شؤون الكوتة وشجونها
* يونان هوزايا(1)
تعددت الكيانات واختلفت أسسها، مشاربها وتوجهاتها، والمتميز – هذا الموسم- قوائم كثيرة- لمجلس النواب العراقي، والقسم الآخر لمجالس المحافظات.. وكون كوتة البرلمان من خمسة مقاعد، فيحق لكل كيان ترشيح من 1 وحتى 10 أسماء (خمسة منها للإحتياط)، وهذا يعني للبعض: أن الناخب يعيش في عرس أو كرنفال من السعادة أمام هذا الكم الهائل من أبناء شعبنا (المرشحون وكياناتهم) المستعدون لخدمة شعبنا و(يناضلون) من أجل حقوقه المشروعة، أو يعني للبعض الآخر: حيرة ما بعدها من حيرة، إذ كيف سيفاضل الناخب بين هذا أو ذاك، إذ أن عدد غير قليل من المرشحين غير معروفين!!..
(2)
تعليقات ومزاح وجدية.. وجعجعة (لا علاقة لهذا بالقوات اللبنانية)، وشعارات- أكثرها رنانة.. تحكي عن إصطلاحات "البرنامج الإنتخابي" و"الخطاب السياسي".. كل القوائم تحكي عن التجاوزات على أراضينا وممتلكاتنا.. أما ماذا فعلت هي ومرشحيها.. وهل قدمت كشف حساب عن ما قالوه ونسبة ما أنجزوه؟.. فتتحدث القوائم وتقول:
إنها تحمل تاريخا نضاليا، لذا فإن قاعدتها ستضمن الفوز.. وأخرى: ستكتسح الساحة القومية.. وغيرها: المفروض أن يصوت الناخبون لنا، وإلا، فإذا مت ضمآنا فلا نزل القطر.. وهذه (كوتة) ولصاحبها قائمة في الإنتخاب العام.. وهذه: قد خبرت مصداقيتها الجماهير، وانهم لا يجيدون التفنن في الكلام.. وأخرى: سنأتلف بعدئذ (طبعا إذا لم نحصل على كل المقاعد)..
(3)
أصبحنا أقرب الى اليقين من الشكوك التي كانت تعتمرنا من تدخل الكتل الكبيرة قي شؤون الكوتة!!.. نقاشات كثيرة رافقت صياغة النظام المعمول به (في الكوتة).. انها خمسة مقاعد، يرشح كل كيان قائمة من 1- 10 أسما.. وكون القاسم الإنتخابي للفوز بمعقد عام، يساوي أضعاف القاسم الإنتخابي لمعقد الكوتة.. وعليه فاذا فرطنا القاسم الانتخابي للمقعد العام (جعلناه خردة)، فأنه قد يوازي المطلوب لمقاعد الكوتة الخمسة.. فقيمة كل مقعد لبرلمان بغداد لا يثمن!.. اننا نرى ان نصف الموضوع قد تحقق، فهناك ضمانات في كون المرشحين لمقاعد الكوتة من ابناء شعبنا، الا ان الاختلاف يأتي من كيفية التصويت (الديموقراطية)، والتي تقضي نظريا ان للناخب– أي ناخب– الحق في التصويت لمن يشاء، في الكوتة أو غيرها..
النظام الحالي يبيح للناخب العراقي التصويت للكوتة أو لغيرها، نرى ان يكون لابناء شعبنا فقط الحق في التصويت لهذه الكوتة مرتين (احدهما لها والثاني للبرلمان العام).. ارجو ان اكون قد اثرت موضوعا مهما للنقاش، وشكرا