إيران للعراقيين: سليماني قائدكم وبطل تحريركم من داعش طهران تستغل الحرب على تنظيم 'الدولة الإسلامية' في العراق كفرصة سانحة لإعادة بسط سيطرتها الميدانية الكاملة على العراق.العرب [نُشر في 31/10/2014،
سليماني حول الميليشيات إلى جيش جديد لاحتلال العراقبغداد - تقرير إخباري إيراني يرفع الجنرال قاسم سليماني من مجرّد رمز للتدخّل الإيراني في عدد من البلدان العربية، إلى مرتبة قائد للعراق وبطل لـ”تحريره” من داعش، في وقت تتحول فيه الحرب على التنظيم إلى فرصة جديدة لإيران لبسط سيطرة ميدانية مباشرة على العراق.
قطع تقرير إخباري إيراني الشك باليقين بشأن لعب إيران الدور الأكبر في قيادة القوات المسلّحة العراقية وإدارة عملياتها ضد تنظيم داعش واصفا الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري بأنه “قائد ميداني تربع في قلوب شرفاء العراق”، في أوضح إشارة وأكثرها صراحة إلى تولي سليماني إدارة معارك القوات العراقية وما يعرف بقوات الحشد الشعبي.
واكتسب التقرير المذكور صبغة توثيقية بإرفاقه بسلسلة من الصور لسليماني إلى جانب مقاتلين على الأراضي العراقية.
وجاء التقرير في وقت تتعاظم فيه المخاوف في العراق من أن تنحو الحرب على تنظيم داعش منحى طائفيا صرفا بفعل التدخل الإيراني الذي سيفرز في النهاية تغوّل الميليشيات ويعطيها دورا موازيا أو بديلا عن دور الجيش.
وبُني التقرير الذي بثّته وكالة أنباء فارس على المقارنة بين دور التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وما حققه في محاربة التنظيم، وبين الدور الإيراني الذي يصوره التقرير باعتباره أعظم وأكبر وأوضح نتائجَ من دور التحالف الذي يصفه التقرير بـ“المزعوم”. وعلّق مراقبون على تقرير الوكالة الإيرانية بأنّه مكتوب بروحية أصبحت مألوفة لدى العراقيين منذ سنة 2003 وهي روحية مسارعة إيران لقطف ثمار ما تزرعه الولايات المتحدة في بلدهم، شارحين أنه كما استفادت إيران من الغزو الأميركي للعراق واحتلاله، تعمل اليوم على الاستفادة من الحرب على داعش لترسّخ حضورها في العراق ولتقوي شوكة الميليشيات الموالية لها هناك لتغدو بمثابة جيش رديف للجيش النظامي تحت قيادة خبرائها وكبار ضباطها وعلى رأسهم الجنرال قاسم سليماني الذي يعتبر رمزا للتدخل الإيراني في دول عربية لا سيما العراق وسوريا ولبنان.
الحشد الشعبي:
* تشكل استنادا إلى فتوى من المرجع الشيعي علي السيستاني
* يتألف من متطوعين شيعة وأفراد ميليشيات
* يمول جزئيا من خزينة الدولة العراقية ومن تبرع هيئات ومؤسسات دينية
*يدربه ويقوده خبراء عسكريون إيرانيون إلى جانب قادة ميليشيات عراقيين
وعمل تقرير وكالة فارس على تلميع صورة سليماني بمقارنته بالجنرال الأميركي جون آلن، الذي يقود التحالف الدولي ضد داعش، مضمّنة تلك المقارنة اعترافا بشأن تولي سليماني قيادة الجيش العراقي، حيث جاء في بداية التقرير: “لا شك في أنّ الجنرال الأميركي الذي يدير التحالف الأميركي ضد حركة داعش الإرهابية بأحدث التقنيات والأسلحة الفتاكة لم يكن يتصور أن يتهمّش دوره في ظل الانتصارات التي حققها الجيش العراقي مدعوما بالحشد الشعبي تحت إمرة قائد محبوب”، في إشارة إلى سليماني.
كما ورد بالتقرير “أصبح جليا للجميع أن الشعب العراقي بجميع طوائفه ومكوناته لا يثق إلاّ بالجمهورية الإسلامية وقد عرف عدوّه من صديقه وأصبح فيلق القدس الباسل المدافع عن الإنسانية رمزا للتحرير والوفاء، فقد قدمت هذه القوات الدعم الاستشاري واللوجستي لحماية العراق من الانهيار”. ويمضي التقرير متحدثا عن قاسم سليماني واصفا إياه بـ“البطل المغوار” الذي “أصبح اليوم حديث الساعة بين أبناء الشعب العراقي الشرفاء وبات بطل تحرير لكل المستضعفين والتحرّريين”.
واعتبر مراقبون التقرير بمثابة إعلان من قبل إيران على إحكام سيطرتها على الوضع الميداني في العراق، بعد أن تدرّجت من إنكار حضورها هناك إلى الاعتراف بحضور جزئي محدود في كردستان العراق، إلى الاعتراف بحضور شامل على مختلف الجبهات، حيث ورد بالتقرير: “لم يتوان الجنرال سليماني عن الحضور في أي من جبهات القتال من شمال العراق إلى وسطه، والعالم يعرفه اليوم غاية المعرفة والشعب العراقي يسميه بطل التحرير الحقيقي، ما أثار حفيظة الجنرال الأميركي المتقاعد الذي يقود تحالف واشنطن الهش والذي يمتلك من القدرات التسليحية والسياسية والإعلامية والمادية أضعافا مضاعفة لما يمتلكه الجنرال سليماني”.