المحرر موضوع: صناعة الموت  (زيارة 1366 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل George Shabo

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 56
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
صناعة الموت
« في: 17:41 09/02/2007 »
   
                                               صناعة الموت

  ان عبقرية الانسان وطموحاته في العصر الحديث ، تتجلى في الوصول الى كل ما يتمناه الانسان لسعادته من الابداع وخاصة الصناعي منها لعمل حاجياته من المواد الاولية الطبيعية لتحويلها الى مواد ممتعة وجميلة ،يسهل عليه حياته ويضمن راحته وسرعة انجازه لاعماله وتطويرها ،وان نسبة التقدم والتطورالتقني التكنلوجي الصناعي ،تاثر على التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وعلى السلوك والقيم الانسان الغربي.
 
اما المجتمع الشرقي الذي قبل باقتناء هذه التقنيةواجاد في استعمالها والاستفادة منها الا ان نسبة تغيره السلوكي ظل منغلقا ومنحازا الى مبادئه وقيمه القديمة المستمدة من الشريعه والمذهبية والفئوية العشائرية ،المتمثلة في المرجعية والمشيخة والامام ،والمعتقدات والعادات البالية  مثل الجهاد والتضحيه والشهادة وحشد الافكار الانتقامية  والتعصب والحقد للمذاهب والقيم الاخرى على حساب الوطنية والقومية وحصر الحريات. وان عدم الالتزام بالمعتقدات ،يعتبر خروج عن الطاعة ،ووصف القرارات الدولية لامم المتحدة وحقوق الانسان      والديمقراطيةوالمساوات والسلم مبادئ شيطانية. 

وان الانتخابات التي جرت كانت على اساس الكمية الفئوية المدعومة من المرجعية  والتزوير ،للوصول الى السلطة .   ومع هاذا فان العراقين بنوا امالهم على حكومة وحدة وطنية تنقذهم من المراحل البائدة لتحقيق حلمهم الوردي.

 لكن حالما وصلوا الى الحكم نسوا الوعود والشعارات والقيم التي وعدوا بها للشعب وتقاتلوا على المناصب السيادية والادارية والتفرد بحكم البلاد وتهميش الاخرين والسيطرة عليهم وحكمهم بالمظلومية السابقة واحقاد الماضي. والرضوخ للمحتل بوضع الدستور ،وادخال احكام الشريعة والدين والتصرف بالصلاحيات القانونية للمحتل مما زاد الاحباط وردود الفعل المعارض ودخول البلاد الصراعات واخذ الاقتتال اشكال وصور مختلفة ونزوح ارهابين من كل الدول الداعمة له ،عن طريق سوريا وايران ،وباهمال مقصود من قوى التحالف على نية تجميعهم مما اخفقت ايدلجيتهم واعترافا بفشلهم وقتل 4000جندي عوضا عن الجرحى والمال وخلق انشقاق واعتراض بين حزب الجمهوري والديمقراطي.  قامت على اثرها استنكار تطلب انسحاب القوات من العراق.الا ان اصرار جورج بوش بزيادت القوات والدعم لمواصلة النصر.   

ان مبرر امريكا بدخول العراق في 4/9/2003 بعد 11 سبتمبر ،كان ردا على العملية الارهابية التي دمرت فيها مركز التجارة     االعالمية و وزارة الدفاع الامريكيةوالتخلص من اسلحة لدمار الشامل والقضاء على الارهاب وادخال الديمقراطية. ولم نشاهد من تبريراتهم شئ غير تعذيب الناس وازالة الخدمات ونشر الفساد وتفشي البطالة وتجويع الناس وفقدان الامن وارهاب العراقين لاخراجهم من بيوتهم للهجرة والعيش في خيمم مذللين . كي يتمكنوا من  تامين مصالحهم وتوسيع  نفوذهم وبناء قواعد عسكريةوتامين النفط ومنع الدول الغربية والصين من الاستفادة من نفط الخليج ووصول الصين الى حفظ التوازن القوى  بعد غياب السوفيت،وتامين امن حليفتها اسرائيل وحكام الدول  بعد ان زاد النفوذ الفارسي وبقتل العلماءوالاطباءالقاده العسكرين والطيارن على يد قواة بدر ،وازالة البنية التحتية والفوقية لسرقة العراق .


  وان زيادةالقوات الامريكية في العراق والخليج من سفن حربية وغواصات وحاملات الطائرات ،موءشرات واستعدادات لضرب ايران .وتجفيف منابع الارهاب ،بقطع المساعدات وكل انواع الدعم ومحاسبة الدول الداعمة له،لتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد ،وجعل العراق ساحة نزاع للسيطرة عليها من قبل الطامعين ،بعد ان كانت اقوى دولة في المنطقة.

  هذا هو منطق الهمجية البربرية ،لتطبيق شريعة الغاب ،فان اقتنعت امريكا بالانسحاب بعد فشلها ،فان الاطماع الفارسية القديمة والحديثة هي اقسى على الخليج لمد سيطرتها واعادة الامبراطورية الفارسية من جديد. ومنع تطور مشروع النووي الايراني.وتعطيل دورها المستقبلي.
 
ان  مناشدة الاحزاب والاطراف المشاركة في العملية السياسية ،باعادة النظر في مواقفها  ،بعد فشل كل خطتها وتجاربها المريرة على الشعب بعد كل هذه الفترة الزمنية من انبثاق الحكومة والمجلس الوطني الذي ولد ميتا ،ولم يفلح في انجاز مشروع او عقد اجتماع ياخذ قرار بمحاسبة الحكومة على اخفاقاتها فيما وصلت اليه من الفسادوتهدئة الاوضاع واعادة الخدمات وان ميزانية الدولة تصرف عل المليشيات وحراسة المنطقة الخضراء وعلى المسؤلين والوزراء وعلى حراسة بيوتهم وحاشيتهم ،من المقاومين والشعب هو المتضرر الوحيد.

   لقد حان الاوان للوقوف على الخلل ونزف الدم والاعتراف بالخطء ووضع اليد على الجرح ،لتغير الواقع المرير والخووج من النفق ببصيص الامل .حيث عجز النقد والكتابة والمقابلات والمسلسلات والاستنكار والشجب لم يوصل الى نتيجة ،ان المصالحة الحقيقية مع الشعب ومشاركة الجميع في العمليةالسياسيةوالانحياز الى الوطن واتخاذ خطوات عملية ايجابية بغية التعاون والمحبة لتجاوز التعصب ومحاسبة النفس ومحاربةالدخلاء وصياغة الدستور من جديد يمثل العدالةومتطلبات جميع مكونات الشعب والاعتماد على النوعية والكفاءة العلمية الادارية ،واعادة المهاجرين الى بيوتهم ومحاسبة المسئين والعمل بنياة حسنة ولا سيما ان الدول الغربية قد مرت بمثل هذه التجارب الماسي واستفادة من تجاربها.ان الرجوع الى كل الشعب لابعاد شبح الحرب الاهلية واعادة الحياة الى مجراها الاعتيادية .

  شكرا لكل من يقدم ببادرة حل من الدول والشخصيات الوطنية اوالعربية ،لارجاع اسم العراق لامعا وشمسها ساطعا. 

 جورج يوسف شابو 
السويد/ نورشوبنك