المحرر موضوع: المواجهة مع الارهاب .. تريد العلم العراقي ..!  (زيارة 546 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي فهد ياسين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 467
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المواجهة مع الارهاب .. تريد العلم العراقي ..!

لازال القادة السياسيون في العراق , منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في عشرينات القرن الماضي , يضعون بصماتهم الفكرية على علم العراق كجزء من فلسفتهم في الحكم , دون الاهتمام بالمفهوم العام الذي يمثله العلم الوطني للبلاد كما هو سائد في عموم دول العالم , وعلى ذلك كان استبدال شكل ولون العلم العراقي ومكوناته خاضعاً لتلك الاهواء في كل مرحلة من تأريخ العراق السياسي وصولاً الى ( تركيبته ) الاخيرة التي لاتختلف عما كان عليه في زمن الدكتاتورية الصدامية , الا بتغيير نوع الخط الذي اعتمده الدكتاتور المقبور لعبارة أضافها تنفيذاً لتلوين اجنداته الدموية بلون ديني في وقت اشتداد المواجهه بينه وبين اسياده السابقين , بعد انتهاء دوره في المنطقة .
المفارقة أن قادة ( البديل الديمقراطي ) للدكتاتورية , الذين لازالوا على منهج الفرقة والاختلاف فيمابينهم طوال العقد الماضي , لم يستثنوا موضوعة العلم الوطني من خلافاتهم , لحين الاتفاق على صيغة العلم الاخير الذي كان ومايزال لايمثل أصلاً حتى أضعف تعبير عن طبيعة العراق ومكوناته وتأريخه وثرواته وطموح شعبه للحياة الكريمة التي توفرها الديمقراطية المزعومة .
كل ذلك كان مقبولاً ( لحين تغييره ) أمام الملف الأمني المتدهور باستمرار , نتيجة خضوع طواقم السلطات لاجندات المحتل , المؤسسة على الفرقة والصراعات الداخلية التي دفعتهم لاحضان الدول الاقليمية التي يخدمها بقاء العراق ممزقاً وضعيفاً , وقد كان لها ماتريد الى الآن , لأن ذلك وحده يصب في برامجها الاقتصادية أولاً والسياسية ثانياً , وليدفع العراقيون ضرائب ذلك من دماء أبنائهم وثرواتهم ومستقبل أجيالهم دون وازعِ أخلاقي أو سياسي داخلياً كان أو عالمياً , لأن جميع أطراف الصراع مستفيدة من استمراره  .
لقد تلقف الزعماء العراقيون ( برستيج ) الديمقراطية وأبدعوا فيه , وقد كان من ضمنه تشكيل الاحزاب والمنظمات والتكتلات السياسية , وقد حرص الجميع على ان يختاروا ( أعلاماً ورايات ) تعبر عن تلك التشكيلات التي يقودونها , وأخذت العشائر وتفرعاتها نفس المنهج المفيد لجني المكاسب , وتبعتها الشركات والمكاتب التجارية والفرق الرياضية والجامعات والمدارس ومراكز البحوث والمدارس الثانوية والابتدائية والدوائر والمخاتير ووو , والسلسلة تطول , حتى تحول العراق الى غابة من الاعلام والرايات, كل ذلك في جانب وفي الجانب الآخر كانت رايات المناسبات التي فاضت في العراق حتى وصلت الى راية لكل بيت وعائلة ومحلة وعشيرة وقبيلة وفخذ ومجموعة , ولأن هكذا ( فيضان ) لايمكن استيعابه محلياً , فقد تلقفت نمور اسيا الاقتصادية وعلى رأسها الصين هذا ( السعار ) لتضع بصمتها عليه وتتقدم تجارته بملايين الدولارات التي كان بناء ( مجاري) مدن العراق أولى بها .
الآن ونحن نواجه ارهاب العصابات المنفلت في اكثر من محافظة في العراق , والذي تقوده داعش وأخواتها الاجرامية تحت ( راية سوداء واحدة ) تعبر عن وحدة الاجرام , نرى في الجانب الآخر غابة من الرايات تزاحم ( العلم العراقي ) المستهدف الاول في اجندة الارهاب , لانه يمثل الدولة العراقية وحكومتها وشعب العراق , في صورة تمثل التشتت بدلاً من الوحدة خلف الجيش والقوات الامنية , لابل أن البعض من منتسبي هذه القوات يختار راية فرعية بدلاً من العلم العراقي الموحد للجميع والذي يفترض ان هذه القوات تدافع عن ساريته امام هجمة الارهاب .
ان هذه الفوضى التي تطبع قوى المواجهة التي تمثل العراق , هي نتاج الادارة الهزيلة للقادة السياسيين الذين يعتمدون على الفروع ويتركون الاصل المستهدف , وفي الوقت الذي تؤدي وسائل الاعلام الساندة للارهاب دورها على اكمل وجه , تخور غالبية القنوات الاعلامية المحسوبة على مواجهة الارهاب في هذه الظرف تحديداً , وتخوض بنفس المستنقع عندما لا تدعوا الى الاصطفاف وراء علم العراق الوطني بعيداً عن الاعلام والرموز الادنى منه .
اننا ندعو الى أن تتحمل الحكومة , بصفتها السلطة التنفيذية , مسؤوليتها في الدعوة الى ان تكون المواجهة مع الارهاب تحت راية واحدة , هي العلم العراقي فقط , ولاتسمح لأي بديل عنه في جميع الانشطة الشعبية ومواقع الجهد الوطني العسكري والمساند , لتعطي للصورة بعدها الوطني , وتقطع على جميع الاطراف المعادية للعراق , الطريق الى التشكيك بوحدة العراقيين للدفاع عن بلدهم امام سرطان الارهاب وكل الخونة الداعمين لانشطته الاجرامية , في الجولات السابقة والجولة الحالية الاخطر .
علي فهد ياسين