المحرر موضوع: الديار: أوساط دبلوماسيّة : كروز حاول استغلال «دعم المسيحيّين» لتهديد المسيحيّين والمقاومة  (زيارة 748 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Masehi Iraqi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 680
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

أوساط دبلوماسيّة : كروز حاول استغلال «دعم المسيحيّين» لتهديد المسيحيّين والمقاومة


الديار 
14 أيلول، 2014
دوللي بشعلاني
في كلّ شيء يتدخّل اليهود المنتشرين في العالم بهدف الحصول على المزيد من الأصوات الداعمة لوجودهم في منطقة الشرق الأوسط على اعتبار أنّهم يتعرّضون للإعتداء عليهم وعلى حقوقهم وليس العكس.. ووصل تدخّلهم أخيراً الى عشاء المؤتمر الذي عُقد في واشنطن لدعم المسيحيين في المنطقة. كيف لا والولايات المتحدة الاميركية تُعتبر الحاضنة الأكبر لليهود والمدافعة عنهم وعن حقوقهم.
أوساط ديبلوماسية مواكبة للمؤتمر، رأت أنّه من الطبيعي أن يُدافع حلفاء اليهود عنهم خصوصاً في واشنطن، غير أنّ السيناتور الأميركي تيد كروز الذي أدلى بخطاب موالٍ لإسرائيل وواجه صيحات استهجان من الحاضرين لا سيما لدى قوله إنّه «ليس للمسيحيين حليف أكبر من إسرائيل، حاول استغلال مؤتمر كبير بهذا الحجم جمع نخبة من الحزبين الجمهوري والديموقراطي في الولايات المتحدة ببطاركة ومطارنة المشرق، لحرفه عن غايته الأساسية وهي «حماية المسيحيين» دون سواهم في منطقة الشرق الأوسط.
فالكلّ يعلم أنّ اليهود لم يتعرّضوا لأي نوع من الإرهاب في المنطقة، ولا سيما في الفترة الأخيرة من قبل التنظيمات الإسلامية المتطرّفة، حتى أنّ شكوكاً عدّة تحدّثت عن «تحالف» أو «تواطؤ» غير معلن بينهم وبين تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة»، ما جعلهم بمنأى عن تهديدات هذه التنظيمات. علماً أنّها طالت الشيعة والمسيحيين والسنّة المعتدلين ولم تأتِ صوب اليهود، ما طرح علامات استفهام كثيرة حول هذا الموضوع.
وأشارت الأوساط نفسها الى أنّ ما قاله السيناتور كروز يعلم هو تماماً أنّه غير صحيح، لا سيما وأنّ المسيحيين واليهود لم يكونوا يوماً حلفاء، فما الذي حدث اليوم لكي تصبح إسرائيل الحليف الأكبر للمسيحيين، وهل يقوم «الداعشيون» بتهديد الكيان الإسرائيلي أو الوجود المسيحي في المنطقة؟! وأكّد أنّ اليهود وحلفاءهم معروفون بقدرتهم على «تزوير الحقائق والتاريخ»، وهذا ما حاول فعله كروز للإيحاء بأنّ الجانبين متفقان حالياً، وإن كان قوله جاء بتهديد مبطّن للمسيحيين بضرورة التحالف مع إسرائيل من أجل البقاء في المنطقة.
كما استغنم السيناتور المناسبة القائمة في واشنطن دفاعاً عن مسيحيي الشرق، لكي يؤلّب الرأي العام على المقاومة، التي تعتبرها إسرائيل العدو الأكبر لها، فدمج بين «الدولة الإسلامية»، و«القاعدة» من جهة، وبين «حزب الله» و«حماس» من جهة ثانية، ليعتبر أنّ «التعصّب الديني هو سرطان بمظاهر عدّة»، وكأنّه نال موافقة الحاضرين على ادعاءاته هذه. وشدّد على أنّهم «يقتلون ويضطهدون كلّ من يجرؤ على رفض تعاليمهم الدينية»، علماً أنّ «داعش» والتنظيمات المتطرّفة تفعل ذلك وليس الأحزاب المقاومة الأخرى.
ولم يلبث أن لفت السيناتور الى دعم كلّ من إيران وسوريا للتنظيمات والأحزاب التي جمعها، لكي يمدّ إصبع الإتهام الى هذين البلدين على أنّهما يقفان وراء الإرهاب، متناسياً الدور الذي تلعبه بلاده في هذا المجال. ومن هنا، فإنّ احتضانها لمؤتمر دفاعاً عن المسيحيين لا يُبرّر أفعالاً كثيرة قامت وتقوم بها لتهجير المسيحيين من المنطقة. 
غير أنّ محاولات هذا السيناتور الأميركي- المشكوك بأصوله- على ما أضاف المصدر، باءت بالفشل، لا سيما وأنّ من بين أهدافه كان أيضاً إفشال المؤتمر وحرفه الى مسار آخر، غير أنّ ذلك لم يحصل، فبطاركة ومطارنة الشرق يدركون تماماً ما يمكن أن يقوم به اليهود ولأي أهداف، وهم لا يقعون في مثل هذه الأفخاخ، لأنّهم يعلمون ما الذي يريدون الخروج به من هذا المؤتمر، ألا وهو «دعم المسيحيين في المنطقة» من دون أي إملاءات أو شروط. 
وعبثاً حاول السيناتور الأميركي المساواة بين اليهود والمسيحيين بالقول: «من يكره اليهود يكره المسيحيين»، لأنّ الحاضرين أجابوه مباشرة بإطلاق صيحات الإستهجان لما يحاول فعله من خلال أقواله. فالمسيحيون، بحسب المصدر، لم يذهبوا الى واشنطن ليسمعوا مثل هذا الكلام، ولا ليأخذوا تعاليم في المسيحية، لا سيما وأنّه قال لهم: «إذا كنتم تكرهون الشعب اليهودي فإنّكم لا تعكسون تعاليم المسيح».
وأكّد المصدر نفسه أنّ المسيحيين باقون في الشرق، أكانت تريد إسرائيل ذلك أم لم ترد. أمّا طروحات السيناتور الأميركي «الفاشلة»، فعبّر عنها المشاركون، ولا سيما بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك في أنطاكية وسائر المشرق، البطريرك غريغوريوس الثالث لحام الذي انسحب من العشاء مع شخصيات لبنانية مسيحية اعتراضاً على ما أسماه «فضائل إسرائيل»، الذي لم يلبث أن تباهى السيناتور بالحديث عنها. كما احتجّ العديد من مطارنة وبطاركة الشرق الأوسط على الربط بين دعم وتأييد إسرائيل ودعم المسيحيين في المشرق، الذي قام به كروز في كلمته.
وبرأيه، أنّ الدفاع عن مسيحيي الشرق لا يجب أن يأتي فقط من جهة واحدة، أو من بلد واحد مثل الولايات المتحدة أو سواها بل أيضاً من الدول الأوروبية المسيحية، والتي يجب أن تهتم بالمسيحيين وبمستقبلهم في الشرق الأوسط قبل أي شيء آخر.

http://www.charlesayoub.com/more/799985