المحرر موضوع: العلامة المنفي والمنسي المرحوم بولص البيداري !  (زيارة 1278 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آشور بيت شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 842
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
العلامة المنفي والمنسي المرحوم بولص البيداري!

آشور بيث شليمون


إن المرحوم القس بولص البيداري لقد ترك أثرا لا يمحى في ذاكرتي بينما كنت صغيرا في السن عندما كان في كثير من الأحيان يزور والدي، بالإضافة  أن كان والدي يصطحبني في زيارات لخواله من مزرعة – تخوما/ ܡܙܪܥܐ ܕܬܚܘܡܐ كوننا من تخوما نفسها ولكن من بناي ماثا/ ܒܢܝ ܡܬܐ ܕܬܚܘܡܐ واليوم قريتين من قرى الخابور في محافظة الحسكة- الجزيرة وتبعد الواحدة عن الأخرى قرابة 5 كيلو متر، بينما في أعالي بلاد آشور- هكاري – كانتا شبه متصلتين  حيث قضى المرحوم في قرية – المزرعة  ܡܙܪܥܐ  الجديدة في منطقة الخابور ردها من الزمن.

أتذكر جيدا حيث كان يقيم ببعض من النشاطات لأبناء شعبه الآشوري في منطقة الخابور وإحداها حيث أقام مسابقة بالدراجات الهوائية حيث شارك فيها كثيرا من الشبان الآشوريين، كما كان يشجع النشاطات الرياضة الكروية بحيث كلما نازلت فرقنا الكروية إحدى الفرق، الأب بولص البيداري كان هناك وهنا سأروي لكم قصة طريفة رواها لي الأخ كليانا شموئيل يونان وهو ابن المرحوم رابي شموئيل يونان ( خوال والدي ) من قرية تل الرمان تحتاني  أو المزرعة – تخوما حيث شعبنا في منطقة الخابور ألف فريقا من جميع القرى بإنتقائه أفضل اللاعبين ونزل إلى الحسكة ليلتقي إحدى فرقها الكروية وكان قسيسنا هناك وبعد انتهاء المباراة والنتيجة كانت لصالح فريق الخابور الآشوري صعد المرحوم بولص البيداري على الطاولة  وأخذ يخاطب الجماهير حيث ردد مناقب شعبه الآشوري على الدوام واستطرد في الكلام بحماس شديد بين تصفيق الحاد من المستمعين عندها  تدخلت الشرطة في الأمر لإقافه وبصعوبة وهو مستمرا في الكلام غير آبه أن لجأوا بإلقاء القبض عليه ووضعه في سيارة حكومية الى مركز الشرطة ولكن لله الحمد بعد مدة عاد قسيسنا سالما معافى.

كما اتذكر جيدا في احدى زياراته لوالدي وكان في جيبه مجلة – إذا لا تخونني الذاكرة اسم المجلة -   الخابور –  والتي يصدرها بعض الإخوة في مدينة القامشلي وفيها مقال له عن أجدادنا الآشوريين وهو فخور بها وهو  يعرف أن والدي لا يفقه اللغة العربية وطلب مني أن أقرأ وأشرح لوالدي ما كتبه والحقيقة كنت حدثا صغيرا لا أتذكر سوى انها عن تاريخنا الآشوري.

كما ذكر لي أحد الأشخاص كان المرحوم برفقة مطران الكلدان القادم من حلب في زيارة رعوية في منطقة الجزيرة ويبدو كانا في مقابلة المسؤولين الحكوميين ذات مرة وطلب منه التحدث نيابة عن المطران كونه بليغا باللغة العربية والأب البيداري وبحماس يتكلم عن مآثر أجدادنا لمدة طويلة شيئا امتعض منه المطران الذي بين الفينة والفينة وبصوت خفي وبلغتنا يقول له كفاك، وبصورة مفاجئة وبصوت عال وفي لغتنا توجه الأب البيداري الى المطران وصرخ في وجهه ( عفوا  لقول الكلمة ( حيث أخرسه .

يومئذ، لم أكن أعرف شيئا عنه، ولكن الآن استطيع أن أحلل كونه ضالعا في اللغة ونشط قوميا شيئا الإكليروس الكلداني لا يحبذه بل حتى يحسدونه لذا في الحقيقة أبعدوه أو بالأحرى نفوه الى سوريا في وقت كان من الأفضل الإستفادة منه وخاصة في اخراج جيل مثقف من شعبنا لغويا.

أستطيع القول بأن المرحوم يعد آخر جيل من شعبنا بعد الجهابذة الكبار من أمثال المطران توما أودو، الأسقف أدي شير، وخواجة شليمون والمعروف ܐܒܐ ܣܘܠܘܡܘܢ* والمطران يعقوب منا الذي له الدراية ( أقصد المرحوم القس البيداري ) لغويا حيث كتاباته الرائعة كانت منشورة في
كثير من المجلات أي مجلات شعبنا وعلى سبيل  المثال مجلة الصحافي الآشوري من الأرجنتين المرحوم إلياس نزها – الجامعة السريانية / ܚܕܢܝܘܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐASIRIA  باللغة الإسبانية أي بما معناه آشوريا / ASSYRIA

وللأب البيداري قصيدة طويلة على أحداث – سميل 1933– الإجرامية واليوم منتشرة كثيرا نتيجة طبعها ونشرها من قبلي في مجلة – كوكبا آثورايا Assyrian Star **  مرتين خلال تسلمي تحريرها مرتين الأولى ما بين 1970—1975 والثانية 2000م-2006   واليوم غدت إحدى الأغنيات في يوم الشهيد المفلضلة.

لا أعرف الكثير عن مؤلفاته سوى كتيّب صغير الحجم الذي كان في حوزة والدي حيث ابتدأ كما أتذكر بهذه الكلمات:

ܥܙܝܙ ܗܘ ܚܘܒܐ ܕܐܙܡܬܐ ܐܦ ܡܘܬܐ ܠܐ ܡܚܣܢ ܠܗ بما معناه كم قوي حب الأمة حتى الموت لا يقوى عليه .
كما له كتيّب صغير آخر الموسوم – ܕܐܘܢ ܐܘܡܬܐ ܪܚܝܡܬܐ ܕܥܒܝܕ ܠܟܗܢܐ ܢܟܦܐ ܡܠܦܢܐ ܡܗܝܪܐ ܩܫܝܫܐ ܦܘܠܘܣ ܕܒܝܬ ܕܪܐ والمطبوع في مطبعة مار نرساي الآشورية في مدينة تريشور – الهند عام 1957
طبعا الأب بولص كان يتنقل من مكان الى آخر في الجزيرة السورية أي بين الخابور والقامشلي، شيئا اتذكر جيدا سمعته بترقيته الى درجة كهنوتية أعلى بعد الإهمال الطويل من والدي انه كان يفتخر بها كونه  كان مهموشا من قبل الكنيسة لمدة طويلة كما ذكرت.

من الأخبار التي تلقيتها أنه عاد الى العراق ( 1960 ) وهناك التحق بالثورة الكردية واستنادا الى مقال كتبه الأخ نبيل الدمان مشكورا أنه كان يذيع برنامج باللغة الاشورية في الإذاعة الكردية.

ومن الأشياء التي كنت في  تساؤل وإلى هذه اللحظة لم أجد الجواب أنه بعث رسالة بعد  عودته الى الوطن بعنوان إقامتي في شيكاغو – من أين حصل عنواني ؟ّ! - وأتذكر جيدا أنه مرسل من – زاخو – والحقيقة احتفظت بالمغلف الى اليوم فقط كون الرسالة ضمنا كانت للمرحوم – رابي شموئيل كليانا يونان وليس لي الذي لم يكن في أميركا إلا بضعة أشهر. ربما يعرف أنه يقربني .

هنا أدناه أضع هذا الرابط من أحد أقاربه الذي يلقي الضوء على هذه الشخصية الآشورية الفذة أكثر مشكورا كما أطلب القراء أن يضيفوا ما لديهم من معلومات عن هذا القس الآشوري الورع المرحوم بولص البيداري .
________________

*أبا سولومون زميل المغفور له مار توما أودو، مطران أورميا وصاحب أعظم قاموس في اللغة السريانية حيث الإثنان ينتميان الى عشيرة تخوما والجدير بالذكر ان كاتب هذه السطور ينتمي الى نفس الأسرة – سولومون أو بيث شليمون، كما ذكرت في كتاباتي السابقة انه قضى ردها من الزمن كمرب للأسرة الشاهنشاشهية في طهران .
**  المجلة كانت لسان حال – الإتحاد الأشوري القومي الأميركي، توقفت من الصدور اليوم للأسف.







http://margaye.com/forum/showthread.php?t=7807