السريان لفظة أطلقها العرب على الناطقين بالسريانية وفي نظرنا ان السريانية كانت لغة كنسية وأدبية أكئر مما كانت محكية، مثلما هي العربية الفصحى. وهي تعتبر احدى لهجات الأرامية والتي كانت منتشرة في منطقة الرها، من أعمال سوريا . وهناك من يقول ان السريان هم أصلاً اراميين اما لماذا غيروا اسمهم الى السريان ؟ فالسبب وهو عجب! لنبذ الارامية الوثنية وهذا ما لا أميل اليه لأن المسيحية الروحانية لم تأتي لتُغير اسماء الأمم كما فعل الأسلام الدنيوي الذي غير انتماءآت معظم الأقوام التي غزوها الى العروبة بسبب كون القرآن مكتوب بلغتهم، ثم لماذا كنيسة روما تشبثت بالأسم الكلداني وهو اسم وثني ايضاً. السريان من السريانية وكلاهما من أصل آشوري حملهما الينا الأغريق. ان قال احدكم ان السريان من الآراميين فأني ازيد: اذن العوسج يجنى منه التين!! يا اخوان هاتونا حججاً أساسها متين... حججاً منطقية لا حججاُ وهمية.
يقول أحدهم وهو ينقل – في نقله ابهام ، الرجاء ملاحظته - عن المؤرخ الرهاوي المجهول ما يلي: "ان لفظة سوريا والسريانية متأتية من اسم الملك سوروس الآرامي الأصل، الذي ظهر قبل النبي موسى وهذا احتل بلاد سوريا وما بين النهرين ونسبت اليه وسميت بسورسين ثم حذفت السين فصارت سوريين [؟]" !! وكتب هذا الكاتب ايضاً يريد اثبات بديهيّاته "قال اليعقوبي: السريانية لسان آدم وأولاد نوح". اترك مثل هذه الأقوال الوهمية لحكم القاريء اللبيب.
ومثل ما حصل للكلدان الكاثوليك بعد سقوط النظام الدكتاتوري ، سمعنا ولأول مرة في العراق بمنظمات وأحزاب تدَّعي القومية السريانية المنفصلة عن الكلدان والآشوريين.
الواجب ذكره ان السريان والسريانية، باللفظ العربي، كانا المتداولان لدى المؤرخين العرب في العصر الأموي والعباسي وفي كثير من الكتب المؤلفة في ذلك الحين. ولكن التسميات هذه في نظرنا هي مشتقة من الأسم الآشوري، كما سنوضح لاحقاً. كذلك ان جهابذة القوميين الآشوريين في اوائل القرن العشرين كانوا من طائفة السريان الأرثذكس وهم كل من آشور يوسف خربوط، نعوم فائق، و ديفد بيرلي وفريد نزها وغيرهم . وجدير بالذكر ايضاً ان المنظمة الآثورية الديقراطية وقد تأسست عام 1957م وجُل موسسيها كانوا من السريان الأرثذوكس واليوم لا تستطيع ان تفرق بين من هو من الطائفة السريانية او ذلك الذي من الطائفة الآثورية من أعضائها.
اما لماذا الأختيار الآشوري- في اللفظ العربي - ؟ فلأنه اولاً يمثل العمق التاريخي والحضاري لسوراي اليوم، والذي يجب أن نفتخر به كمكون اساسي في " الأمة العراقية" التي نسمع بها هذه الأيام والتي هي خلاص الشعب العراقي من محنته الطائفية المقيتة. ثانياً صعوبة لفظ كلمة " السوراي" في العربية وثالثأ وكما اسلفنا ان السوراي والسريان هو أصلاً تسمية أجنبية للأشوريين. طبعاً لآيمكن نفي ان سوراي اليوم جذورهم ، بالأضافة الى الآشورية، هي كلدانية وأرامية وفارسية وعربية وتركية.. الخ. فمن المستحيل ان يسري دم نقي في اية امة لمدة اربعة الآف سنة! كذلك علينا ان ندرك ان فكرة القومية كانت في طي النسيان لمعظم القوميات، بسب غطاء الدين، وعلينا ان نعترف انه لأكثر من الفي سنة كانت الآشورية قد خمدت وطغت عليها المسيحية وأصبح الأسم السرياني ( باللغة العربية ) او السوراي ( بلغة السورث) يعبر في الغالب عن مسيحييتم ، حتى بدأت مشاعر القومية تظهر في اوربا والشرق الأوسط من جديد في بداية القرن العشرين وكان للآشوريين ايضاً نصيب منها .
سأكتفي بهذا القدر من البراهين في اننا قومية واحدة مقترحاً ان تكون " آشورية " في اللفظ العربي إرضاءاً للتاريخ والحق. وفي نفس الوقت اقول انه علينا ادراك ان القومية في هذا العصر قبل ان تكون صلة دم والتزام فهي شعور ومشاعر تشد الكثير منا اليها كهوية قومية وبها نَعرف من نحن وأين هو موقعنا من شعوب العالم.
أملي ان يلتزم كل منا بالحق والحقيقة ولنكن صادقين مع مشاعرنا ومع الذات ، نتخلى عن الضغينة التي عَمَرتْ في قلوبنا بسبب المذهب ونفصل بين المذهب الديني والقومية ونعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله.
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=396392.0