رسالة قصيرة ومفتوحة إلى
السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان
ناظم ختاري أعتقد ليس هناك أية حاجة أن أحيط سيادتكم بما يجري في ديار المكون الأزيدي من مذابح ودمار وتهجير ، لأن مستشاري سيادتكم أكثر اطلاعا على دقائق الامور على الأرض وأكثر قدرة على التعبير عن تلك المآسي التي يتعرض لها الأزيديون ، إذ ترك آخرهم أرض أباءهم وأجدادهم صبيحة هذا اليوم .
يا سيادة الرئيس ، الازيديون .. نعم الازيديون .. أبناء هذا المكون الأصيل ، أصلاء الكورد ، بحاجة إلى تفسير لما يجري ، بعدما كثر الحديث عن .
. إن القيادة الكوردستانية تتعمد الانسحاب من بعض المناطق المشمولة بالمادة 140 ، وذلك بهدف الضغط على الحكومة الأمريكية لتزويدها بأسلحة متطورة بدعوى التصدي لهمجية تنظيم داعش الإرهابي .
. وجود تنسيق بين حكومة الإقليم والحكومة المركزية وكتائب "ثوار" النجيفي من داخل مدينة الموصل .. كما يدعي البعض من كوادر حزبكم ، يهدف إلى تشتيت قوى داعش وتقديم أرض الأزيديين ودماءهم طعما لها كي تبدأ تلك "الكتائب " بانتفاضتها المسلحة ضد داعش من داخل المدينة وثم يبدأ الهجوم المنسق من قبل أطراف التنسيق " حكومة الإقليم والحكومة المركزية " لدحر قواتها وتحرير العراق من رجسها .
كلا السببين يا سيادة الرئيس ثمنهما كبير وكبير جدا ومفزع جدا .. أولا – قتل وذبح بشع وبلا حدود للأزيديين في سنجار وموت جماعي أما عطشا أو جوعا في جبلها ، وسبي لبناتها ونساءها ، ودمار لبيوت سكانها في تجمعاتهم ، ونزوح جماعي من بقية قرى تلكيف والشيخان حتى وصلت غالبيتهم إلى أبواب ابراهيم الخليل في زاخو . ثانيا – الانسحاب المتكرر من ساحات الحرب أدى إلى شبه انهيار لمعنويات البيشمه ركه ، وهذا بدوره أصبح يؤثر سلبا شيئا فشيئا على معنويات كل الشعب الكوردي ، ومن هنا سيادة الرئيس أخشى أن يبدأ الانهيار التام ويخسر الكورد كل شيء .
وإذا لم يكن الأمر كذلك فالحديث يجري على قدم وساق عن مؤامرة شاملة وكاملة لإفراغ العراق من المكونات الغير مسلمة ، بعدما شهد تهجير اليهود في القرن الماضي ، وبعدما شهد تهجير المسيحيين قبل عهد داعش وفي ظل عهدها ، و الآن .. نعم الآن ، جاء دور الأزيديين لاقتلاعهم من أرضهم ، فهل ستقولون أوقفوا قتل وهجرة أصلاء الكورد يا سيادة الرئيس .