العقلية البدوية وتاثيراتها
يقول البدو العرب بان عليهم تجنب الحديث عن الحقائق عندما يريدون تجنب ما يسمونها مشاكل. وهذا الشئ نابع من كونهم اشخاص غير ناضجين ويعرفون بان حتى مجرد المناقشة حول الاحداث والحقائق قد تدخلهم في مشاكل تؤدي الى المقاطعة واحداث بلبلة. هذه الصفات البدوية هي متعمقة في جذور المجمتع العراقي. ومن هنا نجد لماذا التجئ البعض الى توجيه انتقادات الى اعلام البطريركية عندما تنشر مواد معينة. ومن هنا ايضا جاء ذلك اللذي سمى بالمقال في موقع كلدايا نت حيث يقول صاحب المقال ان نشر الحقائق علنا هو يحدث بلبلة ويعتبر صاحب المقال بان نشر الحقائق يمثل تهديد.
صاحب المقال في موقع كلدايا نت هو شخص ادبي لا علاقة له باي شئ علمي والادباء معروفين في تغيير المحتوى والمقاصد , حيث انه هنا يعيد تحليل ما تنشره البطريركية ويعتبره تهديد. وهو لا يوضح لماذا يعتبره تهديد وتهديد ضد من؟
نشر الحقائق والتعامل معها كما هي يتم اعتبارها في المجتمعات المتحضرة بانه دليل على وجود النضوج , اما البدو فيسمون نشر الحقائق بانه نشر الغسيل وهو نفس التعبير اللذي استعمله كاتب المقالة عامر فتوحي حيث يعتبر الحقائق التي نشرتها البطريركية بانها نشر للغسيل. وهذا جعل الكاتب حسب وصفه بان مشاعره تجيشت وروحه اعتصرت... ولكننا نحن لسنا مثله فنحن نستطيع ان نتعامل مع عدة حقائق ومهما كانت مرة بمنطقية ونستطيع الاحتفاظ باعصابنا حتى وان احترقت ولن تعتصر انفسنا لكوننا ناضجين ولسنا مثله. نحن لسنا مستعدين للتخلي عن الطريق نحو النضوج فقط من اجل شخص واحد اعتصرت روحه وتجيشت عواطفه ولا يستطيع السيطرة على نفسه.
انا شخصيا كنت شخص غير مهتم بالكنيسة وامورها , اللذي جعلني اهتم بها هو تاثري بالمطران الشهيد مار رحو وايضا اعجابي الشديد بغبطة البطريرك مار لويس منذ ان كان مطران في كركوك. انا كنت قد اقتبست عدة مقالات اعلامية حوله وحول اسلوبه وخاصة في مؤتمرات كركوك التي كان يجريها مع جمعيات وشخصيات اسلامية حيث كان يتبع الطرق التالية: مواجهة الحقائق باختيارها لتتحول الى ثقافة وثقافة المسؤولية. اي بمعنى انه كان يتجنب القول بان المسلمين مجرمين وهي جملة تحوي طابع ثقافة اتهام وكان بدلا من ذلك يقول لهم وجها لوجه بان هناك حقائق وهي بان هناك جهات اسلامية تعتبرنا كفار ويستعملون ايات قرانية ضدنا. ومن ثم كان يدعوهم الى تحمل المسؤولية ليرفضوا ذلك كمحاولة منه لنشر ثقافة المسؤولية.
غبطة البطريرك حتى داخل الكنيسة كان يقول بانه لم يبقى هناك عقلية نخبة حاكمة بمعنى انه ايضا هنا يريد اتباع ثقافة مواجهة الحقائق والاعتراف بها وهي طريقة اتبعها غبطة البطريرك مار لويس لكي ننضج نحن كلنا ولكي نشترك معا كلنا لحل المشاكل بنضوج.
هذه الدعوة الى النضوج يسميها الاديب عامر الفتوحي اللذي ليس له علاقة باي شئ علمي وانما فقط بالجزء الادبي بانها تهديد وتحدث بلبلة ويطالب بالاستمرار في اخفاء هكذا حقائق وعدم نشرها وذلك لكي يبقى ابناء شعبنا اشخاص متشبثين بالثقافة العربية يخافون التعامل مع الحقائق ولكي يبقوا غير ناضجين ولكي يشعروا في كل مرة بوجود بلبلة عند نشر الحقائق.
واكثر الاشخاص فشلا في التعامل مع الحقائق بنضوج هم الادباء وهذا هو تماما ما فعله الاديب الغير العلمي صاحب المقال في كلدايا نت عندما قال بانه لا يستطيع ان يتعامل مع الحقائق ,وكشخص يجد بانه يشعر بانها تهديد مسئ للكنيسة كلها , وهو يكتب ويختار هكذا كلمات مثل "تهديد" بشكل متقصد وهذا لان الادباء لا يعرفون طريقة اخرى في الكتابة.
انا كشخص علمي لا اعترف بوجود اية اهمية الى القسم الادبي كالادباء والفنانين ولا اعترف بهم وكشخص منتمي مثل اخرين للكنيسة الكلدانية اطالب البطريركية بالاستمرار في طريقها واطالب اعلام البطريركية باعلامنا بكل الحقائق. هذه الحقائق لن تحدث بيننا بلبلة ولا نجدها تهديد للكنيسة وحتى ان وصفها البعض بانها هكذا فينبغي على البطريركية عدم الاهتمام بهذه المخاوف التي ينشرها هؤلاء, الهدف والغاية الرئيسية ينبغي ان تبقى ما اراده غبطة البطريرك مار لويس ساكو وهي بان ننضج جميعنا وبان نشترك كلنا في امور الكنيسة بنضوج. وليس هناك نضوج بدون التحدث عن الحقائق كما هي.
ما لا يعرفه خريجي القسم الادبي بان خريجي القسم العلمي عندما ينتقدون قضية معينة فانهم اولا يتطرقون الى النقاط التي هي موجهة ضد القضية التي يدافعون عنها, اي ينشرونها اولا ومن ثم يعترفون بها ومن بعد ذلك يحاولون تقديم الحجج وبعد الانتهاء من ذلك يتوجهون الى انتقاد الجهة الاخرى. فكاتب المقال في كلدايا نت لا يعترف على الاطلاق بان الكنيسة كمؤوسسة ينبغي ان تمتلك قوانينها الخاصة بها والكنيسة الانتماء اليها هو طوعي وبان من حق الكنيسة تطبيق قوانيينها في حالة مخالفتها من قبل البعض. كاتب المقال لا يعترف في اي مكان بان هناك من خالف هذه القوانين وهو ايضا لا يريد الاعتراف بذلك, ولهذا فان ما كتبه علميا يعتبر مقال فاشل في كل مقايس.
عامل الحقد
جيفارا المعروف بالعنف والشر له مقولة معروفة وهي بان عامل الحقد ينبغي اتخاذه كالة يتحد الاخرين معها وتشجعهم على الاتحاد على اساسها.
هذه الالة الباردة وهي الحقد موجود بعمق في الثقافة العربية وهي متعمقة بجذورها بالاخص عند الادباء والفنانين. وكلدايا نت كموقع اعتمدها في اغلب المقالات التي نشرها في موقعه. حيث هناك بضعة اشخاص استعملوها للدفاع عن قضية يسمونها الحقوق الكلدانية. بعضهم استغلها لانه كاديب وفنان يريد ان يرتفع واخر استعملها لانه كان يمتلك مطامع كنسية وهكذا لاخرين. وهذا الموقع كل التعليم اللذي قام به هو تعليم الاخرين والقراء الحقد واتخاذ عامل الحقد كالة ومحرك لهم يجمعهم. فبسبب بضعة اشخاص مثل يونادم او غيره تم اعتبار كل شخص يسمي نفسه اشوري بانه عدو لهم ونشرو حقد ضده ونشروا ايضا حقد بغيض ضد الكنائس الاخرى . هذا البؤس في هذا الموقع لا يقراءه احد ولهذا نجد حتى المدافعين عن ذلك الموقع ينشرون مقالاتهم في موقع عنكاوا .
حتى كاتب المقال في كلدايا نت عامر فتوحي يعتبر كل ما كان ينشره موقع كلدايا نت من مقالات حول ان الكلدان قومية وجذور وارث وثقافة وحضارة بانها كانت كلها هراء لا معنى لها , اذ يقول عامر فتوحي في مقالته بان تشجيع البطريركية للمسيحين في البقاء على ارضهم بانها عملية احتجاز لهم وبان البطريركية تفعل ذلك
بحجة الحفاظ على الارث حسب وصف عامر فتوحي. وهذا اعتراف واضح منه بان هذا الارث كله لا قيمة له عنده ولا قيمة له عند موقع كلدايا نت. وهو بالطبع محق هنا فانا وغيري لم نصدق في يوم من الايام في ان تكون تلك المقالات التي تنشر في موقع كلدايا نت عن الارث والحضارة والقومية , نحن كنا نعرف بانها عبارة عن هراء وبالونات تتفجر بنفسها , وهي الان تتفجر في مقال عامر فتوحي بنفسها وانا اتمتع بالتفرج عنها وهي تنفجر. وكاتب المقال يثبت هنا بنفسه بانه شخص لا يجيد الكتابة. هو كغيره من الادباء والشعراء والفنانين في المنطقة العربية يعرف كتابة جمل مثل "لقد بلغ السيل الزبى" "لم تبقي في قوس الصبر منزع " "نشر الحقائق هو تهديد وبلبلة" "مائعاً ومطلسم"... الخ ولكنه لا يعرف الكتابة بشكل منطقي فهو ينسف ما يكتبه بنفسه بسخريته من الارث ومنه الارث الكلداني والمسيحي مثلا. ولا احد يعرف ماذا تعني كلمة "قوس الصبر" مثل لا احد يعرف كيف سيمسك هؤلاء القلة في كلدايا نت يدا بيد نحو الجبل القهوائي ليرتفع صوتهم نحو الاعالي حيث تهتز الشمس الحمراء... كم هي كوميدية جمل هؤلاء الادباء..
لماذا يؤيد القائمين على موقع كلدايا نت الهجرة؟ هل هي من اجل ابناء شعبنا المسيحي؟
موقع كلدايا نت كان قد نشر قبل فترة تصريحات بانهم في امريكا يمثلون الاكثرية وبانهم كاشخاص هربوا وتركوا الوطن ينبغي ان يمتلكوا حقوق اكثر بكثير من المسيحين اللذين بقوا داخل الوطن. وهذه الخطوة هي نا بعة ايضا من العقلية البدوية. البدو يفتخرون بشيئين: اولا مساحة الاراضي التي يسيطرون عليها وثانيا اعداد افراد العشيرة. والكلمة الاقوى هي لتلك العشيرة البدوية التي تمتلك اعداد افراد اكثر.
الان بعد ما حدث وما قامت به داعش من دخول لقرى ومناطق مسيحية وهروب ابناء شعبنا المسيحي راى البعض في كلدايا نت رغبة شديدة عند ابناء شعبنا المسيحي بالهجرة وفي نفس الوقت راوا رغبة من بقية دول العالم في توفير الهجرة لابناء شعبنا. فقام البعض في هذا الموقع بالتركيز على استغلال كل ذلك من اجل مصلحتهم باعتماد طريقة معينة وهي التوجه الى المسؤولين الامريكين مثلا ومطالبتهم بالمساعدة في القبول في الهجرة وكأن هذا الشئ اذا حدث فانهم سيكونون من حققوه وهذا لكوننا نعلم جميعا بان الادارة الامريكية كانت قد صرحت بنفسها بامكانية القيام بخطوات للقبول باللجوء للمسيحين العراقيين. والبعض في موقع كلدايا نت ارادوا ايضا ان يظهروا انفسهم بانهم يساعدون ابناء شعبنا ويهتمون بهم اكثر من بقية المطارنة في العراق خاصة بعد رؤيتهم لشعارات وتظاهرات لابناء شعبنا باما الهجرة او الحماية الدولية , ولهذا اراد االبعض في هذا الموقع ان ينضجر ابناء شعبنا من البطريركية ومن بقية المطارنة في العراق. والشئ الثالث هو طبعا ان هجرة اكثر الى امريكا سيزيد من اعداد المسيحين هناك وهذا سيساعد العقلية البدوية عند البعض في موقع كلدايا نت بشكل افضل حسب عقليتهم المتشبعة بالثقافة العروبجية البدوية.