هناك نقطتين تثيران عندي الحيرة وهما, النقطة الاولى:
وفي موقف آخر، أثناء غداء عمل مع أستاذة فرنسية من أصل جزائري .. قالت لي " لقد بدأت البحث عن فرصة عمل في بلد آخر" قلت لها متسائلة :" ولكن لديك عمل جيد هنا ؟ "، قالت " نعم، ولكن يجب ان اهيىء نفسي لعام 2017 ربما يتبوأ الحزب اليميني الحكم ، عندها سيقوم بتصفيتنا نحن الأجانب ويخيرنا بين جنسيتنا الأم أوالجنسية الفرنسية..وانا في الحقيقة لا أود ان أتخلى عن جنسيتي الجزائرية ..." تفكير غريب، لم يخطر في بالي يوما ما هذا النوع من التخيلات !!.
يعني هذه الاستاذة لا تريد ان تتخلى عن جنسيتها الجزائرية مهما حدث وربما تريد ان تحتفظ بكل شئ جزائري وهي تريد البحث عن عمل في بلد اخر بشرط ان لا يكون هذا البلد بلدها الاصلي الجزائر.
وحول خوفها من التصفية من قبل اليمين المتطرف كما تقول فانا سيهمني ان اعرف هل قامت هذه الاستاذة باي دعوة للخروج في مسيرة احتجاج ضد ما تقوم به جماعات اسلامية امثال داعش وغيرها من تصفية ضد الاخرين؟ هذا خاصة وان هناك بين صفوف داعش المئات من اللذين اتوا من الجزائر وجزائرين يحملون الجنسية الفرنسية وفرنسيين تحولوا الى الاسلام.
اذا لم تفعل ذلك ولم تفكر بالاحتجاج وتعرضت مستقبلا الى اي اذى فانني لن اذرف ولا دمعة واحدة من اجلها. وهي اذا تعرضت الى اذى فهذا سيكون بعد ان تزداد سيطرة الاسلاميين على المجتمعات هناك, وهكذا اذى سيكون نتيجة علاقات رياضية حتمية.
النقطة المحيرة الثانية:
عندما يكون هناك حديث عن شئ يتم اعتباره جيد مثل وجود العلمانية وفصل الدين عن الدولة واعتراف بحقوق الجميع الخ فان هذا حسب ما يقولون لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالمسيحية , وانما جاء فقط بعد ابعاد المسيحية ومحاربتها وبعد ان ترك الاغلبية المسيحية. ومن يسمع هكذا كلام سيقول اذن اعداد المسيحين في بلد مثل فرنسا لا يتجاوز ال 5 بالمئة وفي احسن الاحوال سيكون 10 %.
لا باس, لامشكلة على الاطلاق مع هكذا قول. ولكن ماذا لو حدث شئ سئ؟
قبل فترة أوقف الحزب عضوية احد اعضائه الناشطين، شاب في مقتبل العمر يعمل مستشارا في بلدية تقع غرب العاصمة، والسبب يعود الى إعتناقه الإسلام مؤخرا، أمرغير قابل للتسامح من قبل الحزب الذي يعرف بمعاداته الشديدة لهذا الدين، ويعتبرأن المسيحية فقط يجب ان تكون ديانة الفرنسيين والاوربيين .
الحزب اليميني اللذي قد يفوز بالانتخابات لا يعترف باحد سوى بالمسيحية ولا يعترف باي دين او معتقد او منظور اخر. والفرنسيين يؤيدونه وقد يفوز يالانتخابات, وهذا يعني ان الفرنسيين اغلبيتهم الان اصبحوا مسيحين, وهؤلاء هم متطرفيين والا فانهم لن يؤيدوا هكذا حزب يميني متطرف.
هذا يعني بان الفرنسسين يصبحون يوما باغلبيتهم غير مسيحين وفي اليوم الثاني يتحولون اغلبيتهم الى مسيحين , وعلى شخص مثلي ان يحل هذه الحزورة. هذا ومن يسمع بان هؤلاء هم مسيحين سيظن فورا بان قيادة هذا الحزب هم كهنة او اساقفة.
راي هو ان كل ذلك لا علاقة له بالحقيقية. فسواء المسيحين او البوذين او الملحدين او غيرها من المعتقدات كلهم لا مشكلة لديهم مع بعضهم البعض ماعدا مع الاسلام. وهذا ليس لانهم يكرهون الاسلام او المسلمين وانما لان الاسلام يعتبرهم اعداء له سواء ان رغبوا هم بذلك ام لا.
والمشكلة الحقيقية هي ليست في وجود متطرفين مثل الداعشين والسلفين او غيرهم من الجماعات الاسلامية وانما عدم قيام بقية المسلمين باي احتجاج يذكر ضد اعمال هؤلاء من الجماعات الاسلامية. هناك سكوت وصمت مطبق ومستمر متقصد.
وفوق كل ذلك فان انتقاد اي معتقد هو مقبول ما عدا انتقاد الاسلام مرفوض. الطريقة التي يتحدث بها بعض المسلمين في الغرب انا شخصيا لا امتلك ولا حتى 1 % من الجراءة لاستعمل نفس طريقتهم لوصفهم, وهذا لانني ساتعرض الى معاقبة بينما هم لا احد يعترض على اسلوبهم. وهذا التناقض ليس موجود فقط في الخارج وانما حتى في هذا المنتدى. هنا يدخل احدهم ويقول بانه باحث او كاتب ويقول بان العراق بلد عربي بمعنى ان العراق لا علاقة له بالعراقيين وانما ملك العرب وحدهم, ويسمي العراق ارض عربية ويطالب بالغاء كل الحدود ليدخل فيها العرب كما يشاؤون, وهؤلاء بالفعل دخلوا وبالالاف وقاموا بتفجيرات وقتل, ولكن كل هذا ليس مهما لهؤلاء الكتاب. هؤلاء الكتاب انا لا امتلك الجراءة في انتقادهم بطريقة لوضعهم عند حدهم, لان هذا سيتم اعتباره من قبل ادارة الموقع عنصرية وشخصنة وعدم احترام المقابل...