مذ كنا صغارا علمتنا امي درسا بليغا في الوطنيه
لطيف نعمان سياوش
كانت امي متشبثه ببيتها القديم بشكل غير اعتيادي..
تحب غرفة نومها ..
ومطبخها المغلف بقطع السيراميك البيضاء صغيرة الحجم
وطباخها القديم ، وثلاجتها العتيقه اللذان لازالا يعملان على احسن وجه
تحب حديقتها ، والارجوحه ذات الفراش الوثير
واشجار الليمون ، والبرتقال ، والزيتون
تحب كل زاوية من زوايا البيت
تحب جيرانها
تتفقد احوالهم واخبارهم برغم صعوبة سيرها لأنها تشكو الم الفقرات
تحب المحله كلها ، والمحله تحبها لانها اكبر الأحياء عمرا في المنطقه
كلما مر شاب ، اوفتاة ، او رجل ، او امرأة يسألوها:-
كيف انت نانا ميه ؟..
أما هي فتمطرهم بالكثير من الاسئله عن احوالهم واحوال ذويهم
كانت تتمنى لو تعينها عافيتها ان تذهب الى الكنيسه في صباحات الاحاد الباكره
لكن الاب الجليل لم يبخل عليها
كان يأتي لها بالقربان المقدس الى بيتها ، ويصلي على رأسها
لما أشتد المرض بنانا ميه
عرفت أن نهايتها قد دانت
تجمعنا حولها كلنا نصغي الى وصيتها بعنايه
حذرتنا جميعا بصوتها المتقطع
اياكم اياكم أن تبيعوا البيت
فلو فعلتموها
حتى لو كنت تحت التراب
سأصرخ بكم من داخل القبر بأعلى صوتي ..
...
...
...
كم أنت رائع ايها الوطن ..
عنكاوا