المحرر موضوع: بيت المدى يحتفي بمعلم الخزف العراقي الفنان سعد شاكر.. وهب نفسه لعشق الصلصال منذ نشأته الأولى وكان وف  (زيارة 1058 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مــراقـــــــــب

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 6290
    • مشاهدة الملف الشخصي
بيت المدى يحتفي بمعلم الخزف العراقي
الفنان سعد شاكر.. وهب نفسه لعشق الصلصال منذ نشأته الأولى وكان وفياً له
بغداد/ المدى
استذكر بيت المدى الثقافي في أصبوحة جديدة وضمن منهاجه الأسبوعي ليوم الجمعة 24/4 رمزاً ثقافياً آخر أعطى للحركة الفنية الكثير من إبداعاته التي أسهمت في بناء حضارة عراقية تألقت بين حضارات العالم في مجال الفنون التشكيلية . انه الفنان سعد شاكر الذي وصفه مقدم الجلسة الفنان جواد الزيدي بـ (عرّاب الخزف العراقي المعاصر والجميل جداً)..

 وأضاف الزيدي: والخزف.. هذا النوع من الفن يعده بعض النقاد والمنظرين الجماليين بأنه مر بثلاث مراحل مهمة في تاريخ الفكر الانساني ، أولاها مرحلة تاريخ الكتابة، ومرحلة الفلسفة الماركسية وما بعدها، ومن ثم مرحلة البنيوية وما قبلها. ومن هذا المنطلق يمكننا ان نتحدث عن الخزف العراقي ما قبل سعد شاكر وما بعده، موضحاً: فهذا الجنس الذي دخل بقوة الى منافسة الأجناس الفنية الأخرى بعد ان كان مهمشاً ومقصياً وبعيداً، والحديث عن تجربة الفنان سعد شاكر باعتباره واحداً من الرواد الى جانب جواد سليم وشاكر حسن وصالح القره غولي وغيرهم من الأسماء المهمة التي صاغت التشكيل العربي المعاصر.

وفي حديث فنان مبدع ممن تتلمذوا على يد المحتفى به ، قال التشكيلي فهمي القيسي:
نحن الآن نستذكر انسانا وهب نفسه لعشق الصلصال منذ نشأته الأولى وكان وفياً له، فالفنان سعد شاكر اصر على الجمع بين موهبة الخلق الفطرية والتعليم الأكاديمي لتطويع الصلصال الذي عشقه لإيمانه بهذه الحضارة العريقة، وكان جامعاً بين الفنان والأكاديمي ومصراً على الارتقاء بالخزف الى خارج حدود التقليد حين اضفى عليه مسحة تعبيرية لها طابع حداثي تمثل كنوزاً في الذاكرة العراقية فهي تختزل الموروث الحضاري الرافديني فيصبح المشهد الخزفي بمثابة منظومة تخيلية تمنح الأشكال الخزفية المقترحة بعداً رمزياً تعطي للمتلقي اكثر من معنى.

فيما قال الفنان محمد الكناني: اليوم نحتفي بمفصل مهم من مفاصل الفن الخزفي والتشكيلي من خلال معادلات بصرية تعطي فسحة للتأمل لا سيما وان الفن التشكيلي هو شكل قبل ان يكون معنى ، وسعد شاكر هو الانسان الفنان الذي حمَّل أشكاله الخزفية الفنية كل طاقته الابداعية التي حولت الخزف من كونه خزفا كلاسيكيا الى خزف جمالي ومن خلال تأسيسه لفرع الخزف في معهد الفنون الجميلة أنشأ نسقاً جميلاً لم تكن الساحة الفنية تعرفة في العراق او الوطن العربي.

 موضحاً: ان العمل الفني ينافس عملية الخلق فقد بلغ من البراعة في إعادة تأهيل الطينة وتحويلها من دائرة الاستهلاك الى دائرة التلقي ودائرة الجمال المترف، فأعمال سعد شاكر هي أشبه بالحلوى التي نحبها وتكون قريبة منا دائماً، ولكن هذا الجمال ليس جمالاً حسياً بقدر ما هو جمال معنوي وروحي وعاطفي. وتابع: سعد شاكر كما فعل جواد سليم وفائق حسن وشاكر حسن آل سعيد واسماعيل فتاح الترك حاول ان يجعل جيلاً كاملاً يؤمن بان فن الخزف هو التفاتة حقيقية ونسق جمالي يمكن ان يثبت حضوره وبشكل فاعل في دائرة التشكيل العرقي.

 وأضاف الكناني: فهو الأستاذ الذي مازالت قاعة الدرس تعبق بنكهته وطباعه التي من أهمها قربه من الطلبة، فما زال بعض طلابه الذين هم الآن أساتذة حين يقدمون افعالاً طيبة لتلاميذهم يفخرون بأخذهم لهذه الصفات عن أستاذهم سعد شاكر. وحين يلتزم احدهم بالدرس الأكاديمي يفتخر ان أستاذه علمه الالتزام، وحين يبقى احدهم مع طلابه لساعات طوال يعلمه كيفية استعمال الطين.
وقال النحات غالب الجنابي في شهادة بحق المحتفى به: عرفته رجلا دمث الأخلاق شاهدت الكثير من أعماله في مجال الخزف والنحت والرسم، ومن ناحية الكتلة واختياره للون برأيي هو الفنان الوحيد الذي استطاع من خلال كل ذلك ان ينجز فناً مميزاً، وهو ينتمي الى عائلة خزفية الكثير من أفرادها يمارسون فن الخزف.