عام 1971لاسباب عائلية ، ولحبها الكبير لهذه المهنة المقدسة رجعت للتدريس مرة أخرى واستمرت معها لغاية سنة تقاعدها عام 1976 ، لها نشاطات دينية واجتماعية كثيرة .

                              الياس جدو الخياط 1887 ـ 1965
 وهو من النخب الفاضلة من شمامسة الموصل ممن تركوا بصماتهم بارزة في خدمة الكنيسة ويضاف الى ذلك نورهم الذي شع في مجتمع المدينة فعرفوا بصفتهم الكنسية التي اعتزوا بها ايما  اعتزاز
 الشماس الإنجيلي  الذي تميز برخامة صوته وإتقانه للألحان الكنسية  وقد حمل لنا التاريخ  عام 1952 من قبل شخصية ايطالية  اهتمت بتعلم الألحان  الشرقيةالكنسية  فاستضاف الشماس جدو هذه الشخصية الايطالية في منزله في خزرج في مدينة الموصل ولمدة شهرين عمل من خلالها على تعليم الايطالي الألحان الكنسية التي تقال عادة في القداديس الالهية  ووفاءا من الشخصية الايطالية قدم هذه الصورة الفوتوغرافية لمعلمه الشماس الياس جدو  الذي ولد عام 1887 وتوفي عام 1965 .
                               أ لبروفيسور افرام عيسى
اثناء تواجده في عينكاوا في شمال العراق اجرى معه اللقاء الاخ يوحنا بيداويذ

أنا من قرية سناط ، ولدتُ في هذه القرية الجميلة سنة 1944،  تقع قرية سناط  في  قضاء زاخو التابعة جغرافيا الان الى محافظة دهوك . لهذه القرية مكانة  في تاريخ المحلي ،  لقد كانت تابعة للدولة العثمانية، وفي سنة 1924م،  اضطر اهالي هذه القرية مع القرى المجاورة الاخرى مثل بلون وامرا دمارسورريشو وامرا دشيش ويردا وغيرها  إلى النزوح إلى مدينة زاخو بسبب مشكلة رسم الحدود بين العراق وتركيا الجديدة. بقوا هناك ينتظرون اكثر من سنة  لحين  عام 1926 ، في تلك السنة، تمّ إلحاق ولاية الموصل بالدولة العراقية وتمّ رسم الحدود. وهكذا وقعت سناط داخل حدود العراقية اما القرى الاخرى مثل  بلون وامرا مار دسوريشو وبيجون ومركا وقعت في الأراضي التركية . فلم  يرغب سكان تلك القرى العودة إلى تركيا.
     فتحت أول مدرسة فيها سنة 1931، فكانت المدرسة الرابعة في قضاء زاخو. وبدا اهالي القرية يرسلون أولادهم إليها ليتعلموا القراء والكتابة. أنا احد أبناء القرية الذي دخل المدرسة سنة 1951،وكان احد أساتذتي سعيد شامايا الموجود حاليا في أربيل. درستُ في  مدرسة سناط الابتدائية وبعدها توجهت لتكميل الدراسات العليا الى الموصل عند ألآباء الدومنيكان. تركت البلد 1974 وتوجهت الى فرنسا، فدخلت جامعة نيس سنة 1974، ودرست فيها إلى 1980، لحين إكمال دراساتي العليا وحصولي على شهادة دكتوراه سنة 1980 في الحضارات القديمة، وشهادة دكتوراه أيضا في الفلسفة من جامعة تولوز . فهذا موجز عن فترة دراستي في فرنسا قبل رجوعي إلى  الوطن.

بعد  تخرجي  1980 رجعت الى العراق ، بعد وصولي بفترة زمنية قصيرة بدأت الحرب العراقية الإيرانية،  وجدتُ ان حكومة البلد في حينها لا تساعد على ممارسة اختصاصي  ووجدتها عنيفة في ممارساتها. عدت الى فرنسا مرة اخرى1981 وذهبت مباشرة الى تولوز، وانخرطت في سلك التعليم في جامعة تولوز، للتدريس  تاريخ الحضارات وأيضا  القيام بإلقاء بعض الدروس في تاريخ فلاسفة القرون الوسطى  . بعد ان عدت الى فرنسا ،  وبسبب علاقاتي الجيدة مع  بعض أساتذة جامعة تولوز التي تقع في جنوب فرنسا ،  طلبوا مني ان أقوم بتدريس تاريخ الفلسفة بالأخص عن فلسفة القرون الوسطى التي كانت قريبة من اختصاصي، لان اطروحتي  كانت عن " فكرة الانسان عند ابي حامد الغزالي"  فقمت بتدريس منهج وفكر  فلاسفة العرب  مثل الكندي و ابن سيناء والفارابي وابن طفيل وابن باجة وغيرهم .  بقيت ان ادرس في جامعة تولوز الى سنة 1991.

 
 
البروفيسور افرام عيسى طالبا  في باريس سنة 1974


خلال هذه الفترة ساهمت في تأسيس "معهد للدراسات الإفريقية" في مدينة تولوز ، لأنه كانت هناك جالية عربية كبيرة في جنوب فرنسا من المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا. كان قد   طلب مني المعهد الكاثوليكي بان افتح لهم مركزا خاصا لتدريس اللغة العربية،   ففتحت لهم مركزا لتعليم اللغة العربية لأربعة مراحل،. كان الهدف الرئيسي هو أن يتعلم الجيل الثاني والثالث من العرب  لغتهم ،  لكن في الواقع كانت غالبية الطلاب  الذين يحضرون  في هذا المركز هم من الفرنسيين الذين يعملون في الدول العربية والشرق الأوسط  ،    كان نشاطي في تلك الفترة مركزا على التدريس  في الجامعة او في المركز الثقافي الإفريقي.  عام 1991  تحولت الى باريس لاقوم بتدريس مواضيع فلسفية وحضارية متعددة. من المعلوم ان فرنسا اخرجت بعض من اعظم عباقرة التاريخ من امثال ديكارت، جان جاك روسو، فولتير، جون بول سارت ، كامو ،  بلزندال ، برغسون وغيرهم. 
 هل هناك بوادر ظهور مدارس فلسفية جديدة في فرنسا  .
من المعلوم لديك كتب عديدة في التاريخ عن علماء السريان ( للكنائس الشرقية من الكلدان والسريان والاشوريين) وانت احد اشخصيات المهتمة والمطلعة على تاريخنا بصورة جديدة، ماهو الانجاز الفكري الاهم انجزه ابائنا اللاهوتيين على مستوى الفكر  او الانساني  يستحقون الثناء والافتخار بهم ( بمعنى فكر او نظرية اوجودها قبل غيرهم)؟
الشيء الهام الذي اكتشفته من خلال دراستي واهتمامي  في تراثنا وتاريخنا، ان ابائنا كانوا روادا في  أمور عديدة على مرّ 13 قرنا. كانوا  من الأوائل الذين فهموا أهمية تراث اليونانيين و كانوا الاوائل من الذين قاموا بترجمة معظم الفكر اليوناني الذي كان يحمل المعارف الفلسفية والطبية والطبيعية والرياضيات. اجل، قاموا بترجمة التراث الإغريقي الى اللغة السريانيه  ومن ثم الى العربيه ايضا . أما الشعوب السابقة فكانت تترجم مؤلفات قليلة إلى لغتهم الأم ، لكننا الشعب الوحيد  الذي فكر بأهمية هذا التراث وقام  بترجمة قسم كبير منه  إلى لغته السريانية وثم الى للعربية، هذا لم يحصل من قبلهم أبدا، إباؤنا هم أول من فتح هذا الطريق  .
قمت 4 نوفمبر عام2008 بإلقاء محاضرة في يونسكو  أمام سفراء العرب حتى يعرفوا من هم فلاسفتنا ، وقمت كذلك بتنظيم  محاضرتين في مجلس الشيوخ الأولى في  2 نيسان 2009 والثانية في 26 شباط 2011 ومحاضرة ثالثة  في البرلمان  الفرنسي . حاولت بواسطة هذه المحاضرات والمؤتمرات والمداخلات في فرنسا وفي الدول الأوربية أبراز تاريخ وأدب وتراث شعبنا.

ساهمت بتأسيس "مجمع للدراسات الشرقية" في باريس عام 2004، والآن مجلس الدراسات الشرقية يعقد كل سنة مؤتمره في باريس ويقوم بدراسة موضوع خاص.  مثلا هذه السنة، كان موضوع البحث من هم المتصوفون السريان ؟ وماهو دورهم في حقل التصوف ؟
يجتمع كل سنة أعضاء مجمع الدراسات السريانية ويبلغ عددهم 110  أستاذا وخبيرا مُختصا في  الدراسات السريانية ، إنهم أساتذة الجامعات الأوربية والأميركية. نجتمع سنويا ً وندرس موضوع  وننشره في كتاب جديد، في السنة الماضية كان موضوع بحثنا  التواريخ السريانية. 
وتمكن هذا المجمع إلى ضّم  كل المستشرقين الغربين لهذه المؤسسة فيقومون بإنتاج وإبداع و بنشر دراساتهم وبحوثهم .

في سنه 2006 قدمت مشروعا لتأسيس جامعة لشعبنا في دهوك أو في أربيل ، في زمن رئيس الوزراء نجيرفان البارزاني، كان المشروع قد وصل الى مرحلة متطورة لكن مع الأسف بعض الأشخاص المتزمتين وقفوا مانعا لهذا المشروع و لكن مع  هذا بدأنا بمحاولات أخرى. لابد أن  تكون لنا جامعة في بلاد الرافدين  حتى نربي جيلا جديدا مختصا و أكاديميا، فخورا بوطنه وبلاده .

وكان من ضمن اهتماماتي الآن هو أن نقوم بجمع المصادر التي نشرت في الغرب   وتُرسل إلى  بلاد الرافدين. لقد راسلتُ مدير الثقافة والفنون السريانية الدكتور سعدي المالح  وصارت الموافقة لشراء 340  كتابا التي هي مصادر لما ألفه آبائنا مثل مارا فرام و طيماثاوس الكبير وميخائيل  الكبير و لأبن العبري وآخرين،  وصلتْ ألان الى مدينة عنكاوا.  أمنيتي بان نقوم بتأسيس مركزا للبحوث والدراسات في بلاد الرافدين العليا، لهذا السبب سأقوم بجمع المصادر الباقية التي صدرت في الدول الأوربية وإرسالها إلى  مديرية  الثقافة  والفنون السريانية ، لكي لا يركض أبناء شعبانا  يمينا ويسارا للقيام ببحوثهم ودراساتهم،  بل أن يجدوا في بلدهم  بلاد الرافدين، مصادر تاريخهم وأدبهم وتراثهم .
 مؤلفات البروفسور أفرام عيسى يوسف
 ـ 1  عطور الصبا في سناط ، قرية مسيحية في كردستان العراق. باريس 1993
2-  بلاد الرافدين جنة الأيام الخوالي. باريس 1969
3-  الفلاسفة والمترجمون السريان. باريس 1997
4-  ملحمة د جلة و الفرات. باريس 1999
5-  المؤرخون السريان. باريس 2002
6-  إزهار الفلسفة عند السريان. باريس 2003
7-  أزمنة في بلاد الرافدين. باريس 2004
8-  السريان يتكلمون عن الحروب الصليبية. باريس 2006
9-  رؤية حول الإنسان لدى فيلسوفين سريانيين : برديصان واحودميه . باريس 2007
10-  المدن الساطعة في بلاد الرافدين العليا. باريس 2009
ـ 11صلاح الدين الأيوبي والسلالة الأيوبية . باريس 2010
 
وقد ترجمت خمسة من كتبه إلى اللغة العربية وهي:
•        كتاب : ملحمة دجلة والفرات
•        كتاب : أزمنة في بلاد الرافدين
•        كتاب: الفلاسفة والمترجمون السريان
•        كتاب: الحملات الصليبية كما يرويها المؤرخون السريان
•        كتاب: المدن الساطعة في بلاد الرافدين العليا ( تحت الطبع )

كما تُرجمت خمسة من مؤلفاته إلى التركية     ـ    عن موقع عينكاوا كوم

                 د. اكرم زيباري  1931 ـ 2012
من مواليد 1931 في مدينة الموصل ، تتلمذ في مدرسة شمعون الصفا ، اكمل دراساته في دكتوراه التاريخ في   جامعة بغداد والكتابة المسمارية والمخطوطات في المانيا ، درس في جامعة بغداد اكثر من اربعين عاما وعمل في كل من ليبيا والمانيا والسويد كاستاذ في مجال اختصاصه ولازالت كتبه تدرس في تلك الجامعات  ، توفي في السويد في 31/12/2012
                                           باسل بقال
   سيرة ذاتية
ولد السيد باسل بقّال في العام 1964  بمدينة تلعفر التابعة لمحافظة نينوى ، وأنتقل الى بغداد مع عائلته التي سكنت مدينة الطوبجي/حي السلام، وهو لم يبلغ السنتان. انهى الأبتدائية من مدرسة الفرسان، اما المتوسطة والثانوية فأكملها في اعدادية العروبة حتى الصف الخامس علمي، حينما قررت العائلة الهجرة للولايات المتحدة. اكمل الثانوية وحصل على بكالوريوس في العلوم، انتقل بعدها لدراسة الطيران المدني، وحصل على 6 شهادات منها في ميكانيك الطيران ، وأخرى في القيادة، والطيران التجاري والطيران المدني. لقد اصبح وفي عمر 31 عاما، أصغر طيار مدني من اصل عراقي/ كلداني يحلق بشكل مجاز في سماء الولايات المتحدة، كما يحمل ايضا شهادة متقدمة في دراسة اللاهوت من المعهد الكاثوليكي الشرقي. بعد رحلته مع الطيران والعلوم، انتقل للأعمال الحرة وهذه المرة في  مشاريع الأعمار والتنمية، ثم تحول بعدها لعمل الفنادق، وهو اليوم بمعايير السوق من رجال الأعمال الناجحين، وذوي الأفق الكبير في التطور.
 كانت الصدفة وحدها هي التي قادت السيد "باسل بقّال" للشروع بدعوة ابناء وبنات الجالية العراقية في ديترويت، لمساعدة اللاجئين العراقين الذين فروا  الى دول الجوار، نتيجة الحرب الطائفية وأستهداف المكونات الدينية الصغيرة، وتردد السلطات المعنية بتوفير الأمن والأمان للمواطنين. الدعوة كانت لتأسيس صندوف اعانة، او مشروع اعانة بأسم "تبني عائلة لاجئة"، ومنذ ذلك الحين والمشروع مستمر ومتواصل ويلقى دعما طيبا من ابناء الجالية العراقية، فيما اليد الأخرى تمتد لتساعد المحتاجين الذين تقطعت بهم السبل عقب فرارهم من العراق.

الشرارة
يقول السيد بقال في معرض ذكرياته: في احدى ليالي شتاء 2006 وبينما كنت اتابع الأخبار في  احدى المحطات الأمريكية الرئيسية وأذا بهم يقدموا تقريرا مصورا عن حال (بعض) اللاجئات العراقيات في سوريا، وكيف ان الحاجة والعوز وعصابات الأتجار بالبشر قد دفعتهم لتأدية اعمال لا تليق بكرامة الأنسان. بالحقيقة، راعني هذا الفلم، وفجّر بداخلي بركان غضب على ما آلت اليه اوضاع وطني الغالي وناسه الطيبين بعد الأحتلال البغيض، والسياسين الفاشلين. قررت بعدها بفترة قصيرة التوجه للشرق الأوسط  حيث يتواجد هؤلاء اللاجئين (سوريا والأردن) والوقوف على حقيقة الأمور وحجمها.  ساعدتني في تسهيل مهمة الأتصال بالناس مشكورة كنيستنا الكلدانية والآباء اليسوعين في كلا البلدان. زرت العوائل، والتقيت بالكثير منهم، وأستمعت الى قصصا مروعة عن معاناتهم خاصة وأن اغلبهم قد غادر البلاد دون ان تمنح له اية فرصة للملمة اوضاعه، ناهيك عن انه لا يسمح لهم بالعمل  في تلك الدول، والدولة العراقية لاتتدخل ولا تريد المساعدة، فما العمل؟

البدايات
عدت للولايات المتحدة، وأتصلت ببعض الأصدقاء، بعد ان تولدت عندي قناعة تامة بضرورة عمل شئ ما، اي شئ، لمساعدة هؤلاء الناس قبل ان ينحدروا اكثر نحو العمل اللاانساني. نضجت الفكرة في مشروع "تبني عائلة لاجئة" والذي يقوم على اساس مرن وبسيط وشفاف: تقوم عائلة في المهجر ، بتبني (اسميا) عائلة لاجئة في سوريا او الأردن، عبر ارسال مبلغ مالي محدد شهريا(ما بين 100-125 دولار). وكان من حسن حظي، وحظهم ايضا، ان وجد النداء آذانا صاغية لدى الجالية ، فأندفع الكثيرين للتبرع وتبني اكثر من عائلة، وكذا الأمر في العمل الطوعي وطرق الأبواب والحديث المباشر للناس او فتح طاولات للتعريف بالبرنامج حيثما كانت هناك نشاطات لمؤسسات الجالية.
 وقال السيد باسل بقّال: برنامجنا قـّدم 3,3 مليون دولار مساعدات للاجئين العراقين منذ بداية المشروع حتى بداية عام 2014

المعطي مسرور!
في مسيرة كبيرة كهذه، وألتزامات مهنية وعائلية، وعمل انساني ، كان لابد ان يكون لها دافعا او وازعا كبيرا لتستمر كل هذه السنين بلا كلل او ملل، فيجيب بالقول: ان مثلي الأعلى في الحياة هو شخصية يسوع المسيح، فهو الذي دعا لمساعدة الفقراء، وهو الذي قال "ان تعطي، يعطى لك" و " المعطي مسرور" . 
الشماس بهنام حبش
درس الابتدائية في كنيسة ماريوحنا الديلمي ، تلقى الدراسه من الأستاذ عبدالمسيح القس موسى و الأستاذ كامل زينه . في سنة 1932 ذهب الى القدس لدراسه الكهنوت لكنه رجع بعد سنتين، خلال هذه السنتين ذهب الى لبنان و حلب و دمشق . تعلم هناك العربية والرياضيات والأجتماعيات و العلوم وايضاً تعلم الفرنسية على يد الأباء هناك و هم الأب برنار و الأب جوفان و الأب مارسيل و الأب أسكندر.أثناء تواجده في القدس التقى الأب المرحوم أفرام عبدال عندما رسمَ كاهناً وأصبحوا أصدقاء كونهم أبناء بلده واحدة. من الجدير بالذكر انهُ كان معه في الدير المثلث الرحمه المرحوم المطران قورلس عمانوئيل بني. بعد رجوعه الى العراق أكمل دراسته، وفي شبابه عمل في الفلاحه و رعي المواشي وعمل أيضاً مع شركات فرنسيه لأنهُ كان يتّقن اللغة الفرنسية فعمل مترجماً وعاملا ً لمقاولين في بناء معمل النسيج في الموصل ومشاريع أخره مما جعله يسافر الى مدن عراقية عديده أهمها بغداد والبصره . وكانت قد طلبت منه احدى  المنظمات الفرنسية السفر الى فرنسا للعيش هناك عام 1960 رفض ذلك لتعلقه بالأهل وعمله حيث أصبحَ وحيداً لوالده بعدما توفىَ أخوه الأكبر.
عام 1940 تزوج من أبنةََ خاله نجمه داؤد كجو و بلغتْ فترة زواجه ستون عاماً أنجبَ خلالها خمسة أولاد و ثلاث بناتْ . منذ ُطفولته أحب خدمة الكنيسة وشجعه في ذلك والده حيث تعلم السريانيه وآتقن القراءه والكتابه فرسمَ شماساً عام 1930 على يد المطران جرجيس دلال الدمشقي . وخلال هذه المده الطويله التي خدم بها الكنيسة في القداديس والأعياد والمناسبات الدينية أبدع في الشرح والتوضيح وترجم العديد من الكتب السريانية شفوياً للشمامسه الجدد ، منها الصلوات والطلبات (الحوسايه) و المدراشة والرسائل و كل ما يتعلق بالسريانيه، وأيضاً أبدع في كتابة الشعر الديني وله ُعدد مشاركات في منتديات وملتقيات سريانيه منها ملتقى سركيس و باكوس الشعري .من شعره (ثلاثه هي التي تزعجني ساعة الموت والدينونه المخيفة و الثالثه هي الجحيم فنطلب من الرب أن يعطينا النعيم). من المواقف الجميله التي عاشها في الكنيسة بين اخوته الشمامسه هي روح المنافسة والصداقه فكل واحدً منهم كان يريد أن يكون الافضل في الصوت والشرح و غالباً ما كان يتنافس مع الشماس روفائيل ( روفو) عطالله .تعلم أيضاً جميع النغمات و الالحان الدينية من والده الذي كان رئيساً لشمامسه ورئيس لأخوية مار عبد الاحد لمدة اربعين عاما. أصبح رئيساً لأخوية مريم العذراء لفترة طويلة .

                      بهنام سليمان
ولد بهنام سليمان عام 1917 في قرية "كرميلس" في عائلة مسيحية كلدانية، واجاد الى جانب لغته الأم العربية اجادة تامة، بل كان، ولم يزل ضليعاً فيها، فعمل مصححاً لغوياً في العديد من الصحف والمجلات. ويعد حاليا مرجعا للعديد من الأدباء والكتاب في النحو العربي، كما بات مصححاً لبعض المطابع العربية في المهجر.
بدأ بهنام سليمان تعليمه في مدرسة قريته "كرمليس" التي كان والده يعمل فراشاً فيها، فتفوق على اقرانه تفوقاً كبيراً، لينتقل من مرحلة الى أخرى بنجاح حتى قبوله طالباً في دار المعلمين الابتدائية، ليتخرج معلماً في اواسط ثلاثينيات القرن العشرين،ولينتقل من موقع تعليمي الى آخر، حتى اصبح مديراً للمدرسة التي كان يعمل أبوه فراشا فيها فراشاً قبل.
كتب بهنام سليمان المقالة أولاً، ومنذ العام 1943 بدأ النشر في مجلات عربية وعراقية، كما راح منذ العام 1947 نشر ما يترجمه من روائع الشعر الأنكليزي الى العربية في الصحف والمجلات.
محبته لمهنة التعليم المبجَّلة والمهابة حينذالك جعلته ينحاز الى التعليم اكثر من إنحيازه الى الادب. فكان ثمن هذا الحب، وهذا الإنحياز نجاحاً مهنياً كبيراً.
نال بهنام سليمان محبة وتقدير المسؤولين الى جانب المختصين في قطاع التعليم، واستحق
العديد من شهادات التقدير، ورسائل الشكر، وحظي بإستذكارات طلبته، بخاصة أولئك الذين تبوأوا في ما بعد مناصب وظيفية، وحكومية بارزة.
ولعل رسالة الشكر التي تسلمها بهنام سليمان قبل 65 عاماً من المرحوم عبد الله بكر رئيس الديوان الملكي العراقي بمناسبة الكلمة التي ألقاها في الحفل الذي أقيم بمناسبة اربعينية الملكة عالية هي أعز الهدايا، وأثمن "الجوائز" لديه، بدليل أنه لم يزل محتفظاً بها رغم مرور كل هذه السنين.


               الشماس بيوس الشوره جي 1932 ـ 2009

 هو ابن الخواجة صليوة رفو الشوره جي   و للي يوحنا عبا
(( كان والده من وجهاء بلدة بخديدا ،  وكان ديوانه احدى الاماكن المخصصة  لمناقشة امور البلدة وحل النزاعات لما كان يتميز به من صفات طيبة من دماثة الاخلاق والعدل والكرم والشهامة والضيافة الحسنة . ساهم الخواجا صليوة في احدى لجان بناء كنيسة الطاهرة الكبرى في بخديدا وهو من الوجهاء الذين قصدو السيد سالم نامق لكي يسمح لهم  بنقل الجص من قرية حميرة العائدة له  والــ الطالب لغاية نقل الحجارة من قرية طواجنة )).
ولد الشماس بيوس الشوره جي في بخديدا عام 1932 اشقائه هم كل من المرحوم وديع والمرحوم سعيد والسيد نجيب الشوره جي غادر بيوس بخديدا ليلتحق بأخيه الاكبر وديع الذي كان يعمل موظفا بين خانقين وكركوك فالتحق بالدراسة في خانقين ثم انهى الاعدادية في كركوك  في عام 1953 حصل على مهنة موظف حكومي في الاسواق المركزية التي افتتحت في مدينة كركوك  وهناك عاش حياته في منطقة القلعة مع مجموعة من الخديديين الذين كانوا يعملون في مجال النفط ، تم ترشيحه لادارة السوق المركزي – فرع البصرة لما تميز به من صفات فسافر في الحال لاستلام منصبه الجديد  ، وصل الى لواء البصرة وتابع دراسته  في قسم المحاسبة والتدقيق  ليحصل بعدها على وظيفة ثانية في   البنك البريطاني ( الرافدين فيما بعد )ومن ثم مديرا للبنك لاتقانه اللغة الانكليزية  . ومن خلال فترة حياته هناك تعرف على جورجيت يونو ( ام مازن ) .  في عام 1976 قررت العائلة الرحيل الى الولايات المتحدة وخاصة ان معظم اشقاء زوجته واقاربها كانوا قد غادرو العراق الى الولايات المتحدة حالهم حال المئات من ابناء تلكيف الذين كانوا السباقين في هذا المجال ،  بدأ حياته مع ابنائه في البلد الجديد وتغلب على جميع الصعوبات لما كان يتميز به من الصبر والهدوء وطول البال وقابليته على التحدث باللغة الانكليزية التي كان يجيدها مع بعض الالمام باللغة الفرنسية الى جانب السريانية والعربية ، كان ملتزما والى اخر يوم في حياته على عبادة الله مواظبا على الصوم والصلاة والخدمة في الكنيسة غيور على بيت الرب فكان شماسا يمارس الطقوس الدينية في جميع المناسبات والاعياد يقوم بالزيارت الى الاقارب والمعارف يحثهم على الحفاظ على القيم النبيلة التي يتحلى بها ابناء بلده الام مع اكتساب العادات الحسنة من البلد الجديد  فكان مثلا يقتدى به في كل شيء
عهد اليه رعاة الكنيسة في مشيكن ولسنوات عديدة مهمة ادارة حسابات الكنيسة فكان دقيقا في عمله وخادما امينا لبيت الرب ، ساهم وبشكل فعال في بناء كنيسة مارتوما الرسول في مشيكن .
انتقل الى الامجاد السماوية يوم عيد الدنح 6 كانون الثاني 2009 بعد مرض لم يمهله طويلا فرفع عينه نحو السماء شاكرا الرب على جميع ايام حياته التي منحه اياها ،
ابنائه هم كل من السيد مازن الشوره جي حاصل على شهادة الصيدلة له مهنة حرة . السيدة ميسون قاشات – السيدة ميسم عسال .  السيدة مجداء كرمو - السيدة المحامية ميادة ساروكي ،   له جيل رائع من الاحفاد .
 

                  بحّو (عبد الاحد) توما دديزا     (1876ــ 1955 ) 
علمٌ خوديدي أتحف الذاكرة الخوديدية بقصائد سريانية شعبية، صدر عنه كتاب من اعداد وتقديم الأب لويس قصاب بعنوان "قصائد سريانية شعبية" ضم أغلب أثاره الشعرية. كتب عنه سيادة راعي الابرشية المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى في تقديمه لهذا الكتاب:
بحو دديزا سليل أسرة كانت الثقافة والمكانة الاجتماعية والريادة لديها يشار اليها بالبنان في مجتمع ريفي طبع على الطيبة والتديّن والأصالة. فهو شقيق القس منصور دديزا الذي يلهج الخديديون حتى اليوم بصوته الرخيم ودماثته وتعلقه بالعذراء مريم، وهو شقيق عَلَم آخر من أعلام قره قوش ـ بغديدا، الشيخ باهي، الذي لمع اسمه بالكرم والشهامة بين عشائر العرب والحضر في النصف الاول من القرن الماضي؛ وشقيقه الثالث أكّو كان مختاراً يداعب الكتب والأسفار؛ وكان عمّه القس يوسف دديزا رئيساً لكهنة قره قوش.
في هذا الوسط نشأ بحو دديزا. شاعر الفطرة والسجية… فيلسوف الحياة في خشونة حقولها وفي نعومة مواسمها… في وجه النعمة المتدفقة من نبع الباري، وفي أخاديد المآسي التي تشقّها الخطيئة في قلب الانسان.
بحو دديزا يمدّ يده الى تراب الحقول الخديدية وبيادرها، فيستلّ منها حزماً من الأشعار والقوافي… في جرأة الرواة الملهمين وعفوية القرويين...
أما معد الكتاب الأب لويس قصاب فكتب عن الآفاق الشعرية لشاعرنا مقدماً قصائده ومحللاً اياها ..
"حين تبحث في أعماق الماضي وتغوص فيه بكلّ ما تملك من قوّة وفكر، ستجد كثيراً من اللقى والدرر، وهذا شأن البحار.. فماضي بغديدا (قره قوش) تجد فيه أعلاماً وشعراء ومفكّرين وفنّانين مبدعين. وعندما نغوص في جانب من ماضي بغديدا ننتشل من إحدى زواياه شاعراً شعبيّاً هو المرحوم بحو توما دديزا شاعرنا هذا، وغيره من الشعراء، خلّفوا قصائد ونقلوا كثيراً منها لأقاربهم وأصدقائهم وهؤلاء دوّنوها أو حفظوها عن ظهر القلب، وبحّو دديزا هو واحد من هؤلاء دوّنتُ له هذه المجموعة الشعرية الشعبية في عدّة لقاءات معه في تموّز 1950. إن شاعرنا بحّو دديزا لا يعرف من أسلوب الشعر إلاّ ما جرى على السجيّة، من وحي الفطرة القروية البريئة شحذتها قريحته فأصبحت آية في الإبداع… في هذه القصائد يشخّص شاعرنا مشاكل المجتمع ولا سيّما أبناء بلدته، ويرفض عادات سلبية ويضع لها حلولاً حسبما يعتقد؛ وهذا ما يعطي مخيّلته قوّة تبدع من الكلام شعراً، ويمنح اللسان بلاغة تمتلك الفؤاد… إنّها صفحات مسلوخة من فؤاد مكلوم أبيتُ أن تُهدى هذه المحاسن كلّها الى القبر من غير أن يترك لأبناء بلدته نسخة رائعة… فآليتُّ على نفسي أن أجمع بعض قصائده والتعليق عليها ناقلاً بعض المعاني الى لغة الضاد. فشاعرنا (في هاتين القصيدتين) يغوص في نفوس مواطني بلدته بغديدا ويسبر أغوارها، ويحسّ بمكنوناتها، ثم يرسمها في صورة ناطقة صادقة… فهو شاعر واقعي لا ينقل المرء الى عالم الاحلام، بل يطوف بين الناس الذين يعيشون بين ظهرانينا على أرض الواقع، ويكشف لهم عن دخيلة أمرهم، وخبيئة نفوسهم وما يكنّونه من خلائق وطبائع.

                  جميل روفائيل 1936 ـ 2010
 ولد في تللسقف سنة 1936 ,وكان تسلسله الاول بين اشقاءه في ترتيب العائلة حيث له  ثلاث اشقاء وهم .. المعلم المتقاعد متي روفائيل  والجيولوجي باسم روفائيل والذي يعمل اعلاميا ايضا بصفته مديرا لموقع تللسقف كوم الالكتروني ،والاستاذ لطيف روفائيل وهو حاليا يعيش في المانيا
عاش طفولته في تللسقف ودرس الابتدائية في مدرستها, ثم انتقل الى الدراسة  المتوسطة في تلكيف لعدم توفر تلك المرحلة الدراسية في تللسقف حينها ، وبعد تخرجه من المتوسطة التحق بدار المعلمين الابتدائية في بعقوبة وتخرج منها معلما سنة 1956 ، وتم تنسيبه الى مدرسة ( كر إسحاق ) الحديثة التاسيس والتي تبعد حوالي 3كم غرب تللسقف ليصبح مديرا لها , واستمر في عمله مديرا لتلك المدرسة الى عام 1960 حيث نقل الى مدرسة خانة صور في سنجار ، وظل في تلك المدرسة الى ان تم اعتقاله من قبل انقلابيي 8 شباط عام 1963 واودع السجن بسبب انتمائه السياسي الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي ، وظل معتقلا في سجون الانقلابيين الى ان جاء عبد السلام عارف بانقلابه يوم 18 تشرين في العام نفسه حيث اطلق سراحه بعد ايام من الانقلاب المذكور ، ولكن لم يسمحوا له بالعودة الى وظيفته بل تم فصله منها, ظل جميل روفائيل والمئات من امثاله دون وظيفة بعد طردهم منها الى  سنة 1967 ، وكان خلال هذه الفترة  يقوم باعمال لا تناسب شخصيته ودرجته العلمية .. اذ اشتغل كعامل لدى المقاولين او عامل تنظيف وغيرها من الاعمال لكي يعيل بها عائلته ، وفي  سنة 1966 عمل معلما بعقد في مدرسة الراهبات في بغداد، وبعد انقلاب عام 1967 اعيد الى وظيفته وتم تنسيبه الى مدرسة فيشخابور التي كانت حينها تابعة للواء الموصل، لم يدم تواجده في فيشخابور طويلا حيث تم نقله بعدها الى مدرسة باقوفة مسقط راس العلامة الكبير مثلث الرحمات المرحوم يعقوب اوجين منا الطيب الذكر ، والتي لا تبعد عن تللسقف الا 1 كم فقط شرقا . وفي سنة 1970 نقل الى بغداد ليدخل هناك معترك اخر وهو معترك الصحافة الذي كان هوايته منذ صغره والذي كان يمارسه وهو طالب من خلال النشرات المدرسية ومعلما من خلال الاشراف على تلك النشرانتسب الى جريدة الثورة العراقية سنة 1972 كمحرر في قسم التحقيقات التي كانت تنشرها الصفحة الاخيرة ، وفي العام ذاته اصبح طالبا منتسبا الى الجامعة المستنصرية ( الدراسة المسائية) في كلية التربية وعلم النفس لينال درجة البكلوريوس فيها.
وفي عمله الصحافي ، انتقل الى جريدة التاخي ليصبح  مسؤول  تحرير الصفحة السريانية فيها ، كما اصبح  عضو تحرير في العديد من المجلات منها مجلة قالا سوريايا ( الصوت السرياني ) حيث اصبح مدير تحريرها قبل سفره الى الخارج وكان بصحبته حينها كل من الاستاذ والباحث واللغوي بنيامين حداد والمرحوم الباحث والكاتب هرمز شيشا كولا وغيرهم من نوابغ ابناء شعبنا حينها
كان المرحوم روفائيل يكتب في العديد من المجلات العراقية ، وقد تخصص بكتاباته حول تاريخ العراق القديم وله عدة بحوث تتكلم عن اللغة الارامية ، اذ كان ينشر بحوثه تلك في مجلات التراث الشعبي والف باء والاقلام والثقافة الجديدة.
سنة 1979 ارسل من قبل نقابة الصحفيين العراقيين الى يوغسلافيا لدراسة الصحافة ، ونال شهادة الماجستير في هذا التخصص وخلال فترة دراسته في يوغوسلافايا  عمل مراسلا للاذاعة العراقية وتلفزيون بغداد.
سنة 1982 عاد الى العراق واحال نفسه على التقاعد وعاد مرة اخرى الى بلغراد مكان اقامته لينطلق من هناك الى العمل الصحافي العالمي.
عمل خلال هذه الفترة في عدة قنوات تلفزيونية منها الجزيرة, ال بي سي , المنار , التلفزيون الاردني, وكانت العديد من الفضائيات الاخرى تجري معه لقاءات باعتباره خبيرا في شؤون منطقة البلقان. اصبح موظفا دائما في اذاعة مونتيكارلو الدولية وخبيرا في اذاعة بي بي سي اللندنية. واصبح مدير مكتب جريدة الحياة في البلقان. اصبح له مكتب صحافي دائم في سكوبيا عاصمة مقدونيا وبقي فيه حتى وفاته..
كانت له العديد من الكتابات في الاتجاه القومي لبني جلدته ، اذ كان المرحوم من اشد المنادين بالتسمية الموحدة ،وكان كل امله ان يرى شعبه يعيش تحت راية موحدة واسم قومي موحد ، وان ينال هذا المكون الاصيل حقوقه المشروعة في ارض الاباء والاجداد ، كونه الشعب الاصيل الذي زرع حروف النور والعلوم والفنون على هذه الارض الطيبة .. ولكن كانت ساعة الاجل اقرب اليه من تحقيق هذا الحلم ...فقد  كان يهيء نفسه للعودة والاستقرار النهائي في تللسقف ..لكن المنية كانت اسرع ولم يستطع ان يحقق امنيته في العودة والبقاء بين اهله وناسه.اذ وافته المنية اثر نوبة قلبية حادة يوم في 1 / تشرين اول / 2010.
                            جورج البناء
 حاوره السيد سالم ايليا في الولايات المتحدة ـ كاليفورنيا ـ سان دييكو في امريكا 
هو جورج نعوم يوسف فرنسيس سليمان البنّاء، ولد في مدينة الموصل/العراق في محلّة الميّاسة (مسكنتة) في السادس من كانون الثاني 1920م وأكمل دراسته الثانوية ثم دراسته في المعهد العالي للعلوم المالية والتجارية ـ كلية الحقوق . عضو جمعية الكتّاب والمؤلفين العراقيين .
يتقن اللغات العربية والإنكليزية ويتحدث الفرنسية وله المام بالألمانية . من هواياتهِ المطالعةِ وإقتناء الكتب التاريخية والمخطوطات النادرة والتي لا تنحصر فقط في تاريخ بلده العراق وإنّما تتعداها لتشمل معظم بلدان العالم وتراث شعوبها وكان له مكتبة شخصية في دارهِ بمدينة بغداد تحوي على أكثر من أربعة عشر الف كتاب بمختلف العلوم والآداب والفنون وله مكتبة شخصية إخرى في محل إقامتهِ الحالي في سان دييكو إذ تحتوي على خمسة الآف كتاب .
يعتبر المؤرخ جورج البناء ذو المواهب المتعددة من الفنانين الموهوبين في الرسم وله لوحات رائعة أهّـلتهُ للإشتراك في بعض المعارض داخل العراق وأعطتهُ هذه الموهبة سِمة الدخول في تدريس مادة الرسم في دار المعلمين بجانب الدروس العلمية الأخرى، كما له موهبة النحت وخاصة على المرمر .
لقد أطلقت الصحافة العراقية على الرحّالة والمؤرخِ جورج البناء القاب عديدة منها إبن بطوطة العراقي  والرحّالة الأول وكذلك شيخ الرحالين لكثرة أسفارهِ حسب ما جاء في معرض حديثه في لقائي معه، حيثُ سافر الى أغلب أقطار العالم ويُعتَبرْ بحق من أشهر رحّالي العراق، إذ زارَ خمسة وخمسين دولة وتجوّل في خمسمئة وأربعة وعشرين مدينة ودار حول الكرة الأرضية في رحلتين كانت الأولى شمال خط الإستواء سنة 1980م وزار فيها خمسة وأربعين مدينة وإستمرّت ستة أشهر، وأما الرحلة الثانية فكانت جنوب خط الإستواء سنة 1982م وزارَ فيها خمسة وسبعين مدينة وإستمرّت أربعة أشهر. وقد كان حريصاً خلال رحلاتهِ والتي إمتدت لأكثر من خمسة واربعين عاماً على تدوين تفاصيل حياة تلك الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم وتاريخهم بالإضافة لإقتناءه التحفيات والتذكارات والرموز لتلك الدول وشعوبها. وقد منحهُ حُبّه للترحال موهبة أخرى، إذ أجادَ في فن التصوير حيثُ صوّرَ خلال رحلاته أكثر من ستة آلاف صورة غطـّت الأماكن الآثرية والحضارية والتماثيل والنُصب والصُرُوح المهمة، إضافة الى المناظر الطبيعية والفلكلور الشعبي في كافة المدن والأقطار التي زارها حول العالم والتي حفظها في سبعين البوم .
إستضافَ التلفزيون العراقي المؤرخ والرحّالة جورج البنّاء مرّات عديدة وكان آخرها في الحلقة السابعة من برنامج " قطار العمر" في الرابع من آذار سنة 1994م، وكجزءٍ من هذه المقابلة تمّ إستضافت الأب الدكتور يوسف حبّي فيلسوف كنيسة المشرق للحديث عن علاقته بالمؤرخ القدير جورج البنّاء وقُبيل المقابلة ذهبت كاميرات التلفزيون العراقي الى دارهِ لعمل تحقيقاً تلفزيونياً لعرضهِ على الشاشة الصغيرة، فأستمر العمل منذُ الساعة التاسعة صباحاً وحتى التاسعة ليلاً من نفس اليوم !! حيثُ بقيّ الكادر التلفزيوني ضيفاً خفيفاً على مؤرخنا الكريم .
تم إختيار المؤرخ جورج البنّاء عضواً إستشارياً في اللجنة الإستشارية للتاريخ والتي تشكّلت بأمر من ديوان رئاسة الجمهورية في بداية الثمانينات من القرن الماضي والمتكوّنة من سبعة أعضاء من بينهم العالم الآثاري د. بهنام أبو الصوف ومقرها بناية القصر الأبيض في شارع النضال ببغداد، لكن مؤرخنا الجليل لم يستمر في تلك اللجنة لأسباب خاصة به .
كان يُعقد في دارهِ كل يوم جمعة من أيامِ الأسبوعِ في الثمانينات من القرنِ الماضي وحتى مغادرته بلده العراق مجلساً ثقافياً أسماه " مجلس الجمعة " وعلى غرار " مجلس الجمعة " الذي أوجدهُ طيب الذكر العلاّمة اللغوي والأدبي الأب أنستاس ماري الكرملي  وسار على خُطاهُ في عدم السماح في هذا المجلس بالتطرق الى السياسة أو الدين وقد إختلف مجلس المؤرخ جورج البنّاء عن مجلس الأب أنستاس ماري الكرملي بالنقاشات وتبادل الآراء التاريخية وليس اللغوية والأدبية وكان من بين حضوره علماء في التراث والتاريخ من مناطق عديدة في العراق فكان من بينهم من حضر من النجف الأشرف ومن كربلاء ومنطقة الكاظمية في بغداد وقد دأب الأب الدكتور يوسف حبّي رحمه الله على الحضور الى المجلس، كما حضر بعض جلساته الفهرستي الجليل كوركيس عوّاد رحمه الله، إذ كان لمقولة مؤرخنا جورج البنّاء الشهيرة " بيتي : بيت كلّ العراقيين " صداها الطيّب في جمع هذا الشمل من جَهَابـِذة  العلم والمعرفة في العراق .
ومن مؤلفات جورج البنّاء " سلسلة الموسوعة الكلدانية " والتي إشتملت على ستّة كُتب بحثيّة ، إعتمد في تأليفها على 391 مصدراً عربياً و83 مصدراً إنكليزياً و64 مصدراً فرنسياً وهي وبالتسلسل : كتاب " تاريخ الكلدان " الذي نُشِرَ في سان دييكو/ كاليفورنيا في 2002م وكتاب " سلسلة بطاركة الكلدان " المنشور في سان دييكو/ كاليفورنيا في 2007م والكُتب الماثلة للطبع هي " إنتشار الكلدان في العالم " و " الرهبانيات الكلدانية " و " علماء الكلدان " و " الأديرة الكلدانية القائمة والمُندثرة في التاريخ " وقد أضاف اليها " الأطلس الكلداني " وهو أول أطلس مُفصّل يُبين بالخرائطِ والمسارات التاريخ الكلداني وإنتشار المسيحية في المشرقِ . كذلك لديه تحت الطبع رحلاته حول العالم وقد صنّفَ كُتبِها على النحو التالي : " عجائب العالم " ، " أشهر متاحف العالم " ، " أشهر كنائس العالم " ، " خلاصة رحلاتي العالمية " ، " الرحلة الأولى حول العالم سنة 1980م " وأخيراً " الرحلة الثانية حول العالم سنة 1982م " . والجدير بالذكر إنّ المؤرخ جورج البنّاء له صلة القرابة بالمرحوم الكاتب نعوم فتح الله السحّار مؤلف رواية " لطيف وخوشابا " وهي أول مسرحية تُطبع وتنشر في العراق سنة 1893م  ، حيث أن والدة الكاتب نعوم فتح الله ووالدة المؤرخ جورج البنّاء بنات الخالة بصلة النسب . كما عُرِف عن المؤرخ جورج البنّاء بأنه كان من رجال الأعمال الناجحين .
كما للمؤرخ جورج البنّاء عدّة مخطوطات لم يدفعها الى الطبعِ بعد وهي عبارة عن