المحرر موضوع: التمازج والتداخل الثقافي والعِرقي والاجتماعي بين الموجات البشرية في بلاد " بيث نهرين "  (زيارة 3959 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
التمازج والتداخل الثقافي والعِرقي والاجتماعي بين الموجات البشرية في بلاد " بيث نهرين "
خوشابا سولاقا
إن هذا المقال ليس مقالاً تاريخياً كما قد يتصور البعض بل هو مقالاً فكرياً وتحليلياً واستنتاجياً وفق المنطق العلمي التاريخي لأحداث التاريخ في بلاد "  بيث نهرين " قديماً قبل المسيحية وبعد المسيحية بحسب معطيات التاريخ ذاته ، وهو يعبر عن وجهة نظرنا الشخصية ليس إلا ، وذلك لغرض الأسترشاد والأهتداء الى الحقيقة الأقرب الى المعقول والقبول فيما يخص الأصول العِرقية لسكان ما يسمى العراق حالياً . ووجهة نظرنا هذه لا نسعى الى فرضها على الآخرين بأي شكل من الأشكال ، بل قد تكون نوع من السعي للانفتاح على الآخر بروح ديمقراطية وباسلوب يتسم بالهدوء والواقعية ومواجه الحقائق التاريخية كما هي من دون تعصب واستعلاء ، ومن دون تهميش أو اقصاء لأحد في التعامل مع أحداث التاريخ بهدف الوصول الى هدف نبيل بوسائل نبيلة وليس العكس . وقد تشكل هذه المحاولة وسيلة ناجعة تساعدنا على تجاوز عُقدنا النفسية في تعاملنا مع التسميات التي بسببها بتنا أسرى لأوهام وافتراضات الماضي المصطنع الذي نقرأه من خلال نَظّارات سوداء والذي لا نرى فيه إلا السيء منه ونهمل الايجابي فيه من دون قصد ، ونأمل أن تكون محاولتنا هذه موضع اهتمام مثقفينا الأجلاء .
كما هو معروف لدى جميع المطلعين على التاريخ بشكل عام وتاريخ بلاد بيث نهرين بشكل خاص ، أن هذه البقعة من الكرة الأرضية التي تعرف اليوم بالعراق لربما تكون الموطن الأول لنشوء البشرية في التاريخ قبل غيرها من بقاع الأرض ، وهذا الموضوع بحد ذاته موضعْ البحث والنقاش والجدل من قبل الباحثين وعلماء التاريخ والأنثروبولوجيا ، ولكن مهما كان الأمر فان حضارة بيث نهرين تعتبر من أقدم وأعرق الحضارات الانسانية في التاريخ بإجماع جميع المؤرخين ، وهذا إن دل على شيء وانما يدل على مدى أصالة وعراقة وعظمة هذه الحضارة ، وكذلك يدل على تعدد الموجات البشرية من مختلف الأعراق والأجناس التي اجتاحت هذه البلاد وعاشت فيها وشاركت الحياة مع مَن كانوا قبلها فيها على مر التاريخ ، وبذلك نستطيع القول بأن مجتمعات هذه البلاد قد عانت من مخاض التمازج والتداخل والأندماج الثقافي والعرقي والاجتماعي بين ما كان سائداً وبين الدخيل الذي قَدِمَ إليها لأنتاج مجتمع جديد بسمات مركبة جديدة ليس فيها سمات عِرقية معينة غالبة على سمات بقية الأعراق .
أولى التجمعات البشرية التي أنشأت حضارة عريقة موغلة في القدم في بلاد  بيث نهرين في جنوب العراق الحالي كانوا السومريون وأقاموا في أور أشهر وأقدم مدن العراق الصروح الحضارية مثل " الزقورة " وغيرها والتي ما تزال قائمة ، ومن ثم الأكديون الذين أقاموا أول امبراطورية كبيرة في زمن ملكها العظيم" سرجون الأكدي " ، ومن ثم تلتهما امبراطورية سُلالة بابل الأولى من الآموريون وكان من أشهر ملوكهم العظماء " حمورابي الآموري " الذي سن أول قانون في التاريخ الذي عرف " بمسلة حمورابي " . ثم تلتها الأمبراطورية الآشورية في المنطقة الشمالية من بلاد بيث نهرين وأقاموا هناك امبراطوريتهم القوية عسكرياً وبنوا مدنهم الكبيرة مثل آشور ونمرود وخورسباد ونينوى العظيمة وتركوا للبشرية الرموز التاريخية العملاقة التي ترمز للقوة والذكاء والسرعة كالثيران المجنحة وغيرها من الصروح ، وسقطت السلطة السياسية للأمبراطورية الآشورية سنة 612 ق. م . ثم تلتها امبراطورية سُلالة بابل الثانية والتي كان من أشهر ملوكها " نبوخذنصر " والتي سقطت سلطتها السياسية على يد ملك الفرس قورش سنة 539 ق . م . خلال هذه الفترة من التاريخ ، أي منذ العهد السومري والى سقوط بابل. مَرّتْ هذه المجتمعات ، السومرية والأكدية والبابلية والآشورية بصراعات مريرة دموية فيما بينها على السلطة السياسية والمصالح الأقتصادية ، وكانت نتيجة تلك الصراعات سقوط امبراطورية وظهور أخرى جديدة على أطلالها ، واختفاء بعض  القيم الحضارية وسيادة أخرى جديدة محلها . خلال هذه الفترة التاريخية أيضاً اجتاحت بلاد بيث نهرين موجات وغزوات بشرية كثيرة من أعراق وأجناس متنوعة ومختلفة في ثقافاتها وتقاليدها وعباداتها ، مثل الكيشيين والآموريين والحيثيين والفرس الساسانيين والميديين وغيرهم اضافة الى ما جيء بهم من أسرى وسبايا بعشرات الآلاف من اليهود والآراميون ، وعاشوا بين ظهران السكان القدماء الأصليين تأثروا وأثروا بهذا القدر أو ذاك ببعضهم البعض ثقافياً ولغويا وعِرقياً واجتماعياً وتزاوجوا فيما بينهم مما نتج جراء ذلك مجتمعات مزيجة ثقافياً واجتماعياً وعرقياً ، وما ساعد كثيراً حصول مثل هذا التمازج والتداخل لحد الأندماج هو غياب الوعي والأحساس القومي بالشكل الذي نشعر ونحس به ونفهمه نحن اليوم ، أي المفهوم القومي المعاصر بمضامينه الفكرية وأطره الحديثة ، حيث كان الجانب المعنوي الذي يتحكم بمشاعر وأحاسيس الناس في ذلك الزمان هو الولاء للآله الذي يعبدونه وكان المنتصر في الحرب يحاول أن يفرض عبادة الهته على الخاسر . لذلك وبحسب استنتاجنا من معطيات التاريخ أن التسمية التي كانت تطلق على أرض الوطن أي الأرض التي كانوا يعيشون عليها وعلى الأمبراطورية التي تمثل كيانهم السياسي كانت تسمية تمت الى الآله في الغالب ولم تكن تمت الى العرق القومي للسكان بصلة بأي شكل من الأشكال لكون المفهوم القومي الحديث غير معروف وغير متداول بينهم آنذاك كما أسلفنا . هذا كان واقع الحال قبل المسيحية ، وبعد ظهور المسيحية وانتشارها في الشرق في بلاد بيث نهرين تحديداً ، وفرضها من قبل الأمبراطور الروماني قسطنطين الأكبر على رعايا الأمبراطورية الرومانية بالقوة والقضاء على عبادة الأوثان تعمقت ولاءات الناس للدين الجديد وبتطرف ومبالغة مغالِ بها اكثر من أي ولاءات أخرى الى درجة قاموا أتباع الدين الجديد في بلاد بيث نهرين بتدمير وحرق كل ما يمت بصلة الى وثنية أبائهم واجدادهم وحتى تنكروا لتسمياتهم الأصيلة باعتبارها تسميات وثنية لا تليق بمسيحيتهم كما تروي لنا أحداث التاريخ ، هذا ما حدث فعلاً في الشرق حيث عملوا على تطويع تاريخهم وثقافتهم وتقاليدهم وأسمائهم الوثنية لمتطلبات مفاهيم وقيم الدين الجديد ،  وبذلك تم طمس معالم حضارتنا ما قبل المسيحية واعتمدوا في معرفة تاريخ أجدادهم القدامى حصراً على تشويهات التوراة اليهودي لذلك التاريخ الحضاري العظيم الذي أفاق الغرب والشرق من نومهما السرمدي على أصداء تلك الحضارة العظيمة وبقاياها بعد تنقيبات الأثاري البريطاني السير هنري لايارد في مدن الآشوريين نينوى ونمرود وآشور واكتشافاته المذهلة لأقدم وأعرق حضارة في العالم . اما ما حصل في الغرب بخصوص التعاطي مع المسيحية فكان على العكس مما حصل في الشرق ، حيث قام الغربيون بعد اعتناق المسيحية بتطويع مفاهيم الدين الجديد لمتطلبات حماية التراث الوثني لأبائهم واجدادهم والمحافظة عليه من التدمير والحرق .
بعد انتشار المسيحية في بلاد ما بين النهرين واعتناق الغالبية من سكانه للدين الجديد تبنوا ثقافة التسامح والتعايش السلمي الأخوي مع الاخرين من الأخوة في الدين مهما كان عِرقهم وجنسهم ولون بشرتهم ، وبذلك أصبحت الديانة المسيحية ماء الحياة الجديدة التي غسلتْ وطَهرتْ مشاعرهم وأحاسيسهم وقناعاتهم من كل دنس وأدران الماضي الوثني بالتخلص من أي شكل من أشكال الأنتماء الى أي شيء آخر غير المسيحية التي بحسب قناعاتهم الجديدة هي طريق الخلاص من براثن خطايا الوثنية ، وطريقهم الوحيد الى ملكوت الرب . بهذا الفهم الساذج للمسيحية تعاطوا أجدادنا مع تاريخ أبائهم واجدادهم الوثني . في هذه الفترة من التاريخ التي دامت زهاء الخمسمائة سنة كانت الثقافة الوحيدة السائدة التي يقبلها المجتمع البيث نهريني بتطرف مبالغ به وعن قناعة وايمان خالص ، هي الثقافة المسيحية ويرفض بقوة كل ما عداها وخاصة ما يربطه بتاريخ وتراث أبائه وأجداده الوثنيين . استمرتْ الحالة هكذا الى تاريخ انعقاد مجمع أفسس المسكوني سنة 431 م حيث دبت الخلافات اللاهوتية في مجلس الكرادلة لكنيسة روما وتحديداً حول طبيعة السيد المسيح له المجد وتسمية السيدة العذراء بين أن تسمى ام الله أم تسمى أم المسيح ، ثم انتقل هذا المرض الى كنيسة بيث نهرين ، كنيسة المشرق ، ودبت الخلافات فيها هي الأخرى أيضاً ، وعلى أثر ذلك انشطرت كنيسة المشرق سنة 1552م بشكل رسمي ونشأت المذاهب بتسميات مختلفة ومتنوعة تم ربطها من قبل الغرباء بالأسماء التاريخية في بلاد بيث نهرين بشكل عشوائي للتمييز بينها شكلاً  ولغاية في نفس يعقوب ضمناً ، ونشبت على أثرها صراعات تناحرية بين فروع كنيسة المشرق استعملت فيها كل الوسائل بغرض الأساءة المتبادلة على الآخر وتشويه سمعته وتاريخه ، وبسبب هذه الأختلافات والولاءات المذهبية تمزقت القبائل والعشائر والعوائل وحتى الأسرة الواحدة في انتماءات أبنائها المذهبية بين هذا المذهب وذاك وانتهت الى ما نحن عليه اليوم .
بعد ظهور الدعوة المحمدية الى الدين الاسلامي في نهاية القرن السادس الميلادي وبدء ما سُميت بالفتوحات الأسلامية لبلاد الشام وبلاد بيث نهرين وفرض الأسلام على سكان هذه البلدان بقوة السيف اضطر الكثيرين ممن لم يتمكنوا من دفع الجزية الى اعتناق الأسلام مرغمين ، ومن ثم تلى الغزو العربي الأسلامي الغزو المغولي الهمجي الذي سعى الى إبادة المسيحيين ، ومن ثم تلاه الغزو العثماني المعروف بقساوته وعنصريته الدينية والقومية . أي بمعنى أنه توالت الموجات البشرية على أرض بيث نهرين من كل حدب وصوب بلا توقف ، وحصل جراء ذلك تمازج وتداخل واندماج ثقافي ولغوي وعِرقي واجتماعي بين تلك المجموعات البشرية عبر هذه الحقب التاريخية الطويلة التي تزيد عن ستة آلاف سنة بالشكل الذي لم يَكُنْ في استطاعة أي عرق قومي من المحافظة على نقائه واصالته كما قد يتصور البعض من المتطرفين القوميين المغالين بتطرفهم القومي حالياً . حيث من الممكن أن يكون العِرق القومي لهؤلاء المتطرفين المغالين بقوميتهم حالياً من اصل قومي آخر ، وربما قد يكون عِرقهم الحقيقي من تلك الأعراق التي يحتقرونها ويذمونها اليوم !!! ، والعكس صحيح أيضاً . في هذه المعمعة التاريخية التي يتجاوز عمرها أكثر من ستة آلاف سنة لا نمتلك أي دليل علمي يثبت تطابق أعراقنا القومية التي ندعي الأنتساب إليها اليوم مع تلك الأعراق القومية القديمة مثلاً  كتطابق الحمض النووي dna ، وإذا أجرينا مثل هكذا فحوصات قد تُصدمنا النتائج وتقلب الأمور الى عقب وتجعل كل حساباتنا معكوسة لا تُطابق حسابات البيدر كما يقول المثل . أما ما ورد في كتب ومصادرالتاريخ التي تُصفحها أناملنا فهي استنتاجات المؤرخين الشخصية الى حد كبير ، وليس بالضرورة أن تكون تحمل في طياتها الحقيقة التاريخية التي يحلم بها كل واحد منا اليوم ، والا لماذا تختلف وصف ذات الأحداث التاريخية من مصدر الى آخر ؟؟ . أكيد لأن كتاب التاريخ بحسب وجهة نظرنا يصفون التاريخ ويكتبونه بحسب قناعاتهم التي تتطابق وتتماشى مع مصالح أممهم ، وبذلك يتم تسييس التاريخ بحسب مقتضيات تلك المصالح كما فعلوا اليهود في توراتهم وسيّرْ أنبيائهم ، ولذلك نحن أيضاً عندما نكتب عن أحداث التاريخ نتعمد أن ننتقي من المصادر التاريخية تلك المصادر التي تدعم وتسند قناعاتنا الفكرية ووجهات نظرنا الشخصية التي تخدم وتتماشي مع مصالحنا وأهدافنا ونغض النظر عن تلك المصادر التي لا توافقنا الرأي ، وهذه طبيعة البشر . 
بهذ الشكل المتسلسل توالت احداث التاريخ على أرض بلاد بيث نهرين منذ عهد سومر وأور وأكد وبابل وآشور والفرس والمغول والعرب المسلمين والمغول والعثمانيين الى ان حلت الكارثة بتقسيم أبناء أمتنا وكنيستنا المشرقية الى مذاهب لاهوتية في منتصف القرن السادس عشر الميلادي وتركت لنا أكوام من المعطيات والمعلومات التاريخية التي يتطلب منا أن نحللها ونعيد ترتيبها بأسلوب علمي رصين لنهتدي من خلالها الى اكتشاف ما يفيدنا منها في حياتنا الحاضرة وليس العكس  .
في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين وقبل الحرب العالمية الأولى . كانوا أبناء امتنا من سهل نينوى جنوباً والى جبال هيكاري شمالاً ومن اورميا وسهولها شرقاً والى شواطئ البحر المتوسط غرباً لا يعرفون شيئاً عن المفهوم القومي بمضمونه الحالي ، ولم يكُن له حضوراً في حياتهم اليومية وتربيتهم وثقافتهم الاجتماعية ، بل كان ولائهم بالمطلق للدين والمذهب وكل تسمية متداولة بينهم كانت حصراً ذي منظور ومفهوم ديني ومذهبي وليس سواهما ، وعندما كان يُسأل اي واحداً منهم ابتداءً من فلاح بسيط الى أكبر رجل دين من اي مذهب كان ، من أنت ؟؟ ومن تكون ؟؟ يجيب بسرعة البرق ووبساطة متناهية من دون تفكير ، أنا ( سورايا ) بمعناها الديني الروحي ( أنا مسيحي) ليس إلا ، ولا تعني سورايا عنده شيئاً قومياً غير المسيحي ، وكانت عندهم ( سورايا = مسيحي ) . وبعد وصول مفهوم القومية والدولة الوطنية الى سكان الأمبراطورية العثمانية من غير الترك عن طريق البعثات الغربية بغرض تهيئة الأرضية المناسبة لتفكيك الأمبراطورية العثمانية من خلال تحريض الأقليات القومية والدينية فيها  الى الثورة ضد السلطة العثمانية المقيتة . بدأ مضمون المفهوم القومي ينتشر كالنار في الهشيم بين أبناء أمتنا ، وانطلقت الدعوات من القيادات الدينية والعشائرية للعودة الى أرض الأجداد وجمع الشتات المجزأة مذهبياً واقامة كيان قومي لهم في أرضهم التاريخية إلا ان تلك الدعوات اصطدمت من جديد بالصخرة المذهبية الصماء من جهة وبجدار الغدر والخيانة البريطانية لهم من جهة ثانية . وهكذا انتهى الحلم الوردي لأبناء أمتنا بسبب دساءس ومؤآمرات الانكليز وتعاون بعض قياداتهم الميدانية مع الحكومة الكيلانية الفاشية المستعربة بمأسات كارثة مذبحة سميل سنة 1933 م ، وأسدل الستار بعد ذلك التاريخ المشؤوم على قضيتنا القومية وكياننا القومي المستقل وذهبت تضحياتنا الجسام أدراج الرياح .
في ضوء هذه المقدمة التاريخية نستنتج الآتي :-
أولاً : لا يمكن لأي قوم من الأقوام التي اجتاحت بلاد بيث نهرين ( العراق ) واستقرت فيه ولو لفترة منذ فجر التاريخ ودخلت في هذه المعمعة التاريخية الهائلة من التمازج والتداخل والأندماج الثقافي والعِرقي واللغوي والاجتماعي من أن يحافظ على نقاء عِرقه القومي وتراثه الثقافي والاجتماعي كما يتمنى البعض من السكان الحاليين للعراق ، وكل ما عداه هو هراء الحمقى .
ثانياً : لا نمتلك أي دليل أو اثبات علمي بتطابق انتماءاتنا القومية التي ندعي الأنتماء إليها حالياً مع تلك الأعراق القومية التاريخية القديمة مثل تطابق الحمض النووي dna  لكي يبرر لنا تعصبنا وتطرفنا للانتماء القومي المعين من دون غيره ، وغياب هذا الدليل يجعلنا عاجزين أمام التاريخ لأثبات ذاتنا وهويتنا القومية ، ولكن نمتلك كل الأدلة لأثبات وجودنا الوطني العراقي وهويتنا الوطنية وعلينا العمل ضمن هذا  الاطار بما نحن عليه الآن خير من الدوران في حلقة مفرغة التي لا تختلف بشيء عن فلسفة " البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة " لنقل أيها الأخوة أن البيضة من الدجاجة وونسى الدجاجة من أين !!! فذلك أفضل لنا وأفيد .
ثالثاً : في ضوء هذا الواقع لا نجد ضيراً في القبول بأية تسمية قومية من تسمياتنا الجميلة الحالية لأن في ذلك لا يوجد خاسر بيننا بل الجميع رابح والخاسر الوحيد سوف يكون من لا يريد مصلحتنا القومية في البقاء في أرضنا ارض وطن الأباء والأجداد أرض بيث نهرين الطيبة ، أرض العراق مهد  البشرية.
خوشـــابا ســـولاقا
8 / ت1 / 2014 – بغداد
       



غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة وبعد
اطلعت على مقالكم القيم وما تفضلتم به من خلال ما طرحتموه من راي ووجهة نظر. بما يخص التمازج والتداخل الثقافي والعرقي والاجتماعي بين الموجات البشرية في بلاد  بيث نهرين.. منه اقول يعرف التعايش بانه الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثقافي، ولاشكال التعبير والصفات الانسانية المختلفة. وهذا التعريف يعني قبل كل شيء اتخاذ موقف ايجابي فيه اقرار بحق الاخرين في التمتع بحقوقهم وحرياتهم الاساسية المعترف بها. التسامح والتعايش مفتاح للتخلص من الخلافات، وهو شرط ضروري للسلام و التقدم الاجتماعي ومن خلاله نستطيع التغلب على التعصب و التمييز و الكراهية. ينطوي المجتمع الانساني على درجة كبيرة من التباين و التوحد في الوقت نفسه، يتجلى التباين في العدد الكبير من الاعراق و الاجناس و الاديان و القوميات التي تحمل قيم و معتقدات تؤدي الى ثقافات مختلفة ، ويتجلى التوحد في ان كل اعضاء هذه الجماعات يشتركون في كونهم يسعون للعيش بكرامة وسلام وتحقيق طموحاتهم ومصالحهم، وعلى ذلك فان ما يجمع الناس هو اكثر مما يفرقهم، ونتساءل ما سبب العنف و الصراع و الكراهية التي يشهدها العالم اليوم. عدم رفض اي فكرة بشكل مطلق حتى وجود امكانية الاستفادة منها في منطقة مشتركة. وعد رفض الفكرة لمجرد اعتراض ولكن اتباع محاولة التفكير فيها او التعديل فيها. هناك من لا يقتنع بالطرح او وجهة نظر  او بفكرة فيرفضها. اذن علينا قدر المستطاع بان نعطي  مساحة كبيرة للتفكير وابدا الراي وعدم ظلم المخالف في الراي  والنقاش فيتحول الى منتقم.اذن علينا وعسى ان نصل جميعا الى رؤية واحدة وموحدة من اجل اغناء الموضوع والمناقشة بطرق علمية شفافة. هدفي من هذه المداخلة المتواضع، هي فقط القاء بعض الضوء على الدور الكبير الذي قدمته شعوب ارض بين النهرين في بناء الحضارات الانسانية العظيمة القديمة، وقد اذهلني استخفاف بعض المثقفين والسياسيين اليوم بهذا الدور، والاحرى جهلهم به. المهم ما نود قوله، لا يمكننا حصر كل ما قدمه اجدادنا عبر التاريخ القديم في مداخلة واحدة , وليس الهدف ان نغرق في التاريخ وننسى حاضرنا ومستقبلنا , هدفي من هذه المداخلة هي دعوة للبعض لاعادة اكتشاف ماضيهم الحقيقي وما فيه من ابداع وان يتعلموا من هذا التاريخ كيف استطاع اجدادنا بناء حضارة من لاشيء ونحن نعيش على نفس البقعة التي عاشوا عليها وهي مازالت تملك نفس الخصائص التي استفادوا منها هم،وايضا بان لا ننسى حتى اوروبا تمكنت من بناء نهضتها بعد اعادة اكتشاف ودراسة تراثها اليوناني والروماني والبيزنطي , عسى ان اعادة اكتشاف بسيط لتاريخنا القديم يفيد في اعطائنا شيء من الدفع للابداع وبناء المستقبل، ولكن لا ان نتوقف عنده ونكتفي بالتحدث عنه فقط.  اكثر ما اعجبني وما اركز عليه في مداخلتي ، انه يجب علينا الا نتوقف عند حضارتنا السابقة والاكتفاء بالحديث عنها كما يفعل البعض الذين يعيشون على اجترار التاريخ فقط. فحضارتنا وتراثنا ،هي كسباق التتابع اي بمعنى انه في الوقت الذي يحق لنا فيه الاعتزاز بماضينا، الا ان هذا لا يمنعنا من مواكبة التطور الحضاري المتسارع. وبالنسبة لتقييم الاشخاص وانتقادهم فكل الامور نسبية ولا يوجد شئ مطلق فقد تحب انت شخص وتعتقده الافضل بينما هو بالنسبة لاخرين انسان سئ .وتقييمي للاشخاص ينبع من قيمة ما قدموه للانسانية جمعاء ممن خففوا الام الانسانية واظن ان اكثر حرية يملكها الانسان هي حبه من يريد. ليس عيبا او حراما بل هو واجبنا تذكر ودراسة تاريخنا وحضارتنا باثارها واعلامها. في كل مكان في العالم يعتز الناس بحضارتهم ولا يقفون عندها، بل التطور يبقى مستمرا والحياة لا تقف . واعتذرك منك لانني قد اكون خرجت عن مضمون الموضوع، ولكن كنت ارغب فقط بان اضيف ما يجول في ذهني وشكرا.. وتقبل مني كل الود وفائق تقديري لشخصكم الكريم والرب يرعاكم دائما

اخوكم المخلص
هنري سركيس

غير متصل نامق ناظم جرجيس ال خريفا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 996
  • الجنس: ذكر
  • المهندس نامق ناظم جرجيس ال خريفا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ الرائع خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
لا اريدان اعلق على مقالك , لانك وبحق عبرت عن مكنونات قلبي فيما يخص القضية القومية , واجدت في صياغة افكارك فجاءت مسترسلة تشرح ماقبلها , هذه هي الحقيقة , التي يتغافل عنها المتعصبون من كل الاطراف , انا معك واؤيدك فبارك الله بك .

اخوك
نامق ناظم ال خريفا

غير متصل soraita

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 797
    • مشاهدة الملف الشخصي
الي الأخ خوشابا سولأقا
افكار جيده ولكن نسيت كلمه واحده لم تذكرها فلأ اعرف هل لم تتمكن ان تنطقها او لعدم ازعاج بعض الأخوه لأنها تجرح مشاعر كثيرين
وارجو ان تنطقها كما هي
وشكرا

غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4988
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي خوشابا سولاقا
شلاما
بجمله واحدة نستطيع ان نترجم ما ترمي اليه وما  انا اومن به شخصيا
لنقول
كل فرد منا حر في اختيار الاسم الذي يقتنع ويومن به
المهم هو ان  يسال كل واحد منا
ماذ فعل او يفعل لصيانة والحفاظ والارتقاء بالاسم الذي يحبه
وابسط واول واهم اوليات العمل هو
هل يجيد لغتنا قراءة وكتابه
احسنتم
والرب يبارك 


غير متصل ايشو شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 504
    • مشاهدة الملف الشخصي
ا
الاخ والاستاذ خوشابا سولاقا المحترم
 
تحية اخوية وبعد :
عندما دخل رب المجد الى الهيكل ووجد بيت الصلاة قد حول الى مغارة لصوص ، انطلق في معالجة الموقف من مظمون ما جاء في الكتاب (  غيرة بيتك اكلتني).
قلتها واقول ارى  فيك من الغيرة القوميه ما يجعلك لاجل البناء تبحت حتى في سلة المستحيل،  ففي الوقت الذي  احييك على هذه الروحية وهذا الايمان ، استميحك عذراً لابداء بعض الملاحظات على بعض ماجاء في مقالك وبحسب قناعتي ونظرتي المتواضعه .

*  اقتباس ( استمرتْ الحالة هكذا الى تاريخ انعقاد مجمع أفسس المسكوني سنة 431 م حيث دبت الخلافات اللاهوتية في مجلس الكرادلة لكنيسة روما وتحديداً حول طبيعة السيد المسيح له المجد وتسمية السيدة العذراء بين أن تسمى ام الله أم تسمى أم المسيح ، ثم انتقل هذا المرض الى كنيسة بيث نهرين ، كنيسة المشرق ، ودبت الخلافات فيها هي الأخرى أيضاً ، وعلى أثر ذلك انشطرت كنيسة المشرق سنة 1552م) انتهى الاقتباس

في الحقيقة ان الاختلاف كان بين مار كيرلوس اسقف الاسكندريه ومار نسطورس اسقف القسطنطينيه وهو جدال  ظاهره لاهوتي حول طبيعة المسيح ولكن فيه خفايا السطو السيطره  استغل مار كيرلوس علاقة مار نسطورس السيئه بعائلة الامبراطور الروماني ، وان روما كانت لحد ذلك التاريخ في شراكة  لاهوتيه تامه مع جميع الكنائس الرسوليه بما فيهم القسطنطينيه(اسقفية مار نسطورس) وكنيسة المشرق، اما انشقاق كنيسة المشرق وارتباط قسم منها بروما فلم يكن اثر  الخلاف اللاهوتي بل في حقيقة الامر كان خلافاً  عائلياً على الكرسي وطريقة انتخاب البطريرك وهذا ليس أمراً مخفياً على احد ،وبتاثير مباشر من الارساليات الغربيه وفي مقدمتها روما .

 *  اقتباس (في هذه المعمعة التاريخية التي يتجاوز عمرها أكثر من ستة آلاف سنة لا نمتلك أي دليل علمي يثبت تطابق أعراقنا القومية التي ندعي الأنتساب إليها اليوم مع تلك الأعراق القومية القديمة مثلاً  كتطابق الحمض النووي الدي إن أي    ، وإذا أجرينا مثل هكذا فحوصات قد تُصدمنا النتائج وتقلب الأمور الى عقب وتجعل كل حساباتنا معكوسة لا تُطابق حسابات البيدر كما يقول المثل) انتهى الاقتباس

لا اعتقد ان هناك انساناً سوياً يخالفك في ما ذهبت اليه من الاختلاط والتمازج والتداخل لمختلف الاقوام ولكن وبحسب وجهة نظري المتواضعه ارى ان شعبنا الميسحي (الكلداني السرياني الاشوري) في بلاد ما بين النهرين اعتقد انه من انقى الاعراق قياساً بالاقوام التي تجاورنا من العرب والاكراد والفرس والتركمان وغيرها حيث على الاقل ان هذا الشعب الرافيديني الذي اعتنق المسيحية  وحافظ عليها بعد غزو الاسلام للمنطقه طيلة اربعة عشر قرناً الماضيه يمكننا ان نعتبر حفاضه على مسيحيته حفاظاً على مجموعته العرقيه بشكل غير مباشر ،  حيث بعد الاسلام انسلخت منه الكثير من المجموعات ولم تدخله من الخارج، كمجموعات على الاقل ، وهنا الغريب حيث بالرغم من كل ماتذكره من التداخل يبقى الكل متمسكاً بقومه  ما عدى نحن ابناء النهرين يراودنا الشك باصالتنا وعرقنا بالرغم من عدم رحيلنا عن ارض آشور وحدود الامبراطورية الاشوريه خلال هذه الحقبة التاريخية الطويله وثبوتنا في بودقة المسيحية التي كانت تتضايق كما اسلفنا ولا تتوسع
 
 *  اقتباس  (بهذ الشكل المتسلسل توالت احداث التاريخ على أرض بلاد بيث نهرين منذ عهد سومر وأور وأكد وبابل وآشور والفرس والمغول والعرب المسلمين والمغول والعثمانيين الى ان حلت الكارثة بتقسيم أبناء أمتنا وكنيستنا المشرقية الى مذاهب لاهوتية في منتصف القرن السادس عشر الميلادي وتركت لنا أكوام من المعطيات والمعلومات التاريخية التي يتطلب منا أن نحللها ونعيد ترتيبها بأسلوب علمي رصين لنهتدي من خلالها الى اكتشاف ما يفيدنا منها في حياتنا الحاضرة وليس العكس) انتهى الاقتباس

ان جميع المدونات التاريخيه منذ بداية اعتناق ابناء النهرين المسيحيه ولحين حدوث الانقسامات المذهبيه   جاء ذكر هذه المجموعات تحت التسميه المسيحيه  وليس فيها مدلول قومي مباشر وما تمت الاشاره اليه جاء كما يبدو من باب الجغرافيا ليس الآ ، اما ما جاء بعد الخلافات الكنسيه والانقامات فان ما جاء ذكره هو مسمى طائفي مذهبي بحت وعليه ارى اننا ( الكلدان السريان الاشوريين )هنا ظمن خيارين لا ثالث لنا  اما ان نتمسك بالتسميه المسيحيه وننسى القوميه او ان نتخذ من الجغرافيا والمسمى الجغرافي طبقاً لوجودنا  وتواجد شعبنا المسيحي اسما قومياً  فنحن كنا ولا زلنا تحت المسمى الجغرافي الاشوري والارض الاشوريه، فان كنا لا نستطيع اثبات العرق بواسطة ( الدي ان اي) غير انه لا يمكن احداً ان ينفي حقيقة وجودنا على هذه الرقعة الجغرافيه (بلاد الاشوريين )  ولا يحق لاحد ان يسلب حقنا في الانتماء الى ارض الاجداد .(هذا باضعف الايمان كما يقال )

* اقتباس (. وهكذا انتهى الحلم الوردي لأبناء أمتنا بسبب دسائس ومؤآمرات الانكليز وتعاون بعض قياداتهم الميدانية مع الحكومة الكيلانية الفاشية المستعربة بمأسات كارثة مذبحة سميل سنة 1933 م ، وأسدل الستار بعد ذلك التاريخ المشؤوم على قضيتنا القومية وكياننا القومي المستقل وذهبت تضحياتنا الجسام أدراج الرياح) انتهى الاقتباس
 
ليس انطلاقاً من باب جلد الذات ولا من باب تبرير الانكليز ، بريطانيا كانت لها مصالحها  وطبقاً لذلك تحركت وعملت واعطت  وخدمت من يخدم مصالحها ، لم تقم دولة ملكيه من آل البيت لسواد عيونهم كما يقال بل لكونها شعرت بان المسلمون هم الاكثرية ويستطيعون الحفاظ على مصالها بالمقابل .بعد ان وجدت تفكك الصف المسيحي على الاساس الطائفي ولم تجدي محاولة الوحده الكنسيه التي بادر بها مار شمعون مع الاخوه في الطائفة الكلدانيه  بعد دخول الاثوريين (النساطره ) الى العراق من اقرب نقطة على بغداد وتشكيل القوات التي كانت تعرف بالجيش الليفي على الطرف الغربي منها (الرمادي) كنواة عسكرية اوليه ولو انها كانت تحوي من جميع القوميات العراقيه ولكن لا يخفى بان المسيحيين فيها كانوا الاكثريه .فعلينا ان نعترف ونقر بان العقليه الطائفيه التي اضاعت تلك الفرصة التاريخيه وانتهت بتلك التضحيات الجسام دون فائده هي نفسها التي جعلت منا اضحوكة للعرب والاكراد بعدم التوافق على تسميه وموقف قومي لغرض تثبيته في دستور الدوله منذ عام 2003 ولحد اليوم وجعلتنا ننبش في مسميات التاريخ عسى ان نجد لنا اسما  !!!!!  والجميع يتشدق باننا اصحاب الارض الاصلاء !!.
   
*  اقتباس ( ثالثاً : في ضوء هذا الواقع لا نجد ضيراً في القبول بأية تسمية قومية من تسمياتنا الجميلة الحالية لأن في ذلك لا يوجد خاسر بيننا بل الجميع رابح والخاسر الوحيد سوف يكون من لا يريد مصلحتنا القومية في البقاء في أرضنا ارض وطن الأباء والأجداد أرض بيث نهرين الطيبة ، أرض العراق مهد  البشرية) انتهى

اقولها بكل مراره والم ربما سنجد لنا تسميه شامله موحده اذا عقدنا موتمراً عالمياً لابناء جالياتنا المنتشره في ارجاء المعموره مع وجود مترجميين عليهم الاعتماد من لغات العالم المختلفه وحسب دول الانتشار فربما سوف نوصل الى حل للتسميه ولكن دون وطن !!!! وحينئذ تكون مشكلتنا اين الوطن وماذا نسميه ؟!!!!
ولكن كاشوريون مؤمنون بمسيحيتنا ومن ثم بقوميتنا نقول الوعد حق  وبه نؤمن فليكن  لنا يا رب وعدك الصادق كما جاء في اشعيا 19/ 23 -25 .
معذرة للآطاله وتقبل فائق احترامي

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخوة الأصدقاء الأعزاء الأعزاء المحترمين
-   الأستاذ هنري سركيس
-   الأستاذ نامق ناظم آل خريفا
-   الست سوريتا
-   الأستاذ أخيقر يوخنا

-   نشكرلكم مروركم الكريم على مقالنا واغناكم له من خلال ما أبديتموه من الملاحظات القيمة ، وهنا نود أن نذكر بأنه آنت الآوان لأن نعيد النظر بثقافتنا التاريخية وأن نتعاطى معها بحسب معطيات واقعنا الأجتماعي اليوم وليس وفق ما نقرأه في هذا المصدر التاريخي أو ذاك لأن التاريخ بمجمله مسيس ومنحاز لهذا الطرف أو ذاك ، ليس هناك مصدر تاريخي حيادي مئة في المئة وينطق بالحقيقة المطلقة كما هي لتاريخنا البيث نهريني لكي نعتمده في معرفة من نكون ما هو عرقنا القومي هل نحن كلدان أم نحن سريان أم آشوريين وكل ما نحن متاكدون منه اليوم هو نحن نتكلم بلغة واحدة وهي " السورث الحديثه " المركبة  من مفردات آرامية وآكدية وبابلية وآشورية بأبجدية آرامية ليس إلا . كما نود أن نذكر البعض من مثقفينا من كل المكونات الذين استمدوا معرفتهم التاريخية وبنوا عليها قناعاتهم الفكرية بخصوص طبيعة أجدادنا القدماء من البابليين الكلدان والآشوريين في عهد ملوكهم العظام الذين سبوا اليهود الى نينوى وبابل . ماذا تتوقعون أن يكتبوا هؤلاء في توراتهم وسير أنبيائهم عن أولائك الذين سبوهم من ممالكهم وأتوا بهم الى أرض بيث نهرين ؟؟ هل تتوقعون أن يصفوهم بملائكة الرحمة يتصفون بصفات نبيلة ؟؟ أم يصِفوهم بصفات شريرة كما ورد في توراتهم التي هي بين أيديكم ؟؟ لو كانوا أجدادنا أشرار وقساة كما وصفوهم في التوراة لكانوا قد أبادوا اليهود عن بكرة أبيهم ولم يأتوا بهم أسرى وسبايا الى مدنهم وتركوهم أحراراً يعيشون بين ظهرانهم . يجب أن نعيد قراءة تاريخنا بمنظار جديد ونسمي الأشياء بأسمائها المكونات الحالية لأمتنا بالأسماء التي يختارونها لنفسه هذا هو المنطق الذي يقودنا الى برّ الأمان ويحقق للجميع ما نصبو إليه أيها الأعزاء ودمتم بخير وسلام .
-               محبكم أخوكم : خوشابا سولاقا

غير متصل bethmardootha duhok

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 77
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ والصديق خوشابا سولاقا المحترم..
أعجبني مقالكم ويا ليت كل المثقفين القوميين من أبناء شعبنا يحكّمون العقل والمنطق العلمي في قراءة تاريخ شعبهم وفي كل أمور الحياة(طبعاً).. أنه عودة الوعي.. وإنشاء الله ينتشر الوعي العلمي .. لا أريد أن أكتب شيئا جديدا حول الموضوع وخاصة موضوع التسمية، فقد تطرقنا إليه في كلمة تحرير مجلة الدار(سيمثا) العدد/ 12-22 لسنة 2013، وللإطلاع عليه ندرجه أدناه:
كلمة التحرير...
أسمى ما في هذا الكون، هو أنْ يؤمن الإنسان أنه إنسان. إنسان وليس شيئاً آخر وأن يفْقه ويدرك ذلك بعمق. وعندئذٍ لا يمكنه إلا أن يؤمن بتلك الأواصر التي تشُدّه إلى نظيره الآخر، الإنسان الآخر.
وهكذا سيُؤمن الكل بالكل’ وسيُؤمن الجميع بالإنسان كقيمة عُليا في الوجود. مفردة كونية عُليا ضمن مُكَوَّن يُشكّل فوق هذا الكوكب البشرية جمعاء’. ولكون كلّ منا مُفردة  في هذا التكوين العظيم’ فسوف لن يكون بمقدور أيّ منا إلاّ الإيمان المطلق بالقاعدة العريضة لبني الإنسانية، بالناس كلهم، لسبب بسيط هو أنّ كلّ واحد منا هو مفردة في ذلك المكوّن الأعظم، لبنة فيه..
هل من الصعب حقّاً أن نَفْقه أن كلّ ذات فينا تُشكل مع ذات الآخر، الذوات الأخرى  في هذا المكون الإنساني الأعظم؟
نعم (الذاتية) في كل واحد منا .. لي ذاتي ولك ذاتك  وله ذاته ..
ونحن نعلم أنّ المُكَوِّن البشري الأعظم قد قام  بدوره على مجموع هائل من المُكوّنات الأخرى’ والتي ترمز إلى البشرية جمعاء فوق سطح كوكبنا.
وشعبنا نحن يُشكّل واحداً من تلك المُكوِّنات،  يُشكل شريحة  بشرية إلى جانب الشرائح البشرية الأخرى، كان ولا زال قائماً على بقعة محددة  من سطح هذا الكوكب، وله لونه الخاص،  وإننا نُشكل مع الألوان الأخرى مجتمعة’ تلك اللوحة الإنسانية العظمى.
واللون الخاص الذي يُميز كل واحدة من تلك المكونات البشرية العديدة ،  قائم على عاملين أو عنصرين أساسيين هما الزمان والمكان، وهما متداخلان.  والزمان هو التاريخ بكل تمفصلاته،  والمكان هو الأرض، هو التربة التي شغلها شعب أو قوم ما عبر فترات التاريخ المتعاقبة.
هذان العنصران هما اللذان يمنحان أية شريحة بشرية لونها وخصائصها المتميزة.
مُقدّماً وقبل أن ندرس معاً هذه المُقومات الأساسية أقول:
أنا لست قومياً عُنصرياً،  مفهومي القومي لا أبنيه على العنصرية،  والعنصر عندي ليس وحده ما تقوم عليه القومية.
ثمّ أنّ مفهوم القومية عندي،  إذا لم  يُبنَ على أساس الإنسانية’ أعتبره مفهوماً تراجعياً،  قد تجاوزه الفكر الإنساني اليوم. كان مرحلة تلت مرحلة القبلية العشائرية أو الأبوية البطريركية.  وقد تجاوزه الزمن بحلول المفاهيم الديمقراطية العريضة.
ونعود إلى العوامل أو المقومات التي ميّزتنا وأعطتنا لوننا وخصائصنا..
نحن لنا تاريخ مجيد’ تاريخ يمتدّ إلى ما قبل التاريخ،  لسنا نحن من يقول هذا، العالم كلّه يشهد على أنّ تاريخنا يحتل في سفر تاريخ الإنسانية الفصول الأولى فيه.  ولكن يجب أن نُقِرّ أيضاً أنّ منطق اليوم  يقول:
هناك تاريخ’، وهناك واقع،  والتاريخ قد مضى وانقضى،  ومُعطيات الواقع،  واقع اليوم هي التي سترسم ملامح المستقبل.
ونحن إذا ما قرأنا التاريخ بشكل علمي صحيح، حتماً سننطلق من خلال البُؤر المُضيئة في سفر تاريخنا،  لا من الثقوب السوداء المظلمة فيه،  سننطلق من النقاط الجامعة’ لا المفرّقة،  من كل مفردة تاريخية كانت سبباً في البناء والتعمير، لا من تلك التي عملت على الهدم والتخريب، على
التفرقة والتمزّق والتشرذم، وعلى إثارة النزاعات والصراعات والجدالات السفسطية المُفتعلة.
ولكن مع الأسف الشديد فإنّ ما نحاول أن نأخذه من تاريخنا من عِبَر ومن تجارب سلفنا الصالح، لا نستوحيه إلا من تلك البُؤر المظلمة التي تُمعِن في تمزيقنا وتشتيتنا وضَياعِنا، وتُسجِر  وتُؤَجّج نار الصراعات القاتلة في أوساط شعبنا المسكين المغلوب على أمره.
هذا التشرذم وهذا التمزّق الذي نعيشه اليوم  ليس إلا حصيلة ما افتعلناه من صراعات ونزاعات مميتة’ أثرناها عن قصد مُبيت أو عن غير قصد،  وخاصة بعد أن واتتنا مؤخراً فرصة ذهبية’ كان بإمكاننا العمل على تثبيت وجودنا كمكون أصيل في هذا الوطن، وإعلان هويتنا’ والمطالبة بحقوقنا المشروعة’ كشعب واحد متوحّد، لا مجموعة طوائف متنازعة متصارعة على أمور أكل الدهر عليها وشرب كما  يُقال.
لقد وضعنا جسد شعبنا المحطّم فوق طاولة التشريح، كما فعل اللاهوتيون بجسد يسوع محاولين فهم تداخل الألوهية والإنسانية فيه، ولا زالت مشارطهم تُمزّق الجسد المصلوب،  ورُحنا  نُمزّقه  دون رحمة بحراب مسمومة، ونُقطّعه أشلاء، ونُطلق على كلّ شلْوٍ إسماً، استقاه أشباه مثقّفين من تلك المحطّات العقيمة في سفر تاريخنا. تماماً كما سبق وأن فعلت رئاسات كنيستنا المُقطّعة إلى كنائس..
كل ذلك بمباركة، لا بل وبدعم أولئك الذين لا يريدون لهذا الشعب أن يرفع رأسه وينظر الشمس. ناهيك عن مباركة  من داخل بيتنا ذاته،  من قبل نفر من المتزمتين المتعصّبين طائفياً ومذهبياً..
ولنُقلّب في سفر التاريخ  بضع صفحات إلى الوراء، فنقول:
سقطت نينوى سنة  612  ق.م، وسقطت بابل سنة 539 ق. م، وتلك كانت انحرافة حادّة في مسار تاريخ الإنسانية، فلو لم تحدث، لو لم تسقط بابل، لكان واقع التاريخ غير الذي نحن عليه، تاريخ البشرية كلها،  نقول هذا بلا حرج، لأنّ سقوط بلاد النهرين تلك السقطة الكبرى القاتلة، كان سقوطاً للحضارة هنا على أرضنا، مهد البشرية وينبوع المدنية وإلى الأبد،  وانتقال الحضارة  منذ ذلك الوقت من الشرق إلى الغرب. من وادينا الرافديني البنهريني الجميل، إلى اليونان والرومان،  ومنهم إلى الشعوب الشمالية الأخرى، انتقلت مسيرة الحضارة من الجنوب إلى الشمال من كوكبنا.
فسَبُتَ وإلى الأبد الجنوب وانتفض الشمال. أخذ اليونان زمام الأمور بأيديهم وحملوا مشعل الحضارة وواصلوا التقدّم  به، واصلوا بناء صرح الحضارة البشرية من حيث ابن النهرين قد وصل.
سقطت دولة  بلاد النهرين، سقطت بسقوط نينوى وانتهى أمرها.. لكن ظلّ الشعب البنهريني من أعاليه في آسيا الصغرى حتى أسافله في دلمون وقطر والبحرين حيث غسل وجهه ويديه أحد الملوك الآشوريين بمياه الخليج الكلداني، هذا الشعب ظل مقيّداً ومُقاداً، مُستعمَراً ومُضطهَداً مُهجّراً ومُبَدَّداً في كل الأصقاع وأرضه المقدّسة تدوسها وتُدنّسها أقدام  البربرية الهمجية الغريبة’ قدِمت من أقاصي الدنيا.
ومع ذلك ظلّ الإنسان البنهريني مواصلاً حمله لمشعل الحضارة’ ظلّ أميناً وفيّاً لإرث الأجداد، ظلّ سراجاً يحرق روحه زيتاً لإنارة الدرب نحو التطور والرقي لأولئك الذين يمسكون بزمام أمور السلطة. نعم ظلّ رغم كل الشدائد والمضايقات والإضطهادات ورغم الإذلال والحطّ من إنسانيته، ورغم التمييز المقيت الذي مورس بحقه كإنسان ذو كرامة. ظلّ رغم كل ذلك وفياً مؤمنا منفتحا مسامحا باذلا معطاءً ناكراً ذاته وأحياناً وجوده وهويته مُرغَماً ومغلوباً
على أمره. هذا العراقي الأصيل، كان ولا زال يحمل روحية  تلك الرسالة الإنسانية، وذلك التوق الكبير الذي ورثه عن أجداده إلى بناء صرح الحضارة والمدنية. كان ولا زال بنّاءً بطبعه، كارهاً للتدمير والتخريب، ظلّ يحمل على أكتافه ثقل النهوض بالأجيال، مساهماً بفاعلية عالية في بناء أمجاد الآخرين،  وهذا باعتراف أولئك الآخرين أنفسهم. ظلّ هذا العراقي الأصيل وديدنه بناء الصروح الثقافية ودور العلم ودور الإستشفاء والبيمارستانات، وبيوت الحكمة.  يتعلّم ويُعلِّم لفترة قرون.
وأشرق فجر المسيحية  بعد حوالى ستة قر ون من سقوط الدولة البنهرينية، دولة العراق القديم.  وتهافت أبناء شعبنا على اعتناق العقيدة الجديدة، وقد وجد في مباديء المسيحية ما يتواءم وحضارته الإنسانية بالإضافة إلى حاجته إلى بناء إجتماعي يجمع أشلاءه ويُوحّده في مجتمع منظّم سليم ليواصل البناء الحضاري ووفق مباديء إنسانية واضحة ومن خلال تنظيم مؤسساتي إداري جديد والمتمثّل في الكنيسة.
وهكذا غدت الكنيسة في البداية بديل ذلك الإنتماء القومي، وبديل تلك المرجعية القومية، وبديل تلك السلطة التي كانت تدير شؤون الإمبراطورية البنهرينية التي فقدوها قبل أكثر من ستة قرون..
ولكن هذه الحال لم تستمر، ولم ينعم شعبنا، كشعب مسيحي، طويلاً فالمرجعية الدينية الواحدة التي أسسها رسل مسيح واحد قد تمزّقت، صارت مرجعيات، لكل مرجعية مسيحها، مسيح بمفهوم يناسبها.
فبعد ثلاثة قرون أو أكثر من ذلك بقليل أي في مستهلّ القرن الرابع الميلادي ثارت الخلافات واشتدّت الصراعات، واستعرت نار المنافسة والتهافت على المراتب والقيادات الرئاسية..
ففي سنة 325 م انعقد المجمع المسكوني في نيقيا(مجمع نيقيا الأول)، وما تميّز به هذا المجمع هو الرشق بالحرومات الكنسية .. وجاء مجمع قسطنطينية الأول سنة 381 م، وخرج بالحرم الكنسي.
واستمر انعقاد المجامع الكنسية، واستمرّت الحرومات الكنسية.. ففي مجمع أفسس 431 م حُرّم نسطوريوس، وفي المجمع الذي تلاه، مجمع خلقيدونيا، حُرّم إوطيخا. وتستمرّ المجامع الكنسية ومع استمرارها تشتدّ الصراعات وتستمرّ الحرومات والتكفيرات،  وغدا المجمع مشرحة يضعون جسد المسيح الواحد فوق منضدة التشريح وينزلون بمشارطهم تقطيعاً وتمزيقا، وينتهون بأشلاء، وكل يأخذ شلواً  مسيحياً خاصّاً به.
الغريب المُدهش في أمر تلك المجامع الكنسية المسكونية هو أنّها مجامع مُقدّسة’ تلك المجامع التي تميّز معظمها بالرشق بالحرومات والتكفير بحق هذا وذاك، وكأنّ تلك المجامع لم يكن ما يشغلها سوى الرشق بالحرم، وإلصاق صفة التكفير بالخصم، فهُدرت دماء ووقعت مجازر دموية من جراء ذلك.. وتمزّقت الكنيسة’ وتمزّق المسيح إلى أشلاء. وكانت كنيستنا الشرقية(أحد تلك الأشلاء منذ مجمع أفسس سنة 431م)..
ومن يُراجع مجامع كنيستنا المشرقية ومنذ مجمع مار اسحق سنة  410 م وما تلاه من مجامع عبر التاريخ، سيُصاب بالهلع جراء تلك الصراعات وتلك النزاعات الدموية.. واشتدّت حدّة السفسطات الكلامية الفارغة بين المؤتمرين في المجامع، وتدخّل الحكام والملوك (أحياناً) وسُيّست المفاهيم اللاهوتية’ وكثرت الإنقسامات وتعددت العروش والكراسي،  فقد غدت تلك التخريجات اللاهوتية والإجتهادات المذهبية مُبرراً لديهم للتفرد بعرش أو بكرسي.  ورأى كل واحد من أولئك المستوين على العروش الكنسية أنه بحاجة إلى تسمية تميّزه، لا بل تفرّقه عن العروش الأخرى، فالتجأ إلى التاريخ، ولعلّ ذلك بدافع من أنّ التاريخ سيجعل عروشهم أكثر ثباتاً وأكثر أصالة.
نعود فنقول:  تبنّت كل كنيسة من كنائسنا إسماًإستقته من أعماق التاريخ، كما ذكرنا، تسميات لا زال صداها منذ القدم وحتى اليوم يملأ الأسماع، وهكذا صارت لدينا كنيسة آثورية (أو آشورية) وكنيسة كلدانية وكنيسة سريانية..
ولكن كنائسنا كلّها، عمدت إلى تفريغ هذه التسميات  من مفاهيمها التاريخية والتنكر لما توحيه  تلك من أمجاد ومنجزات حضارية عظيمة.  تلك الأمجاد وتلك المنجزات التاريخية التي لم تكن في نظر المهيمنين على شؤون الكنيسة سوى ضرب من المعاصي والذنوب ضدّ ناموس الربّ،
وحشو هذه التسميات بالمفاهيم المذهبية الطائفية الضيّقة، عملوا وباستماتة على جعل تلك التسميات توحي للمؤمنين البسطاء بمفاهيم طائفية وتزرع في أذهانهم أنهم طائفة لها كنيستها ورئاستها تدير شؤونها، وبهذا فإنهم يُشكلون طائفة مستقلة بذاتها لها خصائصها ومقومات وجودها.  ولم يكتفوا بتصنيف هذا الشعب المغلوب على أمره إلى طوائف وحسب،  بل أنّ البعض -أقول البعض-  راح يُمعن في االتمزيق والتقطيع في جسم الشعب الواحد، فحاول جهده ولا يزال في نقل مفهوم الطائفية في هذه المرة إلى مفهوم القومية، فغدونا وكأن كل كنيسة برئاستها تقود شعباً أو قوماً، له اسمه وله خصائصه وله تاريخه الذي يميزه.  ونحن في عرف هذا النفر المتنكر لجذوره: شعب كلداني وشعب آشوري وشعب سرياني وشعب ماروني وشعب ملكاني وشعب آرامي أيضاً... وإن لكل من هذه الشعوب هوية ومقومات تاريخية قومية ولغة خاصة مختلفة عن الآخر...  تصوّروا أن هناك من يُسمّي لغته كلدانية ولا يقبل بالتسمية السريانية أو الآثورية أو الآرامية’ وهناك من يُسمّي لغته آثورية (أو آشورية) ويرفض التسميات الأخرى..
ليس هذا فقط بل هناك من يغالط الحقيقة التاريخية التي تُقرّ بأن هذا الشعب،  بكل تسمياته،  يستخدم لغة واحدة موَحَّدة. فالبعض يعتبر السريانية الفصحى (لغة الطقوس) لغة غريبة دخيلة لا صلة لنا بها وهي وافدة من الرها.. تأمّلوا عمق مأساتنا..
إزاء هذا الذي سُقناه نتساءل:  ترى هل بإمكاننا الإعتراض على من يتصدّى لنا قائلاً: أنّ من الصعب جداً توحيد كلمة شعبنا وتوحيده تحت مظلة ثوابت ومسلّمات اساسية وتاريخية واحدة’ وننزل إلى الساحة السياسية بخطاب واحد موحَّد؟ أنا لا أعتقد أنّ بإمكاننا الإعتراض..
ولكي أُوضّح مبرّر تسليمنا بمثل هذا الواقع الأليم أقول:
الطبقة المثقفة فينا-  ناهيك عن عامة الشعب-   عيش اليوم حالة إزدواجية خطرة’ تعيش صراعاً ما بين العقل والعواطف. لا أحد فينا بإمكانه أن ينكر أن ترسبات المفهوم الطائفي الضيّق المقيت، قد تمكّنا من أن نُطهّر نفوسنا من حثالاته. وإن بالإمكان تحكيم العقل والتحكم بالمشاعر والعواطف وكبحها والتحرر من الطوق الذي أحكمته أفكار الطائفية والمذهبية المتزمتة حول أعناقنا. وأعود وأقول إذا ما كنّا شعوباً وأقواماً- كما يدّعي البعض منا- فإن الشعوب تتآلف أو تتحالف مرحليا،  ولا تتحد، وتحالفها وتآلفها تتحكم به وباستمرار قيامة المصالح الخاصة بكل قبيل وهذا ما نراه قائماً في بلدنا من تحالفات مصالحية مرحلية.  تلك هي علّة غياب الخطاب الواحد الموحّد لشعبنا المسكين.
والآن دعونا نتعرّض ومن خلال المُعطيات التاريخية الرصينة والمعتمدة في أوساط الباحثين والمؤرخين للقائلين بكوننا شعوباً وليس شعباً واحداً...
يقول المثلث الرحمة المطران أدّي شير في مصنّفه المشهور((كلدووآثور)):
(يُعتبر الكلدانيون والآثوريون شعباً واحداً)) مستنداً إلى مراجع عديدة من ضمنها ما جاء في التوراة (تكوين 10: 11-12) ونصّه:
((ومن تلك الأرض (يقصد أرض بابل) خرج آثور وابتنى نينوى, وساحات المدينة وكالح وراسن بين نينوى وكالح’ وهي المدينة العظيمة)).
ويُضيف أدي شير على ذلك فيقول:
(ومما يشهد جلياً على أنّ الكلدانيين والآثوريين شعب واحد، كون لغة الآثوريين ولغة الكلدانيين واحدة وكذلك قل عن ديانتهم وتمدّنهم)- كلدو وآثور ج1: 44- 45.
وفي موضع آخر يقول أدي شير:
(أنّ سكان الجزيرة وآثور والعراق على اختلاف مذاهبهم هم كلدان آثوريون جنساً ووطناً. ولقد دعوتهم كلداناً آثوريين(الضمير هنا لشير) لأنهما في الأصل شعب واحد،  نظراً إلى الديانة والعوائد والتقاليد والشرائع والآداب المشتركة فضلاً عن أنّ اسم الكلدان والآثوريين أُطلق دون تمييز على شعب واحد في التواريخ القديمة’ إذ كانت الدولتان تتضامنان وتتحدان غالباً،  فتصبحان دولة واحدة، ولا عبرة للحروب التي كانت تقوم بينهما، كونها حروب داخلية أهلية مثل تلك التي كانت تقوم بين أثينا وسبارطة اليونانيتين).
وفي التراث العربي، مواطنو الإمبراطورية الآشورية (آشور الكبرى) أطلق عليهم اسم السريان وعلى لغتهم السريانية بغض النظر عما هو قائم في هذا الإسم من إبدال بين أصوات لغوية متشابهة المخارج حيث تبدل الشين من السين أو الثاء أو التاء.
والحقيقة أنّ المؤرخين العرب قد أخذوا اسم السريان من الفرس حيث في لغتهم  يقولون (آسوريان أو سوريان) وعلى الولاية الآشورية في زمن الأخمينين تسمية (آسورستا أو سورستان) وقد عُمّمت التسمية لتشمل العراق كلّه حيث أُطلق عليه تسمية (آسورستان) .
كما أنّ الإسم(آشور) في المدونات الأكدية والآشورية يرد أحياناً بالشين وأخرى بالسين.. وهذا يعني أن صيغة آسور/آسورا/ آسوريا بصوت السين أصيلة أيضاً وليست غريبة..  ولا شكّ أن آباؤنا  تقبّلوا تسمية(سورايا أو سوريايا) لمعرفتهم  في أنها أصيلة من آثورايا ولم يعترضوا على الفرس ولا على اليونانيين في لفظهم..لا بل قد وجدوا أن هذه التسمية  بعد المسيحية أصبحت تعني كل ناطق بالآرامية من الآشوريين والكلدان والآراميين وقد اعتنق المسيحية...
ويقول المطران إقليميس يوسف داود في (اللمعة الشهية):
وفي زمان الملوك السلوقيين بُدّل اسم آرام إلى سوريا التي هي اختصار (آسوريا) أي (آشور) وهو اسم عام كان يُطلق على آسيا الداخلية كلّها..
وورد اسم سوريا وآسوريا مترادفين عند مجموعة من المؤرخين اليونان القدامى مثل:
هيرودوتس وكسينيفون وسترابون وغيرهم. ويُرادف يعقوب الرهاوي (708م) في (الأيام الستة) بين لفظتي سوريا وآسوريا. ويقول الأب لامانس المستشرق أن اليونانيين استخدموا سوريا وآسوريا للدلالة على آثور.
ويقول السمعاني في(فرائد الأدب):
كان اسم سوريا عند اليونان القدامى مرادفاً لاسم آسوريا مملكة الآشوريين.
ويُؤكّد المثلث الرحمة الكاردينال البطريرك مار عمانوئيل دلي في كتابه (المؤسسة البطريركية في كنيسة المشرق) ص5:
((جميعنا شعب واحد بالرغم من تعدد التسميات، وليس بالضرورة أن ينتمي اليوم جميع أبناء هذه الكنيسة الكلدوآشورية إلى القبائل الكلدانية والآشورية المذكورة في التاريخ)).
ويقول غبطته:
(إنّ البابا  يوليوس الثالث أسبغ على يوحنا سولاقا لقب بطريرك الموصل في آثور الشرقية).
وفي موضع آخر يقول:
(إنّ البابا بيوس الرابع لقّب البطريرك عبديشوع الجزري-1571+- بلقب بطريرك الآشوريين أو بطريرك الموصل في آشور الشرقية).
وفي صورة إيمان عبديشوع المذكور يلقب نفسه بلقب بطريرك آمد(دياربكر) في ديار المشرق التي هي آشور..
ولا نعدم إثباتات كثيرة من القدامى والمعاصرين حول أصل تسمية السريان كونها تعود أو هي تحريف فارسي يوناني عن آثور أو آشور. ونكتفي بهذا القدر من الشهادات بهذا الخصوص و نقول:
إنّ سبب هذا التطابق وهذا التعادل هو دليل قوي على أنّ العنصر البشري في هذه المنطقة ينحدر من أصول عرقية واحدة مشتركة مهما تعددت تسمياته المعاصرة وهو الحجة المقنعة التي تبرّر سبب إقدام كل من اليونان والفرس والرومان والعبرانيين والمصريين والأرمن وغيرهم على تسمية العنصر البشري في الهلال الخصيب(آشور الكبرى) بتسميات مطابقة بُنْيةً ودلالة مع لفظتي آثوروآشور مع إبدال اقتضته الطبيعة الصوتية في لغة كل قوم.. 
فنحن آشوريون وكلدان وآراميون وتسمية السريان(ܣܘܪ̈ܝܐ/ ܣܘܪ̈ܝܝܐ)، جامعة للكل...
مع خالص تقديري واحترامي
القس شليمون ايشو
دار المشرق الثقافية- دهوك

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ العزيز الأستاذ الفاضل إيشو شليمون المحترم
تقبلوا خالص تحياتنا ومحبتنا
نتشرف بمروركم الكريم على مقالنا وتقييمكم له ، ونشكركم على اثرائنا بما أبديتموه من ملاحظات وما أغنيتمونا به من معلومات تاريخية قيمّة كما عهدتمونا دائماً في مداخلاتكم ، ونحن من جانبنا نعتز بشخصكم شديد الأعتزاز لكرمكم في إغنائكم للآخرين بالمعلومات التاريخية ، ونتمنى لكم دوام الصحة والموفقية في الأستزادة بكرم المعلومة المفيدة لقرائكم ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام لخدمة قضية أمتنا في تحقيق وحدتها القومية .
           محبكم أخوكم : خوشابا سولاقا – بغداد   

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الأب الفاضل شليمون إيشو المحترم
[b]تقبلوا خالص تحياتنا ومحبتنا
نتشرف بمروركم الكريم على مقالنا وتقييمكم الرائع له ، وعدتم بنا الى تلك الذكريات الجميلة الرائعة الغنية بالتجربة الثرة في العمل القومي الحقيقي أيام النادي الثقافي الآثوري كيف كنا نتواجه مع من كانوا يحاولون النيل من أفكارنا وتوجهاتنا القومية الوحدوية ومع من كانوا لا يحبذون التقارب مع الأخوة من أشقائنا من أبناء المذاهب الكنسية الأخرى بما فيهم أشقائنا من أتباع التقويم اليولياني وجعل النادي أن يكون حصراً بأتباع كنيستنا لوحدها ( كنيسة المشرق الآشورية ) . كيف اثمرت جهودنا ( نقصد هنا جهود مجموعتنا – أمتنايي ) في تحويل النادي الى مركز ثقافي نموذجي في استقطاب ذوي التوجه القومي من جميع مكونات أمتنا حيث كان يحتضن خيرة المثقفين ومنه انطلقت المبادرات الأولى لتشكيل تنظيمات قومية ، وكنتم من الأوائل ممن تعرضوا الى الأعتقال من قبل الأجهزة المنية للنظام السابق . منذ ذلك الوقت ونحن نعاني من الفرقة والتمزق والتشرذم وهجرة أرض وطن الأباء والأجداد ، وتصاعد هذه الظواهر بشكل مريب للغاية ، وقرب تفريغ أرض الوطن من وجودنا القومي بسبب تصاعد وتائر الهجرة على خلفية توافر الأسباب والدوافع لها أصبح التفكير بضرورة ايجاد المعالجات الناجعة لوضع حد  لاستمرار هذه الظواهر تؤرقنا وتقض مضاحعنا وأصبحنا نبحث عن حلول الحدود الدُنى لتحقيق الأجماع على وحدتنا القومية ، لأن ذلك يكون خير لنا من ننقرض وننفني كأمة في ازقة المهاجر .
ملاحظة : قرأنا كلمة التحرير لمجلتكم وأعجبتنا كثيرأ وشكراً لكم على ذلك
ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
           محبكم من القلب أخوكم : خوشابا سولاقا 
[/b]
[/color]

غير متصل david ankawa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 317
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
Myoqra Khoshaba shlama....It is true each one of us can choose whatever he like or can call even his sect a Qawmayah and also his tribe if he wish as we see now , but then the question that we need to ask are self do we have the prove to call this or that a Qawmayah because the Qawmayah is language is history that the world can recognize you with and then we found that many who claim a false Qawmayah will not have the legs to stand on

غير متصل david ankawa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 317
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
Myoqra Khoshaba...I know that i am putting you on the spot but i hope you can answer my question....Assyrians is known as a Qawmayah and if it is not then can you explain the Artifacts that it is in England museum and in Germany and Paris and in Israel not to mention the one that was stolen left and right , why it is called an proudly Assyrians

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ  david ankawa المحترم
تقبلوا خالص تحياتنا ومحبتنا
يشرفنا مروركم الكريم على مقالنا ونشكرم جزيل الشكر على متابعاتكم الدائمة لما نكتبه وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى معزتكم لنا ولما نكتبه ونحن بدورنا نعتز شديد الأعتزاز بشخصكم الكريم . صديقنا العزيز لقد سبق لنا وإن أجبنا على أحد تساؤلاتكم بشأن تعريف القومية في تعقيب لنا في حينها وليس لدينا المزيد بهذا الشأن لنقوله ، ولكن لمعرفة المزيد من الأجابة الشافية على كل تساؤلاتكم بشأن القومية والتسميات العديدة التي نتسمى بها اليوم قومياً ومذهبياً وكنسياً ندعوكم الى قراءة (( كلمة التحرير لمجلة bethmardootha  )) بقلم الأب القس شليمون إيشو أعلاه ، وكذلك بالعودة الى قراءة مقالنا السابق (( الآراميون واللغة الآرامية القديمة وعلاقتها باللغة الحديثة المحكية بين الكلدان والسريان والآشوريين )) حيث فيها الأجوبة الشافية لكل تساؤلاتكم .
هذه الكلمة ومقالنا المذكورين في أعلاه تقولان في خلاصتيهما  ، ونحن قلنا في كل كتاباتنا في هذا المجال ونقول اليوم أن (( الكلدان والسريان والآشوريين )) الحاليين شئنا أم أبينا كُنّا ونكون وسنبقى الى الأبد من عِرق قومي واحد ونشكل بالتالي قومية واحدة بدليل وحدة اللغة والثقافة والتراث والتاريخ والجغرافية والمصالح المشتركة والمصير المشترك . وما يصعب علينا اليوم هو الأتفاق على التسمية الموحدة ، إن مشكلتنا التي مزقتنا في الماضي وتمزقنا في الحاضر وقد في المستقبل ليست جذورها قومية كما يتصور البعض ، بل أن جذورها مذهبية كنسية وربط التسميات المذهبية بتلك التسميات التاريخية التى نتسمى بها اليوم ومتى ما تُحل تلك العقدة تحل العقدة القومية بحسب قناعتنا ، لأنه تُحل المشكلة منى ما حُلت أسبابها هكذا يقول المنطق العقلي ، وللخلاص من هذه العقد النفسية الراسخة في نفوسنا وضميرنا علينا أعادة النظر في قراءة التاريخ  بمنظار جديد علمي وموضوعي لنتمكن أن نكشف ما هو مفيد لحاضرنا ومستقبلنا القومي كما دعونا في مقالنا هذا . نرجو أن نكون قد وفقنا في اجاباتنا على تساؤلاتكم ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
                 محبكم أخوكم : خوشابا سولاقا – بغداد

غير متصل david ankawa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 317
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ العزيز الأستاذ آشــور بيث شليمون المحترم
تقبلوا خالص تحياتنا ومحبتنا
نشكر لكم مروركم الكريم على مقالنا ونتقبل ما أبديتموه من ملاحظات تاريخية بكل سرور ورحابة صدر انسان مثقف ، ولكن نستميحكم عذراً أن نبين بشأنها تعقيبنا المختصر لنضع النقاط على الحروف ، لكي لا يحصل أي سوء فهم بيننا حول ما نحن بصدده ، والذي قد نكون متفقين عليه الى حد كبير من الناحية التاريخية بموجب المصادر التاريخية التي هي في متناولنا وعليه نوضح لحضرتكم الآتي :-
أولاً : من الناحية التاريخية والجغرافية وبحسب المصادر التاريخية المتوفرة في المكتبات العالمية والأدلة الآثارية التي تزخر بها أعرق المتاحف العالمية اليوم ، قد نكون متفقين الى حد كبير بحسب تحديد المقومات القومية لأثبات الهوية القومية لأية مجموعة بشرية فاقدة لتلك الهوية بسبب ظروفها التاريخية ، وقد نتوصل  بموجب ذلك نحن وأنتم الى نفس الأستنتاج لتحديد الهوية القومية لأمتنا . ولكن المشكلة ليست هنا في عوامل التاريخ وفي عوامل الجغرافية وعوامل اللغة والتراث والمصالح المشتركة والمصير المشترك ، بل هي في الواقع الموضوعي الاجتماعي لأمتنا القائم اليوم الممزق مذهبياً ، والذي فيه الولاء المذهبي غالباً على الولاء القومي ، والذي يفرز لنا ثلاثة مكونات تدعي الغالبية من أبناء كل مكون منها ، بأن كل مكون منها قومية قائمة بذاتها أي بمعنى أن الكلدان الحاليين بحسب ادعائهم هم قومية قائمة بذاتها لا علاقة عرقية قومية لهم بالسريان والآشوريين وكذلك الحال مع السريان ، أما الآشوريونفيدعون بأن الجميع هم آشوريون  . إن الأصرارعلى هذا الطرح له خلفية مذهبية مترسخة في الأيمان والضمير وثقافة هرطقة الآخر ، هذا هو واقعنا اليوم كيف وبأي منطق وآليات نتعامل معه ؟؟ .
ثانياً : في ضوء الواقع الذي رسمناه لمكونات أمتنا بموجب أولاً أعلاه ، كيف يمكن لنا ولكم وللآخرين من أصحاب الفكر والرأي القومي المعتدل والمتطرف على حدِ سواء من تخريج مشتركات قومية ولو بالحد الأدني  لتقريب وجهات النظر وخلق أرضية صلبة لبناء ثقافة قومية ترفض ثقافة هرطقة الآخر ليفتح الطريق معبداً أمام الرؤى القومية التوحيدية على أساس وحدة اللغة والتاريخ والجغرافية واتراث والمصالح المشتركة والمصير المشترك ؟؟؟ ، إن مهمتنا نحن المثقفين القوميين تكون جداً صعبة ومعقدة للوصول الى ذلك الطريق المعبد في ظل التعصب والتشدد والتطرف القومي في الرأي والرؤى إن نتخطى هذه العقبات . إن مشكلتنا يا صديقنا العزيز التي تكبل أيدينا ليست في التاريخ والجغرافية بل هي في واقع الحال الممزق مذهبياً ، أي هي مشكلة مذهبية لاهوتية وليست مشكلة قومية بحسب قناعاتنا التي استنبطناها من قراءتنا للتاريخ والواقع الاجتماعي لمكونات أمتنا .
أخيراً نرجو أن لا يفسد اختلافنا في الرأي للود قضية بيننا ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
            محبكم أخوكم : خوشـــابا ســـولاقا – بغداد


غير متصل آشور بيت شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 842
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ملاحظة هامة للقراء الكرام

أولا شكري  الجزيل للأخ  خوشابا سولاقا للرد الاخير على كلمتي ( مداخلتي التاريخية القيمة )وهو الرد الاخير في هذه الصفحة، ولكن وا حسرتاه على موقع الجليل - عنكاوا - لحذفه مضمون ذلك الرد، يا للاسف ولكن شكرا لكم على كل حال حيث الحقيقة لم ولن يحجبها أحد كونها شمس ساطعة!

آشور بيث شليمون
______________________